الانتقال من الخوف من الآخر إلى الخوف على الآخر

مقابلة مع الكاردينال توران

روما، الاثنين 23 أغسطس 2010 (Zenit.org)

إن كان العالم ما يزال يشهد اضطهادات بحق أقليات دينية، فذلك لأن الديانات قادرة إلى جانب المؤمنين على "فعل الأفضل والأسوأ على حد سواء". لا بد من الانتقال تدريجياً من "الخوف من الآخر إلى الخوف على الآخر"، حسبما أعلن رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، الكاردينال جان لوي توران في مقابلة أجرتها معه لوسيرفاتوري رومانو في الأول من أغسطس لدى عودته من سامبران التايلاندية حيث ترأس دورة عمل للمجلس الحبري.

في الشرق، نحتاج إلى أن يخيم مناخ من الحرية، ونحتاج بخاصة إلى التضامن بين الديانات لكيما يتمكن الجميع "من العيش جنباً إلى جنب" في مجتمع "هادئ وسلمي"، حسبما قال.

"كلما قتل مؤمن، استوجب الأمر الانطلاق مجدداً من نقطة الصفر". هذا ما قاله الكاردينال ذاكراً عقبتين لا بد من تلافيهما وهما النسبوية والتعصب. وأضاف: "إن كل تقدم يتضاءل في كل مرة يقتل فيها مؤمنون لأسباب دينية".

وعن دور الديانات في العالم، قال الكاردينال الفرنسي: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". "مما يعني أن له بعداً روحياً ودينياً. إنه شبه حاجة للإنسان الذي كثيراً ما لا يفكر. إذاً تحث الديانة الناس على التفكير".

ورأى أن المسيحيين يستطيعون أن يتعلموا من الديانات الأخرى على الرغم من أنه من المهم أن "يحافظ كل فرد على هويته الروحية". وشدد على أنه لا يمكن القول بأن كافة الديانات متساوية، وإنما هناك قيم مشتركة مع الآخرين.

وأضاف: "من المسلمين، يمكننا أن نتعلم كيفية الصلاة والصوم وفعل الخير؛ من الهندوس، يمكننا تعلم التأمل؛ من البوذيين، يمكننا اكتساب التجرد عن الخيرات المادية، والمعنى العميق للحياة؛ ومن الكونفوشيوسية، التقوى واحترام المسنين؛ ومن الطاوية، التواضع".

ومن الكاثوليك، يمكننا تعلم أمور كثيرة منها بخاصة "غنى الإله ذات الوجه البشري، كما كتب بندكتس السادس عشر في "الله محبة"، الله المحبة الذي يهتم بحياة الإنسان في كل الظروف".

وبالتحدث أخيراً عن الجمعية السينودسية المقبلة للشرق الأوسط، ذكر أنها زمن رعوي يرمي إلى "إعطاء الرجاء لإخوتنا المقيمين في هذه المنطقة المتألمة". وشدد قائلاً: "في الشرق الأوسط، يعيش المسيحيون في ديارهم ولا يطلبون اللجوء". "وبسبب وجود الديانات السماوية الثلاث، ينبغي على الأراضي المقدسة أن تكون مختبراً فعلياً للحوار".