حياة القديس أنطونيوس البادوي

                                 تــقــديــــم

يحوي هذا الكتاب مـختصر عن حياة القديس  أنطونيوس البادوي،والـمعروف بأنـه قديس العالـم كله لإنتشار قوة شفاعتـه، ولعظم الـمعجزات التى تـمت فى العديد من بلدان العالـم، وأيضاً يحوى على مجموعة من الصلوات طلبـاً لشفاعته. فلنطلب من الرب أن يكون هذا الكتاب ذا فائدة روحية لكي نحمل رسالة الحب والسلام فى العالـم ببـركة وشفاعة القديس انطونيوس البادوي.

لوس أنجلوس فى ينايـر 2004‏                نبيل حليم يعقوب                             

                                 ++++++++++++++++++++++++

"مرة أخرى يعرض الأخ نبيل حليم ويسلّط الأضواء على واحد من القديسين الذين حباهم الله بنعم غير محدودة، فقد تـمت على يديـه كثير من الـمعجزات والعجائب فى حياتـه وبعد موتـه. حياة هذا القديس وعفّتـه وبـرّه دعوة لكل منـا لكى نلقـى بأنفسنا فى أحضان اللـه الـمتلهفـة والـمنتظرة لنا جميعاً.

ولا أجد أجمل من ترديد ما ذكّرنـا بـه البابا ليون الثالث عشر: "انـه ليس فقط علينـا أن نحب القديس أنطونيوس، ولكن يلزمنـا أن نجعلـه محبوبـاً لدى الآخريـن"،وهذا ما قام بـه الأخ نبيل حليـم فى هذا الكتاب، فقد جعل القديس أنطونيوس البادوي محبوبـاً لدينـا جميعاً".

                                                        وجيـه الـمصري

 

 

                        الفهرس

1.       مختصر حياة القديس انطونيوس البادوي

2.       من تعاليم القديس أنطونيوس البادوي

3.       صلوات التساعيّة للقديس أنطونيوس البادوي

4.       صلاة تتلى يوم عيد القديس أنطونيوس أو للطلب

5.       الصلوات الثلاث ليوم الثلاثاء

6.       صلاة الشكر بعد الحصول على النعمة المطلوبة

7.       طلبة للقديس أنطونيوس البادوي

8.       مسبحة القديس أنطونيوس البادوي

9.       كيفيـة إكرام القديس أنطونيوس البادوي

                   _________________

 

        ملخص حياة القديس انطونيوس البادوي

ميلاده:

ولد القديس انطونيوس فى مدينة لشبونـة اكبر مدن البرتغال ومركز حضارتهـا، من والدين شريفي الحسب والنسب، فوالده هو مرتين دى بوليـن Martin Bouillon  ،والذى كان أحد رجال الحكومة وأعز فرسان الـملك الفونس الثانى ملك البرتغال، ووالدتـه هـى  تريزا دى تاوير Theresa Tavejera والتى كانت من سلالة الـملك فريلا الأول  Froil  I الذى كان ملكاً على أحد أقاليم اسبانيـا.

وكانت ولادة هذا القديس يوم 15 أغسطس سنة 1195 وهو يوم عيد إنتقال مريـم البتول إلـى السـماء. وفى اليوم الثامن لـميلاده حُمل بـه الى كنيسة مريم البتول التى كانت بالقرب من بيت أبيـه وهناك تم عـماده وأطلق عليـه إسم "فردنـاند Ferdinand أو فرناندو Fernando. ومما يُذكر عن غرائب طفوليتـه انـه إذا بكى فأوتـى بـه فى احدى النوافذ الـمطلّة على كنيسة مريم البتول،كفّ حالاً عن البكاء ومد نحوهـا يديـه الصغيرتين، ومن أجل ذلك تحققت أمـه من أن نفسه ميّالـة إلـى أفعال الخيـر والعبادة.

 

تربيـتـه الـمسيحية

إن أمـه التقيّة إذ توسمت فيـه الـميل الى أعمال البِر والديانـة منذ

طفوليته وقد ربتّه تربيـة حسنـة مسيحية،موضحة لـه محاسن الفضيلة ليسلك بحسبها وما تنهى عنـه الديانة الـمسيحية ليتجنبهـا،ولهذا فلقد كانت لتلك التعاليـم أثرهـا البالغ وأعطت عاجلاً أثماراً غزيرة إذ شوهد فرناند منذ نشأتـه محباً لأفعال البِر والعبادة الـمقدسة وكان يُكثر من زيارة الكنائس والأديرة ويرق قلبـه للفقراء حتى كان يحق لـه أن يقول:"منذ صباي ربّت معـي الرحـمة"(ايوب18:31). غير ان الفضيلة التى أحبها حباً زائداً منذ صغره فهى الطهارة،زينة الفضائل وبهجتهـا، ولذلك بادر ذات يوم الى نذر عِفتـه على الدوام حباً بأم الطهارة مريـم البتول، والتى كان مراراً عديدة يزور هيكلهـا فى الكنيسة القريبـة من مسكنه وهو لم يكن يومئذ إلاّ فى الخامسـة من عـمره.

دخـولـة الـمدرسـة:

لم يناهز بعد قديسنا العاشرة من عمره حتى فكّر ابواه فى تعليـمه فى مدرسة خوارنـة الكاتدرائيـة التى كانت تجمع بين جدرانها اولاد شرفاء المدينة واعيانها واوصيا به عمه الكاهن الذى كان هنالك، فأطاع فردنـاند تدبير والديـه وإجتهد فى دروسـه حتى انـه تـميز على زملائـه علماً وفضيلة

وأصبح قدوة صالحة لكل منهم ومكث فى هذه الـمدرسة خمس سنين.

أما الشيطان فلـم يقبل أن يرى فرناند الصغيـر فى سيرة هكذا  ملائكيـة فذات يوم ظهر على هيئة كلب بينما كان فردناند يصلّي فلـم يخف ومد يده ورسم بأصبعه إشارة الصليب الـمقدس على بلاطـة رخاميـة كانت بجانبـه وإستمر فى الصلاة،فإنطبعت إشارة الصليب على البلاطـة الأمر الذى ألزم الشيطان أن يهرب من جواره.

دخول رهبانيـة الأغسطينين

لـما بلغ فرناند سنته الخامسة عشر وعرف أن ترك الأمور العالـميه لهو رأس الحكمة، قرر أن يلتحق برهبانيـة القانونيين الأغسطينين

Canons Regular of St. Augustine  وذلك فى الدير الذى كان يقع خارج ضواحى مدينة لشبونـة   وكان ذلك حوالى سنة 1210. وذات يوم بعد صلاتـه أتـى الى والديـه وكاشفهم بـما عزم عليـه من شأن دخول الرهبانيـة ملتـمساً منهـما موافقـتهماوبركتهـما. ووافقـا والديـه بدموع الفرح على طلب فرناند، فـمضى فرحـاً إلى الدير وطلب بتذلل من رئيس الرهبنـة الإنضمام الى الرهبانيـة، فوافق على طلبـه وإرتدى الثوب الرهبانـي فى شهر أغسطس سنة 1210. وإجتهد فرناند فى مطالعـة وتعلـم قوانين الرهبنـة وإجتهد فى الترقّـي فى الفضائل إلـى أن إنقضت سنة الإختبار.وقد إختبره عدد من الرهبان فوجدوا انـه أهل لنذر قانونهـم فنذره وهو مسرور وقدّم حياتـه كلهـا نفساً وجسداً لخدمـة ومحبـة الله. وفى العام الثانـي من دخولـه الرهبنـة طلب من الرؤساء أن ينتقل الى أحد الأديرة البعيدة عن البلدة ليتجنب كثرة الزيارات من الـمعارف والأقارب ووُفق على طلبـه وإنتقل الى دير الصليب الـمقدس فى بلدة قمريـةCoimbra  وكان ذلك فى سبتمبر  سنة 1212، حيث مكث ثمانى سنوات حتى بلغ عامـه السادس  والعشرين من عـمره، وخلالهـا زاد من ممارسة الرياضات الروحيـة والفضائل الرهبانيـة وأصبح بارعاً فى علوم الفلسفة واللاهوت والكتاب الـمقدس والذى حفظـه عن ظهر قلب. ولـما كان فى الرابعـة والعشرين من عـمره سيّم كاهنـا وكان ذلك سنة 1218 وهو لـم يزل منضـماً للرهبنـة.

وحين إقامتـه فى دير الصليب الـمقدس صنع الله على يده بعض الـمعجزات منهـا انـه شفى أحد الرهبان الذى كان مريضاً بداء عِضال بأن غطـاه بردائـه فنهض الراهب فى الحال من فراشه صحيحاً سليماً. ومرّة أخرى كان يقوم خارج الكنيسة ببعض أعمال الطاعـة والخدمـة وسمع قرع الجرس  إشارة على قرب الكلام الجوهري فى القدّاس، فخّر على ركبتيـه ساجداً وحينئذ تفتحت الجدران التى كانت بين القديس ومذبح الكنيسة فعاين الجسد الـمقدس التى سجد له بأحر التقوى والعبادة، ثم عادت الجدران كما كانت عليـه تاركـة علامـة تقاربهـا ذِكراً لهذه الـمعجزة.

إعتناقـه الرهبانيـة الفرنسيسكانيـة

فى ذلك الزمان كانت هناك أديرة للرهبان الفرنسيسكان فى البرتغال ومنهـا دير كان بجانب بلدة قمريـة، وكان هؤلاء الرهبان يأتون فى بعض الأحيان لدير الصليب الـمقدس وكان قديسنا يرّحب بهـم ويقدم لهـم ما جاءوا من أجلـه وذلك لحبـه الشديد بطريقة معيشتهم. وذات يوم استشهد أحد هؤلاء الرهبان الفرنسيسكان مع بعض زملائـه عندما كان فى مراكش للتبشير ولقد رأى قديسنا فى رؤيـة أثنـاء إقامـة القداس ذلك الراهب وهو يرتفع للسـماء متلألئـاً نوراً فعرفـه للحال وأدرك سمو قداسة رهبانيـته،وبعد ذلك وصلت بعض أجزاء من أجساد هؤلاء الرهبان الى الدير، فإزداد قديسنا شوقاً للإستشهاد وسفك دمـه من أجل الإيـمان الـمسيحي فخرج من رهبانيـة الأغطسينيين وترهب فى رهبنـة القديس فرنسيس الأسيزي (الإخوة الأصاغـر) ولبس ثوبهم الـمقدس فى أواخر يوليو سنة 1220 وهو فى أوائل السادسة والعشرين من عـمره، وفى ذلك اليوم دُعـي بإسم "أنطونيوس". وواظب على ممارسة الفضائل الرهبانيـة الطاعـة والفقر والعفّـة بجانب التواضع والسذاجـة والصبـر.

وسافر إلـى دير منتباولو Montepaoloووصله فى أوائل يونيو سنة 1221، وإجتهد كثيراً فى ممارسة الإماتات والتقشفات وكثرة السهر ومداومـة الصلاة وإلى غير ذلك من الأعمال التقويـة،ولذا لا عجب ان كان الله يؤتيـه كثيراً فى أيام خلوتـه برؤيات سماويـة، ومنهـا أن العذراء مريـم قد ظهرت لـه يومـا وأرتـه قلبـاً مكللاً بالشوك منطبعـة عليـه صورة يسوع الـمصلوب ويحيط بـه شبـه حبل الرهبان وكان هذا بـمثابـة دليل على ضرورة تقديم العبادة والإكرام لقلب يسوع الأقدس.

ولـما تأكد رؤسائـه من بلاغتـه وإنذهلوا من وعظـه ومن الحجج التى كان يأتي بهـا وما لـه من قوة التأثيـر على سامعيـه، فسمحوا لـه بالتبشير فى كل مدن إقليـمه، مثل مدن Vercelli, Bologna, Montpellier, Toulouse,وغيرهـا.ولقد نجح فى رد الخطأة إلـى التوبـة وهدايـة الهراطقـة وصنع العديـد من العجائب والـمعجزات.

فى مجئ القديس إلـى مدينـة بادوا Padua

لقد كانت مدينـة بادوا حين مجئ القديس انطونيوس إليهـا من أسوأ الـمدن الإيطاليـة نظراً إلـى شذوذ الأداب وتعاليـم الهراطقـة، وفيهـا كان الشبان ذو أخلاق فاسدة وإنتشر فيهـا الفسق والربـا وإلى غير ذلك من الخطـايـا. ففى مثل تلك الظروف دخل لأول مرة قديسنا انطونيوس الـمدينة فى سنة 1227،ولـم يكن مجيئـه إلاّ مجيئ رسول وملاك سلام يعلـمها الحق ويُصلح آدابهـا، ولذا عندمـا بدأ وعظـه أخذ فى تبكيت الخطـأة على خطاياهـم وينقض ببراهينـه وحججـه إدعاءات الهراطقـة ومبادئهـم الفاسدة. وكان كل من يستـمع إلـى عظاتـه يرتد بعد سماعهـا خاشعاً وتائـباً وأصلح الخطـأة من شأنهـم فعاشت عندئذ مدينـة بادوا فى سلام ومحبـة وشاهد سكانهـا عجائب كثيرة صنعهـا القديس انطونيوس فى ظروف مختلفـة. 

ومن إحدى تلك العجائب ان جاءه يومـا شاب اسمه لاوندرس ليعترف ويقر بخطايـاه ومن انـه قد ضرب أمـه برجلـه ضربـة شديدة، فقال القديس ليعّرف الشاب بجسامة الخطأ: "ان الرِجلْ التى فعلت ذلك لأجدر بأن تُقطع"، فـما كان من لاوندرس الشاب بعد أن عاد إلـى بيتـه إلا وان تناول فأساً وضرب بقوة رجلـه وقطعهـا فى الحال وكاد أن يغـمى عليـه من شدة الألـم، فبادرت الأم وذهبت الى القديس انطونيوس وأخبرتـه بـما فعل إبنهـا وهى باكيـة، فذهب القديس معهـا وصلّى للشاب وقام وأخذ الرِجل الـمقطوعـة ووضعهـا فى مكانهـا ورسم عليهـا إشارة الصليب الـمقدس،فالتحمت فى الحال التحامـا عجيبـاً ونهض لاونردوس وسار على قدميـه مسبحاً اللـه. وفى قصة أخرى انـه كان هناك فى الـمدينة رجل غني متديّـن اسمه تيزون وكان محسناً للرهبانيـة وكان قد خصص حجرة فى قصره ليأوى اليهـا القديس فى كل مرّة يتعذر عليـه العودة الى ديره عند تأخره لسماع إعترافات التائبين الكثيري العدد. وذات ليـلة كان القديس فى حجرتـه فى القصر يصلّي وعند مرور تيزون أمام الحجرة،رأى طفلاً رائع الـمنظر يحمله القديس وكانت تخرج من الطفل اشعة نورانيـة أضاءت الحجرة كلهـا، وكان القديس يتحادث مع الطفل ويقّبلـه، فأيقن تيزون ان هذا الطفل ما هو إلاّ يسوع فخـرّ  ساجداً على الأرض أمام الحجرة حتى إختفت تلك الرؤيـة العجيبـة. وعند الصباح شدد القديس انطونيوس على مضيفـه تيزون أن لا يبوح بسر تلك الرؤيـة إلاّ بعد موت القديس. ولقد أذيع خبر تلك الرؤيـة فيما بعد وهذا هو سر تلك الصور التى يظهر فيهـا القديس أنطونيوس حاملاً للطفل يسوع.

وفى 7 ابريل من سنة 1230 ذهب القديس انطونيوس الى مدينة أسيزي لحضور إجتماع عام للرهبنـة وفى ذلك الـمجمع حدثت بعض الـمشاكل بخصوص قانون الرهبنـة، فطلب الرئيس العام للرهبنـة برفع الأمر الى قداسة البابا فأوفد القديس انطونيوس مع ثلاثـة من الأباء الـمشهورين عِلـماً وتقوى الى رومـا، وتقابل الوفد مع قداسة البابا غريغوريوس التاسع وعرض القديس عليـه الأمر. ولقد أجّل البابا البت فى الأمر إلى اربعة أشهر وطلب من القديس انطونيوس البقاء فى رومـا وإلقـاء الـمواعظ. وذات يوم أمره البابا أن يعظ بحضرتـه وحضرة بعض من كرادلـة الكنيسة وغيرهـم، فقام القديس بإلقاء عظتـه مما أذهل البابا من سمو علـمه وحكـمته فهتف صائحـا:"ان هذا الواعظ هو تابوت العهدين وخزانـة الكتب الـمقدسة". هذا وفى تلك الـمدة التى لبث فيهـا القديس انطونيوس فى رومـا،أن العديد من الحجاج الذين كانوا قد أتوا من ممالك وبلدان عديدة لزيارة رومـا بمناسبة اليوبيل انهـم استمعوا لعظات القديس العجيبة ودهش الحاضرين عندما سمع كل واحد منهم القديس يعظ بلغته الأصليـة، فضلاً عـما كان لهـا من تأثيـر عجيب على نفوسهم، وكأن أراد اللـه أن يجدد فى قديسه الآيات الرسوليـة التى وقعت فى أورشليم يوم حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ.

