موهبة إخراج الشياطين

في التقليد الكتابي والكنسي

 

خاص بالموقع- 14 ديسمبر 2012

        نسمع اليوم لا بل ونقرأ عن أشخاص لا يعترفون بوجود الشيطان وأعمال السحر والشعوذة. مما زحفوا بفكرهم وعقلهم إلى إنكار موهبة إخراج الشياطين وفك عمل الشيطان(الأعمال السحرية)، وإننا نسرد الحقيقة لهذا عاملين بكلام القديس بولس الرسول: « إِيَّاكم أَن يأسِرَكم أَحَدٌ بِالفَلسَفَة، بِذلِك الخِداعِ الباطِلِ القائِمِ على سُنَّةِ النَّاسِ وأَركانِ العالَم، لا على المسيح» (كولوسي2: 8). يسرد الوحي الإلهي عن معجزة طرد شيطان أخرس (لو11: 14-23) ومت(12: 22-32 مر3: 22-30) أن الكتبة وبعض الفريسيين أنكروا إجراء هذه المعجزة، وفسروها بأن يسوع يخرج الشياطين بقوة الشياطين بعل زبوب وبأمر منه! ومعنى اسم بعل زبوب "إله الزباب".

يذكر سفر الملوك الثاني في الإصحاح الأول أن بعل زبوب هو إله عقرون الذي عبده أحزيا بن آحاب وسجد له وترك عبادة إله إسرائيل. ثم أصبح بعل زبوب رمزًا للأوثان كافة. ثم تحوير اسمه إلى بعل زبول أي "إله الزبل". وهو السماد المصنوع من روث البهائم وذلك تحقيرا للأوثان وعبادتها. وردًا على إهانة الكتبة والفريسيين أجابهم يسوع بطريقة غير محببة لديهم إذ دعاهم إلى التفكير وأعمال العقل. واستشهادًا بالتعاليم اليهودية حول عالم الأرواح وجه أنظارهم إلى مملكة إبليس منظمة ومتماسكة. ولو كانت منقسمة على ذاتها لتهاوت وخربت. فكيف يدعون أنه يخرج الشيطان بقوة الشيطان. كما أن لديهم من يمارسون إخراج الشياطين فليسألونهم أن يخرجوا الشيطان بقوة الشيطان ولهم أن يحكموا من بعد على صحة اتهامهم. أما إذا كان يطرد هو وتلاميذه الشياطين باسم الله، فهذا يدل على أن هناك شيئًا عظيمًا قد تمّ في وسطهم: «وأَمَّا إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله» (مت12: 28).

 ولكنهم لا يبصرون لأنهم لا يريدون أن يبصروا. وإذا ما سطع النور في عيونهم فإنهم يقفلونها عن عمد وقصد وهذا يعني أنهم يخطئون ضد الروح القدس مصدر النور وأنهم يسدون الطريق أمام الخلاص الذي هيأه الله لهم. لذلك فهو يحذرهم:  «لِذلكَ أَقولُ لَكم: كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر. ومَن قالَ كَلِمَةً على ابنِ الإِنسانِ يُغفَرُ له، أَمَّا مَن قالَ على الرُّوحِ القُدُس، فَلَن يُغفَرَ لَه لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة» (مت12: 31و32). ومن لا يريد أن يفتح عينيه لنور الروح سيبقى في ظلام أبدي. ولن يجدي أن يفتحها إلى حين بل عليه أن يفتحها دون انقطاع لأن إبليس كلما طرد من مملكته يعود ليبسط سلطانه عليها من جديد[1].

وفي كتاب «قوانين الرسل في تقليد الكنيسة القبطية» دُوّن سنة 127يسرد في القانون الأول البند 48: «والآن ما الذي يجب أن يقوله لنا كلّنا، ونحن والذين صاروا كاملين، عن المواهب التي أعطانا لنا بروحه القدوس: «إن هذه العلامات تتبع المؤمنين بي، يُخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بلغات، ويأخذون الحيّات بأيديهم، وإن شربوا سُمّ الموت فلا يضرّهم، ويجعلون أيديهم على المرضى فيبرأون» (مر16: 17و18). هذه المواهب أُعطيت لنا أولاً نحن الرسل، في الوقت الذي أهّلنا فيه بأن نبشر بالإنجيل لكل الخليقة، لنعطيها لمن يؤمن بواسطتنا، لا لمنفعتنا نحن العاملين بها، بل لمن يؤمن منكم، حتى أن الذين لا يُرضيهم الكلام، توبخهم قوة العجائب. فالآيات ليست لنا نحن المؤمنين، بل هي لغير المؤمنين من اليهود واليونانيين. وليس هو ربح لنا إذا أخرجنا الشياطين، بل الربح لمن يتطهر بإرادة المسيح. كما يعلمنا الرب في موضع، حين يوضح هذا الأمر فيقول: «لا تفرحوا بهذا أن الشياطين تطيعكم، بل افرحوا أن أسماءكم مكتوبة في السموات» (لو10: 20). فإخراج الشياطين يكون بقوته، أما أن تُكتب أسماؤنا في السموات، فهذا يكون بإرادتنا وسريرتنا وتعليمنا، إذ من الواضح أنه هو عوننا.

والآن ليس من الضروري على كل مؤمن أن يُخرج الشياطين، أو أن يقيم الموتى، أو يتكلّم باللغات. لأن الذي يستحق هذه الموهبة أو تلك، فإنه يستحقها لعلّة؛ إذ تكون سببا للذين يؤمنون عندما توبخهم، لأنهم إذ لم يقبلوا إعلان الكلمة، أرسل لهم عمل الآيات لعلهم يخلصون. ثم أنه لم يستح أيضًا أن يوبخ غير المؤمنين والمنافقين بالعجائب. والله نفسه يشهد بهذا، كما قال في الناموس: «إني بألسنة وشفاه، أخاطب هذا الشعب، ولا هكذا يطيعوني قال الرب» (إش28: 11و12؛ 1كو14: 21). فالمصريون لم يؤمنوا لما صنع موسى هذه العجائب العظيمة، وهذه الآيات فيهم، وكثير من اليهود لم يؤمنوا بالذي هو أعظم من موسى، الذي هو المسيح، لما شفي كل مرض وسُقم فيهم. فلم توبخ العصا أولئك، لما انقلبت إلى حية، ولا اليد التي ابيضّت، ولا الماء الذي صار دما. وهؤلاء أيضًا لم يُرضهم العُمى الذين أبصروا، ولا العرج الذين مشوا ولا الموتى الذين قاموا(مت11: 5). فهذا قاومه ينِّيس ويمبريس، وذاك عيّره حنّان وقيافا. وهكذا فإن العجائب لا توبخ كل واحد، بل العتاة وحدهم، الذين لأجلهم يرضي الله مثل طبيب حكيم ومدبّر، أن يتمم عجائب ليس بقوة البشر، بل بإذنه»[2].

 

* أولاً: ما معنى كلمة شيطان؟

         شيطان كلمة عبرية الأصل معناها "خصم"[3]. هي كلمة مأخوذة عن «شطن שטן» بمعنى "ساتان"، ومعناها المقاوم، أي الذي يقاوم عمل الله الخلاصي ويقاوم أعمال البشر الّتي تقربهم إلى الله وتحقق هدفه[4]، تترجم الكلمة العبرية «ديابولس» أو إبليس وقد استعملت هذه اللفظة مع لفظة شيطان معًا في سفر الرؤيا فقيل: «فأُلقِيَ التِّنِّينُ الكَبير، الحَيَّة القَديمة، ذاكَ الَّذي يُقالُ لَه إِبْليسُ والشَّيطان»(رؤ2: 9)[5]. وكان اسم الشيطان قبل السقوط "لوسيفوروس" أيّ "زهرة الصبح"(إش14: 12-15) وكان رئيسًا لملائكته وبسقوطه سمي الشيطان أيّ المعاند ورُمز له بالتنين كناية عن قوته، أيّ أن الشيطان تكبّر فسقط في تلك الخطية واعتقد الفراعنة القدماء أن الشيطان قد سقط وسجل الفراعنة هذه الحقيقة في نصوصهم الدينية وقالوا: «أن قتال عنيف نشب في كل مكان في السماء وعلى الأرض بسبب إله الشمس رع وكان النصر فيه إلى جانب إله الشمس وقُدمت له أفواج الأعداء في جزيرة اللهب في شمون وانتصر رع على أعدائه»[6]. وهذا ما كتبه الوحي الإلهي: « فإذا كانَ اللهُ لَم يَعْفُ عنِ المَلائِكةِ الخاطِئين، بل أَهبَطَهم أَسفَلَ الجَحيم وأُسلَمَهم إِلى أُحابيلِ الظُّلُمات حَيثُ يُحفَظونَ لِيَوم الدَّينونَة»(2بط2: 4)، وإننا نرى أن الملاك الذي لأجل عظمة جلاله وبهائه دعي كوكب الصبح أُلقي خارج السماء بسبب الخطية وحدها. وبسبب طعنه بشوكة الكبرياء طرح مركزه العظيم الفخم إلى أسفل كملاك لجهنم. كان كبرياء القلب بمفرده كافيا لأن يطرحه من السماء إلى الأرض[7].

