البابا بولس السادس 1898-1978

بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 262

إعداد بتصرف – مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل

( بمناسبة عيد الرسل – هامتى الرسل بطرس وبولس يوم 29/6 أبدا سلسلة سير حياة   احد اهم باباوات الكنيسة وهو  بولس السادس والذى اختار اسمه على إسم القديس  بولس تيمناً  بالذي جعل رسالته نشر المسيحية في العالم)

 

* ولد جيوفاني باتيستا انريكو أنطونيو ماريا مونتيني  في كونشسيو فى 26 سبتمبر 1898 في بلدة صغيرة  قرب مدينة شمال إيطاليا ، نجل الصحفي والناشر والنائب البرلمانى جورجيو مونتيني.

عمد فى 30 سبتمبر 1897  (تاريخ وفاة القديسة تريز من ليزيو)

نال سر القربان – المناولة الاولى –  فى 6 يونيو 1907

تابع دراسته في ميلانو ، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1920 وإنتقل الى روما  في مايو 1923 وقد  أرسل لعدة أشهرالاسقف  مونتيني كسكرتيرا مساعدا للقاصد الرسولي في وارسو.

ظل في روما 1925إلى 1933 محاضرا في التاريخ في أكاديمية الدبلوماسية البابوية.

* أمين سر دولة الفاتيكان 1952، سيم أسقفاً على ميلان سنة  بعدها عينه البابا بيوس الثانى عشر  . نوفمبر 1954 ، رئيس أساقفة جديد لميلان .

* كاردينالاً سنة 1958 ، عمل سكرتيراً للقاصد الرسولي ـ سفيراً ـ في بولندا ، ثم عين نائباً لوزير خارجية الفاتيكان عام 1937م ، ثم وزيراً للخارجية .

* بعد وفاة قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين فى 23 يونيو 1963. لمّا اجتمع الكرادلة لانتخاب خلف للبابا ليوحنا 23، وقعت القرعة على الكاردينال جيوفاني باتيستا مونتيني،  فكان انتخابه متمماً لرغبات الكثيرين، فقد أدرك الكثيرون بأن هذا البابا هو الخليفة حسب رغبة يوحنا الثالث والعشرين.

 * بعد إنتخابه  لكرسي البابوية عام 1963م  ، التزم بالمنهج الذي رسمه سلفه البابا يوحنا الثالث والعشرون فى إدارة  شئون الكنيسة . واختار اسم بولس السادس تيمناً باسم القديس  بولس الذي جعل رسالته نشر المسيحية في العالم.

* هو بابا الكنيسة الكاثوليكية في الفترة من من 21 يونيو  1963 إلى  6 أغسطس 1978  .

* عمل من أجل توحيد الكنيستين الغربية والشرقية. والدفاع عن رجالها ، والتفاهم مع الحكومات الشيوعية ، ومع الطوائف اليهودية ، وتيسير رسالة الكنيسة ، ومن أجل ذلك قام بعدة رحلات خارج إيطاليا ، وعقد أول مجمع للهيئة الكاثوليكية بمدينة بومباي الهندية عام 1963 ، وزار الأراضي المقدسة (فلسطين) عام 1964 ، وعمل علي الاجتماع برئيس الكنيسة الأورثوذكسية في القدس ،كما إلتقى بالبابا شنودة الثالث للاقباط الارثوذكس(1973) .

كان أول بابا يسافربالطائرة  خارج الفاتيكان و يزور الأراضي المقدسة ، وأول بابا يسافر إلي الولايات المتحدة ، ويلقى خطاباً في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ، ويدعو فيه إلي السلام العالمي.

* لقد تخوّف العالم من أن تتوقف أعمال المجمع المسكوني، الفاتيكاني الثاني، بعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين، ولكنّ هذا التخوّف لم يكن في موضعه، إذ صرّح البابا الجديد بأنه سيتابع بكل أمانة وإخلاص أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، الذي بدأ به سلفه، وكان هو أحد آبائه. ثم بدأ بالدورة الثانية، لهذا المجمع في 29 سبتمبر سنة 1963 وافتتحه بهذه الكلمات: إن هذه الدورة هي ذكر لسلفنا الكريم يوحنا الثالث والعشرين، الذي هو مرسل من الله، لكي تقوم الكنيسة باحتفال أهم من مجمع مسكوني، تقوم بثورة تغيّر المفاهيم وتوسع المدارك.

