البابا يمنح رتبة الكاردينال لـ24 أسقفاً، من بينهم البطريرك أنطونيوس نجيب

 خاص بالموقع

 أعلن البابا بندكتس السادس عشر، اليوم الأربعاء العشرون من أكتوبر عن تعيينه أربعة وعشرين كردينالاً جديداً في مجمع الكرادلة، من بينهم الأنبا أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك.

ولد الأنبا انطونيوس نجيب عام 1935 في محافظة المنيا، سيم كاهناً عام 1960، وسيم أسقفاً على أبرشية المنيا عام 1977. وتم انتخبه بالإجماع من قبل أعضاء المجمع البطريركي للكنيسة القبطية الكاثوليكية في اجتماعها بتاريخ 30 مارس 2006 كبطريرك على كرسي الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، خلفاً للبطريرك طيب الذكر الكاردينال إسطفانوس الثاني غطاس.

 وغبطة ابين البطريرك يتواجد حالياً في الفاتيكان، للمشاركة في أعمال سينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط، حيث عينه البابا مقرراً عاماً للسينودس الحالي الذي تنتهي أعماله يوم الأحد القادم الرابع والعشرين من أكتوبر.

من هم الكارادلة

ومن الجدير بالذكر أن لقب كاردينال يشير إلى الأساقفة أو الكهنة الذين يختارهم البابا لمساعدته في حكم الكنيسة الجامعة وهم مجتمعون يشكلون "مجمع الكرادلة"، والتي كانت تسمى في العصور الوسطى ب"الهيئة البابوية" (الهيئة الوزراء).

وقد بدأ اختيار بعضهم من خارج الإكليروس الروماني بداية من القرن الثاني عشر.

1- دور الكرادلة

أ- مساعدة البابا في حكم الكنيسة بحسب ما يراه وما يحدده البابا والقوانين الكنسية

ب- انتخاب البابا:  وذلك منذ عام 1095 بحب قرار البابا نقولا الثاني.وقد ظهر دور الكرادلة من وقت مبكر في الكنيسة وكان يطلق عليهم "نبلاء/أمراء" لكونهم مساعدون في الحكم (وزراء) لمدينة "روما"، ولكون دورهم مرتبط بالحكم فقد شابه عبر التاريخ بعض الاعتراضات والاتهامات لا سيما في العصور الوسطى، حيث انحصر اهتمامهم بالجانب الإداري على حساب الجانب الروحي والرعوي.

2-  عدد الكرادلة

لم يكن يتخطى عدد الكرادلة في القرون الأولى الثلاثين ثم تم تحديده بسبعين في عام 1970 من قبل البابا سيستو الخامس (6 أساقفة و50 كاهن و14 شماس).وفي عام 1985 قرر البابا يوحنا الثالث والعشرون زيادة عددهم واختيارهم من بين الأساقفة. وقد قرر البابا بولس السادس جعل البطاركة الشرقيين جزاء من "مجمع الكرادلة".وقد حد عدد الكرادلة الذين ينتخبون البابا الجديد ب 120 سنة 1973.كما قرر سقوط حق الانتخاب لمن تجاوز سن 80 (أي سقوط حق الاشتراك في الكون كلافي Conclave)، وكذلك التوقف عن جميع الوظائف والمهام الخاصة بالدوائر الرومانية ومدينة الفاتيكان.

وقد أقر البابا بولس السادس في 11 شباط 1965 إمكانية انضمام البطاركة الشرقيين إلى مجمع الكرادلة. وفي 21 تشرين الثاني لعام 1970 أقر البابا بولس السادس عمر 80 سنة كحد أقصى لخدمة الكرادلة في الدوائر الرومانية ومنظمات الكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان، كما يفقدون الحق في التصويت لاختيار البابا والاشتراك في الاجتماع المغلق لاختيار البابا. وفي 5 تشرين ثاني عام 1973 رفع البابا بولس السادس عدد الكرادلة الذين يحق لهم انتخاب البابا إلى 120، وقد أكد البابا يوحنا بولس الثاني هذا القرار في الوثيقة حول الكرادلة التي نشرت في 22 شباط 1996.

3- فئات الكرادلة:

توجد ثلاث فئات للكرادلة:

– كاردينال "أسقف": وهم الكرادلة الذي يحملون اسم إيبارشية

– كاردينال "كاهن": وهم الكرادلة الذي يحملون اسم رعية

– كاردينال "شماس": وهم الكرادلة الذي يحملون اسم إحدى الخدمات الشماسية

بقي أن نقول كلمة وجيزة وسريعة عن انتخاب البابا:

 فعند وفاة البابا يجتمع جميع الكرادلة من جميع أنحاء العالم في الفاتيكان، ويدخلون الاجتماع المغلق في "الكابيلا سستينا" الشهيرة، وينقطعون عن العالم حتى ينتخبوا من بينهم البابا الجديد، وبعد كل جلسة مغلقة تنتظر الجموع الغفيرة المجتمعة في ساحة القديس بطرس رؤية الدخان الذي يتصاعد من مدخنة مشرفة، فإذا لم يتم الاختيار يصعد دخان أسود وإذا تم الاختيار يصعد دخان أبيض، ويخرج بعد قليل عميد الكرادلة إلى شرفة كنيسة القديس بطرس ويقول باللاتينية "لدينا بابا" ويعلن عن اسمه ويقدمه للجماهير الغفيرة المتواجدة في الساحة. وقد تستغرق هذه العملية جلسات وقد تستمر لأيام ولكن الكرادلة لا يخرجون دون انتخاب البابا.

يمكننا القول مع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني لدى إعلانه عن الكرادلة الجدد: "إن المرشحين للكردينالية ينحدرون من أنحاء مختلفة من العالم ويضطلعون بمهام مختلفة في خدمة شعب الله، فإنهم باختلاف مهامهم يعكسون الصورة الجامعة والعالمية للكنيسة الكاثوليكية". التي تمثل حوالي أكثر من مليار مسيحي في العالم. وهذا يؤكد كلام السيد المسيح عندما أرسل الرسل: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر" وكذلك وعد السيد المسيح للقديس بطرس عندما أقامه هامة للرسل: "أنت الصخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها

 

يهنئ الموقع غبطة البطريرك والكنيسة القبطية الكاثوليكية على هذا الشرف العظيم

ويدعو لغبطته بدوام الصحة لسنين عديدة وأزمنة سالمة