وهذه ما قاله الوحي الإلهي: «هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِصور أَلَيسَ مِن صَوتِ سُقوطِكِ، إِذا أَنَّتَ الجَرْحى ووَقَعَ القَتْلُ في وَسَطِك، تَرتَعِش الجُزُر،  ويَنزِلُ جَميعُ رُؤَساءَ البَحرِ عن عُروشِهم ويَخلَعونَ أَردِيَتَهم وَينزِعونَ ثِيابَهمُ المُوَشَّاة ويَلبَسونَ الرِّعدَة، ويَجلِسونَ على الأَرض، وَيرتَعِدونَ كُلَّ لَحظَةٍ ويَدهَشونَ عليكِ، وَيرفَعونَ لَكِ الرِّثاء، ويَقولونَ لكِ: كَيفَ هَلَكتِ أَيَّتُها المَعْمورَةُ مِنَ البِحار المَدينَةُ الشَّهيرة الَّتي كانَت ذاتَ قُوَّة في البَحرِ هي وسُكَّانُها الَّذينَ أَلقَوا رُعبَهم على جَميعَ سُكَّانِها. والآنَ فالجُزُرُ تَرتَعِدُ يَومَ سُقوطِكِ وتَفزَعُ جٌُر البَحرِ مِن نِهايَتكِ. لأَنَّه هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: حينَ أَجعَلُكِ مَدينَةً خَرِبَة، كالمُدُنِ الَّتي لا ساكِنَ فيها، وأُصعِدُ علَيكِ الغَمرَ فتُغَطِّيكِ المياهُ الغَزيرة، أُهبِطُكِ مع الهابِطينَ في الجُبِّ إِلى شَعبِ الزَّمانِ القَديم، وأُسكِنكِ في الأَرضِ السُّفْلى كأَخرِبَةِ الزَّمانِ القَديمِ مع الهابِطينَ في الجُبّ، لِكَي لا تعمَري ولا تَنتَصِبي في أَرضِ الأَحْياء.حينَئِذٍ أَجعَلُكِ مَوضِعَ رُعبٍ، فلا تَكونين، وتُطلَبينَ فلا توجَدينَ بَعدَ اليَومِ لِلأَبَد، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ»(حز26: 15 – 21).

إذًا الشيطان هو قوة شريرة تريد أن تطيح بخراف المسيح، ولكن المسيح أقوى منه، بل إنه بالقوة بالذات. إن يسوع يربطه ويقيده وينتصر عليه، رغم حيله المضلة، فهو كذّاب، بل أبو الكذاب، لذلك يجب أن نتوخى الحذر والحيطة منه، ومن شراكة الخداعة«كونوا قَنوعينَ ساهِرين. إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه»(1بط5: 8)[8] .ورد في الكتاب المقدس على حسب الترجمة البيروتية: «إبليس»32 مرة، والشيطان 61 مرة.

 

*  ثانيًّا: الشيطان في الوحي الإلهي:

أ- العهد القديم:

                يؤكد الكتاب المقدس أن الشيطان كائن حقيقي موجود، إنه كائن يحمل قوة عظيمة، عدو للإنسان خاصة المؤمن.ويصفه الكتاب المقدس خصمًا خفيًّا لله ولمُلكه، ويُظهر لنا عمله ونفوذه منذ خلق الإنسان(تك3: 1). رئيس الأرواح الشريرة، يعمل فيهم أو بواسطتهم، يعارض الله، مع أنه خليقته، ويحاول أن يوقع البشر في الخطيئة. انتصر عليه المسيح بموته، لكنّ سلطانه لن ينتهي تمامًا إلا عند عودة المسيح ظافرًا[9].  فللشياطين إمبراطورية(مر3: 22-26)، ووجودهم حقيقي[10]، وكان له دور واضح في سقوط جدي البشرية آدم وحواء (تك3)، وفي قصة أيوب البار(1و2)، وفي أسفار أخبار الأيام الأول(21: 1)، وقضاة(9: 23)، وصموئيل الأول(18: 20)، ملوك الأول(22: 22)، وطوبيا(3: 8، 6: 16و18)، والحكمة(2: 24) والمزامير(106: 36و37، 109: 6)، وإشعيا(14: 12-17)، وزكريا(13: 2)، وهوشع (4: 12)، جامعة (10: 4).

ب- العهد الجديد:

                   ذكرت كلمة الشيطان في العهد الجديد29 مرة، ومنها 25 مرة تحدّث عنها يسوع المسيح نفسه عنه ككائن حقيقي، وجميع كتّاب العهد الجديد يدركون وجود الشيطان، وإن لم يذكر في كلّ أسفاره. يُشير 19 سفرًا من ال27 إلى الشياطين بأسمائه، والثمانية الأخرى وإن لم يشيروا إلى أحد أسمائه، فإن أربعة أسفار تؤكد وجوده بالإشارة إلى الملائكة الأشرار أو الشياطين[11]. ولا شك أن الأرواح الشريرة والتي يشار إليها أحيانًا بالشياطين، أو الأرواح النجسة هي موجودة كما يؤكد ذلك الكتاب المقدّس[12].

جرب يسوع المسيح(لو4)، دخل رئيس الملائكة في معركة معه(رؤ12، ويه9)، طلب أن يغربل التلاميذ كالحنطة(لو22: 31)، ألقى الشيطان بعضًا في السجن(رؤ2: 10)، وللشيطان أفكاره التي لا نجهلها(2كو2: 11)، وله مكره الذي يلزمنا الحذر منه(2كو11: 3)، وله علم (رؤ12: 12)، وإرادة (2تيمو2: 26)، ومشاعر كالكبرياء (1تي3: 6)، والغضب(رؤ12: 12)، روح عرافة(أع16:16)، روح الفشل(2تيمو1: 7)، روح أخرس(مر9: 17)، روح أخرس أصمّ(مر9: 25)، روح ضعف(لو 13: 11)، الأسد(1بط5: 8)، إذا هناك معركة مع إبليس وجنوده الأشرار[13].

وأيضًا يسمى المشتكي(رؤ12: 10)، قتال الناس والكذاب (يو8: 44)[14]، الحية(تك 3: 1-7؛ 2كو11: 3)، الرؤساء والسلاطين ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر و أجناد الشر الروحية (أف6: 10-12)، الأرواح النجسة (لو6: 18)، بعلزبول، وهو إله عقرون، وهو إله وثني في العهد القديم من آلهة الفلسطينيين(1ملو1: 2)، الذي يخطيء من البدء (1يو3: 7و8)، إله هذا الدهر(2كو4: 4)[15].

 

*  ثالثًا: التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ووجود الشيطان وموهبة إخراجه:

     1- البند رقم409: «الحالة المأسوية هذه التي يقيم فيها العالم «كله تحت سُلطان الشرير» (1يو19:5)، (1بط5: 8) تجعل حياة الإنسان صراعاً: «يتخلل تاريخ البشر العام صراع عنيف به قوى الظلمة، وقد بدأ مع وجود العالم وسيبقى على حد قول الرب، إلى اليوم الآخر. فعلى الإنسان وقد أُدخِل المعركة، أن يُناضل أبداً لكي يلزم الخير، وهو لن يستطيع تحقيق وحدته الذاتية إلا بعد جهودٍ شديدة، وبمؤازرة النعمة الإلهية»(وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني،«الكنيسة في عالم اليوم»، 37: 2).

2- البند رقم 1673: عندما تلتمس الكنيسة علنًا وبقوة السلطة، باسم يسوع المسيح، حماية الأشخاص أو الأشياء في قبضة المحتال ونفوذه، فهي تُمارس ما يُسمّى "بالتعزيم". وقد مارسه يسوع(مر1: 25-26)، ومنه تستمد الكنيسة القدرة على التعزيم ومهمّة القيام به(مر3: 15؛ 6: 7، 13؛ 16: 17). ويمارس التعزيم، في شكل بسيط، عندما يُحتفل بسرّ المعمودية. وأمّا التعزيم الاحتفاليّ أو "التعزيم الكبير" فلا يقوم به إلا كاهن بترخيص من الأسقف، ولا بدّ من أدائه بفطنة، وبالتقيّد بالقواعد التي تضعها الكنيسة. ويهدف "التعزيم" إلى طرد الشياطين أو إعتاق النفس من استحواذ الشيطان وذلك بالسلطة الروحية التي وكلها يسوع إلى كنيسته(الحق القانونيّ اللاتيني، القانون1172). ولكن الفرق كبير بين الاستحواذ الشيطاني والحالات المرضية، ولا سيما الأمراض النفسانية التي يعود علاجها إلى العالم الطبي. ومن الأهمية إذن بمكان، أن نميز، قبل القيام بالتعزيم، بين الاستحواذ الشيطاني وحالة المرض.