وبعد أن أجاب البابا على الـمسائل التى رفعتهـا الرهبنـة إليـه، وافق على عودة القديس الى ديـره وطالبـه بالإستمرار فى الوعظ والتبشير وضرورة كتابـة مواعظـه ليستفيد منهـا أكبر عدد من الناس.

ولكن قرر القديس انطونيوس بعد عودتـه أن يعتكف للصلاة والتأمـل فذهب الى جبل القرنـا الـمقدس،والذى يُعد من أشهر الـمزارات الدينية فى ايطاليـا وأوروبـا، فهو الجبل الذى كان قد قصده من قبل القديس فرنسيس الأسيزي وعاش فى إحدى كهوفـه حيث تـمتع فيـه بظهور السيد الـمسيح لـه،وإتخذ أحد الكهوف و بدأ قديسنـا فى مضاعفـة أعمال الإماتـة والتوبـة الشديدة، ثـم عاد الى بلدتـه بادوا بعد إنقضاء نصف شهر وكان ذلك فى آواخر نوفمبر لسنة 1230،ليواصل فيهـا أعمال الكرازة والتعليـم ومجابهـة الهراطقـة، هذا الى جانب كتابـة مواعظـه إمتثالاً لأمر الرؤسـاء.

وواصل قديسنـا الوعظ والتعليـم وإستماع الإعترافات وإرشاد الـمؤمنيـن رغم ما كان عليـه من ضعف الجسم وما أصيب بـه من داء الإستقساء نتيجة للأصوام الطويلـة ولـم يكن فراشه إلاّ ألواح خشبيـة ووسادتـه كانت من الحجر لا غيـر.

ولقد أوحـى اللـه لقديسنـا بيوم إنتقالـه فإستعداداً لذلك رأى هو أن ينقطع عن الكرازة فى شهر مايو سنة 1231 وخرج خفيـة من مدينة بادوا وإتجـه مع رفيقيـه لوقـا ورجريس وسكنوا ثلاثـة أكواخ كان قد أعدهـا الكونت تيزون فى فروع شجرة ضخمـة والتى كان يأتـى إليهـا للتعبد والصلاة من قبل. وفـى آواخر مايو 1231 أي قبل موتـه بخمسة عشرة يومـا وقف ينظر الى بلدة بادوا ويصلّى من أجل شعبهـا وقال الى رفيقـه لوقـا ان بادوا ستحصل عن قريب على كرامات عظيـمة. وبعد أيام خارت قواه وضعف وطلب من رفيقيـه أن يُعيدوه الى الديـر، وفى الطريق قابلهـم أحد الرهبان ونصحـه بالذهاب الى أقرب دير فى أرشلا. وهناك تناول من الأسرار الـمقدسـة وأخذ بعدهـا قديسنـا فى ترتيل احد أناشيد السيدة العذراء وفى أثناء ذلك تراءت لـه البتول الطاهـرة فرفع عينيـه الى السماء ووجهـه كان فرحـاً، وهنا سألـه أحد رفقائـه عـما يراه فأجابـه "إنـى أري سيدي"، وهنـا أخذ الجميع يرتلون مزاميـر التوبـة وفى مساء ذلك اليوم وكان فى الثالث عشر من شهر يونية وسنة 1231 فارقت روح القديس عالـم الأرض إلـى السماء وكان قد بلغ من العـمر حوالـي ستة وثلاثون سنـة.وفى الساعـة ذاتهـا التى إنتقل فيهـا قديسنـا العجيب الى السماء قد تراءى لأحد معلميـه وهو الأنبا تومادى فرشلي والذى كان مريضاً وقال لـه:"هاءنذا قد غادرت مسكني بقرب بادوا وإنطلقت الى الوطن"، ولـمس حنجرة الـمريض فشفـى وتوارى عن الأنظار وهنا فهم الأنبا تومادي ان هذا الظهور كان بعد موت القديس. وفى نفس تلك الساعة أيضاً رأى رهبان دير أرشلا ضرورة إخفاء خبر موت القديس خوفا من تجمع الشعب فى ديرهم، ولكن اللـه آثـر أن يذيع خبر موت قديسه فإذ بدأ صبيان مدينة بادوا فجأة يطوفون الـمدينـة وهم يصيحون قائلين:"مات الأب القديس..مات القديس أنطونيوس"، وعند سماع أهل البلدة ذلك تركوا كل شيئ وخرجوا شباناً وشيوخاً ورجالاً ونساءاً وأسرعوا الى دير أرشلا ووقفوا أمام الديـر يبكون ويقولون:"يا أبـا بادوا ومعلـمهـا وملجأهـا، يا من ولدنـا بكرازتـه الساميـة ليسوع الـمسيح مخلصنـا كيف كان منك هذا الفراق الـمؤلـم وإلـى من تركتنـا…" وإلـى غير ذلك من كلـمات الحزن وطالبيـن منـه الصلاة. وحدثت مشاحنات عنيفـة بين أهل أرشلا وبادوا والرهبان عن أين يُدفن جسده، وتدخلت الحكومـة فى الأمـر ولـم يهدأ الحال إلا بعد أن عرفوا أن رغبـة القديس هى أن يُدفن فى دير مريم البتول فى مدينـة بادوا. وبالفعل بعد خمسة ايام من موت القديس وافق الرئيس الإقليـمي والأسقف على دفن الجسد فى بادوا. فسار موكب رهيب حاملا الجسد من مدينـة ارشلا الى مدينـة بادوا وسط الترانيـم الطقسية وكان يحمل النعش أمراء وأشراف الـمدينة حتى وصلوا الى بادوا التى كان الآلاف من الشعب الذين وفدوا من القرى والبلاد الـمجاورة مجتمعيـن فيهـا حامليـن الشموع والذين حضروا للتبرك ووداع القديس،وفى يوم الثلاثاء السابع عشر من يونيو سنة 1231 تم دفن الجسد فى كنيسة الدير وهو الـموجود حاليـا فى كنيسة مار انطونيوس ببادوا.  ولقد صاحب مراسيم دفن جسد القديس العديد من الـمعجزات فلقد أتى يومئذ عدد كبير من المصابين بالأمراض الـمتنوعـة، فكل من لـمس التابوت أو دخل الى الكنيسة أو حتى أولئك الذين لم يتهيأ لهم دخول الكنيسة والدنو من التابوت لشدة الإزدحـام فقد نالوا جميعهم الشفاء بصورة عجائبيـة وأمام جميع الحاضريـن، فلقد عاد الأعـمى بصيراً والأصم سامعاً والـمُقعد ماشياً والأبكم متكلـماً وكل من كان ذو ألـم عاد معافاً وحتى من كان فى حال الخطيئة الـمميتة فلم ينالوا نعـمة الشفاء إلاّ بعد إعترافهـم بخطاياهـم ونيل الغفران من الكهنـة وكأن اللـه برحمـه عظيـمة شمل الجميع بتلك البركات إكرامـا لقديسه العظيم. ولقد حضر من المدن والقرى الـمجاورة الـمئات سائرين حفاة الأقدام حاملين الشموع وهم يرتلون فى خشوع لزيارة قبر القديس انطونيوس وكان يتبارى الجميع فى إظهار ندامتهـم وتوبتهـم والصلاة طالبيـن شفاعـة قديسهم العظيم.                 

الـمناداة بـمارى انطونيوس قديسـاً

لم تمض سنة على وفاة قديسنا حتى نادى به البابا غريغوريوس التاسع قديساً

وكان ذلك يوم عيد العنصرة فى بلدة Spoleto بأيطاليـا وذلك فى 30مايو

سنة 1232 وذلك تكريماً وتمجيداً لله الآب والإبن والروح القدس، وتم تحديد يوم 13 يونيو ليكون عيداً  يحتفل فيه المؤمنين فى انحاء الكنيسة الجامعة بذكرى القديس انطونيوس البادوي. وفى عام 1263 تم بناء كنيسة كبيرة فى مدينة بادوا حيث تم نقل رفات القديس انطونيوس اليها فى موكب وإحتفال مهيب صاحبـه معجزات عديدة وقدحضر ذلك الإحتفال القديس بونافنتورا، وعندما فتحوا الصندوق وجدوا لسان القديس أنطونيوس كما هو فى صورة صحيحة لم يتحلل، وهنا صاح القديس بونافنتورا قائلاً:"مبارك هذا  اللسان الذى طالـما سبّح الله  وجعل الآخرين يسبحونـه، والآن أصبح علامـة أمام الله". وإنتشرت أخبار المعجزات وما أُشتهر بـه القديس أنطونيوس من إيجاد الأشياء الـمفقودة حتى جاء عام 1898 حيث قد حثّ البابا ليون الثالث عشر الـمؤمنين على صلوات الثلاثة عشر ثلاثاء تكريماً للقديس أنطونيوس البادوى. وفى أول مارس سنة 1931 أصدر البابا بيوس الحادى عشر رسالة باباويـة "Antoniana Solemnia بمناسبة الإحتفال بمرور 7قرون على وفاة القديس أنطونيوس. وفى 16 يناير سنة 1946 أصدر البابا بيوس الثانى عشر رسالة "Exulta”وتم فيها إعلان أن القديس أنطونيوس البادوى هو أحد معلموا الكنيسة الكاثوليكية.

 

تخصيص يوم الثلاثاء لإكرام القديس انطونيوس

لـما كان اليوم الذى دفن فيه القديس أنطونيوس كان يوم الثلاثاء،وتم حدوث العديد من المعجزات فى ذلك اليوم، فلقد شاع بين اهل بادوا وبعد ذلك العديد من المسيحيين أن يختاروا يوم الثلاثاء فى طلب إستغاثتهم بالقديس وطلب نعمة ما منه، وان كل من طلب نعمة فى ذلك اليوم بشفاعتة نالهابلا شك.

أعجوبة الخبز

فى عام 1893 كانت السيدة لويزة بوفيه من مدينة طولون بفرنسا كثيرة الصلوات للقديس انطونيوس وذات يوم طلبت بحرارة قلب نعمة ما ونذرت ان تهب الفقراء كمية وافرة من الخبز شكراً للرب على نيل طلبها بشفاعة القديس. ولقد تم لها ما ارادت واوفت السيدة بنذرها ووزعت الخبز على الفقراء. وبعد ذلك شاع الخبر بين جاراتها وصديقاتها اللواتى طلبن ايضاً نعماً

من القديس مع إلزام انفسهن بتوزيع كمية من الخبز على الفقراء، فنالت كل واحدة النعمة المطلوبة، وبعد قليل إمتدت هذه العادة فى طولون حتى اصبحت دار السيدة لويزة مزار يقصده كل محتاج وكمخبز يومى للمساكين. وعلى هذا النحو سرت هذه العبادة بكل سرعة الى بلاد عديدة وخاصة مصر حيث اغلب اديرة الفرنسيسكان توزع بكثرة على الفقراء كل يوم ثلاثاء الخبز المنذور شكراً للقديس انطونيوس العجائبي على النعم التى يصنعها مع كل من يلتجئ اليه ولذا دعى خبز مار انطونيوس.

                       ______________

            من تعاليـم القديس انطونيوس البادوي

·        مكانة يسوع لابد ان تكون دائما فى مركز كل قلب، ومن هذا الـمركز الذى يمثل الشمس تشع كل النعم على كل فرد منـا.

·        من يكون أكثر سعادة وبركـة مِن ذاك الذى يكون الله قد أقرّ موضع سكناه فيـه. مـاذا تبغى أكثر من ذلك ومـا هو يا تُرى الذى يجعلك أكثـر غِنى؟. أنت تـملك كل شيئ عندمـا يكون في داخلك من خلق كل الأشياء، والذى يرضي كل رغباتك ويملأ أشواق نفسك، والذى أنت بدونـه لا شيئ.

·        مـا أوفـر الحب والحِميـّة والفرح الذى تختبرها النفس التى تملك الله.  هذا الحب الغامـر يرفع الروح إلى ما فوق حدودهـا الـمحدودة. والغيرة والِحمّية نحو الله تجعل الروح تنطلق فوق طاقاتهـا ويحررهـا الفرح من الحزن.

·        هل تريـد أن تـملك كل شيئ؟، أبذل نفسك بكليتهـا الى الله،

وسوف يعطيك الله ذاتـه بكليتهـا، وهكذا فيكون ليس لديك اي شيئ

من نفسك بل ستمتلك الله ونفسك فيـه.

·        الإنـاء يكون فارغاً ويمكنه ان يحتوى اي شيئ يُلقـى فيـه،

        والإنسانيـة تمثل هذا الإناء والنعمة هى التى تجعل الشخص يستقبل

     سكيب النعمة الإلهيـة.

·        تـمثل الأرض جسد الـمسيح، وكـما أن الأرض تُحرث وتُقسّم فى فصل الربيع لتنتج ثـمر وفيـر فى وقت الحصاد،هكذا جسد المسيح المتألم والـمقسّم من اجلنا جعلنا مستحقين ان نحصد ملكوت السموات. جسد المسيح اي الكنيسة تلك التى أُنبتت بواسطة الرسل، وسال فيها دماء الشهداء انتجت ثـمراً وفيـراً فى مؤمنيها.

·        المذبح على الأرض هو رمز للطبيعة البشرية للمسيح يسوع والمذبح فى السماء هو رمز للثالوث الأقدس و الـمذبح فى داخلنا هو رمز للقداسة الداخلية التى فى القلب.

·        نحن نحتاج الى سلام خارجي لكي نعيش مع الآخريـن، وسلام داخلي لنعيش مع أنفسنـا، وسلام أبدي لنعيش مع اللـه.

·        صورة الله فى البشريـة قد تشوهت وحُجبت بالخطيئة، ولكنها أُعيدت وأُضيئت بواسطة الروح القدس والذى نفخ نسمة الحياة فينا.

·        فلينمو حبك فى المعرفة والفهم حتى يمكنك ان تعرف كيف تميّز فقط ما بين الصالح والشرير ولكن ايضاً ما بين ما هو جيّد وما هو أحسن.

                ___________________

   صلوات التساعيـة للقديس أنطونيوس البادوي

مـا الـمقصود "بالتساعيـة"؟

"التساعيـة" هـى تلاوة صلوات فعّالـة مع تقديم الإكرام لطلب نعـمة مـا بشفاعـة وصلوات أحد القديسين لـمدة تسعة أيام متتاليـة وذلك بإستحقاقات موت وقيامـة السيد الـمسيح. 

أمـا رقم (9) فهو رقم يرمز للكمال كالرقم(3) و(7)،وكان قدماء اليونان و الرومان يقيمون العزاء لمدة تسعة أيام متتاليـة ليوم الوفاة،وكان المسيحيون الأوائل يقدمون ذبيحة القداس لمدة تسعة أيام متتاليـة من أجل راحة نفس الـمتوفـى.  وهناك من يقول انـه يرجع لمدة التسعة أيام التى كانت ما بين صعود السيد الـمسيح وحلول الروح القدس، فقبل صعود السيد الـمسيح للسماء قال لتلاميذه: "أن لا تبرحوا من أورشليم"،حتى ينالوا قوة الروح القدس،وبينما هم ينتظرون الـموعد "كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة"(أعمال الرسل14:1)، وكان ذلك بعد تسعة أيام. والكنيسة تحتفل يوم الخميس بعيد الصعود وبعد تسعة أيام تاليـة تحتفل بذكرى حلول الروح القدس يوم الخَمسين والـموافق يوم الأحد. وكتذكار لتلك الأيام التسعة وضعت الكنيسة ترتيبـاً لتلاوة صلوات خاصـة قبل الأعياد أو الـمناسبات الدينيةولهذا أُطلق عليهـا إسم "تساعيـة"Novena من الترجمة اللاتينية للكلمة "Novem  والتى تعنى الرقم 9.

