ويقول أن المحادثات يجب أن تعالج "المسائل الأساسية"
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 15 فبراير 2011 (Zenit.org)
الحوار بين المؤمنين وغير المؤمنين يجب ألا يقتصر على إيجاد قاسم مشترك ضئيل من الاتفاق، وإنما يجب أن يسعى إلى معالجة المسائل الحياتية الأساسية، حسبما يقول رئيس المجلس الحبري للثقافة.
تحدث الكاردينال جانفرنكو رافاسي عن الحاجة إلى حوار أعمق مع غير المؤمنين في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان الأسبوع الفائت، قبل تقديم "مجمع الأمم" في جامعة بولونيا نهار السبت. هذه البنية الفاتيكانية الجديدة – التي يشرف عليها مجلس الثقافة – أنشئت لتعزيز الحوار بين المؤمنين وغير المؤمنين.
إن فكرة هذه المبادرة اقترحها بندكتس السادس عشر في كلمة وجهها في 21 ديسمبر 2009 إلى الكوريا الرومانية متحدثاً فيها عن "مجمع الأمم"، المكان الذي لم يكن مخصصاً في هيكل أورشليم القديم لليهود، بل لكل الناس بغض النظر عن ثقافتهم وديانتهم.
أشار الحبر الأعظم إلى أن يسوع، في الإنجيل، أخلى فناء الهيكل من المسائل الغريبة عنه "ليكون مكاناً حراً لغير اليهود الذين يرغبون في الصلاة هناك إلى الله الواحد، حتى ولو أنهم لا يستطيعون المشاركة في السر الذي كان القسم الداخلي من الهيكل مخصصاً لخدمته".
قال الأب الأقدس: "أعتقد أنه ينبغي على الكنيسة اليوم أيضاً أن تفتح نوعاً من "مجمع الأمم" حيث يتمكن الناس من التعلق بالله من دون معرفته وقبل إدراك سره الذي تخدمه حياة الكنيسة الداخلية".
العرض في جامعة بولونيا سبق إطلاق البنية الذي سيحصل في 24-25 مارس في باريس.
المسائل المتنازع حولها
كشف الكاردينال رافاسي أن جامعة بولونيا "أرادت إعادة إدخال التقليد القديم لـ "المسائل المتنازع حولها" – كما كانت تسمى آنذاك – التي كانت آنذاك متعلقة بمختلف الآراء والفرضيات، والتي ستكون في هذه الحالة بين المؤمنين وغير المؤمنين".
ووفقاً لرئيس المديرية، فإن خطر الحوار مع غير المؤمنين "قد يكون فقط خطر حوار أكاديمي، حوار يجد في النهاية هذا القاسم المشترك الضئيل".
"أحاول الحرص على تجنب هذا الخطر. وأرغب في أن تُعالج المسائل الأساسية – مسائل الأنثروبولوجيا، الخير والشر، الآخرة، ألم الحب، ومعنى الشر –، هذه المسائل التي تشكل أساس الوجود البشري".
لدى الكاردينال أهداف أخرى أيضاً: "أن يتساءل الإنسان مثلاً عن طبيعة اللاهوت، ليوضح أن اللاهوت ليس آثاراً قديمة من الماضي، بل هو نظام له قواعده وتصنيفه وأسلوبه، هو وجهة نظر أخرى حول الواقع".
كما شدد على "روحانية الملحد، إذ أن اللاهوت ليس وحده الذي يعلم السمو، بل هو متأصل في العقل نفسه الذي بطبيعته يرغب دوماً في تخطي الظاهر ويسأل في النهاية عن الآخر والآخر المطلق".
وأشار الكاردينال إلى أن المؤمنين والملحدين يسعون إلى إقناع الآخرين بصواب دروب حياتهم. "نحن ندرك، ولا داعي أن ننكر، أن الديانات بطبيعتها ليست إعلامية فقط؛ بل أيضاً أدائية، أي أنها تريد تنشئة الضمائر، وإظهار روعة رسالتها"، حسبما لفت، ولكن هذا الأمر هو أيضاً نزعة "إلحاد خطير".