لم يقف البابا بولس عند حد تكملة المجمع، بل سار بعيداً جداً في طلب الوحدة، إذ عمّق العمل الاصلاحي أكثر فأكثر، إذ أوجد عدة تنظيمات جديدة غايتها امتداد المجمع المسكوني وديمومته في العالم، ونشره حتى في الأوساط الغير مسيحية.

* والبابا بولس السادس والحوار مع الاسلام :  كان يؤمن بأهمية الحوار مع الشريعة الإسلامية لما فيه من تحقيق الأمن والسلام في الكرة الأرضية، وهو يهدف لخير البشرية وكان البابا بولس السادس منذ أن تسلم منصبه الكرسي الرسولي، قد صرف كل جهد ليقف على مبتدأ الشريعة الإسلامية، وجمع لديه العديد من المؤلفات التاريخية التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين ولمضمون القرآن الكريم من آيات سماوية ومعانيها القيمة. وتأكد له بعد الدراسة بدقة، أن شريعة الإسلام مجهولة في العالم الغربي بالنسبة لقيمها وأهدافها الإنسانية، ومحكوم عليها غالبا بأحكام مغرضة لتستمر العداوة بين المسيحيين والمسلمين وأمام هذه الثوابت، فوجّه البابا بولس السادس الدعوة اثناء انعقاد  المجمع الفاتيكاني الثانى والذى  شارك فيه كرادلة من جميع انحاء العالم ، مطالبا باصدار وثيقة عن العلاقات المسيحية الاسلامية  وصدرت وثيقة تاريخية عن المجمع المسكوني، تضمنت توجهات حضارية تدعو لحوار مسيحي ـ إسلامي لما فيه خير البشرية وحملت الوثيقة عنوان: (نور العالم).

وألقى البابا يوم 29 سبتمبر 1963م، بحضور جميع الكرادلة موعظة: ” دعا فيها الكنيسة الكاثوليكية إلى النظر أبعد من ذاتها نحو الديانة الإسلامية، وأن الكنيسة تتطلع إلى أبعد من فلكها الخاص نحو الإسلام وهي تصون معنى، مفهوم الله الواحد، الأسمى، الفائق، الخالق، الحامي بعناية، وأن جميع المسلمين يعبدون الله عبر أفعال تقوى صادقة، تشكل مع إيمانها الراسخ قاعدة حياتهم الأخلاقية والاجتماعية، وهذه من مبادئ الشريعة الإسلامية.”

وكان موقف البابا بولس السادس من الشريعة الإسلامية، واضحا وصادقا، وقد كشف عن النوايا والآفاق البعيدة لمستقبل العلاقات المسيحية الإسلامية، فكأن هناك تبديلا جذريا في موقف الكنيسة الكاثوليكية، إذا ما قورن ذلك بالعلاقات غير الودية التي كانت بين الديانتين في القرون الماضية قبل بولس السادس.

*  علاقته بالكنيسة  الارثوذكسية : فى سنة 1968 وخلال حبريته  طلب المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس بطريرك الاقباط من البابا بولس السادس إعادة جسد القديس مرقص لمصر وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 19 قرنا على إستشهاد القديس مرقص  فوافق البابا بولس السادس على  الطلب إكراما للشهيد مار مرقص كاروز الديار المصرية وتم إستلام الرفات يوم  السبت 22  يونيو سنة 1968 م  تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول – البطريرك الأول للكرازة المرقسية – من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان .

* قدم البابا بولس بابا الفاتيكان  لرئيس الوفد البابوي السكندري وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 م تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مار مرقس الرسول وأنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي ووكيل عام الفاتيكان.

* خلال الزيارة اشاد بولس السادس بتاريخ كنيسة الإسكندرية ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس واكليمنضس راجيا أن تكون موافقته على إنتقال الرفات إلى مصر”علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما ” وطلب البابا الروماني في خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادس وأكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.

