يوميات سينودوسية مع سيادة المطران بشارة الراعي -3

لمحة عن اليوم الثالث من سينودس أساقفة الشرق الأوسط

إعداد طوني عساف

الفاتيكان، الأربعاء 13 أكتوبر 2010 (zenit.org).

 اليوم الأربعاء، ولأن البابا عقد المقابلة العامة – وهو عادة يحضر الجلسات العامة في السينودس – بدأت فرق الحوار المصغرة بحسب اللغات. واليوم اعطيت الحرية لفرق العمل باختيار المواضيع للمناقشة انطلاقاً من التقرير الذي قدمه المقرر العام البطريرك أنطونيوس نجيب. ما هي النقاط التي يريد الآباء التركيز عليها، وما هي النقاط التي يودون توضيحها. وقد ركز الآباء مجدداً على هدف السينودس الذي هو، في الحقيقة، قراءة واقع المسيحيين وحاضرهم ومستقبلهم في بلدان الشرق الأوسط، على ضوء كلمة الله والكتاب المقدس والتقليد الرسولي وتعليم الكنيسة، لكي يدرك المسيحيون من جديد موقعهم في تاريخ الخلاص، في تصميم الله الخلاصي في هذا الشرق الأوسط الذي منه انطلق التجسد وفيه تم الفداء، وفيه بدأت اول جماعات مسيحية قبل أي وجود للطوائف الأخرى عدا عن التي كانت قبل المسيحية، وحيث طبع المسيحيون ثقافات بلدانهم بقيم الإنجيل. عليهم ان يدركوا أن لهم وجود مهم، وهذا الوجود وكيفية المحافظة عليه هو الموضوع الأساسي المطروح، وهذه هي الغاية الاساسية من السينودس، ان كيف نحافظ على الوجود المسيحي الفاعل في بلدان الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، ركز الآباء على الشركة بين  الكنائس وعلى قيمة التعاون معاً، قيمة الاحترام المتبادل، لنؤدي شهادة مثمرة في مجتمعاتناـ وفي قلب هذه الشركة الكاثوليكية تطرقنا أيضاً الى الشركة مع الكنائس الأرثوذكسية ومن ثم عيش وحدتنا مع المسلمين ومع الأديان الأخرى الموجودة في الشرق الأوسط.

كما وأننا استعرضنا عدة مواضيع لا بد من ان تتوضح، كمصطلح "العلمانية الإيجابية" التي يفضل الجميع ان يكون "الدولة المدنية"، وآخرون أرادوا توضيح بعض مفاهيم المواطنية وقضايا حقوق الإنسان متسائلين انه كيف يمكن المحافظة على المسيحيين في الشرق إذا لم تحترم حقوق الإنسان، كما وكان هناك تركيز كبير على حرية المعتقد لأن المسيحيين في أوطانهم هو مواطنون أصيلون وأصليون، لهم حقوقهم الأساسية ومساواتهم مع إخوانهم ومواطنيهم أكانوا من المسلمين في البلدان العربية أو من اليهود في اسرائيل.

كان هناك تفكير بكيفية العمل على تأدية الرسالة ومطالبة المسؤولين المحليين في البلدان العربية وفي الجماعة الدولية بمساعدة المسيحيين على العيش بكرامة وليكون لهم حقوقهم السياسية والوطنية والاجتماعية والثقافية. هذا هو الموضوع الأساسي المطروح اليوم، ونحن نأمل انه من خلال هذا التشاور والتفكير معاً، سنتوصل للخروج بصوت واحد في عالم اليوم الذي بات ضيعة صغيرة، وليس فقط بفعل الإعلام والتكنولوجيا وإنما أيضاً نتيجية للعولمة. ولذلك لا يمكننا العيش في بلدان تفتقر الى حقوق الإنسان الاساسية وتميز بين الاقليات والأكثريات. هذا ما نريده لبلدان الشرق الأوسط، وهذا مثلاً موجود في لبنان، وهنا اشدد من جديد على رسالة لبنان في هذا المجال، حيث هناك مساواة بين كل الديانات وحيث تُحترم حقوق الإنسان، ونتمنى أن ينتقل هذه الخبرة اللبنانية الى كل بلدان الشرق الأوسط.

كان هذه النقطات الذي ركزنا عليها اليوم.