المسيحيون في باكستان بعد مقتل بن لادن

المسيحيون في باكستان يتخوفون من التعرض لهجمات انتقامية على أثر مقتل بن لادن

باكستان، الثلاثاء 3 مايو 2011 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان

تخشى الجماعات المسيحية في باكستان من التعرض لهجمات انتقامية على يد تيارات إسلامية متشددة على أثر مقتل زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن. مستشار الرئيس الباكستاني لشؤون الأقليات الدينية بول بهاتي لفت إلى التوتر السائد في المجتمع الباكستاني، مشيرا إلى أن الحكومة تأخذ مخاوف المسيحيين على محمل الجد.

وقد أقفلت العديد من المدارس والمؤسسات المسيحية في باكستان أبوابها أمس الاثنين على أثر إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة خلال هجوم نفذته وحدات خاصة أمريكيو وباكستانية في مدية أبوت أباد شمال البلاد.

وعلى أثر العملية اتخذت السلطات الباكستانية تدابير أمنية مشددة في إسلام أباد، لاهور، كاراتشي ومدن أخرى تحسبا من وقوع أعمال عنف ضد الأقليات المسيحية على يد جماعات طالبان. وأوضح بهذا الصدد الكاهن الكاثوليكي ماريو رودريغيز أن المسؤولين الباكستانيين طلبوا إلى الجماعات المسيحية توخي الحذر وإقفال المدارس والمؤسسات، وتقرر نشر عناصر أمنية في جوار الكنائس. وأضاف في حديث لوكالة فيديس يقول: "المسيحيون هم ضحايا أبرياء. وأي حادث يشكل ذريعة للتعدي عليهم ومهاجمتهم".

وتعليقا على نبأ مقتل أسامة بن لادن قال رئيس أساقفة إسلام أباد المطران أنطوني روفين إن: لا يوجد مكان للفرح في قلب المؤمن المسيحي إزاء مقتل أي إنسان، حتى إذا كان عدوا. وذكّر سيادته المسيحيين بالوصية التي تركها المسيح لتلاميذه: "أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مبغضيكم". ولفت المطران روفين إلى الاحترام العميق الذي تكنه الكنيسة الباكستانية للإسلام والمسلمين، مشيرا إلى إمكانية عقد حوار يُفضي إلى تعزيز التعاون وإرساء أسس السلام والتعايش السلمي في المجتمع.

 

"إثر موت بن لادن، يجب حماية الأقليات المسيحية"

بحسب ممثل مؤسسة الأمن والتعاون في أوروبا

بقلم روبير شعيب

فيينا، الثلاثاء 3 مايو 2011 (ZENIT.org).

"تقع مسؤولية كبيرة على عاتق باكستان والدول الأخرى حيث يهدد الإرهاب الإسلامي الأقليات المسيحية، وتتمثل بالحماية الفورية للمسيحيين ضد انتقام القاعدة وحلفائها".

هذا ما صرح به عالم الاجتماع الإيطالي، ماسيمو إنتروفينيي، ممثل مؤسسة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تُعنى بمحاربة العنصرية وعدم التسامح بين الأديان والتمييز ضد المسيحيين في العالم، وذلك غداة الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن.

وأوضح إنتروفينيي: "لا تستطيع الحكومات المعنية أن تقول أنها ليست مستعدة وأنها قد تُفاجئ بالانتقام، لأن المواقع الجهادية مليئة بالدعوات للانتقام من المسيحيين و الهجوم على الكنائس".

إنتروفينيي، الذي كتب أيضًا سيرة لبن لادن، صرح بأن مقتله هو أمر أساسي رمزيًا، ولكنه لن يشكل نهاية تنظيم القاعدة، الذي بات الآن شبكة لا حركة".

وتابع: "هناك خطر أن يشكل تفطّر الشبكة إلى قيام جماعات تقوم بخيارات تؤدي إلى تضاعف عدد الهجمات الإرهابية".

هذا وانطلاقًا من الرابع من مايو، ستزور بعثة من مؤسسة الأمن والتعاون في أوروبا الفاتيكان وإيطاليا بغية "التعاون سوية للضغط باحترام وحزم على الحكومات في المناطق الخطرة".

وشرح أن هذا الالتزام تقوم به إيطاليا والكرسي الرسولي منذ زمن، ولكن هناك صعوبة في إقناع الدول الأخرى بخطورة الأمر.