3- البند رقم 1707: «"أغوى الشرير الإنسان منذ بدء التاريخ فأساء استعمال حريته"(2كو4: 4). وسقط في التجربة وارتكب الشر. إنه يحتفظ بالرغبة في الخير، ولكنّ طبيعته مجروحة بجرح الخطية الأصلية، فأصبح ميّالاً إلى الشر، ومعرّضا للضلال: "فالإنسان يعاني من انقسام في ذاته. ولهذا فحياة البشر كلّها سواء كانت فرديةً أو جماعية، تبدو صراعًا، وصراعًا مأسوريًّا، بين الخير والشر، بين النور والظلمات».

4- البند رقم 1708: «لقد أنقذنا المسيح بآلامه من الشيطان والخطيئة، واستحقّ لنا الحياة الجديدة في الروح القدس. وجدّدت نعمته ما أفسدته الخطيئة فينا»(وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني،«الكنيسة في عالم اليوم»، 13)».

 

*  رابعًا: وجود الشيطان وموهبة إخراجه والسحر وفكّه في التقاليد والقوانين الكنسية:

     1- كتاب«الديداخي»(تعليم الرسل الاثنى عشر)،دوّن حوالي عام100، وله أصل يوناني اكتشف سنة1873: «لا تمارس السحر»[16]، «يا بنيّ، لا تكن متفائلاً بالطير، لأن ذلك يقود إلى عبادة الأوثان، ولا تكن راقيا، ولا منجمًا…»[17]، «هذا هو طريق الموت(…)وعبادة الأوثان والسٍّحر…»[18].

2- كتاب «قوانين الرسل في تقليد الكنيسة القبطية»دون سنة 127: «وإذا وضع يده عليهم، فيقسم على كلّ روح غريب أن يهرب منهم، ولا يعود إليهم بعد الآن. وإذا فرغ مما يستحلفهم به، ينفخ في وجوههم…»[19]، «ارشم جبهتك في كل وقت بمخافة. فهذا هو المثال الظاهر، والذي يعرف إبليس أنه يهلك بسببه؛ إذا فعلناه بإيمان، لا يمكن نُعلنه أمام الناس وحدهم، بل بعلمك الذي تتقوى به مثل سلاح. لأن الخبيث ينظر قوة القلب وحدها، فإنه يهرب ويُسرع إلى خلف بسبب الروح القدس الذي جعل له الإنسان فيه موضعًا»[20].

3- كتاب «التقليد الرسولي لهيبوليتس»، دوّن حوالي سنة 215 عُرف في مصر باسم:”الترتيب الكنسي المصري“: في القانون الثالث: الصلاة على من يصير أسقفًا وترتيب القداس: «…وتعطيه قوة أن يحل كل رباط ظلم الشياطين…» (أثناسيوس المقاري (القس)، «قوانين هيبوليتس القبطية»، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مصادر طقوس الكنيسة =11/1، القاهرة، 2004، ص179). وأيضًا «ويفرش يده عليهم ويصلّي ويطرد عنهم كل روح خبيث في سائر جسمه» (أثناسيوس المقاري (القس)، «قوانين هيبوليتس القبطية»، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مصادر طقوس الكنيسة =11/1، القاهرة، 2004، ص195).

4- كتاب «التقليد الرسولي»، دوّن حوالي سنة 215: «إن كان واحد به شيطان فلا يسمع كلمة التعليم حتى يُطهر» (أثناسيوس المقاري (القس)، «التقليد الرسولي»، مصادر طقوس الكنيسة =2/1، القاهرة، 2000،ص129)، «وعندما تجرب ارشم جبهتك بمخافة دائما بعلامة الصليب لأنها العلامة الظاهرة والمعروفة ضد إبليس إذا صنعتها بإيمان لا لكي تُنظر من الناس بل بعلمك تضعها مقابلك مثل سلاح. لأن إبليس المضاد عندما ينظر فقط قوة، وأن الإنسان الجواني عاقل، وأنه مرشوم داخلا وخارجًا برشم الكلمة، فإنه يهرب مسرعًا مطرودًا بالروح القدس الذي يسكن في الإنسان الذي جعل له فيه موضعًا» (أثناسيوس المقاري (القس)، «التقليد الرسولي»، مصادر طقوس الكنيسة =2/1، القاهرة، 2000، ص193-194). ولأجل الحرف والوظائف الممنوعة على المسيحيين: «ساحر أو منجم أو عرّاف "أي من يُنبئ بالغيب"، أو مفسر الأحلام، أو مفتن الجماعة"أي المشعوذ" أو مفصّل أهداب الثياب أو صانع تعاويذ فليكفوا أو يخرجوا»[21].

 

*  خامسًا: المجامع المسكونية والشيطان:

1- مجمع ترولو المنعقد في 692م:

أ-القانون 60: كل من ادعى أن به مسًا من الشيطان يجب أن يفرض عليه ما يفرض على الممسوسين من قصاص[22].

ب- القانون 79: إن كل من كان به شيطان لا يجوز أن يصير إكليريكيا ولا أن يصلّي مع المؤمنين ولكنّه إذا تحرر من الشيطان فليقبل في الشركة وإذا وجد مستحقًا فيجوز أن يشرطن[23].

2- المجمع اللاتيراني المسكوني الرابع (1215م):

 «نؤمن إيماناً ثابتاً ونعترف ببساطة أن الله الحقيقي واحد ووحيد، أزلي واسع، وغير قابل التحول […] هو المبدأ الواحد لجميع الأشياء، خالق جميع الأشياء المنظورة وغير المنظورة، الروحانيّة والجسدانيّة، أي الملائكة والعالم، ثم الخليقة البشرية المكونة من نفس وجسد. أما إبليس وسائر الشياطين فقد خلقهم الله بطبيعة صالحة؛ ولكنهم تحولوا إلى أشرار بإرادتهم. وأما الإنسان فقد خطئ بتحريض من الشيطان. فمن يجهل الشيطان ينكر أيضاً الخطيئة ويفوته فهم عمل المسيح»[24].

3– المجمع كونستانس المسكوني (1414م):

انبثق قراراً أثبته البابا مرتينوس الخامس 1418م في شأن أضاليل جون وكليف، وهذه الأضاليل كانت تقول: «يجب أن يخضع الله للشيطان. إذا كان البابا شريراً وسيئاً، ومن ثم تبعاً للشيطان، يفقد سلطته على المؤمنين، تلك التي تكون قد منحه إياها أي شخص، إلاّ أن يكون القيصر. الكنيسة الرومانية هي مجمع الشيطان كما ورد في سفر الرؤيا، والبابا ليس نائب المسيح والرسل المباشر والقريب. انتخاب الكرادلة للبابا عادة أدخلها الشيطان، وجميع المؤسسات الرهبانية من عمل الشيطان»[25].

 

*  سادسًا: تاريخ موهبة إخراج الشياطين في الكنيسة:

     يطلعنا الوحي الإلهي في سفر أعمال الرسل كيف بولس أخرج روح العرافة من الجارية بالقول: «آمُرُكَ بِاسمِ يسوعَ المسيح أَن تَخرُجَ مِنها! فخَرَجَ مِن وَقتِه»(أع16: 18) هذه هي الكلمات التي استخدمها القديس بولس الرسول، وهي التي استخدمها تلاميذ يسوع المسيح في الإخراج كما استخدمها السبعون رسولا الذين رجعوا بفرخ قائلين: «يا ربّ، حتَّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ»(لو10: 17). وهذا ما كتب في ختام إنجيل القديس مرقس: «والَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها»(مر16: 17)[26]، ويكتب الحبر الروماني القديس إكليمنس هذه المبادئ الواجب مراعاتها من جانب القائمين على خدمة إخراج الشياطين: «أنه لائق وحق وحسن بالإخوة في المسيح أن يفتقدوا المتضايقين بأرواح شريرة، يصلون يرددون التلاوات عنهم في تعقل مقدمين بهذا صلاة مقبولة لدى الله. وليس في كثرة كلمات منمقة أحسن تنسيقها وتنظيمها لكي يظهروا للناس فصحاء ذوي ذاكرة حسنة. فإن مثل هؤلاء يكونون كصوت يدوي (يطن) أو صنج يرن. لا يفيدون من يقدمون عنهم تلاوتهم في شيء. إنهم ينطقون بكلمات مرعبة ويخيفون الشعب.

