الجمعية التأسيسية للدستور .. مخاوف وأمال

 

 

لعل أبرز نتائج اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع رؤساء الأحزاب والقوى السياسية يوم السبت الموافق 28 أبريل 2012 ، كان اتفاق المجتمعين على انتخاب جميع أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور من خارج البرلمان ، كذلك تحديد آلية عمل الجمعية التأسيسية بالتأكيد على مبدأ التوافق فى إقرار بنود الدستور وإذا لم يتم التوافق فيؤخذ بالتصويت بنسبة الثلثين من أعضاء الجمعية . وفى شأن تمثيل كافة أطياف المجتمع المصري فقد تم التوافق على النسب المحددة للجمعية التأسيسية التى تم الاتفاق عليها فى إطار المعايير وحكم محكمة القضاء الإداري . وعليه فمن بين أعضاء الجمعية التأسيسية البالغ عددهم مائة عضو تم تحديد عشرة اعضاء لخبراء الدستور والقانون وعضو لكل هيئة قضائية واثنان عن العمال واثنان عن الفلاحين وأربعة أعضاء عن الأزهر الشريف وستة اعضاء عن الكنائس المصرية الثلاثة ( الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية ) بالإضافة إلى ترشيح شخصيات حزبية وشخصيات عامة عن المرأة والطلبة والفئات ذات الاحتياجات الخاصة .

عن تمثيل الكنيسة المصرية فى الجمعية التأسيسية للدستور يقول صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط والمدبر البطريركى للكنيسة القبطية الكاثوليكية : نشكر الله أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة والسادة رؤساء الاحزاب نظروا بعين الاعتبار والتقدير للكنيسة الكاثوليكية ورسالتها فى حياة المجتمع لا سيما وان الكنيسة المصرية الكاثوليكية لديها من أولادها العديد من أصحاب الكفاءات القانونية والسياسية التى تستطيع أن تعبر عن رأى الكنيسة والمسيحيين فى صياغة دستور مصر الدائم أن شاء الله . واضاف سيادة المطران نتشاور حالياً مع اخوتنا الارثوذكس والانجيليين فى ترشيح الأسماء المؤهله للقيام بهذا العمل الجليل ونتمنى أن يقودنا اعداد الدستور الجديد للبلاد إلى الاستقرار السياسي وجنى ثمار ثورة 25 يناير فى تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .

يرى الأب وليم سيدهم اليسوعي أمين عام اللجنة المصرية للعدالة والسلام أن تمثيل كافة الكنائس المصرية داخل الجمعية التاسيسية أمر محمود لكنه انتقد نسبة تمثيل المرأة والعمال والفلاحين داخل الجمعية التأسيسية معللاً بأنها لا تتناسب واعدادهم الحقيقية فى المجتمع ودعا الأب وليم سيدهم إلى اختيار فنانين ومثقفين ضمن الشخصيات العامة المتوقع اختيارها إلى جانب العلماء واساتذة الجامعات . وتمنى سيادته أن يتم اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية بالكامل بعيداً عن سلطة البرلمان حتى لا يتحكم أصحاب حزب الأغلبية فى اختيار الأسماء المرشحه مما قد يؤدى إلى عرقلة ما تم توافق القوى السياسية عليه مع المجلس العسكري . القس رفعت فكرى راعى الكنيسة الانجيلية بشبرا يؤكد ان تمثيل الكنائس المصرية الثلاثة فى تأسيسية الدستور فكرة رائعة بل هى تصحيح لوضع خطأ كان قد حدث فى اختيار اعضاء اللجنة السابقة التى أبطل القضاء المصري تشكيلها وعن الاعضاء المرشحين عن الكنائس المصرية تمنى القس رفعت فكرى ان يكونوا من رجال القانون الدستورى حتى يتسنى لهم القدرة على الصياغة الدقيقة لمواد الدستور وتطلع سعيد أن تتوصل اللجنة إلى صياغة دستور يرضى عنه المصريون جميعاً ويعبر عن مدنية الدولة بوضوح تاماً كما يؤكد مبدأ الحريات العامة . على الجانب الأخر من النهر تأتى قراءة الكاتب الصحفى سليمان شفيق للمشهد حيث يخشى سيادته أن لا يتعدى الأمر كونه مناورة من جماعة الإخوان المسلمين تحاول خلالها تمرير هذا الاتفاق المبدئى بين المجلس العسكري والقوى السياسية حتى نهاية الانتخابات الرئاسية . ودلل شفيق على ذلك بالتناقض الشديد فيما تعلنه الجماعه وما يصدر عن مجلس الشعب من قوانين ومشاريع قوانين .

وأكد سليمان شفيق أن الظروف غير مواتية لعمل دستور دائم بشكل جيد وذلك لاختلال موازين القوة على الساحة السياسية وفضل سيادته ان يصدر المجلس العسكري وثيقة دستورية أو العودة إلى دستور 1971 المنقح حتى يتسنى للمجتمع المصري أن يسترد عافيته وتظهر القوى الثورية فى شكل أكثر تنظيماً يؤهلها للعب دور فاعل فى الحياة السياسية .

اجرى التحقيق : ناجح سمعـان