حوار عبر الزمن مع برنابا الرسول

إعداد الأخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس

 

س : ممكن نتعرف بيك ؟

  أنا من سبط لآوى، وقد نزح كبار عائلتي منذ زمن بعيد عن بلاد اليهودية وأقاموا في جزيرة قبرص، وكان اسمي أولا يوسف.. فدعاني ربنا له المجد عند انتخابي رسولا باسم برنابا الذي يترجم في الإنجيل بابن الوعظ... بمعني ابن التعزية.

س: لماذا لقبت بهذا الاسم "برنابا"؟

 أعطتني الكنيسة لقب برنابا بسبب ما كنت أقوم به من تشجيع الاخرين والوقوف بجانب المحتاجين في كل ظروف حياتهم، ولذلك لقبتني بابن الوعظ.. أبن التعزية. وأصبحت أعرُف في جميع الاوساط المسيحية ليس بأسمي الاصلي " يوسف " ولكن بلقبي الجديد " برنابا " ومعناه ابن الوعظ.

 

س: حدثنا قليلا عن نفسك؟

نلت نعمة الروح المعزى في علية صهيون مع التلاميذ، وبشرت معهم وكرزت باسم المسيح، كنت علي درجة من الغني، فقد كنت أمتلك حقلا وبعته ووضعت ثمنه عند أرجل التلاميذ. ( أع 4 : 36 – 37 )، وكانوا يبجلونني لكثرة فضائلي وحسن أمانتي.

 

س: لماذا ذهبت إلى أنطاكية ؟

  بعد موت أستفانوس، تشتت الكثيرون من المسيحيين تاركين أورشليم، وظن الناس أن الكنيسة تاهت وضاعت، لكن الروح القدس كان يعمل ويرتب ويخرج من الشر خيرا، ومن الأضطهاد تبشيراً.. فذهب المسيحيون إلي فينيقية وقبرص وأنطاكية….. وجالوا مبشرين بالكلمة خارج أورشليم، فآمن عدد كبير ورجعوا إلي الرب، فسمعت كنيسة أورشليم الخبر، فأرسلوني لكي أتعرف إلي الموقف وأكتشف الحقيقة، لأنهم لم يصدقوا أن الذين كانوا يعبدون الاوثان بالامس يعبدون الله الحي الحقيقي اليوم، لابد أن في الأمر خدعة.

 

وعندما ذهبت إلي أنطاكية رأيت نعمة الله، ففرحت ووعظت الجميع أن يثبتوا في الرب، فقد كنت رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والايمان. وكنت الجسر الذي عبرت عليه المسيحية إلي العالم، فقد وقفت بجانب الكنيسة الاممية في أنطاكية، أشجع وأعظ وأشدد الضعفاء

 

س : لماذا أرتبط أسمك بأسم بولس الرسول؟

  أرتبط أسمي بأسم بولس الرسول، اقولكم بكل بساطة لولاي ما كان بولس، فقد كنت صاحب فضل كبير عليه وخاصة في بداية حياته كمسيحي. فبعد التقاء شاول بالمسيح وأهتدائه، ورجوعه من دمشق لأورشليم، وجد شاول أن كل الابواب مغلقة أمامه، وأن التلاميذ كانوا في خوف منه " غير مصدقين انه تلميذ للمسيح".

 وفي هذا الوقت قمت بدور الوسيط وأحضرت شاول إلى الرسل. وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريق وكلمه، وكيف جاهر في دمشق بأسم يسوع، ثم تحدثت أنا أيضا وأكدت لهم ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهدت له أمامهم بغيرته حتى قبلوه في شركتهم، وقال الروح القدس للتلاميذ " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه " (أع 13:2 ). فأنا الذي وقفت بجانب شاول في تلك المحنة. وكنت مرافقا له في كثير من الاماكن التي بشر فيها.

 وقد طفت مع بولس بلادا كثيرة نكرز بالسيد المسيح، ولما دخلنا لسترة وابرأ الرسول بولس الإنسان المقعد ظن أهلها إننا آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لنا فلم نقبل مجد الناس بل مزقنا ثيابنا معترفين بأننا بشر تحت الآلام مثلهم... وبعد أن طفت مع بولس الرسول بلادا كثيرة انفصلنا، فأخذت معي القديس مرقس ومضينا إلى قبرص وبشرنا فيها وآمن كثيرين من أهلها بالسيد المسيح ثم عمدناهم، فحنق اليهود وأغروا علينا الوالي والمشايخ فمسكوني وضربوني ضربا أليما ثم رجموني بالحجارة، وبعد ذلك احرقوا جسدي بالنار فتممت بذلك جهادي ونلت إكليل الشهادة… 

وبعد انصراف القوم تقدم مرقس وحمل الجسد سالما ولفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص، أما مرقس الرسول فأنه اتجه إلى الإسكندرية ليكرز بها.

 

س: ماذا تريد أن تقول لنا اليوم ؟

  أريد أن اقول لكم "تشجعوا وكونوا أقوياء… حتي في أسوأ الظروف.. لان الرب سيخرج من الشر خيرا، كما فعل مع الكنيسة الأولي، فقد كانت الصعوبات والاضطهادات سببا في نشر أسم المسيح بصورة قوية.. وتأكدوا أن الرب معكم في كل تفاصيل حياتكم، فهو أمين لكلمته ووعدنا بأنه سيكون معنا إلي إنقضاء الدهر.