ولتقديم صلوات التساعيـة للقديس انطونيوس لطلب شفاعتـه لأمـر مـا تقدم الصلوات كل يوم ثلاثاء لـمدة 9 أو 13 اسبوع متواليـة، وذلك إمـا قبل عيده والـموافق 13 يونيو، أو قبل عيد  الـميلاد الـمجيد والـموافق 25 ديسمبر، أو عند طلب نعـمة مـا، مع ضرورة التقدم من سري الإعتراف والتناول، ومحاولـة ممارسة أعمال تقويـة خاصـة يوم الثلاثاء.

تبدأ صلوات التساعيـة للقديس أنطونيوس البادوي والتى يتم عادة ممارستهـا فى الثلاثة عشر ثلاثاء السابق لعيد القديس والـموافق يوم 13 يونيو كالآتـى:

       رسم إشارة الصليب

       فلنصلى إلى اللـه خالقنـا،ينبوع الـمراحم والكليّ القداسـة، الذى اعطانـا الخلاص فى الـمسيح يسوع.

        يارب إستمع لصلاتنـا نحن من نقدم لك الإكرام بواسطة القديس أنطونيوس البادوي. آميـن.

اليوم الأول – أول يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن ينجينـا من جميع الـمخاطـر

إن الله تعالـى فى أوسع رحـمته وحنانـه وهب هذا القديس صنع العجائب، ولذلك نسأل القديس انطونيوس أن نعيش فى أمان وسلام من الأخطار الجـمّة التى تحيق بنـا من كل جهـة. أخطار تهددنـا من الداخل وأخطار تكتنفنـا من الخارج. أخطار فى البحر وأخطار فى البـر. أخطار فى الـمدن وأخطار فى البراري. أخطار من الأقارب وأخطار من غير الأقارب. أخطار من أهل البيت وأخطار من الأخوان الكذبـة. فكيف كنـا وأينـما توجهنـا تعترضنـا الأخطار والأهوال بلا إنقطاع.

تأمـل من الإنجيل:" اما أنت فإذا صلّيت فأدخل مخدعك وأغلق بابك وصلِّ إلى أبيك فى الخفيـة وأبوك الذى يرى فى الخِفيـة هو يجازيك"(متى6:6)

فلنلتجئ إذن إلـى الله أبونـا السماوي وإلـى شفاعـة القديس أنطونيوس لطلب الحمايـة وهو مستعد دائـماً لإغاثـة كل من جاء مستجيراً ومستنجداً، ولنصرخ إليـه بقلب خاشع قائلين:

صلاة: أيهـا القديس أنطونيوس شفيعنـا أنظر إلـى شقائنـا وإرث لحالنـا. اطلع من علو السماء وتعهدنـا بعونـك. لاحظ كم من الأخطار تحدق بنـا فى أثناء سفرنـا فى هذه الأرض. أرض الظلـمة وظلال الـموت. كن لنـا مرشداً أمينـاً وترساً منيعاً ومعزيـاً شفوقـاً. نجنـا من أخطار الروح والجسد حتى إذا ما حصلنـا على راحة البال وطـمأنينة القلب نستطيع أن نسعى بنشاط وفرح فى أمر خلاصنـا الأبدي الذى بـه تتعلق راحتنـا الدائـمة. آميـن.(يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد)

خبـر:"إنـي لو سلكت فى وادى ظلال الـموت لا أخاف سوءاً لأنك معـي" (مزمور 22). تُرى من يخاف من كان ملتجئاً بحمايـة شفيع قديس عند اللـه مثل القديس أنطونيوس. فإن الأخطار على أنواعهـا لقد بادت واضمحلت من قدام عبيده الأمناء كـما يبيد الدخان ويضمحل عندما تقذفـه ريح عاصفـة. حتى كأن العناصر ذاتها قد خضعت لأمره وهو يتصرف فيهـا كيف شاء وحسب مشيئة الله، ومـا من أحد وقع فى خطر ودعا القديس أنطونيوس إلاّ ونجا منـه حالاً. وروي عن رجل أرمني جزيل الإكرام للقديس أنطونيوس أنـه بينما كان يصلي أمام مذبح فى بلده مقام على إسم القديس أنطونيوس، أتاه رسول يقول لـه أن النار قد شبّت بدارك وإمتد لهيبهـا إلى جميع الأنحاء وستحيلهـا عـما قليل إلى كومـة رماد إذا كنت لا تبادر إلـى إطفائهـا. فأجاب الرجل  دعنى أصلي إلى القديس أنطونيوس فهو يقدر أن يتلافى أضراري أكثر ممـا أقدر عليه أنا ذاتي بواسطة الحيل والوسائل البشريـة، وهكذا طلّ مصليـاً أمام مذبح القديس بكل هدوء وثقـة وأمان. ولـم يخب أملـه فإن النار قد إنطفأت لذاتهـا ولـم يلحق الدار أدنى ضرر يستحق الذِكر. فإشعاراً لهذه النعـمة العظيـة قام الرجل برسم ذلك الحدث على قطعة من النسيج عليهـا صورة الحادث وأرسلهـا إلـى مدينة بادوا حيث ضريح القديس أنطونيوس لتبقى ذكراً دائماً لحمايـة هذا القديس وتعظيـماً وتـمجيداً للـه تعالـى.

وأيضاً جاء عن إبنـة شابـة فى مدينة جنوا الإيطاليـة لها من العـمر اربع عشر سنة أنها كانت حسنة الإكرام للقديس أنطونيوس، ففيما هى ذات يوم تنشر الثياب على سطح البيت إذ أشرفت على صحن الدار ومالت نحوهـا بقامتهـا كثيراً فلم تعد تتمكن من توازن نفسهـا وتنتصب مستويـة، فلبثت على هذه الحال منحنيـة كأن قدمهـا مسمرتان فى الحائط وجسمها كله فى الهواء إلى أن هرع أهل البيت عندما نظروا الخطر وأنقذوهـا من الـموت، وللوقت سقط جانب ذاك الحائط متداعيـاً. وقد أخبرت الشابـة انهـا لـما كانت على تلك الحال رأت القديس أنطونيوس قد جاء إليهـا وأمسك بهـا من شعر رأسهـا وأسندها إلى الحائط حتى أقبل أهلهـا وخلصوهـا من هذا الخطـر (تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                         _________________

اليوم الثانـى– 2 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن ينجينـا من مكايد الشيطان ووساوسه

أن عدونـا اللدود فى هذا العالـم إنـما هو الشيطان، فتراه يجول دائمـاً حولنـا مترصداً كى يصطاد بفخاخـه ويوقعنـا بالخطيئـة فيطرح نفوسنا وأجسادنـا فى خطر الهلاك الأبدي ولذلك ينهينـا القديس بطرس هامـة الرسل قائلاً:"إصحوا وإسهروا فإن إبليس خصمكم كالأسد الزائـر يجول ملتمساً من يبتلعـه"(1بطرس8:5). فكيف يمكننا ان نقاوم وساوس هذا الخصم اللعيـن وننجو من فخاخـه. فإنـما نقدر على ذلك إذا كنا راسخين فى الإيمان وإلتجأنـا بثقـة إلـى القديس أنطونيوس ولإستغثنـا بـه. فإن حمايـة هذا القديس لهـا قوة عظيمة على وثبات إبليس، وقد أنقذ مكرّميـه الأمناء مراراً لا تحصى من طغيان هذا العدو الجهنمي ووقاهم الأضرار الروحيـة والجسديـة التى كان يهـم أن يلحقهـا بهم. فكم وكـم من مجانين أنقذهم من الأرواح الخبيثـة عندما مثلوا أمامـه أو أمام ضريحـه أو أمام إحدى أيقوناتـه، وأكثر عدد من هؤلاء هم الذين دعوا بإسم القديس أنطونيوس وللوقت هربت عنهم الهواجس والوساوس الشيطانيـة. وكثيرون هم الذين تحرروا بشفاعته من العهود التى كانوا قد عقدوها مع قوات الظلمة.

تأمـل من الإنجيل:"واظبوا على الصلاة وإسهروا فيها بالشكر"(كولوسي2:4). إن كنـا نريد أن ننتصر على أعدائنـا الجهنمييـن فلنستعن بالصلاة وبالقديس أنطونيوس ونهتف نحوه صارخين:

صلاة: أيها القديس الجليل أنطونيوس أبا العجائب، يا ترساً منيعاً وحصنـاً أميناً لنفوسنـا أزاء وثبات عدونـا الجهنمـي، أنك تعلـم جيداً كم من حيل يستعملهـا هذا اللعين لكي يطغينـا ويغوينـا، وكم من مكائد وأشراك ينصبهـا فى طريقنـا ليصطاد نفوسنـا ويدهورهـا فى هوّتـه فى النيران الجهنمية. فأنت قادر أن تحامي عنـا وتصوننـا من كيد ذا الخصم الشرير ولذلك نسأل بتذلل أن تكشف لنـا مكامنـه وخدعـه الـمهلكـة وأن تطلب لنـا من اللـه النعـمة لنقوى على محاربتهـا وننتصر على عدو نفوسنا فى هذه الحياة فنأتى لنتمتع معك بأثـمار الإنتصار فى المجد الدائم والمُلك الخالد.آمين.( يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد).

خبـر: "طوبى للرجل الذى جعل الرب متوكلـه ولـم يـمل إلـى الـمختاليـن الـمتعطفين إلـى الكذب"(مزمور5:39).

ما أسعد الإنسان الذى يفوّض أمره إلـى الرب فى أحزانـه ومنـه ينتظر الفرج من الضيق ولا يلتفت إلى الوساوس والأوهام الباطلـة ولا إلـى أقاويل الدجاليـن أو الـمحتاليـن الغاشـة لأنـه إذا أحسن توكلـه على اللـه وواصل التضرع إليـه بثبات وثقـة فلابد أن يبلغ هدفـه فى حينـه لا سيما إذا طلب شفاعـة القديسين الـمقربيـن إلـى الله عز وجلّ. أن مابين العجائب التى صنعها القديس انطونيوس بسماح من الله فى مدة حياته وبعد مماته لإنقاذ مكرمـيه من سطوات الأبالسة ووساوسهم الـمهلكـة، نقتصر على سرد الحادث الذى جرى فى مدينة سنتاريـن فى البرتغال على عهد الـملك ديونسيوس. كانت فى تلك الـمدينة إمرأة ذات سيرة غير ممدوحـة ولكنهـا كانت تكرّم بوجـه خاص القديس أنطونيوس وكان الشيطان مستولياً عليها ويوسوس لها ليلاً ونهاراً أن تقتل نفسها منتحرة. فكان أن خيّل لهـا أن يسوع الـمسيح بذاتـه يناجيهـا فى باطنهـا مراراً قائلاً لهـا: انك قد إقترفت فى حياتك خطايا كبيرة وأثامـاً جسيمة فـما عاد لك رجاء بالخلاص سوى أن تنتحري حباً بـي. وقد غيّر الشيطان هيئتـه متنكراً أحيانـاً وتراءى لهـا عياناً بشكل مصلوب وكان يقول لهـا:إعلمي إنـي أنا هو ذلك الذى أغظتيـه مراراً عديدة غير أننى أعفو عنكِ وأغفر لك تمام الـمغفرة وأعدك بالـمجد السماوي إذا ذهبتِ ورميت نفسكِ فى النهر. فإحتارت الـمسكينة فى أمرهـا وتبلبلت أفكارهـا وأسودت الدنيا فى وجههـا من جراء تلك الوساوس. فصارت كأنهـا مصروعة فأخذ زوجهـا يعاملهـا بعنف وقسوة لفظاعـة طباعهـا وشراسة أخلاقهـا حتى باتت فريسة الغـم واليأس. ففى عيد القديس انطونيوس قد اشتدت عليها وطأة الوساوس فضاقت بالأمر وقد عقدت النيّة على أن تذهب فترمى بنفسها فى النهر، فقامت للحال وتوجهت الى نحو المكان المقصود ولكنهـا بينما كانت سائرة فى الطريق إجتازت بكنيسة لرهبان القديس فرنسيس فدخلت إليهـا وطفقت تبتهل بدموع كثيرة إلى القديس أنطونيوس أن يعلن لهـا ما إذا كان الفِكر الذى يدور فى صدرهـا هو إلهام من اللـه أو تجربـة من الشيطان. وفيما كانت تبكي وتصلي نعست فنامت فتراءى لها القديس انطونيوس وبيده ورقة فناولها لها قائلاً: خذي هذه الورقة وإحفظيهـا عندك تنجي من وساوس الشيطان وهواجسه. ثـم إنتبهت من النوم فرأت قطعة من ورق الغزال معلقة فى عنقها مكتوب فيها هذه الكلمة:"هوذا صليب الرب إهربوا أيها الأعداء الـمكابرون. لقد غلب الأسد من سبط يهوذا أصل داود هليلويا. هليلويـا". فحملت تلك الكتابة بثقة فنجت من التجربة وعاشت بعد ذلك نحو عشرين سنة بكل هدوء وسلام. ولـما ذاع خبر هذه الإعجوبـة فى بلاد أوربـا إعتاد منذ ذلك الحين مكرّمي القديس أنطونيوس أن يحملوا معهم هذه الكتابـة وقايـة لهـم من الوساوس الشيطانيـة، ولقد طالـما أيّد لهم الإختبار قوتهـا على قهر الأبالسـة.(تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                        _______________

                      اليوم الثالث – 3 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يقينا من قيود هذا العالم وفخاخه

ما أكثر القيود والفخاخ التى بها تحاول هذه الدنيا الغرور أن تعرقل خطواتنا لتعيقنـا عن السلوك فى طريق الخلاص الأبدي. فهى تتـملقنـا بأنواع زخارفها الخداعـة وخيراتهـا الذائلة وأباطيلهـا الغاشة لكي تأسر منا العقول وتخلب الألباب وتستأسر الإرادة فتستغوينـا وتجعلنـا عبيداً للرزائل والشهوات مدة حياتنـا وتعرضنـا لخطر الوقوع فى عبوديـة الشيطان مدى الأبديـة كلهـا فى نار جهنم.

تأمـل من الإنجيل:"وأنا أسأل الآب فيعطيكم معزّيـاً آخر ليُقيم معكم إلى الأبد روح الحق الذى العالم لا يستطيع أن يقبلـه لأنه لم يره ولم يعرفـه أما أنتم فتعرفونـه لأنـه مُقيم عندكم ويكون فيكم. لا أدعكم يتامى إنّي آتي إليكم"(يوحنا16:14-18).

فلكي ننجو من هذه العثرات ونهرب من هذه الفخاخ فلنلتجئ إلى الروح القدس وشفاعة القديس أنطونيوس قائليـن:

صلاة: كثيرون هم الذين حصلوا بشفاعتك أيهـا القديس أنطونيوس على النجاة من الفخاخ التى كان نصبهـا لهم العالـم ليصطاد بها نفوسهم وأجسادهم ويرميها فى خطر الهلاك الـمؤبد. فنسألك أن تشركنـا بأثـمار حنوك وإشفاقك فها أنت ترى كثرة الأشراك التى تنصبها لنا الدنيا الغرور لتعرقلنـا، وتعلـم كم من السلاسل والقيود مكبلـة بهـا حواس أجسادنـا وقوى نفوسنا فحُلنـا إذاً من هذه القيود. نجينـا من تلك الأشراك لكى يـمكننا بحريـة ونشاد أن نسلك طريق الفضائل فنبلغ بأمان وطمأنينة إلى ميناء الخلاص حيث نملك معك فى الوطن السماوي. آميـن.

                      (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد)

خبـر: " لقد حللت قيودي فلك أذبح ذبيحة الإعتراف وأدعو إسم الرب وأوفـي نذري للرب أمام كل شعبـه"(مزمور115).

