الشاب المسيحي والثورة

 

نجد معني كلمة ثورة هو رفض شي معين إذا كان على مستوي الفساد الأخلاقي، أو ظلم النظام، أو المستوي الديني أو مستوي المعيشة، أو عدم الحرية، وعدم التعبير، ورفض الاحتقان الديني، أو الطائفي. ونجد الثورة هي اعتراض على شي غير مقبول أخلاقيا أو اجتماعيا. فساد المستوي الأخلاقي والضمير الإنساني هو أساس كل الفساد الموجود المجتمع  المصري.

نجد الثورة على مستوي الفردي والجماعي والمجتمع والكنيسة

تأتي الثورة بمختلف المراحل إذا كان شاب أو فتاة ،أو رجل مسن. وفي التاريخ البشري نجد عدد من الثوار ضد الفساد أو عبودية  كما فعل الله عندما اختار موسي النبي لتحرير شعبه من العبودية في مصر وهنا دعوة موسي كانت على الجبل سيناء، من خلال ألعليقه المشتعلة بالنار. ونجد بعد الخروج الشعب  بني إسرائيل من مصر الشعب يعمل ثورة على موسي وعلى الله نفسه وكانت هذه الثورة مطلبها هو الخبز.

والشاب المسيحي مرجعه هو السيد المسيح الذي يقتضي به في حياته.جاء السيد المسيح رافضا الظلم والحقد والخطية، وقد أتي بثورة جديدة مليئة بالقيم الإنسانية والقيم الروحية لكي يرد كرامة الإنسان التي فقدت بسبب الخطية. جاء يسوع معلنا بالاهتمام بالفقراء كما فعل في المجمع "روح الرب على لأنه مسحني لأبشر المساكين ،أرسلني لأنادي للأسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر أليهم وأعلن الوقت الذي فيه يقبل الرب شعبه"(لو4: 18- 19). يسوع يصعد على الجبل ويعلن ثورة مضادة للروح العالم يعلن فيها الفقراء والمحزونين، الودعاء ، الجياع والعطاش، انقياء القلوب لصانعي السلام، والمضطهدين (متي 5: 1- 10)، ثورة ضد شهوات العالم ويدعونا إلى القداسة. ثورة في الهيكل رافضا الأشياء الغير مناسبة لقداسة الهيكل

وعلى مر تاريخ الكنيسة الله يعطي الروح القدس يهب على أشخاص ضعيفة ومهمشة في نظرنا البشري وهناء تبدأ الإصلاح داخل الكنيسة من خلال هؤلاء الأشخاص الذين أصغوا إلى الروح القدس

1-  ثورة من شاب فقير بسيط عاش مع جماعة فقيرة وجماعة البرص وهذا الشاب هو القديس فرنسيس الاسيزي 1181- 1226 رفض النظام الموجود داخل الكنيسة وبداء ينزل للشعب البسيط ويبشر بالانجيل والتجديد الداخلى من خلال أبناء الكنيسة.

2- ثورة من فتاة اسمها تريزا الافيلية  1515- 1582 تصبح عنصرا مثالا رائعا في التأمل. عاشت في فترة محاكمة التفتيش ولكن أمام هذه التيارات تظهر القديسة تريزا وتعطي لنا مثالا رائعا في طريق القداسة.

3- ثورة من رجل مسن من داخل الكنيسة، وهو الطيب الذكر البابا يوحنا الثالث والعشرين يسمع همسات الروح القدس الذي يقود الكنيسة،وكما وعد يسوع المسيح  أبواب الجحيم لم تقوي عليها.ومن هذا انطلاقا انعقد المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1962- 1965) قد دعي المجمع تحت اسم علامات الأزمنة وهذا المجمع لم ينعقد مثل المجامع السابقة لحل مشكلة معينة. ولكن اجتمع تحت اسم علامات الأزمنة ومع الرغم ان المجمع انعقد منذ فترة طويلة ولكن مازال بعض الشباب يجهل تعاليم المجمع. ورغم ذلك يدعونا المجمع إلى  ثورة التجديد في الحياة الرهبانية والليتورجيا ويعطي دور كبير للعلمانيين في الكنيسة.

