البابا في المقابلة العامة

 "كمسيحيين، نحن مقتنعون بأن الإسهام الأكبر الذي نستطيع تقديمه لقضية السلام هو إسهام الصلاة"

 

تمهيدًا للقاء أسيزي

 

 

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 26 أكتوبر 2011 (ZENIT.org).

 شرح البابا بندكتس السادس عشر في مقابلة الأربعاء اليوم معنى لقاء الصلاة بين الأديان في أسيزي، وذلك من خلال احتفال بليتورجية الكلمة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، إعدادًا ليوم التفكير، الحوار والصلاة ومن أجل السلام والعدالة في العالم، والذي سيُحتفل به في مدينة القديس فرنسيس، أسيزي، يوم غد الخميس 26 أكتوبر 2011.

يأتي الاحتفال بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للقاء الأول الذي دعا إليه وترأسه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني.

شرح البابا أن نواياه من هذا اللقاء تظهر في العنوان الذي اختاره لهذا اليوم : "حجاج الحقيقة، حجاج السلام". وأوضح أن هذا العنوان يشير إلى "الالتزام الجدي الذي نود تجديده، مع أعضاء الأديان الأخرى، وأيضًا مع غير المؤمنين الذي يبحثون بصدق عن الحقيقة، عن تعزيز الخير الحق للبشرية وعن بناء السلام".

وعبّر الأب الأقدس عن قناعته بأن "من يسير نحو الله لا يستطيع إلا أن ينقل السلام، ومن يبني السلام لا يستطيع إلا أن يتقرب من الله".

ثم أردف بندكتس السادس عشر: "كمسيحيين، نحن مقتنعون بأن الإسهام الأكبر الذي نستطيع تقديمه لقضية السلام هو إسهام الصلاة. لهذا السبب نلتقي اليوم، ككنيسة روما، مع الحجاج الحاضرين في المدينة، لسماع كلمة الله، لكي نطلب بإيمان نعمة السلام. الرب يستطيع أن ينير عقولنا وقلوبنا ويقودنا لكي نكون بناة عدالة ومصالحة في واقعنا اليومي وفي العالم".

وعلق الأب الأقدس على نص النبي زكريا الذي يتحدث عن ملك مميز، يختلف عن ملوك الأرض، ملك وديع، متواضع: "ها إن ملكك يأتي إليكِ. هو عادل وظافر". هذا الملك هو يسوع المسيح. ملكوت هذا الملك هو ملكوت سلام، يمتد في كل الأرض.

واعتبر البابا أن التجلي الملموس لهذا الملكوت على هذه الأرض هو الجماعات المسيحية التي تعيش الافخارستيا، ذبيحة الشكر. ودور المسيح هنا أن يكونوا رسلاً لهذا السلام، أن يكونوا – بحسب كلمة يسوع – حملانًا بين الذئاب.

واستشهد البابا هنا بتعليق للقديس يوحنا فم الذهب: "طالما نحن حملان، فسننتصر، حتى لو كنا محاصرين بالذئاب، سنستطيع أن نتخطاهم. ولكن إذا ما أضحينا ذئابًا، سنُغلب، لأننا سنفتقر لعون الراعي".

فدور المسيحيين هو أن يكونوا خميرة سلام في عجين هذا العالم، وأن يشهدوا لأمير السلام يسوع المسيح من خلال دعوة جميع البشر إلى عيش الأخوة والمصالحة