ميتروبوليت المكسيك الأرثوذكسي
تعليقًا على الأوضاع في الشرق الأوسط
المكسيك، الاثنين 30 أبريل 2012 (ZENIT.org). – التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي متروبوليت المكسيك واميركا اللاتينية وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران انطونيو شدراوي، وذلك قبل مغادرة رأس الكنيسة المارونية لمدينة كنكون المكسيكية. وكان للشدراوي تعليقًا على وضع المسيحيين اليوم في الشرق الأوسط إذ قال: "أنّ الوضع [في الشرق الأوسط] على كفّة عفريت. فالاحداث الجارية هنا وهنالك من بلدان الشرق الاوسط تكشف لنا ان ثمة مخططاً لإخلاء الشرق الأوسط من المسيحييّن وهذا ما يظهر جلياً في العراق".
وتابع الميتروبوليت، بحسب ما نقل موقع البطريركية الماروينة أنه: "لقد كان هناك مليون و900 ألف مسيحي، أمّا اليوم فعددهم بالكاد يصل إلى 400 ألف لقد بقيوا لأنهم لا يستطيعون الخروج. هذا عدا القنابل التي تزرع في كل مكان وتحصد العديد من الضحايا البريئة".
وأردف قائلاً: "كّلنا مع الحرية والإصلاح في بلدان الشرق الاوسط، ولكنّنا ضدّ السلاح لقتل الناس والتنكيل بهم. ونأمل ان يصار الى الاصلاحات، التي يراها ضرورية شعب كل بلد، عن طريق الحوار والسبل السلمية."
الوضع في لبنان
ثم علق المتروبوليت أنطونيو شدراوي على الوضع اللبناني فقال"أنّه ليس أفضل حال ممّا هو عليه في باقي الدول في منطقة الشرق الأوسط. فما يحصل مثلاً في طرابلس اليوم هو خير دليل على أنّ الوضع غير مطمئن. فالمذهبية في أوجها ولا يحكى إلاّ في إطارها".
وأضاف: "نحن مع الدين، ومع التديّن ولكننا لسنا مع المذهبية أو الطائفية ولا مع تسييس الدين. فالتديّن هو محبة، أمّا المذهبية والطائفية فهما يشوّهان الدين وقيمه. فالدين في جوهره لا يعلّم الكره لأحد، ولا يدعو اليه".
المغتربون والانتخابات اللبنانية
وعن إقرار مجلس الوزراء لآلية مشاركة المغتربين الّلبنانيّن في الإنتخابات الّلبنانية وعن دور المغتربين في التأثير على السياسة الّلبنانيّة الداخلية، قال شدراوي: "بلا شك نحن نرحّب بقرار مجلس الوزراء ولكننا نعوّل على التطبيق أكثر من القرار. نريد أن يطبّق القرار ولكن هذا الأمر نشكّ فيه."
ثم قال، بحسب ما أورد موقع بكركي: "للمغتربين حقوق وعليهم أن يحصلوا عليها. وعندما رُفع تمثال المغترب في بيروت وقابلنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أعطانا نصائح كثيرة بخصوص الإغتراب وما علينا أن نعمل، عندها أجبته: "نحن نعرف واجباتنا ونعلم ما علينا أن نقدّم للوطن. وهذه هي الحقيقة فما من مغترب لا يساعد أهله وأقاربه في الوطن. ولكنني قلت له أيضاً "أنّه لنا حقوقاً ولا أحد يستطيع أن يدوسها أو يتجاوزها هذه مهما علا شأنه. نحن ندافع عن حقوق المغتربين لأنهم ليسوا "بقرة حلوب" فقط، وليسوا سلعة للمتاجرة. وعلينا أن نفتخر بهم ولا أعتقد أنهم في الوطن يتمتّعون بإمكانيّات كتلك التي يتمتع بها المغتربون. وهنا في المكسيك، من بين 32 حاكم ولاية هناك أربعة لبنانيّين. وفي المجلس النيابي لدينا أكثر من 40 نائباً، وفي مجلس الشيوخ لدينا نحو 20 عضواً من أصل 120 هم من أصل لبناني. وإذا كانت المكسيك توّد أن تطبّق قانون النسبية عندها لن يكون عندنا نواباً. لا نتطلع في هذا البلد إلى جنسية المواطن، بل إلى كفاءته والمغتربون يريدون من الدولة الّلبنانية أن تبحث عن الكفاءة وليس عن اللون السياسي او المذهبي. للأسف نحن نتكلم بإلغاء الطائفية السياسية ولكنها لا زالت قائمة. لا يمكننا تعيين أي أحد حتى ولو كان الأمر يتعلق بأصغر الوظائف إلاّ على اساس المحسوبيات."
