من البابا بيوس الثاني عشر إلى زيارة البابا بندكتس السادس عشر
بقلم ماري يعقوب
روما، السبت 15 سبتمبر 2012 (ZENIT.org).
لبنان، بلاد الأرز، أرز الربّ. لطالما تغنيّنا بتاريخه العريق، بالتعايش السلمي بين الأديان. أمّا الوجود المسيحيّ الكاثوليكي اللبناني فله عاصمة في لبنان وهي، كما يعلم الجميع، حريصا، موجودة على تل يرتفع حوالي الـ600 متر عن شاطئ جونيه. تبعد حريصا عن العاصمة بيروت حواليّ 25 كلم، يزورها العديد من الحجّاج، لنيل البركة من سيّدة لبنان، التي لها تمثال ضخم أبيض يمثّل العذراء مريم بأذرع مفتوحة.
وبجانب حريصا نجد بكركي، أي المقرّ البطريرك الماروني، ثم دير الآباء الملكيين المعروفين بمرسلي القديس بولس. وعلى بعد بضعة أمتار مقرّ السفارة البابويّة في لبنان.
زار الكاردينال أنجيلو رونكالّي حريصا عام 1954 بعد خمسين عاماً على بناء المعبد – وقد صار في ما بعد البابا يوحنّا الثالث والعشرين- ممثلاً البابا بيوس الثاني عشر ناقلاً رسالة مميّزة من الحبر الأعظم.
تتالت زيارات الباباوات إلى لبنان، ففي عام 1965، وخلال زيارته للهند، اضطرّ البابا بولس السادس بإجراء هبوط تقنيّ في مطار بيروت، حيث حيّا الموجودين على رأسهم الرئيس شارل حلو، الذي كان أوّل سفير لبنانيّ لدى الكرسي الرسولي.
وبعد مضيّ ثلاثة عشر عاماً، أي عام 1997، زار الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني لبنان، وانطلق من بيروت إلى حريصا وبعدها إلى بكركي. خلال هذه الزيارة القصيرة والمهمّة التي دامت من 10 إلى 11 مايو، قام البابا بلقاء الشباب اللبنانيّ في حريصا، وأختتم السينودس بقدّاس احتفاليّ في بيروت. "رجاء جديد للبنان" هكذا بدأ يوحنا بولس الثاني كلمته، وتابع: "اليوم، إني أحيّي لبنان. كنت أرغب منذ وقت طويل زيارتكم، ولأسباب عديدة! أصل اليوم بلادكم، لأختتم جمعيّة سينودس الأساقفة الخاصّة من أجل لبنان… من أعماق قلبي أحيّيكم جميعاً، بهذه المناسبة المهمّة جدّاً. نقدّم لله ثمار هذا السينودس من أجل لبنان".
ويصل بنا التاريخ إلى اليوم، زيارة الحجّ للبابا بندكتس السادس عشر إلى لبنان، بمناسبة إمضاء وتسليم الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس من أجل الشرق الأوسط (2010)، وستكون مناسبة كبيرة من أجل الكنيسة في تلك النطقة، كما كتب البطريرك الماروني والأساقفة الموارنة: "يمثّل، ليس فقط أمل وتثبيتلاهتمامالباباوات تجاه هذه الأرض المقدّسة، بل تشجيع للمستقبل أيضاً".