لكنهم لا يعملون بإيمان حق وحسب تعليم ربنا الذي قال: "هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصوم والصلاة" يقدمونها على الدوام بذهن جاد. ليت عملهم يكون في قداسة يبتهلون إلى الله بابتهاج وتعقل ونقاوة في غير كراهية أو خبث، بهذا يقتربون نحو الأخ أو الأخت المريض ويفتقدونه بطريق سليم بغير خداع ولا طمع ولا ضجيج ولا كثرة كلام ولا يسلكون سلوكا غريبًا عن مخافة. إنما في غير تكبر في وداعة بروح المسيح واتضاعه. ليتهم يقدمون تلاواتهم بالصوم والصلاة لا بكلمات التعليم المنمقة والمرتبة حسنًا بل كأناس تقبلوا موهبة الشفاء من قبل الله بثقة لمجد الله. بأصوامكم وصلواتكم ورعايتكم المستمرة هذه مع أعمالكم الصالحة الأخرى أميتوا أعمال الجسد بقوة الروح القدس.

 فإن من يصنع هذا هو هيكل لروح الله القدوس(1كو6: 29). مثل هذا الإنسان ليخرج الشياطين والله يعينه. لأنه حسن للإنسان أن يعين المرضى إذ يقول ربنا: "مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا" مثل هؤلاء تعطي لهم مكافأة حسنة من قبل الله إذ يخدمون الله بالمواهب التي قبلوها بالرب.

 فإن هذا حسن بخدام  الله ومفيد لهم إذ يعملون حسب أمر ربنا القائل: "كنت مريضًا فزرتموني" وهكذا … لنشتغل بهذه الأمور ولكن دون أن نصنع عثرة ولا نصنع شيئًا بحباة تؤدي إلى خزي الآخرين»[27].ووفي نهاية القرن الأول كان يقول خادم الموهبة للذي به روح شرير: «أنا آمرك باسم الرب يسوع المسيح أن تخرج من هذا الإنسان دون أن تضره ولا تعود تدخله أيضًا».

 ويسرد لنا التاريخ الكنسي في النصف الثاني من القرن الثاني كان الكاهن يرشم علامة الصليب على جبين الشخص الذي به الروح النجس ويجعله يركع ويرش عليه الماء ويضع كلتا يديه على رأسه ويقول: «أنا آمرك باسم الرب يسوع أن تفارق هذا الإنسان» وعلى أثر ذلك وجد نص صلاة من  الليتورجية الإكلمندية وهو نص لم يعرف في العالم الغربي حتى سنة 1546 وهي صلاة من أجل المربوطين بأرواح نجسة بعد انصراف الموعوظين يعود لهذه الحقبة يقول الشماس:

«يا من تملك عليهم إبليس وتألموا بسبب الأرواح الشريرة صلوا، ولنصل كلنا من أجلهم بحرارة، حتى ينتهر – محب البشر – بمسيحه الأرواح الدنسة الشريرة، ويخلص سائليه من سلطان المعاند. ليت ذاك الذي انتهر لجيئونًا من الشياطين وانتهر إبليس رئيس الشر، ينتهر الآن هؤلاء المضادين للتقوى، مخلصًا خليقته من سلطانهم ومنقيا خلائقه التي خلقها بحكمة عظيمة! لنصل من أجلهم بحرارة: خلصهم يا الله وبقوتك أقمتهم! إحنوا رؤوسكم يا من قد ملك عليكم الشيطان، وتقبلوا البركة. ليضف الأسقف هذه الصلاة، قائلا: أنت الذي ربطت القوى، ونهبت أمتعته من بيته، أنت الذي أعطيتنا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. سلمت الحية التي قتلت البشر، وربطتها لنا كعصفور في يد الأطفال. أنت الذي كل شيء مهوب ومخوف قدام وجه قوتك.

 أنت أسقطته مثل البرق من السماء على الأرض، لم تُسقط من موضع ما بل حدرته من الكرامة إلى الهوان، بسبب المقاوم، نظرته تجفف البحار وتهديداته تذيب الجبال، وحقه يدوم إلى الأبد. أنت الذي يسبحه الأطفال، ويباركه الرضع. الذي يسبحه الملائكة ويجدون له. الناظر إلى الأرض فترتعد، ويمس الجبال فتدخن. ويهدد البحر ويجففه، وأنهاره كصحراء، والسحاب كغبار أقدامه. الذي يسير على البحر كما على اليابس. أنت ابن الله الوحيد، ابن الآب العظيم. إنتهر هذه الأرواح الشريرة، وخلص عمل يديك من مضايقات الروح المضاد. يليق المجد والكرامة والسجود لأبيك، بك، في الروح القدس، إلى الأبد. آمين. انصراف المتألمين من الأرواح النجسة أخرجوا يا من بكم أرواح شريرة»[28] .

ولما ازدهرت الكنيسة بآبائها الأجلاء تركوا لنا أفاشين وصلوات لهذا وأشهرهم القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس باسيليوس الكبير وغيرهم، لصلوات الأجبية وبالأخص قطع وتحاليل السوعي، ونصوص مختارة من الكتاب المقدس، وماء اللقان، ويستخدم كل هذا بسبب عناد الروح الشريرة الكائنة في الشخص ومقاومتها فلأجل ذلك ينفذ خادم الموهبة قول الكاهن الأعظم «هذا الجِنسُ مِنَ الشَّيطانِ لا يَخرُجُ إِلاَّ بالصَّلاةِ والصَّوم»(مت 17: 21)، فيجب على هذا الخادم أن يحاصر الروح بالصلاة والصوم الإتضاع، عاملا بكلمات القديس يعقوب: « صلاةُ البارِّ تَعمَلُ بِقوَّةٍ عَظيمة. كانَ إِيليَّا بَشرًا مِثلَنا فصلَّى طالِبًا بإِلحاٍح أَلاَّ يَنزِلَ المَطَر، فلَم يَنزِلْ على الأَرضِ ثَلاثَ سَنواتٍ وسِتَّةَ أَشهُر. ثُمَّ عادَ إِلى الصَّلاة فمَطَرتِ السَّماءُ وأَخرَجَتِ الأَرضُ غلَّتَها»(يع5: 16-18). وإن المؤمن مدعوٌّ إلى أن يجاهد في محاربة الشرير مع المسيح وعلى غراره. وقد وصف بطرس هذا الجهاد الروحي: « إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه»(1بط5: 8) ولمقاومته، وصف بولس"سلاح الله" الذي يتسلّح به المؤمن في هذا الجهاد: «تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس،  فانهَضوا إِذًا «وشُدُّوا أَوساطَكم بِالحَقّ والبَسوا دِرْعَ البِرّ. وشُدُّوا أَقْدامَكم بالنَّشاطِ لإِعلانِ بِشارةِ السَّلام»، واحمِلوا تُرْسَ الإِيمانِ في كُلِّ حال، فبِه تَستَطيعونَ أَن تُخمِدوا جَميعَ سِهامِ الشِّرِّيرِ المُشتَعِلَة.واتَّخِذوا لَكم خُوذَةَ الخَلاص وسَيفَ الرُّوح، أَي كَلِمَةَ الله»(أف6: 1و14-17). فالسلاح المرجوُّ هو سلاح روحيّ، أي قوة الله نفسه وانتصارًا المسيح ومعونة الروح للانتصار على الشرير. فهكذا يتمم المؤمن انتصار يسوع المسيح على الشرير[29]. ويعرف الشيطان أن المسيح قد انتصر عليه وأنه آتٍ في نهاية الأزمنة ليدين ويجمع الكل في الكل، وعندما يتم إخضاع كل شيء للابن، فإن الابن نفسه سيخضع للذي أخضع له كل شيء، لكي يكون الله هو كل شيء في كل شيء (1كو15: 28). بالرغم من ذلك، يحاول الشيطان أن يجمع ما أمكنه من الناس تحت رايته ليهلكم ويبعدهم عن "المائدة المشيحية" التي يدعونا إليها الرب في الملكوت والتي نتذوق بعض ما فيها من أطايب في أسرار الكنيسة المقدّسة وبخاصة في سر الشكر، أي الإفخارستيا[30].

