بندكتس السادس عشر يوجه رسالة شخصية للبطريرك المسكوني

يتحدث فيها عن ضرورة تقديم شهادة مشتركة في عالم معلمن

 

 

بقلم روبير شعيب

أسطنبول، الأربعاء 30 نوفمبر 2011 (Zenit.org).

 وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة شخصية للبطريرك المسكوني برثلماوس الأول هنأه فيها بعيد القديس أنداوس شفيع الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية.

تضمنت الرسالة تعابيرًا أخوية استهلها البابا في التعبير عن "شركة الإيمان التي تلقيناها من الرسل وعن المحبة الأخوية التي تربط بيننا" والتي من خلالها ينضم قداسته "بكل القلب" إلى الاحتفال المسكوني الذي يرأسه البطريرك المسكوني.

وقد حمل الرسالة رأس الوفد الكاثوليكي الذي شارك في احتفالات العيد الكاردينال كيرت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.

هذا وقد قام البطريرك المسكوني بتلاوة الرسالة في ختام الاحتفال المسكوني في كنيسة الفنار البطريركية.

ويصرح بندكتس السادس عشر في الرسالة عن دعائه وصلاته لأجل الكنيسة اليونانية فيقول: "إن صلواتي، وصلوات كل الإخوة والأخوات الكاثوليك، ترافق صلواتك في دعاء الرب الذي يحب كنيسته وقد بناها على أساس الرسل" وترفع هذه الصلوات من أجل "السلام في العالم بأسره، من أجل ازدهار الكنيسة ووحدة جميع المؤمنين بالمسيح".

وشرح البابا أن البعثة الكاثوليكية التي أوفدها إنما هي  "علامة ملموسة" لاشتراك قداسته في الاحتفالات.

هذا واسترجع الأب الأقدس تذكار اللقاء الأخير بالبطريرك المسكوني، حيث حج كلاهما إلى أسيزي للتأمل بالربط الحميم بين البحث عن الله والبحث عن الحقيقة، السلام والعدل في العالم.

وشكر الأب الأقدس الرب لأنه سمح بتعميق "أواصر الصداقة الصادقة والأخوّة الاصيلة" مع البطريرك المسكوني، والتي تعبّر عن الحس والنظر المشتركة التي يتحلى بها رأسا الكنيسة كرعاة لقطيع الرب الموكل إليهما.

وعلى صعيد آخر، شرح البابا إلى أن الحالة المعاصرة تحمل تحديًا مماثلاً للكاثوليك والأرثوذكس، وتتطلب "تجديدًا لإعلان سر الخلاص من خلال موت وقيامة يسوع المسيح في مناطق كثيرة من العالم" خصوصًا تلك المناطق التي تعرضت لتأثير العلمنة التي "أفقرت الإنسان في بعده الأعمق".

واعتبر بندكتس السادس عشر أنه أمام هذه الحالة يترتب على المسيحيين تحدٍ يتمثل بتقديم "صورة أشخاص حازوا على نضج في الإيمان، قادرين أن يلتقوا بالرغم من التوترات البشرية، بفضل البحث المشترك عن الحقيقة، مع وعي أن مستقبل التبشير بالإنجيل يعتمد على شهادة الوحدة التي تقدمها الكنيسة وعن نوعية حياة المحبة، كما عملنا الرب بصلاته:’ليكونوا واحدًا حتى يؤمن العالم‘".