روحانية الصوم

 

خاص بالموقع – 22 مارس 2012

الصوم المسيحي عبادة ، تأمل وصلاة ، جهاد روحي ضد شهوة الجسد والمال والسلطة .. الصوم عطاء وخدمة ، خاصة للفقير .. هو قبول الآخر بمواهبه وعيوبه ، الواقع الذي أعيش فيه قبول الأحداث المزعجة والمؤلمة .. الصيام هو كل هذا مقرون بالحب والصمت والفرح والثبات مع المسيح الذي صام وصلى وجاهد في البرية ضد الشيطان .. مع المسيح الذي كان يطوف يصنع خيراً .. الذي تألم ومات وقام لأقوم معه .. وأتبعه حتى الصليب .. حتى مجد القيامة ..

فبروح الصوم يدعوني المسيح أن أعرف هدفي في الحياة ، أسعى دائماً إلى غاية أسمى وأعظم وأبعد .. بروح الصوم يجب أن أثق في شروق فجر جديد في حياتي ، مهما كان ظلام الليل ومهما كانت الهموم والأحزان .. مهما كان الجحود ونكران الجميل .. مهما كانت قسوة إهانة الأخر .. يبقى دائماً في داخلي حب ورحمة وغفران .. مشاعر وأحاسيس تسمو وترتفع على الإساءة والظلم ، على الخيانة والحقد .. وبروح الصوم علىّ أن أقفز لأعلى وأتخطى العقبات والحواجز وأواصل المسيرة نحو الهدف .. نحو الله .. نحو الإنسان ، كل إنسان ، هذا هو الصوم الحقيقي المقبول عند الله .

يا رب .. حاولت أن أقهر شهواتي وضعفي وإحباطي ومخاوفي .. لكنني وجدت الطريق شاقاً .. لذلك أطرق أبواب نعمتك .. أجثو عند أقدامك ، ألتمس منك أن تطهر قلبي وتنير عقلي بنور معرفتك .. أملأني بقوة محبتك .. امنحني حرية أبناء الله ، مع الشاعر قائلاً : " مهما يطول الليل والظلام .. الصبح لازم في المعياد يظهر ، والشمس لازم في النهاية تبان .. تملأ قلبي بالنور والأمان .. والضلمة مش هاتدوم .. شايف شعاع الشمس بيشق الغيوم .. شايف شعاع نور القيامة يشق ظلام الخطيئة والموت!"

الأب / يوسف المصري