اليوم الثاني من السينودس

 تسليط الضوء على التعايش مع المسلمين، وعلى الدور التربوي للكاثوليك في الشرق

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 (Zenit.org).

افتتحت صباح اليوم الجمعية العمومية الثالثة الخاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط بعنوان "الشركة والشهادة" بصلاة الصباح بحسب الطقس القبطي، وترأس الاحتفال بالصلاة الأنبا أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، بحضور البابا بندكتس السادس عشر الذي التقى لاحقًا في وقت الاستراحة مع بطاركة الشرق الكاثوليك.

ترأس اللقاء بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان. وقد شارك في الحلقة السينودسية 165 أبًا مجمعيًا، شاركوا في ختام اللقاء الذي دام ثلاث ساعات ونصف بتلاوة صلاة التبشير الملائكي. نقدم في ما يلي بعضًا من الأفكار التي عرضها الآباء السينودسيون، والتي تناولها الأب جان مهنا المريمي مدير القسم العربي بإذاعة الفاتيكان، والملحق الصحافي لهذا السينودس للناطقين باللغة العربية، في معرض اللقاء مع الصحفيين بعد ظهر اليوم الثلاثاء.

بداية استهل المداخلات الكاردينال أنجلو سودانو بصفته رئيس مجمع الكرادلة وعميدهم، وذلك بطلب من قداسة البابا. شدد سودانو في خطابه على وقوف الكرسي الرسولي مع كنائس الشرق الأوسط ومؤمنيه، وعبّر عن الدعم الروحي، وضرورة تعزيز رباط الشركة الذي هو عنوان السينودس. كما ودعا إلى إيجاد حد للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ودعا بين الأسطر إلى إسلام معتدل من خلال وقف التيارات العدائية المخالفة لروح الإسلام.

ثم تلت كلمة رئيس مجمع التربية الكاثوليكية، الكاردينال زينون غروشولفسكي، الذي ركّز على الشأن التربوي في الكنائس الشرقية وأهمية الدور التربوي الكاثوليكي في صهر المجتمع، وتعزيز الوحدة والاندماج والتفاهم بين شرائح المجتمع الشرقي.

وشدد على بقاء المعاهد الكاثوليكية في الشرق الأوسط مفتوحة للجميع ومحترمة من الكل، وتكون جسر حوار في الدول الشرقية، وأن تعزز أيضًا تربية الدعوات الكهنوتية واكتشافها. كما دعا غروشولفسكي الأساقفةَ إلى مرافقة المعاهد والمدارس الكاثوليكية عن كثب، لكي تقوم برسالتها الخاصة والثمينة.

من ناحيته شدد المطران عاد أبي كرم رئيس أبرشية القديس مارون في سيدني (استراليا) على ضرورة ارتباط الأساقفة الشرقيين في الغربة بالبلد الأم. وسلط الضوء على ضرورة التعاون بين المسيحيين في العالم أجمع للعمل على تعزيز الحضور والبقاء المسيحي في الشرق الاوسط.

على صعيد آخر داعا الأب دايفد نويهاوس اليسوعي، المرتد من اليهودية إلى المسيحية على ضرورة الاعتراف بانتماء المسيحيين من أصل إسرائيلي-يهودي وعلى تشجيع انتمائهم وتواصلهم مع سائر الكاثوليك العرب. كما وحض على أهمية تعزيز الانتماء والتقارب مع الكنيسة الجامعة الذي يسهم في إفهام الحكومة وتوعيتها على الأهمية التي تحتلها هذه الجماعة المسيحية التي تشكل أقلية في الأراضي الاسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي.

هذا وتحدث رئيس أساقفة كركوك للكلدان لويس ساكو: عن ضرورة الإصلاح الليتورجي في الكنائس الشرقية الكاثوليكية، إصلاحًا ينبع من رجوع لآباء الكنيسة الشرقية، مثل مار افرام ومار باسيليوس الكبير، وإعادة اكتشاف وتقييم إرثهم الغني. ودعا إلى تعزيز الحوار مع المسلمين، في العراق وفي العالم. وسلط الضوء بنوع خاص على تهديد الهجرة وخطره على النسيج العراقي. وضرورة العمل على ترسيخ المسيحيين في مجتمعاتهم الشرقية، وترسيخ احترام الشخص البشري.

من ناحيته دعا أسقف الأنبار الفخري وأسقف بابل للكلدان شلمون وردوني إلى عيش الشهادة وحض على ضرورة الخروج بنتائج فعالة كي لا تبقى مقررات ومداخلات السينودس حبرًا على ورق.

وتحدث مارون اللحام، رئيس أساقفة تونس عن هوية دول المغرب العربي التي تنتمي بالكامل إلى العالم العربي. وأمل أن يتم إرسال رهبان وكهنة للعمل في أبرشيات منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي.

تمنى الأسقف الماروني في دمشق، سمير نصار، تنشيط النشاطات الشبابية بغية اندماج المسلمين والمسيحيين، وبنوع أخص دعا الكنيسة والمجتمع الدولي لتحاشي استفزاز المسلمين والمس بمشاعرهم، وقدم خبرته في الحرية الدينية والتعايش في سوريا.

وقد تبنى المطران يوسف بشارة، ما قاله بطريرك الأقباط في مصر أنطونيوس نجيب والاساقف بشارة الراعي في المؤتمر الصحفي أمس عن موضوع الدولة المدنية، وتحدث بشكل خاص انطلاقًا من الحالة اللبنانية. شدد في كلمته على ضرورة اعتماد تعبير الدولة المدنية، بدل العلمانية الإيجابية نظرًا لقبول المفهوم الأول بشكل أسهل من قبل المسلمين. ودعا إلى إحقاق هذا الواقع من خلال وسائل الإعلام بشكل خاص، وأيضًا من خلال الدور الذي تلعبه المؤسسات التربوية المدرسية والجامعية.