جاء فى كتاب حياة القديس أنطونيوس أنه فى مواقع كثيرة قد أنقذ مكرّميـه من الأسر والقيود وزكّاهم وأشهر برارتهم على رؤوس الـملأ. ففى سنة 1682 قد سرق لأحد أمراء البندقية أوانى فضية تساوى قيمتها مبلغاً وافراً من المال، ووقعت الشبهة على أحد التجار الساكنين فى جوار قصر الأمير وكان ذلك التاجر كثير الإكرام للقديس أنطونيوس. فإستدعاه الأمير وأخذ يعنفـه ويقذفـه بالشتائم والتهـم، أما هو فكان يدافع عن نفسه بالبراهين والقَسم ولكن بلا جدوى لأن الأمير كان يزداد عليـه حنقـاً وغضباً وأمر بجلده وقد بلغت حدة غضب الأمير إلى حد انـه إستل سيفـه وضرب بـه عنق ذاك الـمتهم، فأخطأته الضربـة ثلاث مرات وكان يشعر بقوة خفيـّة ترد يده عن ذاك الـمسكين الذى كان جاثياً على ركبتيـه يصلي طالباً نجدة من القديس أنطونيوس. وأمـا الأمير فلـم تهدأ ثورة غضبـه ولـم يقف عن قتل التاجر رغمـا مما رأى، وأمر عبيده أن يوثقوا ذلك التاجر التعيس بالسلاسل والقيود ويطرحوه فى السجن إلى حين يسلـمه إلى أيدى الحكام. فتراءى للتاجر وهو فى السجن القديسة مريم العذراء والقديس أنطونيوس وأخذا يعزيانـه ثم حلا قيوده وأطلقا سراحـه. فلـما علم الأمير بالأمـر ندم على ما فعلـه بحق التاجر فإستدعاه وإعتذر لـه وإستسمحه فسامحه التاجر وذهب للوقت الى مدينة بادوا حيث شكر القديس على تلك النعـمة وعلّق على مذبح الكنيسة لوحـة منقوشاً عليها خلاصـة الأعجوبـة لتبقى تذكاراً للنعـمة التى نالهـا من الله بشفاعة قديسنـا الجليل. (تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                        ________________

اليوم الرابع – 4 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يحفظنـا من أخطار الغرق ويستـمد لنـا من اللـه موهبـة الدموع والندامـة الصادقـة على خطايانـا

تُرى من يقدر ان يحصى عدد الذين غرقوا فى البحار فتقاذفتهم الأمواج وإبتلعتهم الأعماق، ولكن كم أكثر عدداً هم الذين يبتلعهم تيار الآلام الرديّـة والشهوات الجسديـة فيتدهورون فى جب الخطيئة الـمميتة. فالقديس أنطونيوس البادوي قد أتاه اللـه قوة عظيـمة على صنع الـمعجزات جزاء طهارة سيرتـه وبرارتـه الساميـة، فكثيراً ما دعاه أناس عديدون كانوا قد أوشكوا على الغرق فإستجاب دعاءهـم وإنتشلهم من الأخطار الـمميتـة. وكثيرون كانوا فى مدة حياتهم على الأرض غرقـى فى بحر الأثام فنجّاهم من خطر الهلاك الأبدي بقوة لسانـه الذى قد حُفظ حتى الآن صحيحاً ولـم يعتره الفساد بأعجوبـة إلهيـة عظيـمة.

تأمـل من الإنجيل:"فإنـّي عارف بـمعاصي وخطيئتي أمامي فى كل حين. إليك وحدك أخطأت وأمام عينيك صنعتُ الشر"(مزمور3:50-4).

إن كنا نرغب أن نشترك نحن أيضاً بهذه الفوائد فلنتوب ولنتضرع إلـى اللـه وإلى شفيعنـا القديس أنطونيوس قائلين:

صلاة: أسرع إلى معونتنـا أيها القديس أنطونيوس وأمدد لنـا يد

المساعدة فى جميع ضيقاتنـا وإجعلنـا أن نـمتحن بأنفسنـا مفاعيل

حنوك الوافر الذى قد طالـما اختبره بأنفسهم مكرّميك الأمناء. نجّينـا من غرق الجسد وساعد اخواتنـا الـمسافريـن فى البحار وأحفظنـا خصوصاً من غرق النفس فى لجـة الأثام. التمس لنـا من اللـه دموع الندامـة كي نـنقّي بهـا أمراض نفوسنـا وهبنـا القوة على أن نجتاز بدون عطب بحر أميالنـا وشهواتنـا الـمتلاطم الأمواج فنبلغ بالأمان والسلام إلى ميناء الخلاص الأبدي. آميـن. (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والمجد).

خبـر: الويل للمنافقين الذين كما قال عنهم الكتاب يجلبون الهلاك على انفسهم بأعمال أيديهم لأن شرهم أعماهم فلم يدركوا أسرار اللـه ولـم يرجوا جزاء القداسـة ولـم يعتبروا ثواب النفوس الطاهرة. ففى سنة 1680 فى شهر مارس قد أبحر مركب من مياه قـمريـة قاصداً مدينة نابولـى، فلما إبتعد عن البلدة التى خرج منها هبّت عليـه ريح عاصفة كادت تغرقـه لو لـم ينقذه القديس أنطونيوس العجائبي، فإن ملاحيـه بعد أن بذلوا كل جهدهم وإستنفذوا جميع مهارتهم لـمقاومـة ذاك البحر الهائج والريح الشديد لـم يتمكنوا من إنقاذ الـمركب،فقام والحال هذه رجل منهم وقال: ما بقى لنـا حيلة ولا وسيلة كما ترون تكفل لنا النجاة والخلاص سوى الإلتجاء الى القديس أنطونيوس البادوي فهلـموا إذاً نصرخ إليـه بصلاة قلبيـة لنيل هذه النعـمة بشفاعتـه، فوافقوا جميعاً وصلوا بصوت واحد "إليك يا مار انطونيوس هذا الـمركب فأنت قائده وإلى حمايتك تعهد أمره". فلـما إنتهوا أبصروا راهب فرنسيسكاني شاب واقف على مؤخرة المركب ونظر اليهم وقال: "دعوا السفينة تسير سيرها ولا تخشوا شيئاً"، وفى الحال غاب عن الأنظار وسكن فى الحال هيجان البحر وسكنت الريح فساروا بفرح حتى وصلوا الى نابولي ممجدين الله فى قديسيه. (تتلى الطلبة بعد ذلك).

                       اليوم الخامس – 5 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يعضدنا بشفاعته كيلا نضيع نعمة الله أبداً وأن يحافظ على خيراتنا الزمنية ويصونها من التلف

أننـا نفقد أحياناً خيرات العالـم كالـمال والدراهم والـمقتنيات ونفقد أحياناً خيرات السماء والنعـم الإلهيـة، فهل يا تُرى نهتم فى إستعاضـة الخيرات السماويـة بـمقدار ما نسعى جاهدين فى إسترجاع الخيرات الأرضيـة؟. فسواء أضعنـا خيرات الأرض أو خيرات السماء فلنلتجئ فى كلا الحالتيـن إلى القديس أنطونيوس الذى خصـه اللـه جلّت قدرتـه بإنعامات وفيرة ولا سيـما بهذا الإنعام السامي وهو إيجاد الأشياء الضائعـة

تأمـل من الإنجيل:"فلما رأى يسوع إيمانهم قال للـمخلّع ثِق يا بني مغفورة

لك خطاياك"، "فلما نظر الجموع خافوا ومجّدوا الله الذى أعطى الناس سلطان كهذا"(متى 2:9و8). فلنصرخ إلـى اللـه بإيـمان وإلى القديس أنطونيوس قائليـن:

صلاة: أيهـا القديس الـمعظم أننا نتوسل إليك ضارعين أن تستمد لنـا نعـمة فعّالـة كى لا نخسر كنز النعـمة الإلهيـة الثـمين بل نحافظ عليـه بـمزيد من الإحتراس مدة حياتنـا كلهـا، وإن أضعناه مرة لسوء حظنـا فإجعلنـا أن نجّد ونسعى وراء إدراكـه بنشاط، وأن نسترده سريعاً بالتوبـة الصادقـة والندامـة الحقيقيـة. ثـم نسألك أن تصون خيراتنـا الأرضيـة من التلف والنقصان ان كان إقتناؤهـا لا يضر بخلاص نفوسنـا. آميـن. (يتلى 13 مرّة أبانا والسلام والـمجد).

خبـر: إن منافع الإلتجـاء إلى القديس أنطونيوس لإسترجاع الأشياء الضائعـة قد ذاع خبرهـا فى كل مكان، حتى انـه يـمكننا القول بلا تردد أنـه ليس فى مملكة أو مدينـة أو قريـة إلاّ وفيهـا آثار لشفاعـة هذا القديس فى إيجاد الأشياء الـمفقودة وردهـا إلى أصحابهـا بطرق عجيبـة. ولقد روى الـمؤرخون عن السيد أنيخو منريكة مطران قرطبـة فى أسبانيـا أنـه كان من مكرّمي القديس أنطونيوس البادوي، فكان كلـما التجأ إليـه فى حاجـة أو ضيقـة ينال منـاه على الفور. واتفق أنـه أضاع خاتم أسقفيتـه وكان ثميناً جداً وعزيزاً لديـه وكان قد فتّش عنـه بإجتهاد، ثـم إلتجأ إلى شفيعه القديس أنطونيوس وأخذ يرفع الصلوات والقداديس من أجل هذه النيـّة ولكن كل ذلك قد ذهب سدى بدون طائل، وبينـما هو جالس ذات يوم مع بعض من أصحابـه يتحادثون وقد كان هؤلاء يعلمون جيداً ما كان عليـه الأسقف من شديد التعلّق بالقديس أنطونيوس، وبدأوا يذكرون ما كان يعهده كل منهم من عجائب القديس التى ذاعت شهرتهـا فى جميع الأقطار، ووافق على ذلك الأسقف مؤيداً كل ما جاء عن شفاعـة القديس، إلاّ انـه قال: "لكن القديس أنطونيوس ليس هو معي الآن على ما يرام ولا على ما كنـا عليـه فى سابق الأيام، لأنـي قد توسلت إليـه فى أن أجد خاتمـي وحتى الآن لـم يستجب لسؤالـي"، وحالـما فاه بهذه الكلـمات إذا بالخاتـم قد وقع على الـمائدة أمام كل الحضور فبهتوا جميعاً عندا رأوا هذا الحادث العجيب وصاحوا بأصوات الفرح والتعظيـم مسبّحين اللـه على مقدرتـه العجيبـة التى تتلألأ فى قديسيـه. (ثم تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                      اليوم السادس – 6 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن ينجيـنا من أمراض الجسد

إن أمراض الجسد وإن كانت غير مضرّة على الإطلاق بل قد تكون نافعـة لخلاص النفس إذا ما إحتملنـا بصبـر جميل وبحسن التسليم للإرادة الإلهيـة، مع ذلك يجدر بنـا أن نسأل اللـه أن ينجّينـا من شرهـا لكون معلـمنا الإلهـي نفسه قد أرشدنـا أن نتوسل إلى أبيـه السماوي أن تشملنـا مراحـمه وأن ينقذنـا من الشرور الزمنيـة والأمراض الجسديـة ايضاً. فإستناداً إلى تعليـم سيدنا لـه الـمجد فلنطلب فى هذه الليلة شفاعـة القديس أنطونيوس الذى منحـه اللـه القدرة على شفاء جميع الأمراض الـمستعصيـة، وكأن بـه ذلك الـملاك الذى كان قد أقامـه الله على تحريك الـماء فى تلك البركـة الرمزيـة التى كانت فى أورشليم عند باب الغنـم والـمدعوة ببيت حسدا أي بيت الرحـمة التى كان كل من ينزل فيهـا بعد تحريك الـماء يبرأ للحال من كل مرض.

تأمـل من الإنجيل:"وإن واحداً منهم لـما رأى أنـه قد برئ رجع يُمجّد الله بصوت عظيم وخرّ على وجهه عند قدميه شاكراً له"(لوقا15:17-16).

فلنبتهـل إذا إلـى هذا الطبيب الشافي قائلين:

صلاة: أيهـا القديس أنطونيوس الشفوق والحنون أنك فى مدة حياتك على

الأرض كنت تبادر بإهتمام إلـى إغاثـة الـمرضى والـمصابيـن بالأمراض، فكان العميان والعرج والصـم يبرأون من كل أمراضهم وعاهاتهـم بـمجرد حضورك عندهـم أو بلـمسهم طرف ثوبك، فنسألك الآن وأنت مـمجد فى النعيـم الخالد وقلبك مضطرم بنار الـمحبـة الـمقدسة أن تتنازل وتنقذنـا من جميع أمراضنـا وأسقامنـا الجسديـة، أو على الأقل تشفّع من أجل أن يهبنـا الله نعـمة الصبـر والخضوع للإرادة الإلهيـة حتى إذا ما إحتملنـا الأوجاع والآلام بدون تذمـر نستطيع بواسطتهـا أن نحصل على خلاص نفوسنـا فنفوز بالراحـة الدائـمة. آميـن (يتلى 13 مرّة أبانا والسلام والـمجد).

خبـر: قال يشوع ابن سيراخ:"يابنيّ إذا مرضت فلا تتهاون بل صلّ إلى الرب فهو يشفيك. اقلع عن ذنوبك وقدّم أعمالك ونقّ قلبك من كل خطيئـة"(يشوع بن سيراخ9:38-10).

كانت زوجة أحد الأمراء غير الـمؤمنين مصابـة بـمرض فى صدرهـا

يذيقهـا مر العذاب والألـم، وكان ما بين خدمهـا جاريـة مسيحية

إسمها أورتنسيا عندما رأت سيدتهـا تتوجع لشدة الألـم قالت لها بحرقة قلب:"آه يا مولاتي ما أشقى حال من لـم يستـنر بنور الإيـمان الـمسيحي إذ ليس له إلاّ القليل من أسباب العزاء والتى توفرهـا لنا الديانـة الـمسيحية التى تخفف بهـا عنـا الآلام والأمراض وفى كثير من الأحيان تمنحنـا الشفاء التام خاصـة حينما يكون الداء مستعصيـاً"، فسألتهـا مولاتهـا وما هو هذا العزاء؟. أجابتهـا الجاريـة: إنـما هو الإلتجاء إلى شفاعـة قديسينـا أولياء اللـه الحقيقييـن، وإعلمـي يا مولاتي أننـا نحن النصارى كثيراً ما نتخلص من آلام الضيقات إذا طلبنـا شفاعـة هولاء القديسين بإيمان وقلب صادق وإنـي لواثقـة إنك إذا إلتجأت إلى شفاعـة القديس أنطونيوس البادوي وإستغثت بـه فى شدتك بثقـة ووعدتـه بأنك ستتـمسكين بالإيـمان الـمسيحي ففى الحال تحصليـن على الشفاء من مرضك بإذن اللـه تعالـى. قالت الجاريـة هذا ثم بدأت تروى عليهـا بعضاً من أشهر العجائب التى أجراهـا اللـه على يد القديس أنطونيوس. فتأثرت الأميرة لدى سماعهـا بتلك الأخبار ثم وعدت أن تعتنق الديانـة الـمسيحية إذا منّ الله عليهـا بالشفاء بشفاعـة القديس أنطونيوس،ثـم طلبت بإيمان حي وللوقت غلب عليها النوم على غير عادتهـا فنامت براحـة تامـة وحصلت على تمام الصحـة والشفاء، ولشدة فرحهـا إتخذت أورتنيسيا بـمنزلـة صديقـة شخصيـة لهـا وعاشت سائر عمرهـا فى بلدها بأسبانيـا على مبادئ الإيـمان الكاثوليكي (ثم تتلى الطلبـة بعد ذلك).

اليوم السابع – 7 يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن ينجيـنا من مرض النفس أعنى بـه خطيئـة الزنـا

أن الخطايـا كلهـا من أي نوع كانت هى بـمنزلـة برص للنفس إذ أنهـا تـمسخ حسنهـا وتشوه جمالهـا وتجعلهـا مـمقوتـة كريهـة فى عيني الرب. وإنـما تنطبق هذه الصفات بنوع أخص على رزيلـة الزنـا التى تسرى كبرص إلى جميع قوى النفس فتصيبهـا وتفسد منهـا كل الأميال والعواطف. وهـى ليست كسائر الرزائل تقتصر على جعل صاحبهـا أثيـماً فقط بل تحيلـه بكليتـه إلى عنصر للإثم والرزيلـة. فيا أيها القديس أنطونيوس يا أبا العجائب وطبيب النفوس والأجساد إليك نلتجئ وبك نستعيـن لتتجو من رزيلـة كذا مشينـة إلى هذا الحد كريهـة وقبيحـة.

تأمـل من الإنجيل:"قال يسوع لتلاميذه من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني"(متى24:16).