 

*  سابعًا: صلوات أفاشين استقسامات:

      يسرد لنا إنجيل القديس مرقس (9: 14-29) عن شفاء صبي به شيطان ومصاب بالصرع فشل التلاميذ في طرد الروح الشريرة، فاشتعلت لديهم الرغبة في معرفة أسباب فشلهم. فانفردوا بيسوع وسألوه: «لماذا لَم نَستَطِعْ نَحنُ أَن نَطرُدَه؟» (مر9: 28). وجاء رده حاسمًا: «لِقِلَّةِ إيمانِكم. الحَقَّ أَقولُ لكم: إِن كانَ لَكم مِنَ الإِيمانِ قَدْرُ حَبَّةِ خَردَل قُلتُم لِهذا الجَبَل: اِنتَقِلْ مِن هُنا إِلى هُناك، فيَنتَقِل، وما أَعجَزَكُم شيء. وهذا الجِنسُ مِنَ الشَّيطانِ لا يَخرُجُ إِلاَّ بالصَّلاةِ والصَّوم» (مت17: 20و21). «فقالَ لَهم: إِنَّ هذا الجِنسَ لا يُمكِنُ إِخْراجُه إِلاَّ بِالصَّلاة»(مر9: 29)، فكان سبب فشلهم هو ضعف إيمانهم وترددهم[31]. ويقول القديس إفاغرس: «إن العديد من الوسائل التي تصد الشيطان هي من صلاة وصوم وعون الملائكة»[32] .

إن تأثير سلطان يسوع لم يكن قاصرًا على تصحيح الجانب الروحي الخلقي في الإنسان، بل امتد بصورة مؤكدة في المجال غير البشري أي إلى الشياطين والأرواح النجسة. فإن يسوع كان يجوز هذا السلطان على الشياطين: «فدَهِشوا جَميعاً حتَّى أَخذوا يَتَساءَلون: «ما هذا؟ إِنَّهُ لَتعليمٌ جَديدٌ يُلْقى بِسُلْطان!حتَّى الأَرواحُ النَّجِسَةُ يأمُرُها فَتُطيعُه!»(مر1: 27). وقد أعطى هذا السلطان أيضًا لتلاميذه:« ودَعا تَلاميذَه الاثَني عَشَر، فأَولاهُم سُلطاناً يَطرُدُونَ بِه الأَرواحَ النَّجِسَة ويَشْفونَ النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة»(مت10: 1؛ مر6: 7)، «1ودَعا الِاثْنَيْ عَشَر، فَأَولاهُم قُدرَةً وسُلطاناً على جَميعِ الشَّياطين، وعلى الأَمراضِ لِشِفاءِ النَّاسِ منها»(لو9)[33].

هذه الصلوات لطرد الأرواح الشريرة في كتاب«مرشد الكاهن»، في عهد قداسة الحبر الأعظم البابا غريغوريوس السادس عشر، مطبعة انتشار الإيمان المقدس، روما، 1844، ص378-383 توجد صلوات تبريك الماء والملح لإخراج الشياطين. وأيضا كتاب «استعمال الخوري»، طبع بالمطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد الأنبا مرقس خزام المدير الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، باللغة العربية، القاهرة، سنة 1932. وأيضًا كتاب «مسحة المرضى أو صلاة القنديل» طبع بالمطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد الأنبا مرقس خزام المدير الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، القاهرة،  سنة 1933، وأيضًا صلوات في كتاب «خدمة الراعي»، في عهد صاحب الغبطة المعظم أنبا إسطفانوس الأول بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، القاهرة، 1978. وبالتالي هي معتمدة من غبطة البطريرك لأنه على حسب القوانين الكنسية هو المسئول عن طبع الكتب الطقسية وهذا ما تقوله مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية: القانون رقم 657 :

البند 1- اعتماد النصوص الطقسيّة، بعد أن يُعيد الكرسي الرسولي النظر فيها، في الكنائس البطريركيّة محفوظ للبطريرك، برضى سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية؛ وفي الكنائس المتروبوليتيّة المتمتّعة بحكم ذاتي للمتروبوليت، برضى مجلس الرؤساء الكنسيين؛ أمّا في سائر الكنائس، فهذا الحقّ للكرسي الرسولي وحده، وفي الحدود التي يقرّرها هو، للأساقفة وهيئاتهم المُقامة على وجه شرعي.

البند 2- يعود لهذه السلطات نفسها حقّ اعتماد ترجمات هذه الكتب المهيّأة للاستخدام الطقسي، بعد رفع تقرير عنها إلى الكرسي الرسولي، إذا تعلّق الأمر بالكنائس البطريركيّة أو المتروبوليتيّة المتمتّعة بحكم ذاتي.

البند 3- أمّا لإعادة طبع الكتب الطقسيّة أو أجزاء منها، أو لترجمتها إلى لغة أخرى، في سبيل استخدامها في الطقوس، فيلزم ويكفي أن تثبت مطابقتها للطبعة المعتمدة، بشهادة من الرئيس الكنسي المحلّي، الوارد ذكره في القانون 662 البند 1.

البند 4- لدي تغيير النصوص الطقسيّة يجب أن يُوضَع في الاعتبار القانون 40 البند 1.

وصفحات هذه الصلوات من ص128-149، وهذه تصلّى على من بهم الروح الشرير، وأيضًا توجد صلوات في كتاب«موسوعة الأنبا غريغوريوس»=31، جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، القاهرة، 2009، ص273-287). وأيضًا في كتاب«مختصر الأفخولوجي»، قد عنى بتعريبه وجمعه وتنسيقه المثلث الرحمة الأسقف روفائيل هواويني، أعيد طبعه ثانية على نفقة صاحب النيافة صموئيل داود رئيس أساقفة توليدو أوهايو وتوابعها، (لم يذكر اسم دار النشر)، 1945، ص173، 182.

 

*  ثامنًا: طقس وترتيب إخراج الشياطين وفك أعمال السحر:

     تسمّى الشياطين وهم العدو الثاني، أشداء، لأنهم يحاولون، بقوة عظيمة، منع السلوك في طريق النفوس المستقيمة، ولأن تجاربهم ومكايدهم أشد وأقسى من أن تقهر، وأصعب اكتشافا من تجارب العالم والجسد ومكايدهما، ولأنهم يتقوّون أيضًا بالعدوين الآخرين، العالم والجسد، ليشنوا على النفس حربًا عوانا[34]. لقد منح السيد المسيح التلاميذ القديسين سلطانًا لينتصروا على إبليس وأعوانه« ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ وقالوا فَرِحين: «يا ربّ، حتَّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ». فقالَ لَهم: «كُنتُ أَرى الشَّيطانَ يَسقُطُ مِنَ السَّماءِ كالبَرْق. وها قَد أولَيتُكم سُلطاناً تَدوسونَ بِه الحَيَّاتِ والعَقارِب وكُلَّ قُوَّةٍ لِلعَدُوّ، ولَن يَضُرَّكُم شَيء. ولكِن لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم، بلِ افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات»(لو10: 17-20). لم تستمر بعثة التلاميذ أكثر من عدة أسابيع وكان ذلك في بدايات عام 29 للميلاد ولا نعلم شيئًا عن نتائجها سوى أنهم خلال دعوتهم مستمعيهم إلى التوبة وبدء حياة جديدة «وطرَدوا كَثيراً مِنَ الشَّياطين، ومَسَحوا بِالزَّيْتِ كَثيراً مِنَ المَرْضى فَشَفَوْهم» (مر6: 13)فدعوتهم إلى ملكوت الله كانت مصحوبة بالمعجزات كما فعل يسوع وكانت أعمال الشفاء مرتبطة بالمسح بالزيت[35]. لقد سقط الشيطان ومملكته، وها هم التلاميذ يُشيدون، مع المسيح ملكوتًا جديدًا. لا يخاف تلميذ المسيح من الشيطان، ولا قوى الشر: «السَّاكِنُ في كَنَفِ العَلِيِّ يَبيتُ في ظلِّ القَدير لأَنَّكَ قُلتَ: «الرَّبُّ مُعتَصَي» وجَعَلتَ العَليً لَكَ مَلْجَأً. الشر لا يَنالُكَ ولا تَدْنو الضَّربَةُ مِن خَيمَتِكَ: لأَنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ. على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَكَ. تطأ الأَسَدَ والأفعى تدوسُ الشبلَ والتنين. أُنجيه لأَنَّه تعَلق بي أَحْميه لأَنَّه عَرَفَ اسْمي»(مز90: 1و10-13)[36] .

