كلمة قداسة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

 

الفاتيكان، الاثنين 20 فبراير 2012 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، نهار الأحد 19 فبراير 2012.
* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

كان هذا الأحد احتفاليًا هنا في الفاتيكان لسبب كنسي وهو سيامة 22 كاردينالاً جديدًا الأمس. وأسعدني هذا الصباح أن أحتفل معهم بالإفخارستيا في بازيليك القديس بطرس حول ضريح الرسول الذي دعاه يسوع ليكون "الصخرة" التي عليها يبني كنيسته (متى 16: 18). لذلك أدعوكم جميعًا لكي تشملوا بصلاتكم هؤلاء الإخوة المكرّمين الملتزمين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتعاون معي في قيادة الكنيسة العالمية والشهادة للإنجيل حتى التضحية بحياتهم. هذا هو معنى اللون الأحمر في لباسهم: لون الدم والحب. يعمل بعضهم في روما بخدمة الكرسي الرسولي وآخرون رعاة في كنائس أبرشية كبيرة وآخرون تميزوا بالدراسة والتعليم الطويل والمثمّن. ويشكّلون اليوم جزءًا من المجمع الذي يتعاون بشكل وثيق مع البابا في خدمة المناولة والتبشير ونستقبلهم بفرح متذكرين ما قاله يسوع لرسله الإثنا عشر: "من أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لأجمعكم عبدًا. لأن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس". (مر 10: 44-45).
يقع هذا الحدث الكنسي على أساس ليتورجي هو عيد كرسي القديس بطرس الذي يحتفل به مسبقًا اليوم لأن 22 فبراير القادم وهو تاريخ العيد الأصلي يصادف أربعاء الرماد، مدخل الصوم. و"الكاتدراء" هو الكرسي المخصص للأسقف ومنه جذر كلمة "كاتدرائية" التي تصف الكنيسة حيث يترأس الأسقف الليتورجيا ويعلّم الناس. وتعتبر كاتدراء القديس بطرس المتمثلة في حضن بازيليك الفاتيكان بمنحوتة ضخمة للبيرنين رمز الرسالة الخاصة لبطرس وخلفائه أي رعي قطيع المسيح والحفاظ عليه متحدًا بالايمان والمحبة.
في القرن الثاني، أعطى القديس إغناطيوس الأنطاكي للكنيسة الواقعة في روما الصدارة وحيّاها في رسالته لأهل روما على أنها التي "تترأس في المحبة". ويعود واجب الخدمة الخاص إلى أهل روما وأسقفها لأن الرسولان بطرس وبولس سفكا دماءهما في هذه المدينة إضافة إلى عدة شهداء آخرين. فنعود بذلك إلى شهادة الدم والمحبة. وبالتالي كرسي بطرس هو رمز السلطة لكن سلطة المسيح على أساس الإيمان والحب.
أيها الأصدقاء، فلنضع الكرادلة الجدد بحماية القديسة مريم البتول لكي تساعدهم دائمًا في خدمتهم الكنسية وتساندهم في المحن. يا مريم، والدة الكنيسة، ساعدينا أنا ومعاوني لكي نعمل بلا تعب لوحدة شعب الله ولنعلن لكل الشعوب رسالة الخلاص ونحقق بتواضع وشجاعة خدمة الحقيقة في المحبة.