كلمة طقس تاتي من اللغة اليونانية وتعني نظام أو ترتيب العبادة بين الله والإنسان.
في هذه الظروف التي تمر بها مصر تمر على الكنيسة المصرية هبوب رياح عاديه ولكن بالروح الإيمان أنها هبوب الروح القدس وتقديس كل شي.
والروح هب علينا ونفكر في تجديد الطقوس الكنيسة ومن باب الضروي ان نرجع الى المصادر الكنيسة أي نجد في كتاب الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها " رقم 4010 عندما يتكلم عن اللتيروجيا هي القمة التي يرتقي إليها عمل الكنيسة وهي ذلك الينبوع الذي تنُبع منه كل قوتها".
اذن في تلميح كامل على سر الافخارستيا أي القداس الالهي لان نجد فيه الغذاء الروحي عن طريق اللتيروجيا الكلمة والسر الافخارستيا فالقراءات الاولى ضعيفة لانها لا تعطي الغذاء الكامل من الكتاب المقدس ولانها منحصره في العهد الجديد. والاكثر سلبيا يعيد القراءات وعلى هذا الحال تنحصر القراءات في العهد الجديد ونجد باقية الكتاب المقدس أي العهد القديم يقراء خلال اسبوع الالام فقط. نرجع الى الكنيسة الاولى كانت تقراء الكتب المقدسة أي الرسول بولس يوصي حبيبه تيموثاوس في رسالته الثانية 3: 15 "وتعلم الكتب المقدسة منذ نعومة أظفارك، فهي قادرة على أن تجعلك حكيما فتبلغ الخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع"
ونجد نتيجة هذا الكلام يطرح علينا سؤال، هل باقي الكتاب المقدس غير موحي به من الله؟ وغير نافع للتعاليم؟ وللأسف واقفين على القرون الماضية ولم نفكر باالتجديد؟
الطقس القبطي لم ينال حظوة كبيرة من روح المجمع الفاتيكاني الثاني. فأتمني إن أضافه القراءات من العهد القديم على مدار أيام السنة الطقسية بدلا من وضعها كلها في أسبوع الآلام فالطقس اللاتيني يقدم نموذج لهذا التجديد لصالح المؤمنيين وان المجمع الفاتيكاني الثاني في الطقوس يناشد الكنيسة جمعاء بالتجديد الطقسي وبنوع خاص في القراءات، ويسمي بقسم للتيروجيا الكلمة.
وإذا تكلمنا على التجديد الذي ينبع من المجمع الفاتيكاني الثاني يقدم لنا في الدستور في الطقوس المقدسة (رقم 21)" ترغب أمنا الكنيسة لحصول الشعب المسيحي في الطقوس المقدسة بنوع أضمن على فيض النعم ، أن يعني عناية جدية بإصلاح الطقوس نفسها أصلاحا شاملا. فالطقوس تتكون من قسم ثابت غير قابل للتغيير لكونه الهي الأصل ومن أقسام أخرى خاضعة للتغيير، يمكن إن تتعدل على مر الزمن". أناشد امنا الكنيسة ان يتم التجديد الطقسي لصالح شعب الله ليحقق القداسة من خلال القداس الالهي.
ونتابع في فقره" رقم 24 من دستور في الطقوس المقدسة " للكتاب المقدس له أهمية قصوي في أقامة المراسيم الطقسية فمنه تؤخذ القراءات وتشرح في الموعظة ومنه تنشد المزامير. ومن وحي الكتاب المقدس وبدافع منه تنعبث منه الصلوات والأدعية والترانيم الطقسية". رغبتنا في التجديد الطقس القبطي لأنه يقدم لنا أعظم قصة حب عرفها التاريخ البشري وهو تجسد وموت وقيامة السيد المسيح ولا ننسي النبؤات التي تحققت في السيد المسيح من العهد القديم.
"رقم 43 من دستور الطقوس المقدسة" يكتب بالحرف الواحد: التجديد الطقسي نعمة من الروح القدس. إن الغيرة على تقدم الطقوس وإصلاحها تعتبر بحق بمثابة لتدابير العناية الإلهية في عصرنا الحاضر وبمثابة مرور الروح القدس عبر الكنيسة، كما أنها تضفي طابعا مميزا على حياة الكنيسة".
عندما قرأت هذا النص خطرت في فكري مدرسة الاسكندرية التي كانت تتميز بالتعاليم القوية في ذلك العصر وكانت منارة العالم المسيحي، وفي هذا العصر نحتاج إلى التجديد لنكون أفضل ونسمع همسات الروح القدس الحاضر في الكنيسة فيدعونا الى البحث من خلال قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني. ومن خلال هذه الفقرة تطرح علينا سؤال وهو. هل الكنيسة المصرية لا تصغي الى الروح القدس؟ وإذا صغت وسمعت صوت الروح القدس سؤف يكون تجديد شامل على الكنيسة كلها ونترك الخمول الموجود فينا. نعم اعرف جيدا ان تم عمل كتاب لسر المعمودية والزواج والاجبية ومع احترامي الشديد إلى اللجنة لم يضيف شيأ من الاجبية ولم تتجدد إلا إضافة شكلية اسم الكنيسة الكاثوليكية على الاجبية والتنسيق والغي جزء من صلاة الشكر فقط. أين الاهتمام بالقداس الإلهي خاصة القراءات، وإذا طلبنا من الكنيسة التجديد الطقوس سؤف يقولون نحن في تحضير الموضوع وكأن حقنه تخدير يا خذها الشعب المسيحي الكاثوليكي. تجديد ايضا في عقلية الشعب بالمفاهيم الروحية ونترك الشكليات كمثال دخول الهيكل بالحذاء أم بدون الحذاء ونري الغرب في التطلعات على القمر وتجهيز رحالات للقمر ونحن مازلنا نفكر دخول الهيكل بالحذاء أم بدونه وهذا التمسك بالشكليات. أرجو إلا يقال أن الطقس موحي به من الله وان التجديدات هي هرطقة.
الأخ بولس رزق
راهب فرنسيسكاني
باكوس الإسكندرية