الفاتيكان، الاثنين 18 أكتوبر 2010 (zenit.org)..
على مدى أسبوعين يجتمع بطاركة و اساقفة الشرق الأوسط في حاضرة الفاتيكان للتداول في الشؤون الأساسية و التحديات الكبرى أمام المسيحيين و المنطقة ، بشكل خاص بعد أن دعى البابا بندكتس 16 المجتمع الدولي والديانات الثلاث الموجودة في المنطقة إلى تعزيز السلام والعدالة هناك ونبذ العنف.
سعياً لتحقيق التواصل و الإنفتاح و نشر السلام ، كان لا بد من وقفة مع دور الإعلام المسيحي و الإعلام البناء في تعزيز المصالحة و بناء ثقافة السلام و حقوق الإنسان.
و قد أتى في الخطوط العريضة للسينودس فقرة خاصة تم فيها ذكر المحطة المسيحية اللبنانية " تيلي لوميار" و فضائتيها " نورسات " تشديداً على دور الإعلام المسيحي ، و كان للمدير العام للمحطة ، السيد جاك كلاسي مداخلة ،علماً أنه دعي كخبير للمشاركة في اللقاءات الخاصة بالسينودس ، بعد أن أثبتت المحطة أنها تتكلم بلغة الحقيقة و الإنسانية و تسعى للوحدة المسيحية و الحوار مع الديانات الأخرى في المنطقة.
أما المداخلة التي ألقاها " كلاسي " أمام المجتمعين وقداسة الحبر الأعظم ، فقد اتصفت بنظرتها الواقعية للأمور وبرزت الإحصاءات والشواهد عن دور الإعلام وقدرته على التأثير على شعوبنا. وحذّرت الجميع من خطورة ما تبثّه وسائل الإعلام من صور ومشاهد مؤذية في مخيّلة الأطفال ومن أفكار مشوّشة في أذهان الشبيبة. أما المداخلة فقد أتت بالشكل التالي :
"يتمتّع تليفزيون تيلي لوميار نورسات في كلّ مكان بتقدير كبير" الفقرة 67 من ورقة العمل
– 1260 محطة تلفيزيونية تغطي منطقة الشرق الأوسط , معظمها ينقل صوراَ وبرامج لا تليق بقيمنا : بدع وتيارات ، سحر وتنجيم ، عنف وإباحية ، والأخطر استشارة العرّافين بكل شاردة وواردة ……….موضة العصر وبرنامج يومي .
– الإنسان يمضي امام التليفزيون 200 دقيقة باليوم ، اي 12 سنة من حياته
– اولادنا يمضون الف ساعة في المدرسة والف ساعة امام الشاشة في السنة .
في اللاوعي لأطفالنا واولادنا يكون قد انطبع وقبل بلوغهم سنّ العشرين : اكثر من الف جريمة قتل , اكثر من عشرة آلاف مشهد عنف ،اكثر من مئة الف اعلان يستغّل المرأة والطفل ويكون قد سمع اكثر من مليون كلمة تافهة بذيئة .
في بعض البرامج
كلمة " الله " استبدلت بكلمة قدر ، وكلمة الميلاد بعيد النور الشتائي WINTER HOLYDAYS ، والمسيح اصبح بطلا اسطورياً .
وللاسف انّ بعض المحطّات والتي تدخل شرقنا وتحت ستار التبشير بيسوع تستفز الآخر وتربّي جيل " اعرف عدوك "
– الاعلام لم يعد السلطة الرابعة . انه السلطة الاولى وهو سلاح العصر والمصدر الاول للمعرفة .
البابا يوحنا الثالث والعشرون كان يقول : انا مستعّد ان ابيع تاجي كي اصدر مجلّة ً…….
هناك ضرورة قصوى لبناء استراتجية إعلامية وعا لمية جديدة للتغير ، والإعلام هو مدخل التغيير .
نحن بحاجة الى طريق اتصال اكثر امناَ , والإعلام الذي نريده هو الإعلام الموضوع لخدمة الانسان وليس الإنسان في خدمة السبت .
نحن بحاجة لاعلام الحرّية والحقيقة : " تعرفون الحق والحق يحرركم "
نحن بحاجة لإعلام يحترم الإنسان بحقوقه وكرامته وحرياته .
نحن بحاجة لإعلام يبني المجتمع على القيم .
نريد إعلاماً يساعد المسيحي ان يكون مسيحياً أفضل ، والمسلم ان يكون مسلماً أفضل , واليهودي يهوديّاً أفضل .
نريد إعلاما ًيقرّبنا من الله بقدر ما يقرّبنا من الإنسان .
نريد إعلاماً يؤكّد انّ الدين هو وسيلة لصنع السلام .
لقد اثبتت تيلي لوميار خلال سنواتها العشرين انها الأداة الأفعل لتوحيد الكنائس بحيث ان كل كنيسة شعرت أنّ هذا التلفزيون يخّصها.
كما اثبتت انّها محطة الحوار الإسلامي المسيحي والإنفتاح ولقاء الثقافات ، وبرهنت انّ العلمانيّن وبرعاية الكنيسة قادرون على تحقيق الكثير .
ومن خلال هذه المحطّة يتعرّف كلّ يوم أكثر من 15 مليون مشاهد عربي مشرقي وحول العالم الى وجه المسيح " بينهم 6 ملايين غير مسيحي .
ومن خلال هذه المحطّة يتعرّفوا على تعليم الكنيسة والقيم الإنجيلية والمجتمعيّة والثقافيّة .
لقد اطلقت تيلي لوميار اكبر مشروع لها في الشرق هو المدينة الإعلامية ، والتي بارك حجر اساسها بطاركتنا مجتمعين ، وهي تهدف الى ترسيخ الحضورالمسيحي في الشرق وربط مسيحيّي الإنتشار بوطنهم الأم .
هو مشروع شراكة وشهادة .
هو مشروع الكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية .
وختاماً
فإن ادراج تيلي لوميار ونورسات في وثيقة العمل ومشاركتها في هذا السينودوس يحمّلانها مسؤولية ً مضاعفة في نقل وتحقيق وتطبيق اعمال هذا المجمع . "
في الختام قدّم كلاسي لقداسة الحبر الأعظم كتاب تيلي لوميار ونورسات الذي يعرض مشروع الحاضرة الإعلامية للشرق، ولاقى هذا المشروع مباركة قداسته، وقال للسيد كلاسي حرفياً: "شكراً لتيلي لوميار لما تقدّمه للكنيسة". و نذكر أن الحبر الأعظم كان قد خص المحطة و مشاهديها بتحية و بركة رسولية خاصة حين زارها وفد من إدارتها العام المنصرم ، و تأتي هذه الخطوة الجديدة لتؤكد على الإهتمام الخاص الذي يوليه الفاتيكان لوسائل الإعلام المسيحية كأدوات اساسية في بناء المجتمعات و نبذ العنف، بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط التي تتخبط بصراعات و تحديات كبرى ، و حيث ينخفض عدد المسيحيين يوماً بعد يوم.