مداخلة البابا على شاشة التلفزيون الألماني عشية رحلته

 

بندكتس السادس عشر سيزور ألمانيا من 22 ولغاية 25 سبتمبر

روما، الاثنين 19 سبتمبر 2011 (Zenit.org)

عشية رحلته الرسولية إلى ألمانيا من 22 ولغاية 25 سبتمبر، سجل البابا بندكتس السادس عشر في كاستل غاندولفو مداخلة لبرنامج "Wort zum Sonntag" بثها التلفزيون الألماني الرسمي ARD مساء السابع عشر من سبتمبر.

ننشر في ما يلي مداخلة بندكتس السادس عشر التي جاءت بالألمانية.

***

سيداتي وسادتي، شركائي الأعزاء في الوطن!

بعد أيام قليلة، سأنطلق في رحلتي إلى ألمانيا وهذا ما يغمرني بالسرور. بفرح، أفكر خصوصاً ببرلين حيث ستقام لقاءات عدة، وبشكل بديهي بالكلمة التي سألقيها في مجلس النواب الاتحادي وفي القداس العظيم الذي سنحتفل به في الملعب الأولمبي.

وستكون إرفورت إحدى المحطات الأكثر أهمية: ففي هذا الدير الأغسطيني حيث بدأ لوثر دربه، سألتقي بالممثلين عن الكنيسة الإنجيلية الألمانية. وهناك، سنصلي معاً، وسنصغي إلى كلمة الله، وسنفكر ونتحدث سوية. نحن لا ننتظر أي حدث عظيم: فالعظمة الفعلية للحدث تقوم بالضبط على أن نتمكن معاً في هذا المكان من التفكير والإصغاء إلى كلمة الله والصلاة وهكذا سنكون أقرباء جداً وستتجلى نزعة مسكونية حقيقية.

والأمر الذي سيشكل بالنسبة إلي حدثاً استثنائياً هو: اللقاء في إيخسفيلد، رقعة الأرض الصغيرة هذه التي على الرغم من مرورها بكافة تقلبات التاريخ، ظلت كاثوليكية؛ ومن ثم جنوب شرق ألمانيا مع فرايبورغ، هذه المدينة العظيمة، مع العديد من اللقاءات التي ستحصل فيها، منها بخاصة السهرة مع الشباب والقداس الكبير الذي سيختتم الرحلة.

هذا كله لا يعتبر سياحة دينية ولا "عرضاً". وشعار هذه الأيام يكشف حقيقته: "حيثما يكون الله، يكون المستقبل". لا بد من التركيز على أن الله يعود إلى عالمنا، هذا الله الذي غالباً ما يكون غائباً كلياً والذي نحتاج إليه كثيراً.

سوف تسألونني ربما: "ولكن، هل الله موجود؟ وإن كان موجوداً، هل يأبه بنا فعلاً؟ هل نستطيع الوصول إليه؟". هذا صحيح فعلاً: لا نستطيع وضع الله على الطاولة، لا نستطيع لمسه كأداة أو تناوله بيدنا كأي غرض آخر. ينبغي علينا مجدداً أن ننمي القدرة على إدراك الله، القدرة الموجودة فينا. نستطيع أن نستشعر شيئاً ما من عظمة الله في عظمة الكون. نستطيع استخدام العالم من خلال التكنولوجيا، لأنه مبني بطريقة عقلانية. في عقلانية العالم الكبيرة، نستطيع أن نشعر بالروح الخالق الذي ينشأ عنه، وفي جمال الخلق، يمكننا أن نشعر بشيء من جمال وعظمة وصلاح الله. في كلمات الكتب المقدسة، يمكننا سماع كلمات الحياة الأبدية التي لا تصدر ببساطة عن بشر بل عنه هو، وفيها، نسمع صوته. وختاماً، نلمح الله أيضاً، في اللقاء مع الأشخاص الذين لمسهم. لا أفكر فقط في العظماء: من بولس إلى فرنسيس الأسيزي وصولاً إلى الأم تريزا؛ بل أفكر في العديد من البسطاء الذين لا يتحدث أحد عنهم. ومع ذلك، عندما نلتقي بهم، ينبعث منهم الصلاح والصدق والفرح ونعلم أن الله موجود وأنه يلمسنا أيضاً. لذلك، خلال هذه الأيام، نريد الالتزام برؤية الله مجدداً، لنصبح من جديد أشخاصاً يدخل من خلالهم نور الرجاء إلى العالم، هذا النور المنبثق من الله والذي يساعدنا على العيش.

***

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011