روما، الأربعاء 8 سبتمبر 2010 (zenit.org)
اطلقَ الراعي تيري جونس من غاينسفيل في مقاطعة فلوريدا في الولايات المتحدة الامريكية، حملة لـ"يوم حرق القرآن " Koran Burning Day، في ذكرى أحداث 11 سبتمبر، وهي مبادرة تُقلق الجماعات المسيحية في آسيا.
واتفق القادة الدينيون في مختلف البلدان، في حوارهم مع وكالة فيدس، في التأكيد على المبدأ الأساسي في العلاقات مع الديانات الأخرى، ألا وهو الاحترام المتبادل. ولذلك فإن عملاً مثل هذا، يجرحُ بعمق شعور المؤمنين كونه يمسّ واحدة من الأمور الأكثر قدسية لأي جماعةٍ دينية وهي كتابها المقدس.
وقال صاحب السيادة المونسنيور لورنس سلدانا، رئيس أساقفة لاهور ورئيس مجلس الأساقفة: "ندينُ وبشدّة هذه النية وهذه الحملة، لأنها ضد الاحترام الواجب تجاه جميع الأديان، وضد عقيدتنا وإيماننا". وطلبَ نازر بهاتي، رئيس "المؤتمر المسيحي الباكستاني" من جهته من الأب تيري جونس إلغاءَ المبادرة كونها "يمكنُ أن تضرّ الأقلّيات المسيحية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة". وحذرَ قائلاً إنّ "يوم حرق القرآن سيُتّخذ من قبل الإسلاميين الأصوليين كذريعة لمهاجمة المسيحيين".
وفي الهند حيث يعيش 130 مليون مسلم، جمعَ الكاردينال اوسولد كراتسياس، رئيس مجلس الأساقفة، القادةَ الدينين المسيحيين والمسلمين، وأصدروا بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن معارضتهم الواسعة لعملٍ يُعرّف بأنه "مضادٌ لتعليم يسوع المسيح". وأضاف نيافته: "كممثلٍ عن الكنيسة الكاثوليكية، أدينُ هذا التهديد الذي لا يحترمُ القرآن ولا يكترث للعواقب".
قلقٌ عارم يجوبُ أيضًا في أندونيسيا، البلد الذي يملك أكثر عددٍ من المسلمين في العالم، حيث جرتْ في نهاية الأسبوع الماضي عدّة مسيرات لجماعات اسلامية عارضتْ المبادرة. بينما نظّمَ مجلس الأساقفة قبل أيام لقاءً مع أعضاء الحركة الإسلامية الأصولية FPI (جبهة المقاومة الإسلامية)، تمّ فيه التأكيد على الاحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين. وأدانت الجبهة بدورها بقوّة حركة الراعي هذه، ولكنها لم تحرّض المتشددين على الانتقام ضد المسيحيين، إذ أكدت أن المسؤولين الوحيدين سيكونون الأشخاص الذين سيحرقون القرآن فعلاً، وليس لأنهم أمريكيون أو مسيحيون، وأن عمل التدنيس هذا سيوصمهم بالعار.
وصرّح المونسنيور يوحنا بوجاسومارتا، أسقف باندونغ والأمين العام لمجلس أساقفة أندونيسيا، لوكالة فيدس: "عبّرنا عن استنكارنا لهذه المبادرة وأطلقنا نداءً للتراجع عنها. وسنستمر في الصلاة كي لا يحدث أي شيء مؤسف بسبب عمل غير مسؤول مثل هذا، سواء في أندونيسيا أو في كل العالم.