تأثير الأساقفة النساء على الحوار بين الأنغليكان والكاثوليك

مقابلة مع أمين سر المجلس الفاتيكاني للوحدة

بقلم إينما ألباريس

روما، الجمعة 16 يوليو 2010 (Zenit.org) 

بعد تصويت صارم، قررت كنيسة انكلترا نهار الاثنين أنه يمكن تكريس النساء كأساقفة. لكن أمين سر المجلس الفاتيكاني يقول أن الحوار المسكوني مستمر كما كان في السابق.

هذا القرار السينودسي يجب أن يخضع لاستفتاء من قبل سينودس مشابه خلال سنة؛ لكن التصويت يشكل نقطة مهمة في تاريخ كنيسة انكلترا. كما أن هذا التصويت جدير بالملاحظة من جانب آخر، إذ رُفض فيه التعديل الاسترضائي الذي اقترحه رئيس أساقفة كانتربيري رووان ويليامز، ورئيس أساقفة يورك جون سينتامو.

لوكالة زينيت، قال الأسقف براين فاريل، أمين سر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، أن القرار الأنغليكاني يمثل "عائقاً كبيراً". مع ذلك، قال أن نتائج هذا التصويت يجب أن تبقى ضمن آفاق محدودة.

زينيت: لقد وافق سينودس يورك على سيامة أساقفة نساء. إنه قرار يفرض تدريجياً في الشركة الأنغليكانية جمعاء، ضد قناعة الجماعات التي تسمى "التقليدية". يمكن اعتبار هذا القرار صارماً على الرغم من أن التصويت النهائي لن يجري إلا حتى نهاية سنة 2012. هل سيتبدل هذا القرار، أو سيكون حاسماً؟

الأسقف فاريل: إن السينودس الذي عقد منذ فترة قصيرة في يورك هو سينودس كنيسة انكلترا. ولا يتمتع بأي سلطة خارج انكلترا، ولا حتى في ويلز أو اسكتلندا. تتألف الشركة الأنغليكانية من 38 إقليماً مستقلاً منها انكلترا. هناك عدة أقاليم تضم أساقفة نساء. وقد وضع السينودس قانوناً يسمح بذلك في كنيسة انكلترا. إن العملية مستمرة من دون شك لأن الأكثرية تريد ذلك.

زينيت: إن إحدى أعظم "خيبات" هذا السينودس كان رفض التسوية التي اقترحها رئيسا أساقفة كانتربيري ويورك. بعد التصويت، اعتبر محللون عدة أن الشركة حُلت بين الأنغليكان. هل هذا صحيح؟

الأسقف فاريل: الوضع معقد جداً ومتناقض. لو تمت الموافقة على التسوية، لكنا نشهد وضعاً تستطيع فيه رعية أو جماعة رفض سلطة امرأة في منصب أسقف أبرشي، فتضع نفسها تحت سلطة أسقف رجل. وبالتالي، فإن تلك الرعية لن تكون في شركة مع الرعايا الأخرى في أبرشيتها. وبطريقة ما، من الممكن أن يحصل انشقاق بنيوي حتى ولو أنه لا يسمى كذلك.

حالياً، هذا الإجراء ليس ممكناً، والرعية تملك خياراً واحداً يتمثل في البقاء في شركة مع أسقفها، أو التخلي عن كنيسة انكلترا. وللمزيد من الدقة، هذا ما سيسبب خسارة الأعضاء، وليس انشقاقاً ضمن كنيسة انكلترا.

زينيت: في اجتماعات سابقة، حذر الفاتيكان من أن قرار تكريس أساقفة نساء قد يعرض الحوار المسكوني مع الكنيسة الكاثوليكية للخطر. ما هو وضع هذا الحوار في أعقاب قرار السينودس؟

الأسقف فاريل: تقول كل كنائس الألفية الأولى، الكاثوليكية، الشرقية والأرثوذكسية، أن الرجال وحدهم هم الذين ينالون الدرجة الأسقفية. هذه الكنائس ترى سيامة النساء كتخل غير شرعي عن التقليد الصحيح.

بشأن الحوار المسكوني، وكما قيل سابقاً، فإن بعض الأقاليم الأنغليكانية كانت تضم أساقفة نساء في فترة معينة، وكان الحوار يتقدم.

ينبغي على الحوار أن يأخذ بالاعتبار هذا الوضع، ويقر قيام عائق كبير أمام بلوغ هدف الحوار عينه وهو الشركة الكنسية التامة والواضحة. سوف يستكمل الحوار بين الكاثوليك والأنغليكان ضمن هذه الثوابت.

زينيت: تشير عدة تقديرات إلى إمكانية لجوء بعض الجماعات التقليدية إلى "الجماعات الأنغليكانية" Anglicanorum Coetibusوالدخول في شركة مع الكنيسة الكاثوليكية. حتى أن أنباء ترددت عن اتصال جماعة من الكهنة الأنعليكان مع أسقف كاثوليكي. هل يمكن توقع خطوة مماثلة؟

الأسقف فاريل: يبقى علينا انتظار النتيجة الملموسة لما هو مشار إليه في "الجماعات الأنغليكانية" Anglicanorum Coetibus. وكل مجاهر بالإيمان الكاثوليكي ومتحرر من كل العوائق، قادر على الانضمام إلى الشركة الكاثوليكية. يستطيع الأنغليكان والأنغليكان السابقون أن ينضموا إلى هذه الشركة من خلال سلطة تسمح بالحفاظ على بعض عناصر التقليد الأنغليكاني. كما يستطيعون أيضاً أن يطلبوا الترحيب بهم في الرعية الكاثوليكية المحلية.

تبرز مشكلة تمييز استثنائية عندما تكون المسألة متعلقة بالجماعات. ليس لكل الجماعات التناغم الكنسي عينه. ففي النهاية، تقع على المجلس الأسقفي في بلاد أو منطقة مسؤولية دراسة الأمور التي يجب فعلها. ما يجب أن نتذكره هو أن من يسميهم البعض بـ "الأنغليكان التقليديين" يشكلون عادة جزءاً من القسم الإنجيلي في الشركة الأنغليكانية – وبالتالي، فإنهم بعيدون تمام البعد عن الكنيسة الكاثوليكية بمعتقداتهم الكنسية.

زينيت: ختاماً، كيف يتلقى الكرسي الرسولي، وبخاصة مديرية الوحدة المسيحية، قرار سينودس يورك؟

الأسقف فاريل: لا بد من رؤية الأمور ضمن آفاقها الخاصة. يحزننا أن الشركة الأنغليكانية تخلت عما نعتبره التقليد الأساسي للكنيسة منذ بداياتها. لكن العملية بدأت منذ فترة طويلة.

سنستكمل الحوار المسكوني بواقعية تقبل الأمور على ما هي عليه، وتدرك أن الطريق المستقبلية طويلة وشاقة. مع ذلك، تدرك أن الحوار مهمة يفرضها المسيح وتدعمها نعمة الروح القدس، روح كنيسة المسيح.