نزوح الحرب من سوريا إلى لبنان

تخوّف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من تفاقم الأوضاع في لبنان

 

 

بقلم ريتا قرقماز

روما، الاثنين 27 أغسطس 2012 (ZENIT.org)

تزامناً مع الحرب الأهلية في سوريا بين الأكثرية السنية والأقلية العلوية، شهد  لبنان أحداثاً صاخبة خلال الفترة الأخيرة  في مناطق الشمال، تحديداً في طرابلس وعكار، فقد وقعت مواجهات مسلّحة بين الفرق الداعمة لسوريا وتلك المعارضة لها ممّا أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص.

وفي حديث مع الجمعية الكاثوليكية لعون الكنيسة المتألّمة، حذّر بطريرك الكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي من أنّ الحرب الأهلية في سوريا قد تؤدّي إلى صراع بين السنّة والشيعة في لبنان. وجاء حديثه هذا عقب اختطاف المسلّحين اللبنانيين لأكثر من 20 شخصٍ نهار الأربعاء 15 أغسطس كردّة فعل إثر اختطاف قريب لهم من قبل الجيش السوري الحر في العاصمة دمشق.

تبعاً لهذه الأحداث الصاخبة، طالبت كلّ من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين جالياتها بمغادرة لبنان.

أمّا فيما يخصّ العوامل التي قد تساهم في اندلاع حرب في لبنان، فأفاد البطريرك الراعي أنّ اللبنانيين منقسمون فمنهم من يدعم حكم الأسد ومنهم من يعارضه مشيراً إلى أنّ الخلاف السياسي بين سنّة جماعة 14 مارس المعادين للرئيس السوري بشار الأسد، وشيعة جماعة 8 مارس، الموالين للرئيس السوري بشار الأسد، سيتفاقم بسبب الأحداث في سوريا. ومع ذلك، شدّد البطريرك على أنّ البروز الزائد للإسلام لا يعني انتهاء الوجود المسيحي، فكما قال الرئيس الديني لأكثر من 3 ملايين ماروني في العالم: "إنّ المسلمين يعون أهميّة وجود المسيحيين لمزاياهم الفكرية والأخلاقية والمهنيّة ناهيك عن احترامهم للقانون وولائهم للبلاد ولسلطات الدولة وعدم تدخّلهم بالسياسة حيث أنّ نظام الحكم ثيوقراطياً وهم يحترمونه".

توقّع البطريرك الراعي أن يتحدّث بندكتس السادس عشر عن العلاقات مع المسلمين والديانات الأخرى في الإرشاد الرسولي تبعاً لسينودس عام 2010 في الشرق الأوسط. وستنشر هذه الوثيقة الرسولية خلال زيارة البابا إلى لبنان في سبتمبر. وقد أشار البطريرك إلى أنّه سيتمّ تخصيص جزء كبير يعنى بتوحيد الكنائس مع الإسلام والديانات الأخرى. واختتم قائلاً أنّ هذه الرسالة الرسولية ستولّد الأمل وتشجّع شعوب الشرق الأوسط على تعزيز وحدتهم وجهودهم في العيش المشترك وعلى لعب دور في الجماعة العربية والدولية.