لقاء المرأة السامرية مع المسيح

(يو 4: 1-42)

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

هذا النص يظهر لنا اختبار لقاء يسوع المسيح مع الانسان وهذا ما يتميز به انجيل القديس يوحنا الذي يركز بشكلٍ اساسي على خصوصية إعلان طبيعة المسيح الالهية  بانه إبن الله وكلمته المتجسد مخلص العالم رب وفادي كما يظهر لنا يوحنا الانجيلي شكل العلاقة الشخصية التي تربط السيد المسيح بالانسان إيّا كان هذا الاخير يهودياً – اممياً-معلماُ- يعلم الناموس –رجلاً كان أم امرأءة صغيراً أم كبيراً- خاطئاً كان أم باراً.

صفحات الانجيل المقدس مليئة باختبارات العديد من الافراد الذين لمسوا المسيح وتلاقو معه وعرفوا انته ابن الله مخلص العالم، كاشفاً لهم نوره ليس فقط عبر النبوَّات التي وردت على لسان الانبياء أو في الناموس والشريعة بل عن طريق اختبارهم الشخصي في لقاءهم به، غافراً خطاياهم وشافياً امراضهم النفسية والجسدية وكل من ألتقى به أكتشف محبته له بصفه شخصية، وبعد ذلك ذهبوا يكرزون بما رأوه وسمعوه وشاهدوه بعيونهم ولمسته أيديهم من جهة كلمة الحياة ونبع الماء الحي الذي لا يندب أبداً فهو القائل " مَن امنَ بي تجرى من جوفه أنهار مياه حية". ومن أبرز الشخصيات المحورية  التي تعرفت على يسوع بأنه يعطى ماء من يشرب منه لا يعطش ابداً" المرأة السامرية فهى نموذج لكل شخص يريد اللقاء بالمسيح ليجدد حياته وفكره وقلبه وتقليده وتمسكه بعادات وتقاليد لاتشبع حياة الروح. فالمرأة حملت جرتها لتملاء ماء من بئر يعقوب لتشرب إلتقت بمَّن هو اعظم من يعقوب فحول حياتها ونظرها فلم يكن  من باب الصدفة أن يأتي السيد المسيح إلى البئر في الوقت الذي تأتي فيه السامرية لتستقي، وإنما تدبير الله لخلاص الإنسان فالله دائماً المبادر والساعي لخلاص الانسان وهذا ما تمحور في كلمة يسوع للمرأة أعطني لأشرب" " إن إبن الانسان جاء ليِّخدم لا ليُخدم" فهوا الواقف على الباب "ها أنا واقف على الباب وأقرع". والمسيح يطلب منك اليوم ماءً ليشرب "بالرغم من قوله "من يعطش فليأتِ" هنا عطش المسيح يختلف عن عطشنا نحن فنحن نعطش الى الماء ولكنه هو عطش الى نفس المرأة السامرية أي نفس الانسان كي يخلصها ،ألم يصرخ على خشبة الصليب قائلاً "أنا عطشان الى  كل النفوس ولا سيما الضائعة منها كالابن الضال والمرأة الخاطئة والزانية والى السامرية التى يُفهم من حياتها أنها كانت ذات سمعة سيئة ،فإ تخذت خمس رجال أزواج و تعيش مع رجلٍ سادس ليس زوجها. وفجأة يظهر رجلاً سابعاً بحياتها ، هو يسوع المسيح الذي سيغير حياتها سيجعلها تدخل بعمق في معنى الحياة الحقة وتبحث عن الاهم في حياتها، فتترك جرتها الفارغة عند البئر لتذهب الى أهل بلدتها لتخبرهم عن يسوع الذي روى أعماقها العطشى، فهو مَن تكلم معها بكل إحترام لمس روحها وحررها من فراغ حياتها.فجاءيتحدى الشرائع والسُنن الإجتماعية ويجلس مع امرأة غريبة.المسيح يقترب إلى الإنسان، أي أنه يقترب منك ولكن هل تقترب منه ؟ أم هناك حواجز تحول دون ذلك إن كان هناك من حواجز فإعلم المسيح اليوم جاء ليكسر كل الحواجز التي تفصلك عن معرفته المعرفة الحقيقية.

+ حاجز العنصرية: يسوع ينتظر على البئر"يقف امام باب قلبك".يسوع يتحدث مع امرأة غريبة.يسوع اليهودي يتحدث مع امرأة سامرية.اليهود اعتبروا السامريين شعباً نجساً وثنياً كافراً رجساً محتقراً لا يجوز التكلم معهُ.

+ حاجز الجنس: رجل، وأنا امرأة. فقد صارت من النساء الفاضلات المبشرات بالمسيح " تعالوا انظروا إنساناً قال لي كل مافعلت "بعدما كانت تعرف بالمرأة ذات السمعة السيئةتخشى الكلام مع أحد

+ حاجز الخطية: لا أستحق أن أقترب من السيد المسيح.

