الخريف المصريّ

شهادة عيان امام الله على أحداث ماسبيرو، نشرتها بسما أمين يوم الاثنين10 أكتوبر 2011 على السّاعة 5.19

 

 

القاهرة، الأربعاء 19 أكتوبر 2011 (Zenit.org). – نشرة الواحة

أنا هحاول اكتب اهم الحاجات اللي حصلت امبارح علما باني شفت المسيرة من بعد ادان المغرب و مشيت معاها لحد ما بدأ ضرب البلطجية قرب ماسبيرو- بعدها حضرت ضرب الجيش النار على المتظاهرين من المدرعات- بقيت في رمسيس هيلتون لحد الساعة تسعة- خرجت من هيلتون باتجاه ميدان التحرير من ناحية المتحف المصري..
في البداية عرفت عن مسيرة اليوم مصادفة عن طريق الانترنت منذ بضعة ايام و بعدها اتصل بي احد المشاركين فيها و هو شاب مسيحي اسمه عادل اعرفه من الميدان و طلب مني الحضور بالكاميرا مع الصحفيين لتغطية المسيرة اللي كانت هتبدأ من شبرا و هتتوجه لماسبيرو..
عادل كان معايا على التليفون اول باول عشان اتابع معاه لحد ما اوصل و قالي ان الاعداد بكيرة جدا في شبرا لحد ما وصلت المسيرة بالقرب من بولاق ابو العلا قرب محطة الاسعاف و بدأنا تصوير ساعتها..
الامور كانت هادية جدا و كان المشاركين اغلبهم نساء و اطفال و عائلات و ناس عادية و كان في مسلمين كتير مشاركين و ناس بتتفرج في كل حتة يعني يقدروا يثبتوا ان المتظاهرين ما كانوش شايلين سلاح ولا الكلام الفارغ اللي اتقال.. قالوا لنا ان في بلطجية من منطقة السبتية ضربوا عليهم من فوق بالطوب و الزجاج اثناء مرورهم تحت نفق احمد حلمي و عرفت ساعتها ان القلق هيبتدي كالعادة..
بعدها لما وصلت المسيرة عند قرب رمسيس هيلتون بشوية بدأنا نشوف طوب بيتحدف من شوارع جانبية على المسيرة و الناس بداوا يجروا و يهربوا النساء و الاطفال و الشباب بدأوا يردوا الهجوم.. الناس اصرت على السلمية رغم كل شيء و عشان يهربوا من البلطجية توجه الجميع صوب ماسبيرو زي ما كانوا مرتبين من الاول..
فوجئنا بصوت طلقات فشنك عالي جدا من ناحية ماسبيرو و فجأة اصبح في حركة عشوائية و صريخ و الناس بدأت تجري..
انا كنت تحت الكوبري ساعتها مواجهة للنيل و في مصور قدامي و فوجئت بالمدرعات بتاعت الجيش بتضرب نار ناحيتنا و على الناس بصورة عشوائية جدا و المنظر كان كابوسي فكرني بيوم 28 يناير و فضلت المدرعات تلف و ترجع تضرب نار..

بعدها تراجعت لبوابة رمسيس هيلتون و كان في حالة ذعر شديدة و الجرحى عمالين يتوافدوا على البوابة و الناس تنزلهم على الارض و شفت ناس مضروبة برصاص في بطنها و وشها و ناس مغمى عليها كتير و بدات افقد اعصابي من المنظر.. ستات كتير كاناو بيعطيوا و بيوصفوا منظر المدرعات و هي بتدوس على الشباب تموتهم.. بعدها جه شباب من اللي في المواجهة و قالوا نفس الكلام..
كان في حالة هستريا و رعب و صراخ رهيبة بس الغريب ان الناس كانت منقسمة في كلامها و انفعالتها، البعض كان بيلوم على الجيش و بيتكلم بحرقة و بيشتم في المجلس العسكري و بيتهمه بافتعال كل الكلام ده عشان يهخلي الناس يتوهوا في موضوع الفتنة بدل ما ينتقدوه و البعض الاخر كان معتقد ان المشكلة كلها بسبب "السلفيين" اللي اتفقوا مع المجلس العسكري عشان يبيدوا المسيحيين و يتخلصوا منهم سواء بحرق كنايسهم او بقتلهم بالاسلحة الثقيلة زي النهاردة..

