يوميات سينودوسية مع سيادة المطران بشارة الراعي

لمحة عن اليوم الأول من سينودس أساقفة الشرق الأوسط

بقلم طوني عساف

الفاتيكان، الاثنين 11 أكتوبر 2010 (zenit.org).

افتتحت اليوم اعمال السينودس من أجل الشرق الأوسط بحضور البابا بندكتس السادس عشر الذي تأمل بسر المسيح سيد التاريخ وسيد العالم.

المطران بشارة الراعي، في لقاء يومي، يقدم لمحة عما حدث في السينودس. عن اليوم الأول قال رئيس اللجنة الأساقفية للإعلام في لبنان أن تأمل البابا "ـعطانا جرعة قوية من الرجاء".

وقال انه بعد كلمة البابا، كانت هناك محطتان: الاولى هي التقرير الذي قدمه الأمين العام المطران إيتيروفيتش عن ولادة فكرة السينودس عند قداسة البابا بعد أن زار العالم العربي ورأى ما رأى.  ثم ركز على الموضوع الذي اختاره قداسة البابا انطلاقاً من أعمال الرسل: " وكانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً".  هذا هو موضوع السينودس، ان نكون جماعة مسيحية مؤمنة، تعيش الشراكة الكاملة لتحمي شهادتها.

والتقرير الثاني – تابع الراعي – مهم أيضاً وهو التقرير العام والذي قدمه المقرر العام البطريرك أنطونيوس نجيب، بطريرك الاسكندرية للأقباط، وهو ما يسمى بتقرير ما قبل النقاش، قبل ان يبدأ الآباء بإلقاء كلماتهم، وقبل الدخول في فرق العمل حول القضايا المختلفة، وقد طرح كل الموضوع انطلاقاً من وثيقة العمل وركز على كل مضامينها، ولنوع خاص على ما يعنيها وهو بدرجة اولى الرجاء. نحن كمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط نحمل رسالة، ودعوة من المسيح نفسه، نحن رجال ونساء هذا الشرق. بالطبع كان هناك مجدداً تسليط للضوء على أهداف السينودس بحيث ان يدرك المسيحيون من جديد هويتهم، وان يدركوا رسالتهم وأن يدركوا أهمية حضورهم في هذا الشرق والعناية الإلهية التي زرعتهم هنا في هذه الأيام ، وان يعيشوا من ثم وحدتهم التي هي الشركة وأن يؤدوا شهادتهم على جميع المستويات: الشهادة الروحية، الاقتصادية، السياسية، الوطنية، الاجتماعية.  وقد أدركنا اليوم أكثر فأكثر التحديات التي تنتظرنا في الشرق الأوسط : الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، حرب العراق، الصراغات بين السنة والشيعة في المنطقة، الهجرة، العلاقة مع الإسلام التعصب، العنف، هجرة المسيحيين، حرية المعتقد، وكلها تحديات تؤثر على المسيحيين، اقتصادياً وسياسياً  أمنياً على وجودهم وهذا يقتضي منا خطة عمل رسم خطوطها المقرر العام في هذا التقرير".

وتابع الراعي: "لقد خرج من هذا اللقاء بفرح كبير وكاننا نخرج وسنخرج من هذا السينودس بعنصرة جديدة، يواكب فيها الروح كنائسنا في الشرق الأوسط ويعطي معانيها للمسيحيين ليدركوا أنهم مؤتمنون على دعوة ورسالة لا يمكن التخلي عنها والشرق الأوسط بانتظارهم ليساهموا في بناء هذا المجتمع، مجتمع السلام، مجتمع احترام الانسان واحترام الديانات مجتمع العيش معاً، مجتمع نبني فيه حياة مشتركة امينة وسليمة.

 وهنا، نحن كلبنانيين، لدى سماعنا هذا الحديث، عرفنا كم هي كبيرة قيمة لبنان، لانه يشكل هذا اللقاء بين المسيحة والإسلام، إنه دولة مدنية خالية من أي نظام تيوقراطي. وتذكرنا كلمات البابا يوحنا بولس الثاني بان لينان هو أكثر من وطن، إنه رسالة. مع كل ما لدينا من مشاكل داخلية في لبنان – قال المطران – لا تزال قيمة اللبنانيين كبيرة، ومطلوب من لبنان أن يلعب دوراً كبيراً في العالم العربي كما لعبه في الماضي على مستوى النهضة العربية والثقافية والسياسية والعروبة، إذ إنه ينعم ينهضة روحية كبيرة. وفي هذا الصراع العالمي بين الثقافات والديانات على لبنان أن يقدم هذ الشهادة. نحن سعداء بالمشاركة وإبراز وجه لبنان وقيمته وحضارته.

من خلالكم نود أن نحيي كل العالم العربي ، كل البلدان حيث يعيش شعبنا مع إخواننا من مسلمين ويهود وإيرانيين وأتراك كما تتكلم عنهم الوثيقة، لنكون بالفعل بناة جسور ، وجماعة تحمل هذا الحوار. ثقافتنا المسيحية هي ثقافة انفتاح، ثقافة السلام كما يريدها السيد المسيح.

نحن سعداء اليوم باننا بدأنا على هذا النحو بهذه الجرعة القوية من الرجاء ومن القيمة لوجودنا في هذا الشرق.

لمشاهدة سينوس اليوم: http://www.h2onews.org/arabian/126-synod/224446592-news_id_3024.html