القدس – كريستوف لافونتين
"إن غادر مسيحيو الشرق الأوسط، ستؤول الأماكن المقدسة إلى متاحف" هذا ما صرح به الكاردينال جان لويس توران لشبكة تلفزيون الجزيرة. في هذه المقابلة أثار الكاردينال موضوع مخاوف الغرب من الإسلام وهجرة مسيحيي الشرق الأوسط. لدى سؤاله أيضاً عن مصير الأماكن المقدسة، قال الكاردينال، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، إنه يرى فيها مفتاح سلام ممكن.
للمرة الأولى توجه أحد مسؤولي الفاتيكان إلى العالم الإسلامي مباشرة عبر شاشة الجزيرة، الشبكة التلفزيونية الأكثر انتشارا في العالم العربي. وجاء ذلك ضمن البرنامج "تحدث إلى الجزيرة" وتم بثه من 17 إلى 20 آذار 2012.
متوجهاً إلى العالم الإسلامي والعربي، شدد الكاردينال توران على الخطر الممثل في هجرة مسيحيي الشرق الأوسط: "المسيحيون يشاركون قدر شعوب المنطقة. وهنا في غياب السلام، إنهم يتألمون. وتجربتهم الكبرى هي الهجرة لأن عملية السلام لا تتقدم. وإن غادر المسيحيون الشرق الأوسط يشكل ذلك مأساة، لأنهم يغادرون مسقط رأسهم. وكان المسيحيون قد عاشوا دائماً في الشرق الأوسط. إن غادروه، ستؤول الأماكن المقدسة إلى متاحف وهذه بحد ذاتها نكبة".
يتمنى الكاردينال توران بكل حرارة حل قضية الأماكن المقدسة في القدس، الأمر الذي يعتمد عليه سلام المنطقة بحسب رأيه: "ما دامت هذه القضية دون حل مناسب، لن يكون هنالك سلام في الشرق الأوسط". وفي هذا السياق أعاد إلى الذاكرة موقف الكرسي الرسولي من تأمين حرية العبادة: "إننا نؤيد وضعاً معترفاً به دولياً لجزء من القدس بحيث تبقى الأماكن المقدسة للديانات الموحدة الثلاث مفتوحة أمام المؤمنين".
سبق وأن صرح الكاردينال جان لويس توران، في سياق مداولة حول مسيحيي الشرق التي نظمتها المؤسسة الفرنسية – مركز سان لوي في روما يوم الجمعة 2 كانون أول، بأن نظام سلام في الشرق الأوسط دون اتفاقية تؤمن حماية الأماكن المقدسة لن يكون دائما. "لن يكون سلام إن لم يتم حل مسألة الأماكن المقدسة بشكل ملائم. لغاية اليوم، لسوء الحظ، لم تجد هذه المسألة مكاناً لها على طاولة المفاوضات في واشنطن أو في القدس. في الواقع، كان الكرسي الرسولي هو الوحيد الذي أولاها اهتماما" كما قال، ثم أضاف قائلا "يقولون لنا دائماً: إن هذا مما يجعل القضية أكثر تعقيدا" لكن في الحقيقة هذا الموقف "لا يعمل إلا على تأخير المسألة".
