" كما تفكر هكذا تكون "
للأخت سامية صموئيل
من راهبات القلب المقدس
هناك أهمية لدراسة أفكارنا وكلماتنا طالما نعيش في هذا العالم ، ومهما كان مقدار ما نعرفه عن هذين الموضوعين ، فلا تزال هناك أمور جديدة نحتاج أن نتعلمها ، وأمور نعرفها نحتاج أن نتذكرها.
ولو نظرنا الى ما جاء في سفر الامثال ( امثال 23 : 7 ) نجد المعني كما يلى:
" كما يفكر الانسان فى قلبه ، هكذا يكون " .
أن العقل هو القائد والمتقدم فى كل الاعمال ، وهذا ما يقوله لنا القديس بولس فى رسالته إلي رومية ( رومية 8 : 5 )
" أن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ،
والذين حسب الروح فبما للروح " .
أن أفعالنا هي نتيجة مباشرة لما نفكرفيه .. فأن كان لنا ذهن سلبى ، فمن المؤكد أن نعيش حياة سلبية ، والعكس صحيح، فعندما يتجدد ذهننا بحسب كلمة الله ، سنختبر إرادة الله الصالحة والمرضية والكاملة لحياتنا ( رومية 12 : 2 )
أن مشاكل الكثيرين منا تتأصل في طريقة تفكيرهم ، والتي ينتج عنها المشاكل التي يعانون منها ، وينجح أبليس في عرض أفكار خاطئة علي كل فرد منا ، ولكننا غير مجبرين علي قبولها . لذلك نحتاج أن نعرف أسلوب التفكير الذى يتفق مع الروح القدس ، وأسلوب التفكير الذي يتعارض معه.ويوصينا القديس بولس في ( 2كورنثوس 10 : 4-5 ) أن نعرف الكتاب المقدس بالقدر الكافي حتي نستطيع أن نميز أفكارنا من أفكار الله ، وحتي نستأثر كل فكر يعلو ضد معرفة المسيح .
أن العقل هو ارض المعركة ، فمن المهم أن نوحد أقكارنا لتتفق مع افكار الله ، وهو أمر عملي يستغرق الكثير من الوقت والدراسة … فلا تيأس .. فكلما تغير ذهنك للافضل ، تغيرت حياتك للافضل إيضا ، واتضحت لك خطة الله الصالحة لحياتك . وبالرجوع الي الآية :
" لانه كما يفكر الانسان هكذا يكون "
فهي تحثنا علي ادراك أهمية التفكير السليم ، فللافكار قوة عظيمة ، وقدرة علي الابداع . فأن كان لأفكارنا تأثير علي ما سنكون عليه ، فمن المهم أن نفكر بالطريقة السليمة ، ومن المهم أن ندرك مدي أهمية أن تتفق أفكارنا مع كلمة الله .
والسؤال هو : كيف تتفق أفكارنا مع كلمة الله ؟
نجد الرد علي هذا التساؤل في : ( ذكريا 4 : 6 ) " لا بالقوة ، ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود " . فلابد من طلب معونة الله كل الطريق، وبصفة مستمرة، وتعتبر الصلاة هي الوسيلة الرئيسية للاصغاء لروح الله ولكلمته. وخلاصة القول :
أن التفكير السليم ضرورة مُلحة لكل مؤمن ، والضرورة المُلحة هي ما لا يستطيع المرء الاستغناء عنه لمواصلة الحياة ، مثل ضربات القلب ، والهواء مثلا ، فكلها أمور لا يمكن للمرء أن يحيا بدونها. فكما أن حياة الجسد تعتمد علي قيامه بالوظائف الحيوية ، هكذا حياتنا الروحية تعتمد علي الشركة مع الله بالصلاة وقراءة الكلمة والمواظبة علي قضاء وقت كل يوم معه . وعندما ادرك أن شركتي مع الله ضرورة مُلحة … تصبح هذه الشركة الاولوية الاولي في حياتي . وعندما أدرك أن التفكير السليم ضرورة ملحة لحياتي المسيحية ، فهذا يجعلني أهتم اهتماما حقيقيا لما أفكر فيه ، وأختار أفكاري بدقة وكما تفكر هكذا تكون .
يقول لنا القديس متي في ذلك " الشجرة الجيدة تثمر ثمرا جيدا ، ……. لانه من الثمر تعرف الشجرة " ( مت 12 : 23 ). فالشجرة تُعرف من ثمارها سوا كانت جيدة أم رديئة … وينطبق هذا القول علي حياتنا أيضا ، فأن كانت افكارك جيدة ، كانت ثمار حياتك جيدة ، وان كانت افكارك رديئة ، كانت ثمار حياتك رديئة .
وتستطيع أن تعرف طريقة تفكير أى شخص من سلوكه في الحياة . فالانسان الطيب القلب الوديع ، لا توجد في ذهنه أفكار رديئة ، والعكس فالشخص الشرير لا توجد في ذهنه أفكار حسنة توجهها المحبة .
" فكما تفكر في قلبك ، هكذا تكون "
والسؤال الان عزيزي القارئ :
أى نوع من الافكار يقود حياتى " افكار حسنة ….. أم شريرة ؟ ……… وماهي نوعية الثمار التي اعطيها ؟ هل هي ثمار جيدة ؟ أم ثمار رديئة ؟ ماذا أنوي ان افعله حتي تكون لى شركة حقيقية مع الله ؟ لنصلي بعضنا لاجل بعض آمين .