فلنصرخ إلـى الله ونصرخ إلى شفيعنا القديس انطونيوس قائليـن:

صلاة: أيهـا القديس الـمتسامى فى الطهارة. الغيور على خلاص النفوس. يا من لسـمو نقاوتـه إستحق فى مدة حياتـه على الأرض أن يجذب إليـه من أعلى السماوات ذاك الطفل الـمولود من عذراء الذى قيل عنـه أنه يرعى ما بين السوسن والـمرموز به إلى فضيلة الطهارة فلا عجب إذ رأيناك حاملاً تلك الزنبقـة النقيـة علامـة لشدة حبك لهذه الفضيلة الـملائكيـة. فإلتـمس لنا أن نعيش دائمـا ناجيـن من كل خطيئـة وخصوصاً من خطيئـة الدنس الكريهـة حتى إذا حفظنـا ذواتنـا أنقياء طاهريـن نستحق أن ندخل وطن الأطهار ونتمتع بنصيب الـملكوت الـموعود بـه أنقياء القلوب. آمين.(يتلى 13 مرة أبانا والسلام والمجد).

خبـر: إن قضاء اللـه يحل سريعاً على الذين يسخرون بشفاعـة قديسيه لأن الإحتقار اللاحق بهم هو عائد إليـه عز وجلّ ولذلك فكـما يهب نعـمه على الودعاء الـمتواضعيـن هكذا يجازى بشدة من يستهزئ بقديسيه ومختاريـه.

روى عن رجل أبرص أنـه لدى سماعه بكثرة الـمعجزات التى كان يصنعها الله تعالـى على يد مختاره القديس أنطونيوس البادوي آمن وترجـى نوال الشفاء بشفاعتـه، فقرر زيارة قبـر القديس، وفيـما هو سائر فى الطريق إعترضـه جندى أراتيكي غير مؤمن وبادره بكلام الهزء والتهكم قائلاً: إلى أن تسرع أيهـا الأحمق, أترجو أن عظام ذلك الراهب الرميمـة لها قدرة على شفائك من مرضك. أم أن ذاك الـميت قادر أن يسمع دعاءك فقل لـه أن يرسل بَرصك إن إستطاع إلـى ذلك. فإنـى لا أخاف من الـموتى. وأمـا الأبرص فلـم يعبأ بهذه التجاديف بل واصل الـمسير فى طريقـه وقد إزداد ثقـة وإتكالاً على حمايـة القديس أنطونيوس. ولـما وصل إلى الكنيسة سارع إلى السجود أمام قبر القديس وصرخ وهو يصلي بدموع غزيرة، فألقى اللـه عليـه سباتـاً فنام، وتراءى لـه القديس أنطونيوس وقال له:ها أنك قد طهرت من برصك فقم وإذهب بعكاكيزك إلى ذلك الجندى لأنـه فى إحتياج إليهـا. فسارع الرجل لساعته وجاء ذلك الجندى فوجده مغطى بالبرص من الرأس حتى القدم وكان حزينـا جداً، فقدّم لـه العكاكيز قائلاً: أن القديس قد شفانـي بإذن اللـه وأمرنـي أن آتيك بهذه العكاكيز. فأذعن الجندى وقتئذ مقراً بذنبـه للقديس أنطونيوس لـما رأى من سرعـة زوال الضربـة عن ذاك العابد وحلولها بجسده، ثم ندم على قلـة إيـمانـه لكنه لـم يتجرأ على الإلتجاء إلى القديس أنطونيوس لأنـه لـم يكن يؤمل أن ينال نعـمة وقد إستوجب العقاب. غير أن صديق لذلك الجندى الـمصاب أخذ يشجعـه ويثبت رجاءه بشفقة القديس أنطونيوس الذى لا يخيب قط رجاء من إلتجئ إليـه حتى أقنعـه بالذهاب لزيارة قبر القديس أنطونيوس. فلما بلغ الكنيسة بدأ يصليان وقد وعد الـمريض بأن يغيـر سيرتـه ويكفر بضلاله ويعتنق الإيمان فشفى للوقت وعاد مع صديقـه معافـى. (ثم تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                        ________________

اليوم الثامن  –8  يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يستمد لنا من الله نعمة فعّالـة بها نتمكن أن نعيش بحسب الروح فنحصل على ميتـة صالحة سعيدة

انهـا حقيقة ثابتـة لدى الجميع لا تحتاج إلى برهان وهى أن الإنسان عادة يـموت كما يكون قد عاش، فكما كانت الحياة كذلك تكون الوفاة ولا يجرى الخلاف إلا نادراً. فوالحالـة هذه من يكون قد قضى حياته فى إرتكاب الـمحرّمات منقاداً لـميل نفسه الأمارة بالسوء ومعتكفاً على إرضاء شهواتـه الجسديـة وأهوائـه الفاسدة غير مبال بأمور نفسه فليس له أن يتوقع عند موتـه أن يحمل بصبـر تلك الساعة الرهيبـة فمن أراد أن يـموت ميتـة الأبرار عليـه أن يعمل طيلة حياتـه على إكتساب الفضائل. فالإنسان إنـما يحصد مازرع وكيفـما يعش يـمت. وعليـه فإذا أردنـا نحن الـمسيحيين أن نحصل على ميتة الأبرار فعلينـا أن نستعد للـموت إستعداداً حسنـاً متجنبيـن الإثـم وعاكفيـن على أعمال البـِر والفضيلة مدة حياتنـا كلهـا وعلاوة على ذلك لنـتخذ لأنفسنا من قديسي الله شفيعاً خصوصيـاً محامياً قديراً يعينـنا على أعداء خلاصنـا فى الحيـاة ويساعدنـا على الخصوص فى تلك الساعة الرهيبـة التى تتعلق بهـا أبديتنـا التى ستكون إمـا سعيدة على الدوام وإمـا تعيسة مدى الدهـر، وليكن هذا الشفيع القديس أنطونيوس البادوي الذى ما من أحد إلتجأ إليـه فى حاجاتـه الروحيـة والزمنيـة إلاّ مد يد الـمعونـة والـمساعدة وأوصلـه إلـى ما يبغـي.

تأمـل من الإنجيل:"لأن محبة الله قد أُفيضت فى قلوبنا بالروح القدس الذى أُعطى لنا"(رومية5:5).

فلنتجـه إذاً بـملء الثقـة ووطيد الرجاء إلى الروح القدس وشفيعنا القديس أنطونيوس ونبتهل إليـه قائليـن:

صلاة: أيها القديس أنطونيوس العجائبي يا شفيعنـا الخصوصي عند اللـه اننـا ننطرح على قدميك بإتضاع وتذلل وبقلب منكسر ونطلب منك أن تحضر إلينـا وتساعدنـا عند ساعة موتنـا الـمريعـة. فإستـمد لنـا من اللـه عظُـمت رحمتـه وجودتـه أن نجتاز من هذه الحيـاة إلى دار أبديتنـا ونفسنـا فى حال نعـمته تعالـى. اجعلنـا نتجرد منذ الآن على مثالك من كل العواطف الأرضيـة لكى نستطيع أن نسلك فى الطريق الحرِج وندخل من الباب الضيّق الذى وحده يجب أن يجتازه كل من أراد أن يفوز بالخلاص الأبدي. آميـن. (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد)

خبـر: قال الله على لسان هوشع النبي:"سأفتديهم من يد الجحيم وأنجيهـم من الـموت وأكون استئصالك ايها الجحيم"(هوشع14:13).

ان من جملة الإنعامات التى جاد بهـا الله على القديس أنطونيوس أن أعطاه السلطان على الـموت حيث جاء فى كتاب ترجمة حياة القديس ان كثيرين من مكرّميـه الأمناء قد أنقذهم من مخالب الـموت بعدما كانوا إحتضروا وأقام غيرهم من الـموت بعد ماكانوا قد قضوا أجلهم ولقد جاءت هذه الأعجوبة كـمثال لذلك: أن سنشيـا بنت ألفونس العاشر ملك قسطلة بأسبانيا والـملكة تريزا البرتغاليـة قد أصابهـا مرض شديد قضت منه نحبهـا وهى فى الحادية عشر من عـمرهـا. ولقد كانت الـملكة كثيرة الصلاة وتقديم الإكرام للقديس أنطونيوس البادوي، وكان موت إبنتهـا قد أحزن قلبهـا ولكنها لـم تيأس فقامت على الفور تبتهل بـملء الحرارة والإتضاع إلى العجائبي طالبـة الحياة إلى إبنتهـا بشفاعتـه، وواصلت الصلاة والتضرع رغـما من فساد الجثـة وظهور رائحتهـا. فأراد الـملك وحاشيتـه أن تدفـن فلم تأذن الـملكة بذلك إنـما كان جوابهـا (دعونـي وإياها فإنهـا سترتد إلى الحياة بشفاعة مار انطونيوس)، فمـا كان أن قامت سنشيا حيّة صحيحة فى اليوم الثالث لـموتهـا ولم يخب رجاء الـملكة فى الله وشفيعهـا، وإلتفتت الإبنـة نحو أمهـا الـملكة وقالت لهـا وهى مبتسمة: "غفر الله لك يا أماه صنيعك بـي. فإعلمي يا سيدتـي إنـى أثناء تضرعاتك إلى مارانطونيوس فى شأني كنت فى الفردوس قائمة مع العذارى الـمطوبات أتضرع أنا أيضاً إلى ربـي كيلا يقبل طلبتك فلقد وضح لـي هنالك ما هى الحقيقـة وماذا عن حقارة هذا العالـم ومخاطره، أمـا هو سبحانـه وتعالـى فقد اعلن لـي ما قرّت عليـه مشيئتـه الإلهيـة بإستجابـة قديسـه كلـما طلب من عزتـه الإلهيـة نعـمة ما لخيـر الـملتجئين إليـه. فـمداومـة صلواتك وخشوعها وملء ثقتك بـه قد أهلتك لنيل التعزيـة من لدنـه وهذه التعزيـة تتوقف على مشاهدتك إياي وإقامتي عندك خمسة عشر يوما ثم أعود إلى ما كنت فيـه من أفراح ربـّي فى السماء". وقد أثبت بالفعل صدق قولهـا الذى كان قد ذاع فى بلاط الـملك وخارجـه، وبعد خمسة عشر يوما لا أكثر قضتهـا بأطهر عيشة رقدت فى الرب الإبنـة سنشيـا لتلحق بلا إنفصال بفاديهـا الإلهـي.

وعلى هذا الـمثال ظهر القديس أنطونيوس إلى أختـه ماريـا مرتينى فى ساعة موتهـا وكانت منضـمة إلى راهبات القديس تيوطنيوس، فلـما كان يوم عيد هذا القديس فى الثامن عشر من شهر فبراير وكانت الراهبـة الـمذكورة قد أشرفت على الـموت وهى فى النزع الأخير وكانت أخواتهـا حول فراشها يعزينها ويشجعانهـا، ففتحت عينهـا فجأة ثم هتفت قائلة:"ألا يا إخواتـي فإفسحن موضعاً لأبي القديس تيوطنيوس الذى جاء ليزورني ولأخي القديس انطونيوس الذى حضر ليستصحبني الى السماء. قالت هذا ثم أسلمت الروح فطوبـى لـمثل هؤلاء الأتقياء والطوبـى لنـا ان حذونـا حذوهم وأحسنـا الإكرام لهذا القديس الجليل. (تتلى الطلبة).

                       ________________

اليوم التاسع  – 9  يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يلبي حاجاتنـا الروحيـة والزمنيـة

ان أناساً كثيرين فى الإحتياج إلى الأمور الزمنيـة ولكن لا يوجد أحد فى هذه الدنيـا لا يحتاج إلى الأمور الروحيـة ولا سيـما النعـمة الإلهيـة، فلقد قال السيد له الـمجد:"أنكم بدونـي (اي بدون نعمتي) لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً"(يوحنا5:15)، وقال القديس بولس الرسول:"أنـه ليس فينـا كفاءة لأن نفتكر فكراً بأنفسنا بل كفاءتنـا من اللـه"(2كور5:3).

فإنـما يحتاج البار إلى النعمة لكى يثبت فى حال البِر والقداسة، ويحتاج الخاطئ إلى النعـمة لكى ينهض من حالتـه التعيسة ويقلع عن الذنوب ويرتد الى اللـه خالقـه بالتوبـة الصادقـة. وخلاصة القول أننـا كلنـا نفتقـر إلى نعـمة اللـه لنودع شهواتنـا ونكبح أهواءنـا ونقوّم أميالنـا الـمنحرفـة ونسلك طريق الفضيلة مهتـمين بخلاصنـا الأبدي. فالقديس أنطونيوس يريد أن يسد عوزنـا كلـه ولا مانع يحول دون إتـمام إرادته.

تأمـل من الإنجيل:"أنا الخبز الحيّ الذى نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذى سأعطيه أنا هو جسدي لحياة العالم"(يوحنا51:6).

 فلنلتجئ إليـه يسوع خبز الحياة وإلى شفيعنـا القديس أنطونيوس بثقـة قائليـن:صلاة: أيهـا القديس الحنون الشفوق أنطونيوس العجائبي أننـا نراك مستعداً فى كل حين لإغاثـة الـملهوفيـن وإعانـة الـمحتاجين. فأنت تعلـم كثرة إحتياجاتنـا الروحيـة والزمنيـة. فبادر إذن لإسعافنـا يا شفيع الـمساكين وملاذ البائسيـن وفرج الـمحزونيـن. وإستـمد لنـا من الله النجاة من الضيق والشدائد وأن يهب لنـا الصبـر والقوة على إحتمالهـا بصبـر وتسليـم، ثـم إسأل لنـا على الخصوص النعـم الـملائـمة للحال التى نحن فيهـا حتى نعيش ونموت كما يليق بعبيـد السيد الـمسيح الأمنـاء. آميـن. (يتلى 13 مرة أبان والسلام والمجد).

خبـر: "يدعونـي فأستجيب له معـه أنـا فى الضيق فأنقذه

وأمجده"(مزمور15:91). كان رجل موسيقى فى مدينة نابلي يعمل بالغنـاء وكان ماهراً جداً، ولكن أصبح بعد حين فقيراً معدمـاً ولم يعد يملك شيئاً، فلـما أغلقت فى وجهه أبواب الرزق قرر الهجرة من بلده وتوجـه الى مدينة روميـة لإحتراف الغنـاء. ولكن خاب أملـه ولـم ينجح فى تلك الـمدينة أيضاً، فإلتجأ ذات يوم إلى القديس أنطونيوس وطلب منـه أن يتولى أمره وينتشله من مذلـة الفقر الشديد، وتصادف أن ذاك اليوم هو عيد القديس فتناول الرجل من الأسرار الإلهيـة راجيـاً من اللـه وبشفاعـة القديس أنطونيوس أن ينال طلبـه. فعندمـا خرج من الكنيسة قابلـه رجل غير معروف منه ودفع لـه مبلغاً من الـمال،و لـما وصل إلى بيتـه قيل له أن رجلاً آخر غريباً جاء بـمؤونـه تكفي أسرة الـمغنى بضعة أيام. وبعد عدة أيام تم إستدعائـه إلى مدينة سبوليتو حيث تم تعييـنه مشرفاً على فريق الـمرتليـن بالكنيسة بـمرتب شهري كاف، فشكر حينئذ لفضل القديس أنطونيوس وواظب على الإكرام لـه كل أيام حياتـه.