يأتي الشخص الممسوس للكاهن وبعد أن يتأكد ويختبر بحسب موهبة الروح القدس له أن هذا الشخص القادم إليه به روح شريرة، يذهب به إلى الكنيسة، ويجهز الشمامسة منضدة عليها 2 شمعدان وإناء به ماء ويضيف إليه ماء اللقان وآخر به ملح وقارورة الزيت المقدّس إذا كان معمّد يدهن بهذا الزيت، وأما إذا كان غير معمد يدهن بزيت أبو غالمسيس: وهو يستعمل في دهن الأم أثناء مراسيم طقس المعمودية، وأيضًا في دهن العروسين أثناء مراسيم طقس الإكليل المقدّس، وأيضًا في دهن الأشخاص الممسوسين بالأرواح الشريرة، وفك المأسورين بالأعمال السحرية، والذين لدغهم عقرب أو ثعبان، وأيضًا في دهن أطفال غير مسيحيين[37]، وأيضًا يجهز الشورية وحق البخور ويرتدي الكاهن الصدرية(البدرشيل)، ويصلّي صلاة الشكر، ويليها المزمور الخمسون، وأثناء ذلك يطوف الكاهن الكنيسة، ثم يقول أوشية المرضي«… تعهدهم بالمراحم والرأفات إشفهم انزع عنهم وعنّا كل مرض وكلّ سقم وروح الأمراض أطرده والذين أبطأوا مطروحين في الأمراض أقمهم وعزهم والمعذبون من الأرواح النجسة أعتقهم جميعاً…»، وبعدها يصلّى على الماء والملح والزيت من كتاب«مرشد الكاهن»، وكتاب «خدمة الراعي»، وبعدها يختار قراءات وصلوات من هذه النصوص الكتابية: (المزامير6، 7، 8، 9، 13، 35، 91، 96)، صموئيل الأول(17: 32-58)، إشعيا النبي (44: 21-28) نشيد الفتيان الثلاثة (دانيال 3: 51-91)، إنجيل القديس متى (8: 28-34؛ 9: 32-38؛10: 1-15، 15: 21-28؛ 17: 14-21)، إنجيل القديس لوقا(4: 33-37؛ 4: 38-41؛ 13: 10-17).

وبعدها يضع إبهام اليد اليمنى في قارورة الزيت ويضعها على جبهة الممسوس وينفخ فيه ويقول: «ليبعد عنه كل روح شرير نجس مخفي قاطن في قلبه» ثلاث مرات، ثم يملئ كوب ماء من الإناء الممزوج بماء اللقان وصلوات أخرى ويرشم الكاهن الماء بإصبعه على شكل صليب ثلاث مرات، وينفخ في الماء ثلاث مرات قائلاً: «لتنسحق تحت علامة رسم صليبك جميع القوات المضادة»، ويعطي هذا الماء للرجل الممسوس ليشربه، ويبدأ صلوات أفاشين استقسامات أو طلبات لأجل الجفلانين.

 

*  تاسعًا: مجمع العقيدة والإيمان وصلوات طرد الأرواح الشريرة:

     صدر من مجمع العقيدة والإيمان بروما في 11 أيلول 2000 في عيد ارتفاع الصليب وكان رئيسه يوم ذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر(صار فيما قداسة البابا بندكتوس16) وثيقة عنوانها:«تعليم حول الصلوات للحصول من الله على الشفاء»، ويكتب توجّهات تنظيمية في ثماني مواد ولكن أختار منهم الآتي:

المادة1: لكل مؤمن الحرية في التوجه إلى الله بصلوات من أجل الحصول على الشفاء.«فحين تتمّ هذه الصلوات في الكنيسة أو في مكان آخر مقدّس، فمن الملائم أن يقودها خادم مكرّس».

المادة 8:

البند 1: إن رتبة طرد الأرواح يجب أن تمارس بالارتباط الكلي بالأسقف الأبرشي، ووفق  القانون 1172(وهو ينص على:

البند 1- لا يمكن لأحد إقامة صلاة التعزيم شرعا على من بهم شياطين، ما لم يحصل من الأسقف المحلي على إذن خاص وصريح بذلك.

البند 2- على الأسقف المحلي أن لا يمنح هذا الإذن إلا لكاهن يتحلى بالتقوى والعلم والفطنة وسلامة السيرة، برسالة مجمع عقيدة الإيمان الصادرة في 29 أيلول 1985، وفي كتاب الطقس الروماني.

البند2: إن صلوات طرد الأرواح، الموجودة في كتاب الطقس الروماني، يجب أن تبقى مميزة عن احتفالات الشفاء الليتورجية وغير الليتورجية.

البند3: يمنع منعا باتًا إدخال هذه الصلوات في الاحتفال بالقداس، والأسرار وليتورجيا الساعات[38].

 

*  عاشرًا: طقس كنيسة الإسكندرية يصلّي بتحرير الممسوسين:

كل صلواتنا وتضرعاتنا وبالأخص في الصلاة الربانية نصلّى: «ونجنا من الشرير» ويعلّق قداسة البابا بندكتوس16على هذه الطلبة في الصلاة الربانية:«لا تسمح للشرير بحرية أكثر من قوة تحملنا ففي الأخير نفصح للآب عن الأمل في عقيدتنا"أنقذنا، أعتقنا، حررنا". إنه في نهاية المطاف سؤال الخلاص.لكن مما نريد الخلاص؟ نتحدث الترجمات الحديثة لأبانا عن "الشر" بمعنى "الشرير" وفي نهاية المطاف لا يمكن الفصل بين المعنين. نعم، لنر أمامنا التنين الذي تتحدث عنه الرؤيا(الفصلين12و13). ها هو من جديد كبريانوس الأسقف الشهيد الذي اضطر هو نفسه أن يتحمل الموقف المذكور في سفر الرؤيا، ويعثر على طريقة رائعة لكي يعبر بها عن هذا قائلاً: "عندما نسأل نجنا من الشرير" لا يبقى لنا شيء آخر نسأله. فحينما نحصل على الحماية المطلوبة من الشر نصبح في أمان وحماية من كل ما يمكن أن يدبره لنا إبليس والدنيا. ما الذي تستطيع الدنيا أن تخفيك منه إذا كان الذي يحميك في الدنيا هو الله نفسه؟ وكانت في الليتورجيات الرومانية القديمة تقول: "حررنا يا رب من كل الشرور، الماضية والحاضرة والمقبلة(…) القديسين كلهم، عم يومنا بالسلام. أعنا برحمتك أن نتحرر من الذنوب واحمنا من الفوضى»[39]. وعلى غرار ذلك نسرد الصلوات الطقسية بشأن ذلك:

 

1.    الخولاجي المقدّس:

       في صلاة الشكر: «كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان وموآمرة الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين إنزعها عنا»[40]، وفي الصلوات السرية التي تصلى في رفع البخور بعد صلاة الشكر: «واسترنا من سهام إبليس وأوجاع الجسد»[41]، وفي أوشية المرضى«والمعذبين من الأرواح النجسة اعتقهم جميعًا»[42]، وفي أوشية الاجتماعات«عبادة الأوثان بالكمال اقلعها من العالم. الشيطان وكل قواته الشريرة اسحقهم وذلّهم تحت أقدامنا سريعا»[43]، وفي صلاة تحليل ختام رفع البخور« نعم يا رب، الذي أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو اسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا، وبدد عنا كل معقولاته الشريرة المقاومة لنا»[44]، وفي أوشية الآباء «سائر أعدائهم الذين يرون والذين لا يرون أسحقهم وأذلهم تحت أرجلهم سريعًا»[45]، وفي أوشية الصلح للقداس الباسيلي«والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته بالظهور المحي»[46]، وفي قسمة الصوم الأربعيني: «وعلمنا أن الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين. إذ قال إن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم»[47]، وفي قسمة صوم الرسل«أما بطرس وبولس هامتا الرسل فكان ظلّ أحدهما يشفي الأمراض. وكانت مناديل وعصائب الآخر تُذهب الأمراض وتُخرج الأرواح الشريرة»[48]، في قسمة الابن«والصم يسمعون والخرس يتكلمون والشياطين يخرجون (…) الذي صلب على الصليب وسحق الشيطان»[49]، الصلوات التي تصلي سريا بعد صلاة القسمة«والمجرب أبطله واطرده عنا. وانتهر أيضًا حركاته المغروسة فينا»[50]، «أنقذنا أيها الرب إلهنا من كل التجارب الصعبة لنخرج منها. ومن كل أفعال الخبيث بالمسيح يسوع ربنا»[51]، «شعبك هذا الذي اخترته من تسلط إبليس»[52]، وفي القداس الغريغوري«نجنا من الشرير أيها المسيح إلهنا»[53]، وفي أواشي القداس الكيرلسي«ونجنا من سهام إبليس المتوقدة نارًا. وكل المصايد الشيطانية. ومن فخ التزكية الكاذبة»[54]، «فليكن لهم عوض سور ثابت غالب كل مضرات الشياطين ومؤامرة الناس الأشرار»[55]، «فك المأسورين»[56]، في قسمة القداس الكيرلسي«إذ نطرح عنا كل ظلمة الشر والخبث الذي لشبه الدنس»[57]، في الصلوات التي تصلي بعد القسمة«نعم نسألك يا الله الآب ضابط الكل لا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. فأفعال إبليس المتنوعة اطرحها عنا»[58]، «لكي نستطيع أن نطفئ جميع سهام إبليس المتوقدة نارًا. ونجنا من الشرير وأعماله. بالمسيح يسوع ربنا»[59]، «الشياطين وإبليس فليهربوا من أجل الذي شتت رؤساء الشر وهتك سلاطين الظلمة»[60].

