ايليا النبي 11

الصعود

للأب هاني باخوم

روما، الاثنين 30 أغسطس 2010 (zenit.org)

مسح إيليا اليشاع نبياً مكانه، واصطحبه لفترة طويلة. مرت احداث كثيرة وفي النهاية وبينما هما سائران الى جانب نهر الأردن، فصلتهما مركبة نارية وخيل نارية ورُفع إيليا الى السماء (2مل 2). نعم إيليا لم يمت، صعد الى السماء. لم يرى الموت من كان مهدداً وموعوداً به منذ بداية رسالته. موت محتم بسبب الجفاف الذي حمله لأهله. موت بسبب ما حدث لابن الأرملة التي استضافته. موت بسبب قتله الانبياء بكلمة، موت..

حياته ما هي الا صراع مع الموت. ماذا فعل مع هذا كله؟ مشيئة الرب. بل بالأحرى تعلم أن يعمل مشيئة الرب، أن لا يحاول إنقاذ حياته بنفسه. إيليا اختبر انه في كل مرة كان يهرب من الموت لينقذ حياته بنفسه كان يختبر موتاً اعمق. موت البعد عن مشيئة الرب. ويا لصعوبة هذا الموت. لا يختبره إلا من تذوق أولاً عذوبة ان نكون في إرادة الرب.

لكن الخوف يبعد ايليا فيهرب ويحاول ان ينقذ نفسه بنفسه، ولكن الرب يرحم ويعلمه ان لا حياة الا معه، فيتعلم. يتعلم شيئاً واحداً ضرورياً وهو ان يهتم باهتمامات الرب، هكذا يهتم الرب باهتماماته هو.

ايليا يخرج من خوفه ويفعل كما يقول له الرب الذي ينزل عن عرشه ويفعل ما يرغب فيه هو؛ يخلصه من موته المحتم. الموت الذي وعده به آحاب، وإيزابيل، والانبياء الكذبة. بل ويخلصه بالأحرى من الموت الذي تعده به الطبيعة. نعم إيليا لا يموت، يصعد مباشرة الى السماء. رمز وعلامة، ضمان وعربون حياة ابدية لكل من يعمل مشيئة الرب لا مشيئته الخاصة. وبأنه لن يرى الموت، وان مات فسيحيا.

حياة ايليا خبر مفرح لكل من يرى نفسه في صراع، ويحاول ان يخلص نفسه بقواه. الرب يعد بأنه هو الذي  يخلص. هو قادر ان يمر ويحملنا من وسط الصعوبات فلا نختبر الموت فيها. حياة ايليا هي دعوة لعمل مشيئة الرب واهتماماته فيهتم باهتماماتنا، واحتياجاتنا الحقيقية العميقة: احتياج الحب والشركة والحياة الابدية.

أيام مباركة.