كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 05 ديسمبر

 

روما، الاثنين 06 ديسمبر 2010 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي تلاها بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم أمس الأحد في ساحة القديس بطرس.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

يقدم لنا إنجيل هذا الأحد الثاني من زمن المجيء (مت 3: 1، 12) شخصية القديس يوحنا المعمدان الذي خرج إلى صحراء اليهودية بحسب نبوءة شهيرة لأشعيا (40، 3)، والذي من خلال تبشيره دعا الشعب إلى الاهتداء للاستعداد لمجيء المسيح الوشيك. أوضح القديس غريغوريوس الكبير أن المعمدان "يبشر بإيمان قويم وأعمال صالحة… لكي تظهر قوة النعمة، ويتألق نور الحقيقة، وتصبح الدروب نحو الله قويمة، وتولد في الروح أفكاراً مستقيمة بعد الإصغاء إلى الكلمة المرشدة إلى الخير" (Hom. in Evangelia, XX, 3, CCL 141, 155). إن المبشر بالمسيح الموضوع بين العهدين القديم والجديد هو أشبه بنجم يسبق بزوغ الشمس، المسيح، الذي – وبحسب نبوءة أخرى لأشعيا – "يستقر عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح العلم وتقوى الرب" (11، 2).

خلال زمن المجيء، نحن أيضاً مدعوون إلى الإصغاء إلى صوت الله الذي يدوي في صحراء العالم من خلال الكتب المقدسة، بخاصة عندما تتلى بقوة الروح القدس. وفي الواقع أن الإيمان يتقوى بخاصة عندما يستنير الإنسان بالكلمة الإلهية، بـ "كل ما سبق أن كتب – حسبما يذكرنا الرسول بولس – … لتعليمنا، حتى يكون لنا رجاء بما في الكتاب من الصبر والعزاء" (رو 15، 4). يتجسد مثال الإصغاء في مريم العذراء: "فيما نتأمل لدى والدة الله في وجود صاغه الكلمة بالكامل، نكتشف أننا نحن أيضاً مدعوون إلى الدخول في سر الإيمان الذي يأتي من خلاله المسيح ليخيم في حياتنا. إن كل مسيحي مؤمن، حسبما يذكرنا القديس أمبروسيوس، يدرك ويوجِد بطريقة ما كلمة الله بذاته" (الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس، كلمة الرب، Verbum Domini، 28).

أيها الأحباء، "خلاصنا يقوم على مجيء"، كما يكتب رومانو غوارديني (الليلة المقدسة. من المجيء إلى عيد الغطاس، بريشا 1994، ص. 13). "المخلص أتى من حرية الله… وبالتالي يرتكز قرار الإيمان على الترحيب بالآتي" (ص. 14). ويضيف: "الفادي يأتي لكل إنسان: في أفراحه وأتراحه، في يقينه، في شكوكه وتجاربه، وفي كل ما يشكل طبيعته وحياته" (ص. 15).

فلنسأل مريم العذراء التي سكن ابن العلي في أحشائها والتي سنحتفل بها نهار الأربعاء المقبل الموافق في الثامن من ديسمبر خلال عيد الحبل بلا دنس، أن تساندنا على هذه الدرب الروحية لنرحب بإيمان ومحبة بمجيء الرب.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010