وأيضاً كانت هناك فى مدينة نابلي إمرأة من أسرة شريفة ولكن صارت فى حالة من الفقر الشديد، وهى كانت شابة عفيفة وجميلة للغايـة. وبدل من أن تتحمل هذه الـمرأة ما أصابهـا من الفقر والبؤس فلقد سئمت تلك العيشة وإتخذت أشنع الوسائل للحصول على الـمال وبدأت تبيع نفسهـا وصارت فى عداد أولئك الكثيرين الذين خطئوا لأجل عَرض الدنيـا. وذات يوم طلبت من إبنتهـا أن تتخلى عن طهارتهـا من أجل الـمال لكى يعيشا فى بحبوحـة وقالت لها:"إن أخذت بـمشورتي عدنا فى أقرب وقت إلى ما كنا عليـه فى السابق من كل شيئ نحبـه من طعام وشراب ولباس وأفراح". فأجابت الإبنـة وهى حزينـة: إنـى أوثر الـموت ألف مرة على هذا العار والفضيحة. فألحت الأم عليهـا ولكن بلا فائدة وتوترت علاقتهـما معاً وفقدت الإبنـة كل عزاء ورجاء. وذات يوم ذهبت الإبنـة إلى كنيسة مارلونسيسوس وإقتربت من تمثال القديس أنطونيوس البادوي وخرّت راكعة وجعلت تذرف الدموع وتبتهل بكل قوى روحهـا إلى القديس تستنجد بـه، وفجأة مد يده من تـمثالـه وأعطاهـا ورقـة وقال لها:"خذى هذه الورقـة وسلـميها إلى فلان الفلانى أحد تجار الـمدينة"، وكان نص الورقـة هكذا: (إعط الشابـة التى تدفع إليك هذه الورقـة مبلغاً من الفضـة يكفى لـمهرهـا بـمقدار ما هو وزن الورقـة عينهـا والسلام-من القديس أنطونيوس)، فإنطلقت إلى التاجر وسلّمت إليـه تلك الورقـة. فلـما قرأها التاجر ولـمح ما كانت عليـه تلك البنت من الحسن الرائع رقّ لحالهـا ولكنـه لـم يحسن ظنـه بهـا وقال لها: أبـمهر هكذا زهيد يقنع محبوبِك. أن صحّ ذلك فإما أن يكون هو متيـماً بحبك أو إنـه فقير مثلكِ حتى يرتضى بـمهر هذه قيـمته، وعلى كل حال فإنـى مرضاة لـمارى أنطونيوس أجيب طلبك هذا، ثم وضع الورقـة فى إحدى كفتى الـميزان وفى الأخرى قطعة صغيرة من النقود الفضيـة، فإرتفعت هذه وهبطت تلك فزاد عليهـا مرة أخرى ثم أضاف غيرهـا من القطع الفضيـة التى كانت بين يديـه فلم تكن تتوازن مع هذه الورقـة. فتحيـّر التاجر وتعجب ومازال يضيف إلى القطع الفضيـة فيرتفع الـميزان كل مرة حتى بلغت قيمة الفضة اربعمائـة ريال فعند ذلك فقط حصل توازن بين الكفتيـن. فلـما رأى التاجر كل هذا تذكّر نذراً كان قد نذره للقديس أنطونيوس وكان قنديل من الفضـة ثـمنه اربعمائة ريال فتأكد أن القديس قد إختار هذه الطريقة بدلاً من القنديل فدفع بالريالات لتلك الشابـة فأخذتهـا ورجعت فرحـة إلى أمهـا وروت لهـا كل ما حدث. ولـما ذاع خبـر هذه العجيبـة بين الناس لـم تلبث تلك البنت العفيفـة النقيـّة أن تزوجهـا أحد الشبان الأثريـاء وعاشت هى  وأمهـا فى راحـة بقيـة حياتهـما. (تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                     ___________________

 

اليوم العاشر – 10  يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يقينـا من جميع الأضاليل بخلاص نفوسنا وأن يستـمد لنـا إنارة العقـل

أنـه من جملة الأضرار التى جلبتهـا علينـا الخطيئة الأصليـة، إستمالـة إرادتنـا إلى الشر وحجب نور الحق عن عقولنـا فبتنـا غارقيـن فى طلـمة الكذب والضلال وزاغت أذهاننـا عن نور الهدى والحق والصواب وجنحت قلوبنـا إلى إتباع الباطل ففسدت منـا الضمائر وأعمت الأهواء النفسانيـة البصائـر حتى أصبح صعب علينـا تـمييـز طريق الحق والخلاص الأبدي. فكيف يـمكننـا التخلص من هذه الحال الذليلـة ونحن سالكون فى هذا الليـل الـمظلـم الـمملوء من الـمخازى والـمهالك، ليس لنـا إلاّ أن نلتجئ إلى القديس أنطونيوس البادوي مصباح الكنيسة الكاثوليكيـة الساطع بأنوار الحقائق الأبديـة والتعاليـم الحقّة.

تأمـل من الإنجيل:"فأجاب وقال لهم إنّ امي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة اللـه ويعملون بها"(لوقا21:8).

فلنصرخ إلـى اللـه وإلى القديس أنطونيوس من صميم القلب قائلين:

صلاة: أيهـا القديس أنطونيوس الـممجد يا من اضطرم قلبـه بنـار محبـة اللـه الـمتقدة وبنار الغيرة الرسوليـة على خلاص القريب حتى أنـه نهض كالجبار نظير إيليـا النبي لـملاشاة الكُفـر فبدد من قلوب بنى البشر ظلام الجهل والضلال وأنار عقولهـم ببشارة كلـمة اللـه الحيـّة الفعّالـة التى هى أمضى من كل سيف ذى حدّين اتفذ حتى مفرق النفس والروح. فكان كلامك أيهـا القديس الـمعظّم بـمنزلـة سهام ناريـة ليّنت القلوب الصخريـة وسحقتهـا حتى لقّبـك أهل زمانك "بـمطرقـة الهراطقـة" و"مهراس الـملحديـن" و"مستأصل الأضاليل". فإلتـمس لنـا هذا النور الحقيقي وكن لنـا مرشداً أمينـاً فى طرق هذه الغُربـة فنستطيع أن نتجنب الأضاليل والتعاليـم الغيـر صحيحة ونقبل بخضوع الحقائق الإنجيليـة ونسلك بـموجبهـا ونكرس عقولنـا ونخصص إرادتنـا كل حين لطاعـة معلـمنا الإلهـي يسوع الـمسيح الذى هو وحده الطريق والحق والحياة لنفوسنا. آمين.(يتلى 13 مرة أبانا والسلام والمجد).

خبـر: "ما ألطف روح الرب الـمحب للنفوس فى كل شيئ فلهذا يوبخ شيئاً فشيئاً الذين يضلّون وفيـما خطئوا بـه يؤدبهـم وينذرهـم لكى يقلعوا عن الشر ويؤمنوا بـه تعالـى"(حكمة2:12).

أنـه عندما برز القديس أنطونيوس بأمر رؤسائـه إلى ميدان الكرازة بالحقائق الإنجيليـة والـمناضلة فى العقائد الدينيـة خافت لسطوتـه قلوب الهراطقـة ورجفت لفصاحتـه قلوب الـملحديـن فجعل يُفـنّد مغالطاتهـم ويدحض بدعهـم بالبراهيـن القاطعـة والحجج الدامغـة الساطعـة، ولـم يـملّ أو يفتـر أو يضعف فى الشرح والإرشاد والتوبيخ ولـم تنصرف شجاعتـه لـما كان يرى أعداءه يدسون لـه السموم فى الأطعـمة ويحاولون قتلـه بل كانت تتضاعف همتـه ويصبـر على كيدهـم بروح الصبـر والوداعـة ويعاملهم بكل لطف ويصنع الآيات والعجائب لإقناعهم وإرجعاعهم إلى الكنيسة التى لا خلاص خارجاً عنها وقد ظهر حُلم هذا القديس بصورة قويـة حين كان يبشر بمدينة ريـمبني بإيطاليا وقد كانت هذه الـمدينة إذ ذاك ممتلئـة بالبِدع والهرطقات ولاسيما بدعـة الناكرين لوجود السيد الـمسيح فى القربان الأقدس وجوداً حقيقيـاً   

فإتفق شعب هذه الـمدينـة على أن لا يذهبوا لإستماع وعظـه.فذهب القديس إلى البحر وتبعـه كثيرون بقصد الفضول وللتفرج، فلـمابلغ إلى الشاطئ أخذ يخاطب الأسماك قائلاً: "ألا فأخرجى أيتها الخلائق غير الناطقـة وإسمعى كلام اللـه فإن الناس قد رفضوا سماعـه". وبطريقـة عجائبيـة بات كأن الأسماك قد سمعت دعوتـه للحال فخرجت على وجـه الـماء وإصطفت ألوفـاً عديدة صفوفاً صفوفاً بكل نظام وترتيب يتقدمهـا الأصغر فالأكبـر، حتى إذا مـا رأى الـمتفرجون هذا الـمنظر البديع أسرع بعضهم إلى الـمدينـة وأذاعوا خبـر هذا الحادث العجيب. وبدأ الناس يأتون أفواجاً ووقفوا على الشاطئ ورأوا القديس أنطونيوس يعظ الأسماك وهـى مصغيـة وكان يصفهـا فى جمالهـا وكيف أن الخالق جعلهـا أنواعاً عجيبـة وغريبـة وكيف انهـا تتحرك فى الـماء بصورة رشيقـة وكيف أن اللـه قد حماهـا من الهلاك وكيف أن السيد الـمسيح كان قد إتخذهـا لنفسه طعامـا وأكثرهـا لبن يديـه بأعجوبـة فأكل منهـا الألوف الذين كانوا يتبعونـه. ثـم أختتم القديس خطبتـه قائلاً:"كوني مباركـة أيتهـا الأسماك لأنك بطاعتك وإنقيادك لسماع الوعظ قد وضعت ستار الخجل والحياء على وجوه البشر الذين لـم يسمعوا كلام اللـه. قال هذا ورسم عليهـا إشارة الصليب الـمقدس فأخذت تسبح وتتلاعب مظهرة دلائل الإبتهاج والسرور ثم غاصت فى الـماء بعيداً عن الأبصار. فبهت الحاضرون وإرتدوا كلهـم عن الضلال معتـنقيـن الإيـمان السليـم (ثم تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                       _______________

اليوم الحادى عشر – 11  يونيو

فيه نسأل القديس أنطونيوس أن يحفظ أجسادنا من الأمراض والعاهات

وأن يستمد لنا النعمة لنكون أعضاء حقيقية فىجسد الـمسيح

إن الإعتناء بحفظ الجسد ليس هو بأمـر مكروه لكنه أمر ممدوح بل لازم وضرورى أن نبذل الجهد فى حفظ صحة النفس، وبقدر ما تسمو النفس قيمة وشرفاً على الجسد بقدر ذلك يجب علينـا أن نبالغ فى الـمحافظة على صحة النفس بكل حرص حتى تكون دائماً سليمـة من الأمراض ومنـتعشـة بحياة النعـمة الإلهيـة. ولكن ياللعار أننـا بقدر ما نعتنـى بالـمحافظة على صحة الجسد بقدر ذلك نكون كسالـى وعديـمى الإكتـراث للحصول على صحة النفس وصيانتهـا من الأمراض الروحيـة والعُقـد النفسيـة. فإن شئـنا أن نحصل على هذه النعـمة فلنصلى إلى القديس أنطونيوس بحرارة هاتفيـن:

صلاة: أيهـا القديس الـمعظم يا موزع النِعـم بجود وسخاء على مكرّميك الأتقيـاء. أذكر كـم من العجائب والـمعجزات صنعتهـا لأجل شفاء الأعضاء الجسديـة ولا سيـما من أجل شفاء النفوس التى هى أعضاء جسد الـمسيح السري فأعدتهـا إلى حياة النعـمة بواسطة التوبـة والندامـة. فتنازل وأطلب لنـا نحن مكرّميك بوافـر إحسانتك شفاء أمراضنـا وإحفظنـا سالـمين من كل شر وضرر. ولكن إشف قبل كل شيئ نفوسنـا الـمريضـة بالذنوب والخطايـا وإجعلنـا أن  نكون على الدوام أعضاء جسد يسوع السري سليـمة من كل عيب ومتحدة معـه برباط الإيـمان الحي والرجـاء الثابت والـمحبـة الفعّالـة. آميـن.

                (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد)

خبـر: "فى رقاد الـموت جسده تنـبأ. صنع فى حياتـه الآيات وبعد موتـه الأعمال العجيبـة"(يشوع بن سيراخ14:48-15).

ما أكثر عدد العُرج والصُم والـمخلّعيـن الذين نالوا الشفاء التام من عاهاتهـم بشفاعـة القديس أنطونيوس البادوي فور مجيئهـم أمام قبـره فى مدينـة بادوا. نخص بالذكر منهم إمرأة عجوز شهيرة فى مدينـة بادوا إسمهـا "ريكاردا"، والتى كانت منذ صباهـا كسيحة متشنجة الأعضاء قليلة الجسم بنوع ظاهـر حتى أن ركبتهـا كانتـا محازيتي صدرهـا وكعبيهـا ملتصقيـن بعجزهـا،وكانت تمشى على عكازيـن تنقل بهما جسمها من موضع لآخر لإلتماس الصّدقـة. وذات يوم بينـما هى جالسة عند باب كنيسة القديس أنطونيوس تستعطى رأت شابـة فى زهرة عمرهـا خارجـة من أمام قبر القديس وهى فرحـة وكان حولهـا جمع من أقاربهـا يشاركونهـا الفرحـة ويهنئونـها بأنهـا شفيت بشفاعـة القديس أنطونيوس من مرض مزمن قد إعتراهـا. فإزدادت روح الإيـمان فى قلب ريكاردا وبدأت تزحف إلى داخل الكنيسة نحو قبر القديس وهى فى ملء الثقـة فى شفاعتـه وعندما وصلت بدأت تصلّي مبتهلة إلى اللـه وتطلب شفاعـة القديس أنطونيوس وللوقت شعرت بحركـة شديدة سرت فى كل أعضائهـا وإنفكت ركبتاهـا وتشددت ساقاهـا ووقفت على قدميهـا وأخذت تمشي كما كانت فى حال صحتهـا الكاملـة. فذاع خبر هذه الأعجوبـة فى كل مدينـة بادوا وبدأ الناس تأتى أفواجاً ليروا حقيقـة الأمر وشاهدوا ريكاردا تمشى فعادوا منذهلين وهم يسبحون اللـه على المعجزات التى كان يجريهـا على يد قديسـه العظيـم.(تتلى الطلبـة بعد ذلك).

                         ___________________

اليوم الثانى عشر – 12  يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يجينـا من مصائب هذه الدنيـا ومشقاتهـا

لا تخلوا أيام سني حياتنـا الفانيـة على الأرض من الشرور والبلايا والنكبات، فمن الناس من تراه يتقلب على فراش الأوجاع معذباً فى جسده بأنواع الأمراض الـمزمنـة، ومنهـم من يكتئب من الأحزان والكوارث، والكل يأكل خبز الأوجاع ويشرب دموع الأحزان. فإن كنا نريد أن تذهب عنا أوقات الغـم ونُقاد إلى الفرج قليلا فليس لنـا إلا أن نلتجئ بحمى القديس أنطونيوس الذى كان مهتـماً فى حياتـه على الأرض ليل نهار بتعزيـة الحزانـى وراحـة الـمتعبيـن. فإذا كان قلبـه وهو لـم يزل على الأرض هكذا حنونـا على القريب فكم هـو الآن يُسرع بأشد حنو وشفقة على إسعاف من يستغيث بـه فى الضيق وهو ساكن الآن فى النعيـم السماوي و متمتعـاً براحـة وسعادة قديسي الله. إن جماهيـر الـمؤمنيـن المنتشرين فى العالم كله شهوداً بأنهـم ما طلبوا على الفور القديس أنطونيوس فى أيّة ضيقـة جاءتهـم إلاّ ويحصلون فى الحال على الفرج من مصائبهم وعلى التعزيـة فى أحزانهـم.

تأمـل من الإنجيل:"هكذا فليضئ نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويُمجّدوا أباكم الذى فى السماوات"(متى16:5).

فعلى هذا الرجاء الأكيد لنصلى نحن أيضاً فى هذه الليلـة إلـى شفيعنـا القديس أنطونيوس قائلين:

صلاة: أيهـا القديس أنطونيوس شفيعنـا الـمملوء رأفـة وحنو أنظر إلينـا بنظرك العطوف نحن مكرّميك الغرقـى فى بحر الأحزان التى تتلاعب بنـا بأمواج الـمحن الشدائد فى هذه الدنيـا التعيسة. انك فى مدة حياتك على الأرض قد أصبحت نموذج للرحـمة ومثال للشفقـة على القريب فكنت دائما مهتمـاً فى إنقاذه من الكوارث الروحيـة والجسديـة. فنطلب منك بثقـة ودالـة أن تسارع وتنشلنـا من جميع الضيقات والشرور والأحزان التى تعذبنـا بدون إنقطاع فى الروح والجسد على أنـه إذا كان إحتمال هذه البلايـا ممـا يوافق خلاص نفوسنـا فإلتمس لنـا نعـمة فعّالـة من اللـه لكى نحتملهـا بصبر جميل وبتسليـم الإرادة التامـة للأحكام الألهيـة حتى غذا مـا أتتمـمنا بتدقيق مشيئة أبينـا الذى فى السموات نستحق أن يكون لنـا نصيب فى ملكوتـه الدائـم. آمين.