هذا اللقاء كان نقطة تحوُّل في حياة المرأة السامرية فتحت عينيها لترى احتياجها من المسيح القائل "لو كنتِ تعلمين عطية الله"  ومَـن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيّاً». من هنا ومن أعماق حياتها بدأتْ تعرف المسيح.وتعترف به وأعلنت ايمانها قائلة له: "يا سيد أعطِني هذا الماء»،أني أري أنك نبيٌّ

أخي الحبيب :

إن لقاءنا بالمسيح  لاتحده حواجز ولا ينحصر بمكان أو جنس أو لون أو دين فلقاءنا بالمسيح لقاء الروح القدس الذي يهب الحياة الجديدة المستندة الى إيمان حقيقي ومحبة بنويّة قلبية روحية لله، منخلال المعايشة الحقيقة للأسرار الكنسية وتطبيق كلمته في حياتنا بـالحق وإستحقاقات دمه الكريم الذي سفك من أجل غفران خطايانا فبدون ذلك لايمكنا أن ندعوا الله ابانا ولا تكون لنا أيه دالة وتكون عبادتنا عبادة مرتبطة بمكان أو طقوس وشكليات خالية من محبته .

أفكار للتأمل :

– المرأة السامرية تكت جرتها فهل أنت مستعد أن تترك جرتك الفارغة لتمتلئ من يسوع ينبوع الماء الحي إ

السامرية حاورت يسوع وذهبت الى ذويها تخبر عنه فهل أنت قادر أن تعود الى ذاتك وتثق فيه؟ إن كان لك الثقة في ذاتك دعه  يحاورك وحاوره انت بكل خشوع

السامرية سألته عن العبادة الحقيقة كيف تكون واجابها " العابدون الحقيقون لله بالروح والحق . هل أنت مازلت مقيد بعبادات طقسية وشكلية تقف على الحرف ولا روح فيها أطلب يسوع  يغير حياتك وفكرك .

شهادة حياة: قلت في البداية ان لقاء السامرية مع يسوع هو من الممكن ان يكون لقاء الانسان كل انسان بيسوع وهو اعتراف وشهادة حياة فيها يفتح الانسان قلبه للمسيح كاشفاً له ذاته أدعوك اخر الحبيب ان تستمع للمرأة السامرية ومن عد واستمع الى ذلك مفصلاً حياتك وموقفك تجاه الرب

تقول المرأة السامرية : انا كأي إمراة كنت فتاة وصبية تحب الحياة بكل مافيها ولا سيما حياة الصخب والسهر وكثيراً ما تنقلت بين احضان الكثيرين من الرجل محبين هذا النمط من الحياة، كنت أفتش عن شيئاً ما يملاء فراغ نفسي . في ذات يوم وعند الظهيرة حملت حرة الماء وذهبت الى البئر وكنت وحجدي واذ برجلٍ كان جالساً عند البئر وكأن القدر كتب لي ان يلاحقني الرجال ولكن مملاحقة هذا الرجل لى مختلفة كلياً عن كل الملاحقات السابقة حاولت أن اتجاهله ولكنه لم يتجاهلني اقترب مني وطلب ماءً ليشرب ودخل في حوار معي كاشفاً لى عن عشته بكل تفاصيله وكانه كان ملازمة حياتي خطوة تلو الاخرى. دخلنا في حوار  وعملت من خلاله انه الماء الحي بالرغم من أنه لايحمل دلو معه فيه ماء وقال عن نفسه ان الماء الحي فسألته من اين لك هذا الماء وانت تطلب مني ماء فقال لي لو كنت تعرفين عطية الله لعرفت من هو الذي يكلمك" جذبني كلامة ولا سيما عندما سألني عن زوجي كاشفاً بانه لي خمسة ازواج وهنا شعرت بأنه طبيب يضع لى الدواء ليضمد جرح نفسي وحكيم وقاضي عادل يكشف لي حقيقة حياتي. معه اكتشغت ذاتي لذا لم أتردد ابداً ان علن اسمه للجميع عرفت من هو ونسيت ذاتي ومن انا وماضي حياتي وذهبت أبشر اهلي وجيراني ةوابنا بلدتي بعدما دخل الى حياتي وعمق نفسي وشربت من ماؤه ماء الحياة الابدية.

خاتمة

لقاء السامرية مع يسوع هو لقاء يغير ويجدد حياة الشخص الذي يلاقيه ويعطيه حياة جديدة محررا إياه من الخطيئة المرض  مانحاً المغفرة والشفاء والبر والقداسة والحياة الجديدة حياة القيامة من الموت كالعازالذي نداه يسوع قائلاً " لك أقول قم "يسوع حي فيه ومنه وبه الحياة "هو هو أمس واليوم والى الأبد".