فضلت عند البوابة لحد ما المصور رجع و دخلونا الفندق بعد محاولات كتيرة جدا مننا و محايلات و فضلت جوة الفندق لحد الساعة 9 بالليل و كان الجرحى بيدخلوا كتير و كان في حالة من الترقب و كنا بنتابع ماسبيرو من شباك الفندق..
في نفس وقت حبستنا جوة الفندق اصحابي في التحرير اتصلوا بيا و قالوا ان في عدد قوات مهول نزلت الميدان بعد ما عرفوا ان في متظاهرين هناك و ضربوهم بالغاز المسيل للدموع و احد اصدقاءنا اتصاب بخرطوش كمان.. الكلام ده اكده اكتر من حد ثقة..

المهم على لاساعة تسعة بدأ ناس كتير تخرج و يقولوا لنا عادي مفيش مشكلة ممكن تخرموا من شوارع جانبية، اتجمعت انا و عائلة مسيحية مكونة من ام و اتنين شباب ولادها و مجموعة نساء مسيحيات كانوا جايين المظاهرة الصبح و خرجنا من الفندق..

قالوا لي خليكي وسطنا عشان لما يشوفوكي مسلمة و محجبة وسطنا ما يضربوناش
كان احساس مؤلم الصراحة ما فهمتش ليه لان كل فكري كان ان الجيش بيضرب بعشوائية و الموضوع مش طائفي خالص بدليل ان ناس كتير اتصابت و ماتت مسلمين زي ما عرفنا بعد كدة..

عند بوابة عبد المنعم رياض و انت جاي من عند المتحف فوجئت بمجموعة كبيرة جداااااااا من الشرطة العسكرية قوات مكافحة شغب و معاها مدنيين لابسين خوذ و دروع و ماسكين عصيان نفس المنظر اللي حصل في فض اعتصام واحد اغسطس.. نفس الاسلوب الغبي استخدام مجندين بلبس مدني او عناصر مثيرة للشغب.. وكاناو متوجهين ناحية ماسبيرو من التحرير.. جرينا بسرعة ناحية شارع رمسيس عشان ما يعرفوش اننا من المتظاهرين لاني مكنتش فاهمة الصراحة وظيفتهم ايه بالظبط ورايحين يضربوا متظاهرين ولا مين دول.. بس شكلهم مكنش مطمئن..

وصلنا مترو ناصر في الاسعاف وطول الطريق كان في تجمعات بشرية كبيرة جدا فيما يشبه اللجان الشعبية زمان متعرفش ان كانوا بلطجية ولا متظاهرين ولا فضوليين ولا ايه بالظبط بس كان تركيزي خلاص شبه غائب و بعد كدة ركبنا و روحنا بيوتنا..

من شهادتي احب اوضح التالي:
-مسيرة الاقباط كانت سلمية من البداية و كان فيها مسلمين كتير و ناس عادي متضامنة..
-البلطجية هجموا على الناس مرتين مرة في نفق احمد حلمي و مرة قرب رمسيس هيلتون..
– الجيش ضرب فشنك و ضرب حي على الناس و المدرعات هرست الشباب اللي في الصفوف الاولى و دي بشهادة ناس كتير جدا شفت اثار الضرب على اجسامهم..
– الموضوع مكنش بادىء طائفي بالمرة بل على العكس توليع التلفزيون و المجلس العسكري هما اللي بيحاولوا يخلوه يبان كدة..

دي شهادتي قدام ربنا و اللي عاوز يصدق اهلا و سهلا اللي مش عايز يروح يتفرج على القناة الاولى و يريح دماغه و يريحنا معاه..