– من الداخل إلى الخارج

ثورة موسى النبي من شجرة العليقة المشتعلة  في سيناء الى ارض الموعد.

ثورة القديس فرنسيس الشاب الفقير كانت أمام المصلوب سان دميانوا وترك المكان وأصبح في المجتمع مع البرص، والفقير وفي نفس الوقت معايشة الإنجيل في وسط المجتمع ويعطي تغير جديد في الحياة الرهبانية. مع القديس مبارك مؤسس الرهبنة في الغرب كانت الحياة الرهبانية منحصرة في الجبال بعيده عن الناس، ومع القديس فرنسيس الشاب ينزل ويعيش  الحياة الرهبانية في المدن مع الشعب الفقير ويبشر بالانجيل.

ثورة الشابة ( القديسة تريزا الافيلية) المكان كان الدير ومن الدير الواحد أصبحت  تدخل إلى قلب كل إنسان يتأمل ويعشق حب الله اللا محدود.

ثورة ألام تريزا دي كاكوتا: تركت الدير لكي تعيش مع أفقر الناس وتهتم بالمهمشين وأطفال الشوارع .

ثورة رجل مسن وهو ( البابا يوحنا الثالث والعشرين)، كان منحصر في المقر الباباوي وينطلق ويدعو العالم إلى اشتراك في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني ومن هنا بدأ خلق روح جديدة على البعد الكنسي والتجديد في الكنيسة حسب الهامات الروح القدس  والانفتاح على الديانات الأخرى.

ثورة 25 يناير 2011 كان الرحم هو الفيس بوك وتأتى الولادة في التحرير ولادة خليقة جديدة نجد فيها المستوي الأخلاقي وهو أساس ثورة 25 يناير.

– ثورة 25 يناير 2011 

في هذا اليوم كان زلزال كبير جدا قلب الموازين أي طوى صفحة قديمة كان ملئيه  بالفساد والاحتقان الديني والظلم والفقر وفساد آمن الدولة.
يوم 25 يناير صفحة جديدة في تاريخ مصر مكتوب فيها  فجر جديد يبزغ الأمل والحياة الجديدة  والأمان. وهنا لا ننسي روح الله الحاضر في كل مكان والله يستخدم الناس بطرق مختلفة على عبر التاريخ البشري. نجد في هذه الثورة العناصر التي ذكرتها سابقا
الشاب والفتاة والرجل المسن. قد حان الوقت أقول كلمة شكر لكل إنسان شارك في هذه الثورة وكل إنسان شهيد من اجل إنقاذ مصر من الفساد والظلم، والبطالة. والاحتقان الديني.

 وكل ثورة نجد لها ايجابيات:

ثورة 25/ يناير / 2011

الترابط الاجتماعي، الحس الوطني وعلى سبيل المثال نظافة الشوارع من رجل الدين إلى اصغر طفل في الشارع، ونذكر على  سبيل المثال على حسب ما وجدت على الفيس بوك صورة للانبا بطرس فهيم معاون البطريرك انطونيوس نجيب للكنيسة الكاثوليكية وهو في الشارع ومعه مجموعة من الشباب يقومون بدهن الرصيف.

السيطرة على روح الفتنة الطائفية التي كانت مصدرها بورة الفساد النظام السابق.
مستقبل مشرق لمصر يد واحده ومبدأ واحد وهو المواطنة

لا نعود نذكر كلمة رجل مختل عقليا ولا كلمة مريض نفسي او كلمة مجنون 

اليوم نحتاج الى ثورة على مستوي الشخصي والكنيسى والرهبنى والمجتمع.

الاخ/ بولس رزق

راهب فرنسيسكاني –  باكوس الإسكندرية