ما أهمية العائلة وما دورها؟

بحسب البابا بندكتس السادس عشر

 

 

بقلم نانسي لحود

روما، الخميس 7 يونيو 2012 (ZENIT.org)

"العائلة: العمل والعيد" كان شعار اللقاء الذي شارك فيه البابا بندكتس السادس عشر الأسبوع الماضي في ميلانو. إن قضية العائلة تشغل الحيّز الأكبر في اهتمامات البابا فهو كان قد خصّها في عدة كلمات ألقاها من وحي المناسبة. وقد أعاد البابا الحديث عن الموضوع في المقابلة العامة أمس الأربعاء.

"لا مستقبل للإنسانية من دون العائلة" بهذه الكلمات أراد البابا أن يظهر أهمية العائلة في المجتمع متحدثًا إلى الجموع التي احتشدت في ساحة القديس بطرس، فضلًا عن الدور الذي تلعبه في نشر الإنجيل والشهادة له. بالنسبة الى البابا، العائلة هي نواة البشرية، وهي التي تنمي الشباب وتقودهم في المجتمع فعليها إذا أن تربيهم على الإيمان والحب ليؤسسوا بدورهم شراكة بين شخصين كما أرادها الله بنفسه.

أشار البابا في تعليمه الى أن الله قريب منا ويخفف عنا معاناتنا وهو قد خلق الإنسان لا ليعيش وحيدًا بل ليبني جسورًا للتواصل مع الآخرين ويختبر بنفسه أنه انطلاقًا من العائلة "تضاء شعلة السلام في قلوبنا لكيما تنير العالم كله".

فضلًا عن الدور الذي تلعبه العائلة في المجتمع، سلط البابا الضوء على "الإقرار بالهوية الخاصة للعائلة"، العائلة القائمة على الزواج بين رجل وامرأة، كما شدد على أنه يوجد حوار بين العائلة والكنيسة وهو شيء أساسي في ظل المشاكل التي تخوضها العائلات اليوم، وأبرزها عدم التوافق ما بين وقت العمل والوقت المخصص للعائلة. إن العائلة اليوم مهددة بانشغالات العمل التي غالبًا ما لا تترك فسحة للعامل لقضاء وقت مع عائلته فشدد البابا قائلا: "يوم الأحد هو يوم الرب والإنسان" مشيرًا بذلك الى واجب كل شخص بالتفرغ من العمل لتمضية وقت مع عائلته بالإضافة الى تخصيص وقت لله، فهذا التوازن ضروري لخلق مجتمع إنساني متناغم.

أما في القداس الختامي، فقد ذكّر البابا أنه وجه نداءً الى الجماعات الكنسية لتكون "على مثال العائلة" تظهر جمال الثالوث الأقدس وتنشر الإنجيل بشعاع المحبة الذي ينبثق منها لأن "المحبة هي القوة الوحيدة القادرة على تغيير العالم".

أخيرًا اختتم البابا تعليمه بقوله: "العائلة هي شركة محبة قائمة على الزواج ومدعوة لتكون معبدًا للحياة، كنيسة صغيرة، خلية للمجتمع"، داعيًا بأن تفيض هذه التجربة بنعمها على الكنيسة، كما حث أيضًا على عدم إشاحة النظر عن قضية العائلة التي هي قضية كل رجل وحضارة.