وعن رأيه بشكل ومفهوم قانون الإنتخاب الذي ستشهده الإنتخابات النيابيّة المقبلة في لبنان رأى المطران شدراوي:" أنّ قانون الإنتخاب يجب أن يمثل الطوائف كلّها دون استثناء. وأنّه لا يجوز أن يفرض على أحد نائب لا يمثل الأكثرية. والنائب الماروني يجب أن يمثل الطائفة المارونية وليس أية طائفة أخرى. اليوم نحن نسمع بضرورة استعادة رئيس الجمهورية لبعض من صلاحياته. أولاً يجب ألاّ يُمسّ بصلاحيات رئيس الجمهورية أو بتلك الخاصة برئيس مجلس الوزراء وغيرهما. فلنفكر بالأهلية وليس بالطائفية. ونحن كمسيحيّين لا نريد ان نفكر بالطائفية."
وعن العلاقة القائمة حالياً بين البطريركية المارونيّة وبعض الرموز السياسيّة في لبنان التي انتقدت مواقف غبطة البطريرك الراعي بقسوة وعمدت إلى مقاطعة الصرح أوضح الشدراوي :"أنّ صاحب الغبطة ليس أفضل من معلمه. المسيح أتى بحركة ثورية إصلاحية لإعطاء الصورة الحقيقية للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، فصلبوه. ولكن هذا لا يمنع أن نقول كلمة الحق ونعمل في سبيلها لأن الحق يحرّرنا ويجمعنا ونحن أبناء الحقيقة وشهودها. لم يهب المسيح الصليب بل صعد إليه ولو لم يصعد إلى الصليب ويسير درب الجلجلة لما وصل إلى القيامة. نحن نستبشر اليوم لان صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحمل صليب لبنان وصليب مسيحيّي الشرق الأوسط ولكنّه أيضاً يحمل المشعل الذي نأمل أن ينير العقول من أبناء لبنان والشرق.
وإلى مسيحيّي لبنان والشرق وجّه المطران شدراوي رسالة دعاهم فيها للإتّحاد والعمل جميعاً لأن الخطر لا يميّز بين واحد وآخر. وقال: "لقد عشت حرب ال58 وال75 وعندما كان يتمّ اعتقال أو اختطاف مسيحيين من قبل الإرهابيّين لم يكن يتمّ التمييز بين أورثوذكسي أو ماروني أو كاثوليكي وكان السكّين يضرب عنق الجميع من دون تمييز. لهذا السبب ليس علينا سوى الحفاظ على وحدتنا والعمل بإخلاص للوطن وليس للمصالح الخاصة والإبتعاد عن كل ما هو مذهبي وطائفي. هكذا تبنى الأوطان ونريد بناء أفضل العلاقات مع المسلمين بعيداً عن اي تعصب. لقد آن الاوان لأن نعرف اننا نرتوي من نفس الماء ونستنير من نفس الشمس ونتظلّل تحت قبة سماء واحدة. فلنكفّ عن التبعية للآخرين ولنكن لبنانيين. وما من شيء سينقذنا سوى وحدتنا حول وطننا لبنان الواحد والموحّد. وإلاّ فإن الحرب لن تتركنا بشكل نهائي أبداً. فلنتعاون لنتخلّص من اي مخطط يفرق بين اللبنانيين."