 

2.     الأجبية المقدسة:

       في صلاة الشكر: «كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان وموآمرة الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين إنزعها عنا»[61]،في تحليل الساعة السادسة«كما مزقته في هذه الساعة المقدسة بصليب ابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا ومخلص نفوسنا، هذا الذي به هدمتَ كل قوة العدو»[62]، وفي تحليل الساعة التاسعة« اللهم أبطل عنا كل قوة العدو وجميع جنوده الشريرة، كما داسهم ابنك الوحيد بقوة صليبه المحيي»[63]، وفي تحليل الغروب«اللهم اقبل تمجيدنا هذا الذي صار الآن، ونجنا من حيل المضاد، وأبطل سائر فخاخه المنصوبة لنا»[64]، وفي تحليل النوم«وأرسل لنا ملاك السلام، ليحرسنا من كل شر»[65]، وفي تحليل نصف الليل«ومؤامرة الشياطين(…) ولا تدع الشيطان يطغينا بواسع الأمل(…) أبطل عنا يا رب وعن شعبك كل الأحلام، والخيالات والهواجس الشيطانية(…) حل المأسورين من رباط الشياطين(…)والذين في المطابق والسجون، والذين في السبي والنفي، والمأسورين والمربوطين برباط السلاطين والشياطين. ردهم وأت بهم جميعًا إلى الميناء، سالمين غانمين، كاسبين رابحين، معافي النفس والجسد والروح»[66].

 

3.     خدمة الأسرار المقدّسة:

          في صلوات ترتيب سر المعمودية أي تبريك الزيت«لكي تنظر نظرا على جبلتك الذي هو هذا الزيت وتجعله يكون محللاً للشياطين وسحرهم جميعه وكل رقاهم»[67]، وفي صلاة أخرى« أرسل قوتك المقدسة على هذا الزيت, ليصير دهن موعظة قبالة كل أفعال المضاد , وكل سحر وكل تعزيم , وكل عبادة الأوثان. ويرد إلى الخلف كل شيء رديء»[68]، صلاة على الموعوظين« نتسول ونطلب من صلاحك يا محب البشر لكي من قبل استدعاء اسمك القدوس تنحل كل القوات وكل الأرواح المقاومة والشريرة امنعها وانتهرها(…)لا تدع روحا رديا يختفي فيهم(…) تطهر وتعتق من جميع الشياطين إلى الأبد: آمين»[69]، يضع الكاهن يده اليمنى عليهم قائلاً: «بسم الابن الوحيد يسوع المسيح ليعتق من كافة الشياطين»[70].

 وأيضا يتم جحد الشيطان وها نصه:« أجحدك أيها الشيطان، وجميع أعمالك النجسة، وكل جنودك الشريرة، وكل شياطينك الرديئة، وكل قوتك، وكل عبادتك المرذولة، وكل حيلك الخبيثة والمضلة وكل عسكرك، كل سلطانك. وكل بقية نفاقك. أجحدك. أجحدك. أجحدك»[71]، «كل سحر وكل تعزيم وكل فعل شيطاني اطرده عنهم»[72]،«لكي تفتش وتطرد كل القوات المارقة والمضادة»[73]، «وإن كان أيضًا قد اختفى فيهم شر الشيطان اكشفه ليعلن واطرده من نفوس وأجسام عبيدك(…) ويلبسوا لباس الخلاص: آمين وسلاح الأمانة الذي لا يغلب الذي لا يقاوم من المضادين لنا. آمين»[74]، «أنت يا رب أنقذ هؤلاء الذين هم جبلتك من عبودية العدو(…) ولتصحب حياتهم ملائكة النور ليخلصوهم من كل مؤامرة المضاد ومن المصادفة الرديئة: ومن شيطان الظهيرة ومن سهم طائر في النهار ومن أمر يسلك في الظلمة ومن الخيال الليلي(…) انزع من قلوبهم كل روح نجس: روح الخبث الذي يقلق قلوبهم: روح الضلالة وكل الشر: روح محبة الفضة وعبادة الأوثان: روح الكذب وكل نجاسة تصدع كتعليم الشيطان»[75]، «لكي من جهة هذا الماء وهذا الزيت تبطل كل القوات المضادة. والأرواح الخبيثة امنعها وأرذلها وصدها. كل سحر وكل رقاء وكل عبادة الأصنام وكل تعزيم أبطله»[76]، «أنعم على هذا الماء لكي لا يوضع فيه ولا ينزل مع الذي يتعمد فيه روح رديء, ولا روح نجس, و لا روح النهار, ولا روح الظهيرة, ولا روح المساء ولا روح الليل ولا روح الهواء, ولا روح الغرق, و لا روح الجن من الذين تحت الأرض, بل انتهرهم بقوتك العظيمة, وليصيروا مشدوخين أمام علامة صليبك واسمك القدوس الذي ندعوه, المملوء مجدا, المخوف عند المقاومين لنا»[77]، وفي صلوات سر الزواج في أثناء دهن العريس ويقول الشمامسة « ليبطل هذا الدهن الشياطين, هذا الدهن قباله الأرواح الرديئة, هذا دهن الأرواح المقدّسة, هذا الدهن قِبَالة مُقاومة الأرواح النجسة. بيسوع المسيح ملك المجد»[78].

 وفي الصلاة على الأكاليل: «ونجهما من كل ثقل للخبيث ومن كل محنة شيطانية»[79]، وفي ترتيب صلاة القنديل «استره من كل المقاتلات الشيطانية»[80]. « هكذا أعط في هذا الزيت الإلهي للذين يمسحون به. واسترهم من كل القتالات الشيطانية»[81].

 

4.     الثلاثة لقانات:

         في قداس لقان عيد الغطاس المجيد يقول الكاهن: «وقد قوى عليه إبليس فأتيت وخلصتنا»[82]، «مخيفًا للشياطين.آمين. غير مقترب منه شيء من كل القوات المضادة. آمين»[83]، وفي قداس لقان خميس العهد«طهر هذا الماء بقوة روحك القدوس لكي يبطل قوات المضاد المقاتل لنا، وينتهر كل الأرواح النجسة، وكل سحر، وكل عمل الشيطان، وكل عبادة الأوثان. فلتهرب من هذا الماء كل قوة المضاد بعلامة صليبك المقدس. يا ربنا يسوع المسيح. أظهره ماء للشفاء آمين»[84]. وفي قداس لقان الرسل الأطهار«وسحقت رؤوس التنين على المياه»[85]. فإذا ماء اللقانات تنقل لنا تحصيننا ضد الأرواح الشريرة وأعمالها المقاومة لنا[86].

 

*  حادي عشر: أسئلة وأجوبة:

1- لماذا ينفخ الكاهن في الإنسان الممسوس؟

           وردت في الكتاب المقدس حسب الترجمة البيروتية 97 مرة، وأول مرة تمّ ذكرها في الخلق: «وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة»(تك2:  7)، إذا النفخة تشير على نسمة الحياة وقوة الله، وأيضا تشير للشفاء: «فقالَ المَلاكُ لِلصَّبِيِّ: أَمسِكْ بِالحوتِ وآقبِضْ علَيه. فقبَضَ الصَّبِيُّ على الحوتِ وجَرَّه إِلى الأَرض.فقالَ لَه المَلاك: شُقَّ الحوتَ وأَخرِجْ مَرارَتَه وقَلْبَه وكَبدَه وضَعْها جانِباً وأَلْقِ بِالأَحْشاء، فمَرارَتُه وقَلْبَه وكَبِدُه دَواءٌ ناجِع . فَشَقَّ الصَّبِيُّ الحوتَ وجَمَعَ المَرارَةَ والقَلْبَ والكَبِد، وشَوى شيئاً مِنَ الحوتِ وأَكَل وترَكَ البَقِيَّةَ لِلتَّمْليح. ثُمَّ سارا كلاهما معاً حتَّى آقتَرَبا مِن ميدِيا. حينَئِذٍ سَأَلَ الصَّبِيُّ المَلاكَ فقالَ لَه:يا عَزَرْيا أَخي، ما هو الدَّواءُ الَّذي في قَلْبِ الحوتِ وكَبِدِه ومَرارتِه ؟ قالَ لَه: أَمَّا قَلْبُ الحوتِ وكَبدُه، فتُصعِدُ دُخانَهما أَمامَ رَجُلٍ أَوِ آمرَأَةٍ يُعَذِّبُها شَيطان أو رُوحٌ شِرِّير، فيَهرُبُ كُلُّ حُضور ولا يَعودُ يُلازِمُهما أَبداً. وأَمَّا المَرارة، فتَمسَحُ بِها عَينَيِ الإِنْسانِ الَّذي أُصيبَ بِبُقَعٍ بَيضاء وتَنفُخُ في البُقعَِ فتَبرَأُ عَيناه»(طو6: 4-9).وأيضًا يرمز للسلطان المفوض من قبل يسوع للتلاميذ: «قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس. مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيه»(يو20: 22و23). وأيضًا للمجيء الثاني: « لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَه، عِندَ إِعْلانِ الأَمْر، عِندَ انطِلاقِ صَوتِ رَئيسِ المَلائِكة والنَّفْخِ في بُوقِ الله، سيَنزِلُ مِنَ السَّماء فيَقومُ أَوَّلاً الَّذينَ ماتوا في المسيح»(1 تس4: 16).

