كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

 

مدريد، الأحد 21 أغسطس 2011 (Zenit.org)

 ننشر في ما يلي الكلمة التي القاها بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي اليوم في مدريد.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء،

ستعودون الآن إلى أماكن إقامتكم المعتادة، وسيودُّ أصدقاؤكم معرفة ما الذي تغيّر فيكم بعد أن كنتم في هذه المدينة مع البابا، ومع مئات الآلاف من الشباب من كلّ أنحاء العالم. ماذا ستقولون لهم؟ أدعوكم لإعطاء شهادةٍ جريئة عن الحياة المسيحية أمام الآخرين، فتكونون خميرة لمسيحيين جُدد وتسمحون للكنيسة بأن تتفذ بحيويةٍ في قلوب كثيرين.

كم فكرتُ هذه الأيام بأولئك الشباب الذين ينتظرون رجوعكم! انقلوا إليهم محبتي، وبصورةٍ خاصّة أولئك الضعفاء، وكذلك لعوائلكم وللجماعات المسيحية التي تنتمون إليها.

أعترفُ لكم بأنّي تأثرت حقًّا بالعدد الكبير من الأساقفة والكهنة الحاضرين في هذه الأيام. أشكرُ الجميع من القلب، وأشجّعُ الجميع في الوقت ذاته على مواصلة العمل في حقل راعويات الشباب بحماسةٍ وتفانٍ.

أوكلُ الآن جميعَ شباب العالم، وأنتم على وجه الخصوص أيّها الأصدقاء الأعزّاء، إلى شفاعة العذراء مريم كليّة القداسة، نجمة التبشير الجديد وأمّ الشباب، ونحييها بنفس الكلمات التي حيّاها بها ملاكُ الربّ.

بعد صلاة التبشير الملائكي

أحيي بمحبة رئيس الأساقفة، وأشكرُ بحرارة سلاح الجوّ لسماحهم لنا، وبسخاءٍ كبير، بالدخول في القاعدة الجويّة كواترو فينتي في الذكرى المئوية لتأسيس القوّة الجويّة الاسبانية. تحت حماية مريم الأمويّة، والملقبة بسيدة لوريتو، أضعُ جميع أولئك المنضمين إليها وعوائلهم.

يوم أمس مرّت الذكرى الثالثة لحادث تحطّم الطائرة في مطار باراخاس والذي أوقع العديد من الضحايا والجرحى. أودّ أن أعرب عن قربي الروحي ومحبتي العميقة لجميع أولئك الذين تضرروا من جراء هذا الحادث المروّع، وكذلك لجميع عوائل الضحايا الذين أوكلُ أرواحَهم إلى رحمة الله.

إنني سعيدٌ لأعلن الآن أنّ مكان اليوم العالمي القادم للشبيبة لعام 2013 سيكونُ في ريو دي جانيرو. فلنطلب من الربّ أن يساعد بقوّته، ومن هذه اللحظة، جميع من تقع عليهم مهمة تنظيمه، وأن يمهّد الطريق أمام الشباب من كلّ أنحاء العالم ليتمكّنوا من لقاء البابا من جديد في هذه المدينة البرازيلية الجميلة.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، قبل أن نودّع بعضنا، وبينما يسلّمُ شباب اسبانيا صليبَ اليوم العالمي للشبيبة إلى شباب البرازيل، وكخليفة بطرس، أوكلُ لجميع الحاضرين هذا الواجب الكبير: حمل معرفة ومحبة المسيح إلى كلّ العالم. فهو يريدكم أن تكونوا رسله في القرن الحادي والعشرين ورسل فرحه. لا تخيّبوا ظنّه! شكرًا.

تحيّة بالفرنسية

أيّها الشباب الأعزّاء الناطقين بالفرنسية، المسيح يدعوكم لتكون متأصلين فيه وأن تبنوا معه حياتكم على الصخرة، أي هو بالذات. هو يرسلكم لتكون شهودًا تتّسمون بالشجاعة والمصداقية والأصالة! لا تخافوا أن تكونوا كاثوليك، وأن تشهدوا بذلك دومًا لمن هم حواليكم ببساطةٍ وصدق! فلتجدْ الكنيسة فيكم وفي شبابكم مُرسلين فرحين للبشرى السارّة!

تحيّة بالانكليزية

أحيي جميع الشباب الناطقين باللغة الانكليزية والحاضرين هنا اليوم! عندما تعودون إلى بيوتكم، احملوا معكم الخبر السار الذي يحكي حبّ المسيح والذي اختبرتموه في هذه الأيام التي لا تُنسى. وجّهوا أنظاركم إليه وعمّقوا معرفتكم بالإنجيل وستحملون ثمارًا وافرة! فليبارككم الله جميعًا! وإلى اللقاء قريبًا!

تحيّة بالإلمانية

أصدقائي الأعزّاء! الإيمانُ ليس نظرية. الإيمانُ يعني الدخول في علاقة شخصيّة مع يسوع وعيش الصداقة معه في شركةٍ مع الآخرين وفي جماعة الكنيسة. أوكلوا إلى المسيح كلّ حياتكم، وساعدوا أصدقاءكم على الوصول إلى مصدر الحياة، أي إلى الله. فليجعل الله منكم شهودًا فرحين لحبّه.

تحيّة بالإيطالية

أيّها الشباب الأعزّاء الناطقين باللغة الإيطالية! أحييكم جميعًا! الاوخارستيا التي احتفلنا بها هي المسيح القائم، الحاضر والحيّ بيننا. فمن خلاله حياتكم متأصلة ومتأسسة في الله وثابتة في الإيمان. بهذا اليقين انطلقوا من مدريد وانشروا للجميع ذلك الذي رأيتموه وسمعتموه. استجيبوا بفرحٍ لدعوة الربّ واتبعوه وابقوا دومًا متّحدين به، وبهذا ستحملون ثمرًا كثيرًا!

تحيّة بالبرتغالية

أيّها الشباب الأعزاء والأصدقاء الناطقين باللغة البرتغالية، لقد وجدتم يسوع المسيح! ستشعرون أنفسكم ضدّ التيّار وسط مجتمعٍ تسودُ فيه الثقافة النسبية التي ترفضُ بحثَ وامتلاك الحقيقة. ففي هذه اللحظة التأريخية الهامّة، المليئة بالتحدّيات الكبيرة والفرص، يرسلكم الربّ. لكي بإيمانكم ينتشرَ دومًا صدى بشرى المسيح السارّة في كلّ الأرض. أملُ أن ألتقي بكم بعد سنتين في اليوم العالمي للشبيبة في ريو دي جانيرو في البرازيل. في غضون ذلك، فلنصلّ واحدنا للآخر مقدّمين شهادة فرح تلدُ من العيش متجّذرين ومبنيين في المسيح. إلى اللقاء القريب أيّها الشباب الأصدقاء. فليبارككم الله.

تحيّة بالبولندية

أيّها الشباب البولنديين الأعزّاء، الأقوياء في الإيمان، والمتأصلين في المسيح! فلتحملْ المواهب التي تلقيتموها هذه الأيام من الله ثمارًا وافرة فيكم. كونوا شهودًا له. احملوا للآخرين رسالة الإنجيل. وبصلاتكم ومثال حياتكم ساعدوا أوروبا على إيجاد جذورها المسيحية

ترجمة وكالة زينيت العالمية