يُنثر الملح على الطعام ليُعطي طعم ونكهة أطيب… ويُضاف الملح للكلام ليُصبح أرق، هكذا كتب القديس بولس (كولوسي 4: 6) وفهم أهمية الكلام الحكيم المتوافق مع مشيئة الله.
في سفر الملوك الثاني، نُثر الملح الكائن بوعاء جديد فوق الماء الرديء الذي يُسبب فساد التربة والقحط ليُطهَّر ويُنقّى فتخصب التربة (2 ملوك 2: 19-22)، وهكذا أراد الرب يسوع لأتباعه أن يكونوا ملح الأرض (متى 5: 13) أي أصحاب قلبًا نقيًّا مليء بمحبة الله قادرين على تنقية القلوب البعيدة عن الله. وفي أول إعجوبة للرب يسوع إبن الله، مُلأِتْ الأجران بالماء لتُظهر مجده، فما كان هذا الماء سوى ملحًا مُسكِرًا بمحبة الله ينشر البهجة والفرح ويشهد لمحبة الله (يوحنا 2: 1-12). قَبْل الرب يسوع، سُكب الماء فوق الإنسان التائب لغسل خطاياه [إزالة الأوساخ والأمراض]، وبعده عُمِّد الإنسان التائب بإسم الآب والإبن والروح القدس بسكب الماء في المعمودية وسكب دم يسوع في الإفخارستيا.
ففي العهد الجديد، يُرش دم المسيح على الخطاة ليَطْهُروا (1 بطرس 1: 2، 1 يوحنا 1: 7). فما هذا الدم سوى ملح الأرض، وما هذا الدم سوى الحياة، وما هذا الدم سوى محبة الله التي تفيض في قلوبنا بالروح القدس الّذي وهبنا الله إيّاه (رومة 5:5). إذن، الإنسان يتعمّد قلبه بمحبة الله فيحيا: العلامة التي تفرز أبناء الله بعد أن كان الختان رمزًا لذلك.
يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسد "الماء الحي"، وما يجري في عروق الرب يسوع هو دمه الأقدس، وما يجري في عروق كلمة الله "الإنجيل" هو محبة الله لنا، فـ"الله محبة"، ومَن لم يكن في قلبه محبة لا يعرف الله (1 يوحنا 4: 7-21).
الروح والماء والدم ثلاثة شهود متّفقون على أن "الله محبة"، ومحبة الله أرانا إيّاها ببذل إبنه الحبيب مِن أجل خلاص الإنسان، وبالتالي الحصول على الحياة الأبدية لكل مَن يؤمن به (1 يوحنا 5: 5-13).
الله محبة