الإمارات، كنيسة متقلقلة ومتقدة

بقلم روبير شعيب

روما، الخميس 22 يوليو 2010 (Zenit.org).

الإمارات، كنيسة "متقلقلة"، بهذا العنوان تقدم كيارا دزابا تقريرًا حول الكنيسة في الإمارات العربية المتحدة يبدأ في وصف نهار "عيد المسيحيين" في الإمارات العربية، كما في كل الخليج الفارسي، حيث "يتأقلم الأحد مع وقع الإسلام" فيعاش نهار الجمعة.

تصف الكاتبة نهار جمعة المسيحيين، الذين يبدو على معظمهم الطابع غير العربي، فهم بمعظمهم أجانب، وبشكل خاص هنود، أفارقة، وفيليبينيين، ورغم أن وقع رنين الأجراس لا يسمع إلا أن هذا الأمر لا يجعل من جمعة المسيحيين نهارًا مميزًا بالنسبة لهم وفي أماكن سكنهم.

يحتفل في ذلك اليوم بعشرة قداسيس في الكاتدرائية، بدءًا من قداس عند الساعة السادسة والنصف صباحًا. ويكفي عد المناولات التي توزع أسبوعيًا للحصول على فكرة أولية على عدد المشاركين. فالأب موتو الكبوشي، راعي كنيسة القديس يوسف، يوزع نحو 30 ألف مناولة أسبوعيًا.

ويشرح الراهب الكبوشي: "إن جماعتنا هي صورة نموذجية عن حالة الكنيسة في هذه الأرض، بدءًا من كثافة المؤمنين، الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف مؤمن، من عدد لا يصدق من الجنسيات"، ويوضح أن الكنيسة تتألف من مهاجرين، بعضهم يبقى في البلاد لزمن يسير، والبعض الآخر موجود هناك منذ 20 أو 30 سنة.

ولكن بالرغم من عديدها، فالكنيسة في هذه المناطق هي متقلقلة وهشة، لأن مسيحييها، كونهم غرباء، يضطرون إلى ترك البلاد عند انتهاء مدة إجازة إقامتهم أو عملهم، وعند وصولهم إلى سن التقاعد، وأيضًا لأن حريتهم الدينية محدودة بشدة في إطار حي رعيتهم. لا يستطيعون أن يقوموا بالتزياحات، ولا أن يحملوا شارات دينية ظاهرة، ولا توجد صلبان على رؤوس الكنائس، وغيرها الكثير من التقنينات.

وعليه تشرح كاتبة المقالة: "بينما يشهد الشرق الأوسط هجرة مأساوية للمسيحيين، نجد في الجزيرة العربية، التي هي بحسب السنة أرض الإسلام المقدسة، نموًا لعدد المؤمنين بالمسيح. وحضورهم، رغم أنه خجول، إلا أنه حي وحماسي.

فبحسب إحدى الرعايا الفيليبينيات: "إيماننا هنا هو أقوى من إيماننا في وطننا الأم!". وتشرح الممرضة نيلا سانشز بانديغان المتواجدة في الإمارات منذ أكثر من 28 سنة أن الأئمة قد شاركوا في افتتاح هذه الكنيسة، ولذا انطلاقًا من هذا المناخ تنظر إلى المستقبل بتفاؤل.

ويتحدث الأسقف السويسري والنائب الرسولي بول هيندر عن هذه الكنيسة مشيرًا إلى أنها جماعة ذات إيمان متقد "تفاجئ الأوروبيين وتدهشهم"، ومع ذلك لا ينكر وجود مشاكل وتضييقات مثل نقص الفسحات للمؤمنين، والمعاقبة القانونية القاسية للارتداد عن الإسلام، ولذا يعبر الأسقف عن اشتياقه للحرية الدينية التي تعاش في أوروبا. "ولكن بالرغم من ذلك… إنه لجميل أن أكون أسقف هنا لأن المسيحيين مليئون بالرجاء، جاهزون دومًا لكي يقدموا يد العون".