كونه أرض إبراهيم، وأرض يسوع المسيح
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأحد 10 أكتوبر 2010 (ZENIT.org).
إن حدث سينودس الأساقفة لأجل الشرق الأوسط يبين "اهتمام الكنيسة جمعاء بهذه الشريحة الغالية والمحبوبة من شعب الله والتي تعيش في الأراضي المقدّسة وفي الشرق الأوسط بكامله"، هذا ما قاله البابا بندكتسس السادس عشر في افتتاحه لجميعة سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط في الفاتيكان.
وأشاد البابا في معرض القداس الإلهي الافتتاحي بتراث الكنائس الشرقية العريق، مشددًا على غنى تقليدها الليتورجي، الروحي، الثقافي والتنظيمي.
ثم انطلق البابا من المزمور 98 الذي ينشد خلاص الله الذي ينكشف أمام الشعوب: "كشف الربّ خلاصه لعيون الأمم كشف بره. / ذكر رحمته وأمانته لبيت إسرائيل"، فشرح كيف أن خلاص الله الشامل يمر من خلال وساطات معينة، فهناك وساطة شعب إسرائيل، ومن ثم وساطة يسوع المسيح والكنيسة. الخلاص بيسوع المسيح هو الخلاص النهائي، وكل الوسائط السابقة كانت ممهدة لخلاص الله النهائي الذي يتحدث عنه الرسول بولس في الرسالة الثانية إلى تيموتاوس بالقول: "الخلاص الذي في المسيح يسوع" (2 تم 2: 10).
إن الله الذي يريد خلاص الجميع يكشف نفسه في التاريخ لإبراهيم، وعليه فما نسميه "الشرق الأوسط" هو جزء من أطر الخلاص الذي أراده الله.
وشرح البابا أن الله يرى، إذا جاز التعبير، هذه المنطقة من العالم من منظور مختلف، يمكن القول "من الأعلى": فهي "أرض إبراهيم وإسحق ويعقوب؛ أرض الخروج والعودة من المنفى؛ أرض الهيكل والأنبياء؛ الأرض التي فيها وُلِدَ إبن الله الوحيد من مريم، حيث عاش، مات وقامَ؛ مهد الكنيسة، المُؤسّسة لحمل إنجيل المسيح حتى أقاصي الأرض".
ثم أضاف: "ونحن أيضًا، كمؤمنين، ننظرُ إلى الشرق الأوسط بهذه النظرة، من منظور تاريخ الخلاص". وذكر الأب الأقدس بالحج الذي قام به إلى تلك الأراضي بالقول: "إنّها وُجهة النظر الداخليّة التي قادتني في الرحلات الرسوليّة إلى تركيا والأرض المقدّسة – الأردن، إسرائيل وفلسطين – وإلى قبرص حيث استطعت أن أتعرّف عن كثب إلى أفراح الجماعات المسيحيّة وهمومها".
واعترف الأب الأقدس أن هذه الخبرة أفهمته ضرورة عقد السينودس لأجل كنائس الشرق الأوسط، فقال: "ولهذا أيضًا رحبّتُ بطيبة خاطر باقتراح البطاركة والأساقفة لدعوة جمعيّة سينودسيّة للتفكير سويًّا، في ضوء الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة، حول حاضر ومستقبل مؤمني وشعوب الشرق الأوسط".