                 (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد)

خبـر: "فوّض إلى الرب طريقك وتوكل عليـه وهو يفعل ويخرج كالنور برّك وكالظهيـرة قضاءك"(مزمور36)

أنـه بلاشك لا شيئ يصعب على الإنسان الذى يحترم ذاتـه مثل تعريض سمعتـه للإتهام وإستهدافـه لألسنـة الـماكرين، ومن مثل أنواع الـمحن والبلايا كهذه قد أنقذ القديس أنطونيوس مكرّميـه الأمناء الذين إلتجأوا إليـه بثقـة ورجاء وهذا ما قد رواه من سجّلوا حياتـه، وسنقتصر من تلك الحوادث على ما يلي: لـما كان القديس أنطونيوس يعيش فى مدينـة بادوا وكان فى ذاك الوقت يقوم بـمهام رئيس إقليـمي على إخوانـه الرهبان، وقد أوحـى غليـه فى الصلاة أن والده السيد مرتين كان فى خطر خسارة شرفـه وحياتـه معاً لأنـه أتهم بقتل رجل وجدت جثتـه فى بستان قصره فى مدينة لشبونـة عاصمة بلاد البرتغال وقد أقيمت عليه الدعوى وصدر الحكم بإعدامـه. فبدأ القديس أنطونيوس يبتهل إلى اللـه بشدة من أجل أبيـه، ثـم استأذن رئيس الدير بالذهاب الى لشبونـة لينقذ والده من الـموت، وكان يلزم أن يقطع مسافـة تقرب من اربعون يومـا على الـمسافر الـمُجد، ولكنـه لـم ييأس وفى لحظة عين رأى ذاتـه واقفـاً وسط مجلس القضاء فى لشبونـة. وبدأ يحامي عن أبيه ويُظهر براءتـه بالحجج والأسانيد والبيانات الـمقنعـة حتى بهت الجمهور من جرأتـه وطلاقـة لسانـه وخبرتـه الطويلة فى الـمحاماة، إلا ان القضاة رفضوا أن يرضخوا إلى طلباتـه أو أن لينقضوا الحكم. فقال لهم القديس أنطونيوس حينئذ إذا كنتم حتى الآن فى شك فى بطلان الدعوى ولـم يظهر لكم الحق بالتتمام فهأنذا مستعد لأن أثبت لكم براءة أبـي بفـم القتيل ذاتـه، فقبلوا ثم ساروا معه إلى مدفن القتيل وقد تبعهم جمع خفيـر، فلـما وصلوا إلى الـمقبرة فتحوا قبر القتيل وكان قد إنتـن. فصاح إذ ضاك أنطونيوس بالقتيل قائلاً:"إنـي أمرك بإسم يسوع الناصري أن تقـر بالحق أمام هؤلاء جميعاً هل مرتيـن دى بوليـن أو احد من عشيرتـه هو الذى قتلك؟"، فللوقت رفع القتيل رأسه وجلس مستنداً إلى إحدى يديه واشار بالأخرى وقال:"أن قاتلي ليس هو مرتين دى بوليـن ولا أحد من عشيرتـه"، ثـم بعد ذلك إلتمس القتيل من القديس أنطونيوس أن يحلّه بسلطان الكهنوت من وثاق بالحَرمْ كان قد سقط بـه فى حياتـه، فلـما باركـه القديس عاد جثـة بدون حراك، فضّج الجمهور بالصراخ هاتفيـن بصوت واحد:أعجوبـة. أعجوبـة. فأطلق حينئذ سراح مرتيـن دى بوليـن وإشتهرت براءتـه بين الجميع. وهنـا أراد الحاكـم أن يعلم إسم القاتل فسأل القديس أنطونيوس عن هذا فأجابـه القديس قائلاً:"لا جئتُ إلى هنـا لكى أنقذ البار لا لكى أكشف عن الجانـي"، ثم ودّع أباه وعاد بـمعجزة إلى مدينـة بادوا التى لـم يكن قد غاب عنهـا سوى حوالـى ستة وثلاثين ساعـة. (ثم تتلى الطلبـة بعد ذلك)

                    _______________

 

 

اليوم الثالث عشر – 13  يونيو

فيـه نسأل القديس أنطونيوس أن يُحصينـا فى عداد مكرّميـه وأن يجعلنـا نقتفى أثاره فى إقتناء الفضائل الساميـة

أن الحصول على حمايـة أي من القديسين بواسطة الأعمال التقويـة والعبادة للـه الصادقـة سيفيد الإنسان كثيراً ولا سيـما الحصول على حمايـة أولئك القديسين الذين قد أعدهـم اللـه ليوزع على أيديهم نعـمه الإلهيـة بأغزر فيضان وأجزل سخاء. والقديس أنطونيوس مـما لاشك فيـه هو من عِداد هؤلاء القديسين الذين اختصهم اللـه عـما سواهم بالشفاعـة كـما يشهد لنـا بصورة لا تقبل للشك كيف أن العالـم بأسره لـم يبقى فيـه ركن أو منطقـة إلاّ وقد ترك القديس أثار فيهـا واضحـة، ولكن مـا يُجدى الإنسان أكثـر بصورة لا تُقاس أو تُحد هو أن أن نقتدى بـفضائل القديسين لأنـه بدون هذا الإقتداء لا تقوم عبادة للـه حقيقيـة.

تأمـل من الإنجيل:"لكن اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لايفسد سُوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون ولا يسرقون. لأنـه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك"(مت20:6-21).

إذا شئنـا نحن أن نكون فى عِداد مكرّمي القديس أنطونيوس الصادقيـن فلنلتجئ إليـه فى هذه الليلـة قائليـن:

صلاة: أيهـا القديس أنطونيوس شفيعنـا الـمعظم أننـا نتضرع إليك متوسلين أن تستمد لنـا من الرب نعمة فعّالـة لنبذل الجهد دائما فى إقتناء الفضائل الإلهيـة التى كنت مزدانـا بهـا مدة حياتك فى هذه الدنيـا ميدان الجهاد والدموع. ثـم إجعلنـا نسير سيرة صالحـة منزهـة عن كل عيب فى جميع أفكارنـا وأقوالنـا وأفعالنـا فنستحق بهـا أن نحصل على حمايتك ومعونتك كل أيام حياتنـا وهكذا يـمكننا أن نتمتع بنصيب مكرّميك الأمناء على الأرض ونكون شركاءك بالـمجد الخالد والسعادة الدائـمة فى السماء. آميـن. (يتلى 13 مرة أبانا والسلام والـمجد).

خبـر:  ان الإكرام الـمقبول جداً للقديس أنطونيوس هى تساعيـة أيام الثلاثاء، وليس ذلك فقط بل هذه التساعيـة لـمناسبة عملهـا فى أيام الضيقـة والشدة، ولا سيما إذا لـم نكن قد تخاذلنـا عن إتخاذ الوسائل لدفعهـا، ويجب عند ممارستهـا إقترابنـا يوم الثلاثاء إلى سري الإعتراف والتناول وزيارة كنيسة أو مذبحاً للقديس أنطونيوس أو أمام صورتـه نصلّي قائليـن بحرارة فى كل زيارة تسع مرّات أبانا والسلام والـمجد أو أي صلوات أخرى خصصت لإكرامـه. وإذا لـم يتهيـأ لنا الذهاب إلى الكنيسة بسبب مرض أو لسبب آخر من الأسباب الـمقبولـة، فعلينـا أن نمارس تلك الصلوات أمام إحدى صوره فى منازلنـا مع ضرورة الإبتعاد عـن كل مامن شأنـه أن يهين اللـه بالفكر أو القول أو العـمل، وإن كان الحصول على هذه النعـمة والتى نلتمسها بشفاعـة القديس أنطونيوس غيها خير لنفوسنـا فلنـا عند ذلك الرجاء الأكيد أن القديس أنطونيوس سيلبي طلبنـا عاجلاً أو آجلاً.

فى بلدة تقرب من مدينة كولونيـة (جرمانيـا) أصيب صبي وعمره ستة

سنين بقرحـة فى رقبتـه وكان إسم الصبي لاونردس. فلجأ والده إلى كافـة الأطباء فى البلدة وأحضر غيرهم من بلاد اخرى مجاورة ولـم ينفع شيئ بل بقى الصبي ملازمـا الفراش ستة أشهر. وذات يوم بينما كان والداه واقفان بجانب الصبي حزانى إذ دخل عليما راهب فرنسيسكاني وشجعهـما على عمل تساعية الثلاثاء للقديس انطونيوس لكي يُشفى إبنهـما. فبدأ الوالدان بكل الثقـة والتقوى فى صلاة التساعيـة، فكان ان الصبي إلا وشعر فى أول يوم ثلاثاء بتناقص فى مرضـه، وبدأ فى التحسن تدريجيـا حتى الثلاثاء الأخيـر حيث قد شفى تمامـا ممجداً اللـه فى قديسيـه.

وايضاً كانت فى مدينة بولونيـة سيدة متزوجـة قد ظلّت اثنتين وعشرين سنة بدون أن تلد فلجأت عند ذلك إلى القديس أنطونيوس وبدأت الصلاة وتداوم تضرعهـا إلى اللـه وطلب شفاعـة القديس لكى يرزقهـا الله بطفل. فترأى لهـا ذات ليلة فى الـمنام القديس أنطونيوس متألقـا بالنور وقال لهـا:"إذهبي يا إمرأة إلى كنيسة رهباننـا مرة فى الأسبوع يوم الثلاثاء إلى تسعة أسابيع وصلّي هناك أمام أيقونتـي وإلتـمسي شفاعتي وإقتربـي من سري التوبـة والقربان الـمقدس ستحبلين وتلدين بلا شك". ففرحت فرحاً عظيماً وإزدادت سقتة بشفاعـة القديس أنطونيوس وبدأت فى ممارسـة تلك التساعيـة بكل تقوى وعبادة. حتى غذا أتـمتهـا أي عند إنتهاء يوم الثلاثاء التاسع شعرت انهـا حاملاً فشكرت اللـه والقديس أنطونيوس جزيل الشكر وعادت إلى زوجهـا تبشره بـما أتـاه شفيعهـا ليشاركها الفرح والسرور. امـا الزوج فقد سخر منهـا وهزأ من سذاجتهـا وقال لهـا هذا من الـمحال. ثم عندما تحقق حملهـا قام الزوج يعنفهـا ويسبهـا لـما جاءه من شك فى أمانتهـا وحبلهـا. ثـم لـما جاء وقت الولادة وضعت الـمرأة خليقـة قبيحة الـمنظر مشوهـة الصورة لا شكل لهـا، وقد أثار ذلك أوهام زوجهـا وهيجانـه. ولـم تفقد الزوجـة الثقـة بشفيعهـا القديس أنطونيوس ووعده لهـا، فطلبت أن يُحمل ثمرة حملهـا فتوضع على مذبح القديس أنطونيوس فى الكنيسة ففعلوا الخدم على نحو ما أرادت سيدتهـم، وبعد أن وضعوا هذا "الـمسخ" على الـمذبح ساعـة سُمع على الفور بكاء طفل كأنـه قد ولد وقتئذ، فسارعوا إليـه فإذ هو ولد تام الخلقـة جميل الصورة أدهش عجيب أمره بولونيـا كلهـا وخصوصا والده الذى آمـن بقدرة اللـه والقديس أنطونيوس وبدأ فـى إكرامـه وإجتهد فى إذاعـة خبر هذه الـمعجزة فى سائر ايطاليـا. وقد إنتشر أمر تساعيـة الثلاثات الخاصـة بالقديس أنطونيوس التى حصلت عليهـا هذه السيدة السعيدة الحظ من القديس نفسه وقد أتت لـمن يـمارسهـا بنشاط وتقوى بوافر النعم الروحيـة والزمنيـة.

تنبيـه مهـم: ان كان احد بإلتماسه نعمة من لدن اللـه بشفاعـة القديس أنطونيوس وقد مارس التسعاويـة ولـم تستجب طلبتـه فليعلـم أن العائق لـم يكن من قِبل اللـه وقديسيـه، إذ كما قال اشعيا النبي:"يد الرب لا تقصر عن الخلاص وأذنـه لا تثقل عن السماع"، ولكن يكون أحيانـاً من الطالب نفسه، أو لـمجرد خير لـه آخر أفضل يريده الرب وقديسه وهو الذى حال دون بلوغ مراده. أمـا الأسباب التى من أجلهـا لا يستجيب الله وقديسوه رجاء الإنسان بطلباته فهى:

إما ما استوجبته خطايا الـمصلّي او للفتور فى الصلاة،او لكونه لم يداوم طلبته او لقلة ثقته بالإجابـة، أو لأن مـا يطلبـه فيه ضرر لخلاص نفسه، أو ليحمل الطالب على تكرار طلبـه أكثر فأكثر، أو لكى بحرص مزيد الحرص على مـا نالـه بعد مشقـة، أو لكى يتواضع الـمصلّي إذ يبطئ عليـه بالإستجابـة، واحيانـاً إن لـم يعط ما يطلب لكونـه غير مناسب فيعطيه الرب بدلـه ما هو أنفع وأحسن.

فيـا أيهـا الـملتجئون إلى شفاعـة القديس أنطونيوس البادوي لا يتسرب

اليأس إلى قلوبكـم بل كونوا واثقيـن بإجابـة ملتـمسكم حتمـاً

والرب هو وحده يعرف ما هـو خيـر لكم.

               ____________________

صلاة تتلـى يوم عيد القديس أنطونيوس أو لدى طلب نعـمة من اللـه فـى أي حيـن

أيهـا القديس أنطونيوس الكلي الطوبـى والـمجد. يـا نور العِلـم ونار الـمحبـة وفخر الكنيسة الكاثوليكيـة وزيـن وشرف رهبانيـة الأخوة الأصاغـر. يـا شهيداً بالشوق وتلميذاً محبـاً ومحبوبـاً لأبيك فرنسيس الأسيزي ومحاميـاً مناضلاً عن قوانينـه وطرق رهبانيتـه. يـا رجل اللـه التابع تواضع الـمسيح. يـا معلـم الحكمة السماويـة وكنارة الروح القدس وقبـة العهد والـمبشر الغيور بالحقائق الإنجيليـة. يـا من أفحم الهراطقـة بصريح تعاليـمه وفنـّد أضاليلهم بسديد براهينـه. يـا من أطاعت لصوتـه الأسماك والبهائـم والخلائق قاطبـة ولإرتعدت لذكر إسمـه فرائض ملوك الظلام ونجت من ظلـمهـم بحمايتـه الـمدن والبلدان، ودعاه الشعوب فى ضيقاتهـم الـمتنوعـة فخلّصهم من الأحزان وسأل لهـم العزاء والفرح والسلوان. إننـا نضرع إليك يا أبانـا وشفيعنـا الجزيل الحب ونستحلفك بحق دم وجراح يسوع الـمصلوب الـمحبوب منك غايـة الـمحبـة أن ترتضى وتستجيب لطلباتنـا عند إلتجائنـا إليك. فإنعطف بنظرك الشفوق إلى نفوسنـا الـمسكينة. وبـما أنك فزت من اللـه بـموهبـة إيجاد الأشياء الضائعـة هبنـا أن نجد نعـمة اللـه التى قد أضعناهـا مراراً بإرتكاب الخطايـا، وإجعلنـا نحافظ عليهـا حتى آخر نفس من حياتنـا. رد الهراطقـة إلـى الإيمان الـمسيحي الذى لا خلاص لأحد خارجـاً عنـه. قوّى ضعفاء القلوب. قوّى الحزانـى والـمتضائقيـن وسُد حاجات الفقراء والـمعوزيـن. التـمس نعـمة التوبـة والغفران للخطاة والبائسين ونعـمة الثبات فى حال البِر للأبرار والتائبيـن. اجعل سكان هذه البلدة تحت كنف حمايتك وصُنهـم من جميع الشدائد والأمراض والبلايـا بالروح والجسد والشيطان، وننـمو فى الفضائل الـمسيحية يومـاً فيومـاً حتى إذا ما عشنـا على ذا الحال نموت ميتـة الأبرار القديسين فنستحق أن نكون شركاءهم فى الـمجد السماوي. اميـن.  مرة واحدة أبانا والسلام والـمجد.                                                                     

                  حجاب القديس أنطونيوس

هوذا صليب الرب + إهربوا يـا أعداء خلاصنـا لقد غلب الأسد من سبط يهوذا أصل داود. هليلويـا. هليلويـا

هذا الحجاب سلّمـه القديس نفسه إلى إحدى مكرّميـه ومن يحمله بأمانـة ينجو من مكائد الشيطان ووساوسـه.