 * وارسل الرفات مع بعثة ارسلها  البابا بولس السادس إلى مصر برئاسة القاصد الرسولى حينئذ الكاردينال دوفال وذلك فى 24 يونيو 1968 حيث تم إفتتاح الكاتدرائية المرقصية بالعباسية فى صباح يوم الاربعاء 26 يونيو 1968وحضر الاحتفال ايضا مثلث الرحمات البطريرك الكاردينال إسطفانوس الاول .

* كما تم خلال السنة السادسة عشرة من حبريته في 29 يونيو 1978 ” عرض الكفن المقدس بمدينة تورينو ” فوجه قداسته رسالة  إلى المطران رئيس أساقفة تورينو بمناسبة عرض الكفن المقدس قائلا : إنّه لحدث عالمي منتظَر،  والذي سيحظى باهتمام الجميع، ويجذب المؤمنين الذين سيتوافدون، بخشوع مميّز، إلى مدينة تورينو المتألقة، ألا وهو العرض العام للكفن المقدّس، الذي سيتمّ تكريمه في الكاتدرائية، بغيرة ودودة، وتقوى حارّة، بخاصّة في قلوب أهالي تورينو المسيحيين، كونه الذخيرة التي تدلّ على آلام سيّدنا يسوع المسيح المباركة، وليكن عرض الكفن المقدس مساعدًا للجميع على اكتشاف الخصوبة المتعددة الكامنة في “عثار الصليب” (غلاطية 5 : 11 ؛ 1 قورنتس 1 : 17-23)  وليستمدّ منه، شعب الله، قوة متجددة، أثناء مسيرته الأرضيّة، ليشارك أيضًا، بالطريقة ذاتها، فرح القيامة.

* عدل البابا بولس السّادس في15 اغسطس عام 1967، في الدّستور الرّسوليّ “حكم الكنيسة الجامعة ” قد عدّل هذه التّسمية، مُطلِقاً عليه اسم “مجمع الكنائس الشّرقيّة” وأوكل إليه مهمّة التّواصل مع الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، بغية مساعدتها على صون تراثها وقوانينها، في سبيل التّكامل مع الكنيسة الجامعة، إلى جانب الكنيسة اللاتينيّة بتّراثها الليتورجيّ والتّعليميّ والرّوحيّ، وسائر التّقاليد المسيحيّة الشّرقيّة المختلفة . واصبح من وقتها  لمجمع الكنائس الشّرقيّة، دوراً كبيراً في خدمة الإكليروس والعلمانيّين الشّرقيّين في روما، وفي البلدان الأخرى.

* اشهر رسائله “حول اساليب تنظيم الاسرة  ” والصادرة فى 25 يوليو  1968، وقع البابا بولس السادس رسالته العامة ” الحياة البشرية ”  يرفض فيها رفضا قاطعا منع الحمل بالوسائل الاصطناعية ويندد بعبادة الفرد وسياسات تنظيم الأسرة المفروضة من الدول الغنية على البلدان الأكثر فقرا وأثارت الرسالة العامة فور نشرها عاصفة من الانتقادات والمعارضة داخل الكنيسة وخارجها، ولكن البابا مونتيني لم يبدل موقفه مطلقا ، وفي خطابه إلى مجمع الكرادلة عام 1978 أكد البابا بولس السادس مطابقة الرسالة العامة وتعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في صون مبدأ احترام الشرائع الطبيعية وألابوّة الواعية والمسئولة أدبيا وأخلاقيا. كما شدد على أن رسالتي ترقي الشعوب والحياة البشرية هما عبارات الدفاع عن الحياة البشرية، وهو عنصر لا غنى عنه في خدمة حقيقة الإيمان .

* فى 6  أغسطس 1978 : تنيح عن عمر يناهز 80 عاما إثر نوبة قلبية وذلك بمقره بكاستل گاندولفو، بايطاليا .

 

اعلنه البابا فرنسيس قديسا فى يوم الاحد 14 اكتوبر سنة 2018 مع اعلان قداسة اوسكار روميرو من السلفادور و الاخت ماريا كتارينا من المانيا