كلمة البابا بمناسبة زيارة وفد بطريركية القسطنطينية المسكونية

 

"فلتصبح شركتنا وحدة تامة"

روما، الجمعة 1 يوليو 2011 (Zenit.org)

"فلتصبح شركتنا وحدة تامة": هذه هي باختصار الأمنية التي عبر عنها بندكتس السادس عشر الذي استقبل صباح الثلاثاء في الفاتيكان وفد بطريركية القسطنطينية المسكونية بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، شفيعي روما، في 29 يونيو.

وسنوياً أيضاً، يستقبل البطريرك برتلماوس في الفنار وفداً مرسلاً من قبل بندكتس السادس عشر بمناسبة عيد شفيع كنيسة القسطنطينية، القديس الرسول أندراوس، أخ بطرس، في 30 نوفمبر.

ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها بندكتس السادس عشر لوفد بطريركية القسطنطينية المسكونية.

***

أيها الإخوة الأحباء في المسيح،

أهلاً وسهلاً بكم في روما بمناسبة عيد شفيعي هذه الكنيسة، القديسين الرسولين بطرس وبولس. يسرني أن أحييكم بالكلمات التي كان يوجهها القديس بولس لمسيحيي هذه المدينة: "ليكن إله السلام معكم جميعاً" (رو 15، 32). وأوجه شكراً نابعاً من القلب إلى الأخ الجليل، قداسة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول، وسينودس البطريركية المسكونية المقدس اللذين أرادا إرسالكم أيها الإخوة الأعزاء كممثلين عنهما للمشاركة هنا معنا في هذا الاحتفال الرسمي.

الرب يسوع المسيح الذي ظهر لتلاميذه بعد قيامته أوكل إليهم رسالة أن يكونوا شهوداً لإنجيل الخلاص. والرسل أنجزوا هذه الرسالة بأمانة، بإظهار الإيمان بالمسيح المخلص والمحبة تجاه الله الآب حتى التضحية بحياتهم. في مدينة روما هذه، واجه الرسولان بطرس وبولس الشهادة ومنذ ذلك الحين، يتم تكريم ضريحيهما. إن مشاركتكم في عيدنا، كحضور الممثلين عنا في القسطنطينية في عيد الرسول أندراوس، تعكس المودة والأخوة الحقيقية اللتين توحدان كنيسة روما والبطريركية المسكونية، الروابط القائمة بصلابة على هذا الإيمان المنبثق من شهادة الرسل. ويشكل القرب الروحي العميق الذي نختبره كل مرة نلتقي فيها ببعضنا البعض، مدعاة فرح كبير وامتنان لله. مع ذلك، وفي الوقت عينه، ينبغي على الشركة غير التامة التي توحدنا أن تنمو حتى تبلغ الوحدة المرئية التامة.

إننا نتابع باهتمام شديد عمل اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية جمعاء. من وجهة نظر بشرية بحتة، قد يشعر المرء أن الحوار اللاهوتي يجد صعوبة في التقدم. وفي الواقع أن وتيرة الحوار مرتبطة بتعقيد المواضيع المناقشة التي تستلزم جهوداً استثنائية من الدراسة والتفكير والانفتاح المتبادل. نحن مدعوون إلى الاستمرار معاً في سلوك هذا المسار بمحبة، مبتهلين النور والإلهام من الروح القدس، واثقين بأنه يريد إرشادنا إلى التحقق التام لمشيئة المسيح: ليكون الجميع واحداً (يو 17، 21). إنني ممتن بخاصة لجميع أعضاء اللجنة المختلطة، وبخاصة لرئيسيها سيادة المتروبوليت يوانيس، رئيس أساقفة بيرغامو، ونيافة الكاردينال كورت كوخ، على تفانيهما الذي لا يعرف الكلل، وعلى صبرهما وجدارتهما.

في سياق تاريخي من أعمال العنف واللامبالاة والأنانية، يشعر كثيرون من الرجال والنساء في زماننا بأنهم تائهون. بالشهادة المشتركة لحقيقة الإنجيل، نستطيع مساعدة أبناء زماننا على إعادة اكتشاف الدرب المرشدة إلى الحقيقة. ففي الواقع أن السعي إلى الحقيقة هو أيضاً على الدوام السعي إلى العدالة والسلام. وبفرح كبير ألاحظ الالتزام المهم الذي يخصه قداسته برتلماوس لهذه المسائل. في هذه النية المشتركة بيننا، وبتذكر المثال الرائع الذي قدمه سلفي الطوباوي يوحنا بولس الثاني، أدعو الإخوة المسيحيين، الممثلين عن التقاليد الدينية الأخرى في العالم والشخصيات من عالم الثقافة والعلوم إلى المشاركة في 27 أكتوبر المقبل في مدينة أسيزي بيوم من التأمل والحوار والصلاة من أجل السلام والعدالة في العالم تحت شعار "حجاج في الحقيقة، حجاج في السلام". هذه المسيرة المشتركة في شوارع مدينة القديس فرنسيس ستكون علامة العزم على التقدم على مسار الحوار والأخوة.

صاحب السيادة، أعضاء الوفد الأعزاء، إني إذ أشكركم مجدداً على حضوركم إلى روما في هذه المناسبة الاحتفالية، أطلب منكم تبليغ تحياتي الأخوية لأخي الموقر البطريرك برتلماوس الأول، للسينودس المقدس، للإكليروس وجميع أتباع البطريركية المسكونية، مؤكدين لهم على محبتي وعلى تضامن كنيسة روما التي تحتفل اليوم بعيد قديسيها المؤسسين.

***

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011