الصلوات الثلاث التى تقدم إكرامـاً للقديس أنطونيوس كل ثلاثـاء

بسم الآب والإبـن والروح القدس الإلـه الواحد آميـن.

1.     أيهـا القديس أنطونيوس شفيعنـا الـمعظم أنظر إلى شقائنـا وإرث لحالنـا. اطلع من علو السماء وتعهدنـا بعونك. ابعد الأخطار العديدة التى تحدق بنـا فى أثناء سفرنـا فى هذه الأرض، أرض الظلـمة وظلال الـموت. كن لنـا مرشداً أمينـا وترساً منيعاً ومعزيـاً شفوقـاً. نجنـا من أخطار الروح والجسد حتى إذا ما حصلنـا على راحة البال وطـمأنينة القلب نسعى بنشاط وفرح فى أمر خلاصنـا الأبدي الذى بـه تتعلق راحتنـا الدائـمة. آميـن. (أبانا والسلام والـمجد).

2.     أيهـا القديس أنطونيوس الشفوق والحنون أنك فى مدة حياتك على الأرض كنت تبادر بإهتمام إلى إغاثـة الـمرضى والـمصابيـن بالعلل والأسقام. فكان العميان والعرج والصُم يبرأون من كل أمراضهم وعاهاتهـم بـمجرد حضورك عندهـم، او بلمسهم طرف ثوبك فنسألك الآن وأنت مـمجد فى النعيم الخالد وقلبك مضطرم أشد إضطرامـاً بنار الـمحبة الـمقدسة أن تتنازل وتنقذنـا من جميع الأمراض والأسقام الجسديـة، أو على الأقل تلتمس لنا نعمة الصبر والخضوع للإرادة الإلهيـة حتى إذا ما إحتملنـا الأوجاع والآلام غير متزمرين، نحصل على خلاص نفوسنـا فنفوز بالراحة الدائـمة. آميـن. (أبانا والسلام والـمجد).

3.     أيهـا القديس أنطونيوس الحنون الشفوق نراك مستعداً فى كل حين لإغاثـة الـملهوفيـن وإعانـة الـمعوزيـن. فأنت تعلـم كثرة إحتياجاتنـا الروحيـة والزمنيـة. فبادر إذن لإسعافنـا يا شفيع الـمساكين وملاذ البائسين وفرج الـمكروبيـن. وإسأل اللـه نجاتنـا من الضيق والشدائد أو الصبـر والقوة على إحتمالهـا بصبر وتسليم ثم سل الرب لنـا على الخصوص النعم الـملائـمة لحالتنـا حتى نعيش ونموت كما يليق بأبناء السيد الـمسيح الأمناء. أمين. (أبانا والسلام والـمجد ثم الطلبـة).

                     ___________________



    صلاة الشكر بعد الحصول على النعمة الـمطلوبـة

أيهـا القديس أنطونيوس صانع العجائب العظيم، أب الفقيـر ومعين من هم فى شِدة، لقد أتيت لـمساعدتـي بكل شفقة وحنو وأعطيتنـي القوة من السماء، هـا انـا آتي إليك شاكراً جميل صنيعك. إقبل تقدمتـي ومعهـا وعدي بأن أحيـا دائـماً  فى محبـة يسوع ومحبة القريب. واصل دائـماً حمايتك لـي وأحصل لـي على النعـمة الدائـمة وهى أن أدخل ملكوت السموات وأرنّم معك للأبـد تسابيح الـمجد والشكر للـه الأزلـي. آمين.

                ____________________        



          طلبة للقديس أنطونيوس البادوي

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                               أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                               إستجب لنـا يا رب

أيهـا الآب السـماوي                                  ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                                     ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                               ارحـمنـا يا رب

أيهـا الروح القدس اللـه                               ارحـمنـا يارب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد                  إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريم التى حبل بها بلا دنس

     الخطيئة الأصلية                                           صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس البادوي                     صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس فخر رهبنة الإخوة الأصاغر       صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُقدس الحكمة السماوية   صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس أليف التوبة                          صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مثال الطاعـة                        صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس السالك مسلك الصلاح     صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس قامع الشهوة                          صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس المضطرم محبة بالصليب                   صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الغيور على الإنجيل                صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس رعب الكفّار                         صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس هول الشياطين                       صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مثال الكمال                          صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الشهيد بالشوق                       صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس معلّم الخطـأة                         صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الصانع العجائب           صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس معزّي الحزانـى           صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس شافي الـمرضى            صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الـمُدافع عن الأبرياء                صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُطلق السجناء                       صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُبصر العـميان            صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُنطق البُكم                          صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مؤتـي السمع للصُم                 صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس طارد الشياطين                      صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُخزي الأعداء الشريرين صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُرجع الأشياء الضائعة             صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس دليل أبناء السبيل          صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الـمحامي فى دعاوي العدل        صلـى لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس الـمنتقم من الإثـم          صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مُحب التواضع الصادق            صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس زنبق الطهارة السماويـة  صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس أتـون الـمحبـة              صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس كاروز الـنعمـة             صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس مستأصل الرذائـل                   صلـي لأجلنــا

أيها القديس أنطونيوس خزانـة الكتب السماويـة  صلـي لأجلنــا

من مكـايد الشيطان                                    نجنـا يا مار أنطونيـوس

من الصواعق والزوابع                                نجنـا يا مار أنطونيـوس

من كل النوائب والصعاب                             نجنـا يا مار أنطونيـوس

من كافـة الأوجاع والـمخاطر                نجنـا يا مار أنطونيـوس

من كل خطيئـة                                نجنـا يا مار أنطونيـوس

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم      انصت الينـا

يـا حـمـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم       استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم                  ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون

صلاة: أيهـا الإلـه الكلي الوداعـة، يـا من يـمجّد قديسـه القديس أنطونيوس بصنع العجائب الباهرة دون إنقطاع. تعطف وهبنـا أن ننال بشفاعتـه ما نطلبـه منك بإيـمان. أنت الذى تحيا وتملك إلى دهر الدهور. أميـن.

– يـا قديس انطونيوس البادوي 

 – صلّي لأجلنـا لكي نستحق مواعيـد الـمسيح. آميـن.       

        __________________



         مسبحة القديس انطونيوس البادوي

تتكون هذه الـمسبحة من 13 بيت وكل بيت

يحوي ثلاث حبّات، ويرجع تاريخ هذه المسبحة

الى القديس بونافنتورا. ويتم تلاوتها كالآتي:

-يتلى على أول حبة الصلاة الربيـّة

– يتلى على ثانى حبّة السلام الملائكي

– يتلى على الحبّة الثالثة صلاة الـمجد

ويُنصح عادة بالتأمل بعد الصلاة فى فضائل

القديس التالية عقب كل بيت:الإيمان،الرجاء،

الـمحبة،حب يسوع،الحكـمة،العدل،الصبـر،

التوبـة، التواضع، العِفـة،الطاعـة، الفقـر، روح الصلاة، والإتحاد مع الله.

 

 

 طريقة أخرى للتأمـل وذلك بتلاوة الطلبات الـ13 التاليـة مع صلوات الأبانا والسلام والـمجد:

1. يا قديس أنطونيوس، يا صانع العجائب، صلّي من أجل الـمسيحيين الذين يعانون الآن من الألـم، ومن أجل أحبائنـا الـمنـتقليـن.

2. يا قديس أنطونيوس، يا مُبشر بالإنجيل،قوينـا ضد هجمات أعداء الله وصلّى من أجل بابا الكنيسة والكنيسة.

3. يا قديس أنطونيوس، يا من أنت قوي بحبك ليسوع، احفظنـا من الكوارث التى قد ترهبنـا بسبب خطايانـا. 

4. يا قديس أنطونيوس، يا طارد الأرواح الشريرة، إجعلنـا ننتصر على زئيرهم.

5. يا قديس أنطونيوس، زنبق الطهارة، نقينـا من دنس الروح واحفظ أجسادنـا من كل الأخطار.

6. يا قديس أنطونيوس، يا شافـي الـمرضى، أشف أمراضنـا واحفظ صحتنـا.

 7. يا قديس أنطونيوس، يا مرشد الـمسافريـن، أعد لبر الأمان من هم فى خطر وسكّن امواج العواصف والألـم التى قد تضطرب بها نفوسنا.

8. يا قديس أنطونيوس محرر الأسرى، أنقذنـا من أسر الخطيّـة.

9. يا قديس أنطونيوس، يا من شجّع الكبار والصغار على إستخدام أعضائهم فى خدمـة الله، إجعلنـا ننال نعمة كيفيـة ان نستخدم أجسادنـا وأرواحنـا بكفاءة تامـة لـمجد الله.

10. يا قديس أنطونيوس، يا مُرشداً للأشياء الـمفقودة، ساعدنـا لنجد كل ما فقدنـاه فى أمورنـا الروحيـة والزمنيـة.

11. يا قديس أنطونيوس، يا من هو محـميّ بالعذراء مريم، أبعد عنـا الأخطار التى تهدد أرواحنـا وأجسادنـا.

12. يا قديس أنطونيوس، مُعين الفقراء، ساعدنـا فـى إحتياجاتنـا وأعط الخبز والعـمل لـمن يسألونـك.

13. يا قديس أنطونيوس، نحن نذيع بكل شكر وتقدير قوة معجزاتك ونلتجئ إليك لتحمينـا كل أيام حياتنـا.

( يـمكن أن تستخدم مسبحة بهـا 13 حبّة فقط يتم تلاوة الصلوات السابقـة بهـا، بدلا من المسبحة الكبيرة ذات الثلاث ابيات ـ39 حبّة).

صلاة: ايها الإلـه الكليّ الوداعـة يا من يُـمجد قديٍسيـه دائـماً ومنهم القديس أنطونيوس، بصنع العجائب الباهرة دون إنقطاع، تعطّف وهَبنـا أن ننال بشفاعتـه ما نطلبـه منك بإيـمان، أنت الذى تحيـا وتملك إلى دهر الدهور آميـن.



            كيفية إكرام القديس انطونيوس البادوي

ان تكريم القديسين ليس فقط لـمجرد اننا نريد ان نقدم الحمد والشكر لهم، فهم مممتلئون من الـمواهب السماويـة ولن يضيف حمدنا أوإكرامنا لهم اي شيئ للمجد السماوي الذين يتمتعون بـه الآن، بـل نحن نكرّم القديسين لأننا نحبهم، ومحبتنـا هذه ستدفعنـا لأن نتمثل بسيرتهم ونطلب شفاعتهـم وبهذا ننال رضى الآب السماوي ورضاهم عنـّا فيداوموا الصلاة من أجلنا.

ان الصلاة أمام تمثال او صورة لأحد القديسين أو وضع باقة من الزهور او حتى التناول من الاسرار الإلهية فى عيد هذا القديس او ذاك،مع انها كلها اعمال حسنة ولكن ما جدواها إن لم يكن القلب والحياة اليومية تعكس نفس الإيـمان والـممارسات التقويـة التى مارسها القديسون فى حياتهم على الأرض فنالوا بها تلك الأمجاد السماويـة. 

إن إكرام القديسة مريم أو القديس يوسف أو أي من القديسين لا يكون إكرامـاً صحيحاً إلاّ إذا كان هذا الإكرام هو الذى يساعد الـمتعبِّّد على الإتحاد بالله والثقة فيـه مع إكتساب للقيم الروحية الباطنية مثل التواضع والتضحية وروح العطاء.

ويعلن الـمجمع الفاتيكانـي الثانـي فى دستوره العقائدي "نور الأمم" قائلاً:"عبادة القديسين الأصيلة لا تكون بالإكثار من الأعمال الخارجية،بقدر ما يكون بحرارة الحب الشخصي النشيط الذى يجعلنا،لخيرنا ولخير الكنيسة،نلتمس فى سيرة القديسين قدوة،وفى شركتهم نصيباً،وفى شفاعتهم عونـاً.

فللحصول على شفاعة القديسين وصلواتهم من أجلنـا وخاصة تقديم الإكرام للقديس انطونيوس يستلزم الأمر كما يُذّكرنـا البابا ليون الثالث عشر انـه ليس فقط علينـا أن نحب القديس انطونيوس ولكن يلزمنـا أن نجعلـه محبوبـاً لدى الآخريـن، وذلك بالقيام ببعض الممارسات التقويـة والتى تتلخص فى الآتـى:

1. التمثل بفضائـله

محاولة التحلي ببعض من فضائل القديس انطونيوس من إيمان وطاعة وصبـر

وتسليم وعفة ومحبـة للفقراء ومحبـة لكلـمة الله،وبمعونة الله وشفاعة القديس أنطونيوس سنـتمكن من ان نـمارسها.

2. صلاة يومية

نردد يوميا صلاة قصيرة او صلاة الـمسبحة أو الطِلبـة للقديس انطونيوس ندعوه فيها لأن يقوم بالصلاة من أجل إحتياجاتنـا الروحية أولاً ثم الدنياوية.

4.     عيد القديس أنطونيوس

لا نكتفى فقط للتعبير عن إكرامنـا وحبنـا للقديس انطونيوس البادوي فى

يوم عيده فقط والذى خصصته الكنيسة فى 13 يونيو من كل عام للإحتفال

بـه،بل نحاول ان يمتد هذا الإحتفال لثامن يوم وذلك بحضور القداس اليومي والتناول و تقديم الصدقات للفقراء.

4. تـخصيص يوم الثلاثاء من كل أسبوع

تشبها بالذين يكرمونـه فى كل مكان والذين يخصصون يوم الثلاثاء من كل اسبوع أو الـمواظبـة على هذا لـمدة 13 أسبوع متتالية،وذلك بحضور القداس الالهي لهذا اليوم أو تقديم مساعدة مالية من اجل الـمحتاجين.

5. دعوة الآخرين

وذلك بالتحدث عن القديس أنطونيوس البادوي وفضائله وشفاعته وكيف كان دوره فى حياتك الروحية.

6. نضع صورتـه امامنـا او نحملها دائما

نضع كل مشاكلنـا أمامـه ونتحادث معه وكأنـه حاضر معنا ونجعله دائما هو محامينا أمام العرش الألهي،وكلما شعرنا باليأس فلنتذكر دائما ونتأكد ونؤمن بأن يسوع ومريم والقديس يوسف والقديس أنطونيوس لن يتركوا من يلتجئ اليهم أبداً.

7. تكريس الذات

نكرّس أجسادنـا ونفوسنـا وقلوبنـا للـه كما فعل القديس أنطونيوس

البادوي وكـما فعلت من قبل القديسة كاترين السينائية او القديسة تريزا

الطفل يسوع.

8. العطـاء

فلنهب كل ما نملك من أجل الله فما "من أحد ترك بيتا أو اخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو بنين أو حقولا لأجل إسمي ولأجل الإنجيل..فله الحياة الأبـديـة"(مرقس29:10-30).

9. المساهمة فى بناء دور العِبادة

بناء الكنائس أو تخصيص اماكن بداخلها لإكرام مريم العذراء والقديس يوسف والقديس أنطونيوس البادوي.

                 _________________



الـمراجع

1.    "تساعية لـمار أنطونيوس البادوي لطلب النعم" –(1962)

2.   “Saint Anthony of Padua”, Catholic Book Publishing Co., N.Y. (1991)

3.   “Novena Prayers in Honor of St. Anthony”, Franciscan Mission Associates, N.Y.

4.   “St. Anthony of Padua, Catholic Encyclopedia

5.   “Anthony of Padua”, Catholic-forum. com

 

 

 

شكر خاص للأستاذ وجيـه الـمصري على ما قام بـه سيادتـه من مراجعـة لغويـة، وايضاً أقدم شكري الخاص للأخت أنطوانيت عزيز سيحة لـما قامت بـه من إرسال مسودة الكتابـة الأوليـة لـهذا الكتاب.

                                                  نبيل حليـم يعقوب

لوس أنجلوس فى ينايـر ‏2004‏‏

                   +++++++++++++++++++++