نداء الكنيسة الكاثوليكية بمصر حول أحداث مسبيرو

 

"كونوا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة… لا تجازوا أحداً شراً بشر، واجتهدوا أن تعملوا الخير أمام جميع الناس. سالموا جمع الناس إن أمكن، على قدر طاقتكم… لا تدع الشر يغلبك بل اغلب الشر بالخير" (رومة 12:12-21). بهذه التوصيات للقديس بولس الرسول نتلمّس سبيلنا في هذا الوقت، الذي تصعب فيه الرؤية الواضحة للحاضر والمستقبل.

 

إننا، بقلوب جريحة، ننضم إلي كل القوى الوطنية الصادقة، المسئولة عن حاضر ومستقبل الوطن العزيز، لنعلن ألمنا العميق للأحداث الدامية التي تعرّض لها أبناءٌ مخلصون، أرادوا المشاركة السلمية في المسيرة الديموقراطية للبلاد، مثلهم مثل المئات من المجموعات والفئات الوطنية. وللأسف انتهت بوفاة 25 شخصا وإصابة 329 آخرين. إننا نرفع صلواتنا من أجل راحة نفس المنتقلين، وشفاء المصابين، وعزاء أسر الضحايا المكلومين. ونطلب تكريس قداديس وصلوات يوم الأحد القادم 16 أكتوبر علي هذه النيات. وقد انضممنا بالصوم والصلاة إلي جميع المسيحيين كنداء قداسة البابا شنوده الثالث، لكي يحل الرب بسلامه في بلادنا الحبيبة مصر.

 

وإذ نندّد مجدَّدا بكل أنواع العنف ومرتكبيه، نهيب بالمسئولين أن يتّخذوا القرارات والإجراءات اللازمة والحازمة، لتوفير الأمن والأمان، ووضع الحلول الواضحة والثابتة للقضايا التي تتسبّب في الاحتقانات، وإعلاء القانون في محاسبة المذنبين، وأن يراعي الإعلام الموضوعية. ولنا كل الثقة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة والقضاء، أنهم قادرون علي قيادة سفينة مصر إلى بر الأمان، وإلى ما فيه خير المصريين وعزتهم وكرامتهم.

 

وإننا ننادي أبناء كنائسنا جميعاً أن يبذلوا غاية جهدهم للعمل بروح المواطنة الصادقة، والإخاء السمح مع جميع إخوانهم في الوطن، وبالعمل الجاد في جميع المواقع والميادين. وأن يشاركوا في مصر وبالخارج في العملية السياسية والانتخابية – وهذا واجب مقدَّس لا يجوز التقصير فيه، في سبيل بناء دولة ديموقراطية حديثة، أساسها القانون والمواطنة الكاملة،  وقوامها المساواة والعدالة وضمان الحرّيات. وذلك من أجل مستقبل أفضل لمصر، متألق بالأمل وبالعمل، نساهم فيه بسخاء عن طريق مؤسساتنا التعليمية والتنموية والخيرية، من أجل خير أبناء مصر الغالية، واثقين في العناية الإلهية التي ترعانا.

 

وفقنا الله تعالى لما فيه مجده تعالى وخير الجميع، ببركة السيدة العذراء سلطانة السلام.

 

كوبرى القبة – 13 أكتوبر 2011           

+ الأنبا أنطونيوس نجيب

بطريرك كاردينال الإسكندرية لأقباط الكاثوليك

ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر