بقلم روبير شعيب
جاكارتا، الاثنين 6 سبتمبر 2010 (Zenit.org).
التقى أساقفة كاثوليك وبروتستانت مع رؤساء مجموعة إسلامية، تعتبر من بعض الجهات متطرفة، لكي يدينوا سوية اقتراح جماعة كنسية أميريكية دعت إلى حرق القرآن بمناسبة ذكرى الحادي عشر من سبتمبر. وتبنى الأطراف، ضد هذه الدعوة التي لا تتناسب مع روح الإنجيل، قرار العمل سوية على الحوار والتعايش.
بحسب تقرير لوكالة آسيا نيوز الإرسالية، جاء لقاء الطرفين المسيحي والمسلم بعد اقتراح كنيسة بروتستانتية أميريكية بإطلاق يوم "حرق القرآن" العالمي في الحادي عشر من سبتمبر. ولهذا السبب، وتعبيرًا عن الرفض القاطع لكذا اقتراحات، اجتمع أسقف أمبونيا (اندونيسيا) بتروس كانيسيوس مانداغي، رئيس لجنة الحوار مع الأديان التابعة لمجلس أساقفة أندونيسيا، وأسقف باندونغ يوهانس بوجاسومارتا، أمين السر العام لمجلس الأساقفة المذكور، والقس أندرياس ييوانغو رأس الكنائس البروتستانتية في أندونيسيا، وحبيب ريزيق رئيس الجماعة الإسلامية المتطرفة "جبهة الدفاع الإسلامية".
الهدف من الاجتماع كان التعارف والتعبير عن وجهات النظر لتحاشي الصدامات وسوء التفاهم بسبب اقتراح تلك المجموعة البروتستانتية الأمريكية التي لا تمت إلى الكنائس الأخرى بصلة (شأنها شأن العديد من المجموعات البروتستانتية المستقلة).
أما الاقتراح الذي ولد انتقادات حادة من قبل الكثير من الكنائس ومن قبل المسلمين فقد أطلقته جماعة بروتستانتية في فلوريدا (الولايات المتحدة) تعرف باقتراحاتها الغريبة. فرئيس هذه الجماعة، القس تيري جونز قد أطلق مبادرات سابقة مثل تي شيرت تحمل هذه الكتابة "الإسلام هو من الشيطان"، وقد كتب في دوانته الشخصية مقولة بعنوان: "عشرة أسباب لحرق القرآن".
ولّدت اقتراحات جونز المتطرفة موجة من الاحتجاجات، مثل تلك التي قام بها المسلمون امام السفارة الأميريكية في جاكارتا.
بالعودة إلى اللقاء بين المسلمين والمسيحيين، عبّر الطرفان عن رفضهما وعدم مسؤوليتهما عن هذه المبادرة.
وتأسف الأسقف مانداغي لهذه "الأعمال الاستفزازية التي تريد أن تتعرض لإخوتنا المسلمين" ودعا إلى حظر هذه "المبادرات المتخلفة" في كل أنحاء العالم. في المقابل، عبّر عن تهانيه لجميع المسلمين الذين يحتفلون في هذه الأيام بشهر رمضان.
من ناحيته، وجه القس ييوانغو رسالة إلى الرئيس الأميركي أوباما مطالبًا إياه بـ "منع مبادرة حرق القرآن".
بالمقابل عبّر ريزيق، قائد الجماعة الإسلامية، عن عرفانه لشعور واحترام الجماعات المسيحية التي التقى بها.
وأشار إلى أن هذا اللقاء أسهم في تخفيف الاختلاف في وجهات النظر، وتمنى أن تتم لقاءات مماثلة لتقريب الوجهات مشيرًا إلى أن "لا شيء مستحيل من خلال الحوار".