مربّو الماشية الإيطاليون يحتفلون بعيد القديس أنطونيوس الكبير في الفاتيكان

التبشير الجديد والشكر للخالق

 

 

روما، الثلاثاء 17 يناير 2012 (ZENIT.org).

 جُلب الحيوانات إلى الفاتيكان بمناسبة عيد مار أنطونيوس الكبير (251-356) في 17 يناير باعتبار أن التبشير الجديد تعبير أيضًا عن الامتنان والشكران للخالق على كل المخلوقات المذكورة في سفر التكوين. تنظّم الجمعية الايطالية لمربي الحيوانات أمام ساحة القديس بطرس المعرض السنوي للمواشي. ويشارك مربو الماشية وذويهم في القداس النذري في البازيليك. فيبارك الكاردينال أنجيلو كوماستري رئيس كهنة البازيليك الفاتيكانية والنائب البابوي لدولة الفاتيكان المشاركين والزوار.
"على الرغم من أن القديس أنطونيوس لم يترك وراءه قواعد مكتوبة، هو من بدأ الحياة الرهبانية وفق  ما ورد في الموقع الإلكتروني « Missel.free.fr ». أراد أن يكون مدفنه سريًا لئلا يقوم الناس بتكريم ذخائره لكن وُجدت جثّته ونُقلت إلى الإسكندرية ثم القسطنطنية (قرابة عام 633) حيث تم تشييد كنيسة باسمه". وقد أشار الفهود إلى مدفن القديس وفق الأساطير. ولأنه كان صانع المعجزات قبل وبعد مماته، اكتسب شعبية لدى الناس وأنيطت به حماية الأشخاص والقطعان من الأمراض.
تُقبَل مشاركة الحيوانات في روما في رعية سانت أوسيبيو قرب كنيسة سانتا ماريا دي ماجيوري في الذبيحة الإلهية التي يُحتفل بها في هذا اليوم والأحد التالي: الكلاب والقطط والأرانب والطيور والببغاوات وحتى الأسماك الحمراء إلى جانب بعض الأشخاص الذي لا يشاركون طوال السنة سوى في هذا القداس كما لو كانت هذه المخلوقات الصغيرة الرابط الأخير بينهم وبين الخالق. ويتوجّه الشماس في نهاية الاحتفال إلى الناس في واجهة الكنيسة تحت راية القديس أنطونيوس ويبارك كل حيوان بالماء المقدّس ويشكر بهذه الطريقة الخالق على كل مخلوقاته.
ثم يُصار إلى توزيع الشهادات بأسماء الحيوانات إلى كل مشارك تذكارًا لهذه البركة. وتحت تمثال القديس أنطونيوس نقرأ من الكتاب المقدس هذه الآيات: "باركي الرب أيتها الوحوش والمواشي سبّحيه وارفعيه إلى الدهور. باركوا الرب يا بني البشر سبّحوه وارفعوه إلى الدهور" (دا 3: 81). "انظروا إلى طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء وأبوكم السماوي يرزقها. أفلستم أنتم أثمن منها كثيرًا؟" (متى 6: 26).
وقد رأينا مرارًا وتكرارًا خيول الدرك وكلاب الدفاع المدني تتجوّل وتمتد الاحتفالات أحيانًا على شكل مسيرة حتى المنتزه المجاور تليها مباريات شعبية للحيوانات الأكثر ودية مثل الزوج الذي لا يفترق والمسمى "النقطة" و"الفاصلة" الفائز عام 2010.
ولا يرفض الكاهن مباركة المتأخرين في السكريستيا فيبدأ بالمعلّم وذويه قبل الدواب. وماذا لو كان في التبشير الجديد بعض الطقوس العلمانية في مباركة البشر والبهائم لشكر الخالق على كافة عطاياه؟