ومنذ الأيام الأولى للمسيحية يستخدم الكهنة في طرد الأرواح الشريرة النفخ في الوجه يذكر  ديوناسيوس الأريوباغي الذي ورد ذكره في أعمال الرسل 17: 34،  وهو أحد الذين اهتدوا إلي الإيمان المسيحي علي أثر الخطاب الذي ألقاه القديس بولس الرسول في أهل أثينة، «ويأمره أن يُنفخ فيه ثلاث مرات ضد الشيطان»[87]. وأيضًا في كتاب «التقليد الرسولي»، يذكر النفخ في الوجه[88]،  وفي كلّ مرة ينفخ في الوجه يقول الكاهن: «اخرج أيها الروح النجس»[89] والقديس كيرلس الأورشليمي(315-386) فقد أشار بوضوح في طقس النفخ في الوجه «…اقبل بنشاط كلمات الاستحلاف إن كانوا ينفخون عليك..»، والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات(329-389) الذي كتب كثيرًا عن طقس طرد الشياطين: «لا تحتقروا دواء طرد، ولا تتعب من طول الصلوات، لأن كل هذه هي امتحان لصدق وإخلاص النفوس، وطلبها المعمودية باشتياق»[90].

 

2- لماذا يُستخدم الماء والملح؟

          ورد كلمة "المياه" في الكتاب المقدس 182 مرة، وكلمة"ملح" 34 مرة، فالماء يشير إلى الروح القدس«أَفتَحُ الأَنهارَ على الرَّوابي الجَرْداء والعُيونَ في وَسَطِ الأَودِيَة. أَجعَلُ البَرِّيَّةَ غُدْرانَ مِياه والأَرض القاحِلَةَ يَنابيعِ مِياه.أَجعَلُ في البَرِّيَّةِ الأَرْزَ والسَّنْطَ والآسَ وشَجَرَ الزَّيتون وأَجعَلُ في البادِيَةِ السَّرْوَ والدَّرْدارَ والبَقْسَ جَميعاً لِكَي يَرَوا ويَعلَموا ويَتأَمَّلوا ويَفهَموا جَميعاً أَنَّ يَدَ الرَّبِّ صَنَعَت ذلك وقُدُّوسَ إِسْرائيلَ خَلَقَه»(إش41: 18-20)، «وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد، وهُو أَعظَمُ أَيَّامِه، وقَفَ يسوع ورفَعَ صَوتَه قال: إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ ومَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ. وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد»(يو7: 37-39)، وإلى حرية الإنجيل:« أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا إِلى المِياه»(إش55: 1)، وإلى تجديد حياة الإنسان« أَجابَ يسوع: الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح»(يو3: 5)، إلى البركة السمائية:« يَقولُ الرُّوحُ والعَروس:تَعالَ! مَن سَمِعَ فليَقُلْ: تَعالَ! ومَن كانَ عَطْشانَ فلْيَأتِ، ومَن شاءَ فلْيَستَقِ ماءَ الحَياةِ مَجَّانًا»(رؤ22: 17)، إلى التجارب الشديدة: «إِذا عَبَرتَ المِياهَ فإِنِّي مَعَكَ أَوِ الأَنْهارَ فلا تَغمُرُكَ وإذا سِرتَ في النَّارِ فلا تَكتَوي ولا يَلفَحُكَ اللَّهيب»(إش43: 2)، إلى الراحة: «في مَراعٍ نَضيرةٍ يُريحُني. مِياهَ الرَّاحةِ يورِدُ في ويُنعِشُ نَفْسي»(مز23: 2)، إلى العناية الإلهية: « إذا عَجَّت مِياهُها وجاشَت والجِبالُ بِطُمُوًّها رَجَفَت.رَبُّ القُوَّاتِ مَعَنا إِلهُ يَعْقوبَ حِصْنٌ لَنا سِلاه»(مز46: 4).

 وأما الملح فيرمز إلى الطهارة: «طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله»(مت5/8)،ويرش على الماء لإصلاحه وحفظه من الفساد: «أَنتُم مِلحُ الأَرض، فإِذا فَسَدَ المِلْح، فأيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه النَّاس»(مت5: 13)، وهو يمثّل الانتماء للشر والخطيئة: «فاَلتَفَتَتِ اَمرَأَةُ لُوطٍ إِلى وَرائِها فصارَت نُصْبَ مِلْح»(تك19/ 26)، وهو علامة لعنة وقصاص بسبب الخيانة مع الرب: «فيَقولُ الجيلُ الآتي، أَي بَنوكمُ الَّذينَ يَقومونَ مِن بَعدِكم والغَريبُ الَّذي يأتي مِن أَرضٍ بَعيدة، حينَ يَرونَ ضَرَباتِ تِلكَ الأَرضِ وأَمْراضَها الَّتي ابتَلاها بِها الرَّبّ الكِبْريتَ والمِلْحَ ولَفْحَ الأَرض، حتَّى لا تُزرَعُ ولا تنبِتُ ولا يَرتَفعُ بِها شَيءٌ مِنَ العُشْبِ، مِثلَ انقِلابِ سَدومَ وعَمورةَ وأَدمَةَ وصَبوئيمَ الَّتي قَلَبَها الرَّبُّ بِغَضَبِه وغَيظِه»(تث29: 21و22).ويصلّي الكاهن على الملح وله صلاة أكثر من رائعة وهي موجودة في هذا الكتاب[91]. وهي مستلهمة من سفر الملوك الثاني: « وقالَ أهلُ المَدينةِ لأليشاع: إن مَوقِعَ المَدينةِ حَسَن، كما يَرى سَيِّدي. إِلاَّ أنَّ ماءَها رَديءٌ والأرض مُجدِبة.فقال:اِئْتوني بِقَصعَةٍ جَديدة، وآجعَلوا فيها مِلْحًا. فجأووه بِذلك. فذَهَبَ إِلى مَنبعَِ الماء وطَرَحَ فيه مِلْحًا وقال:هكذا قالَ الرَّبّ: إِنِّي قد شَفيتُ هذه المِياه، فلا يَكونُ مِنها بَعدَ اليَومِ مَوتٌ ولا جَدْب.فشُفِيَتِ المِياهُ إِلى هذا اليَوم، على حَسَب كَلامِ أليشاع الَّذي تَكلمَ بِه»(2مل2: 19-22).وبعد هذه الصلاة هنا يضع الكاهن الملح بالماء بشكل صليب قائلاً:«ليكن اختلاط الملح بالماء باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين».

3- لماذا يستحم الشخص الممسوس بالماء 7 أيام؟

          يشير رقم 7 إلى المؤمن كعضو في الكنيسة، وكذا يرمز إلى الخليقة الكاملة على الأرض وإلى أيام الأسبوع، وهو يشير الرقم 7 إلى الكمال وإلى الوصايا الإنجيلية[92]، ويقوم الشخص الممسوس بالاستحمام 7 أيام على غرار وصية أليشع النبي لنَعْمان، رَئيسُ جَيشِ مَلِكِ أَرام: «فأَقبَلَ نَعْمانُ بِخَيلِه ومَركَباتِه، ووَقَفَ على بابِ بَيتِ أليشاع.فأَرسَلَ إِلَيه أليشاع رَسولاً يقولُ لَه:أمضِ وآغتَسلْ في الأردُنِّ سَبعَ مَرَّات، فيَعودَ إِلَيكَ لحمُكَ وتَطهُر. فغَضبَ نَعْمانُ ومَضى وهو يَقولُ في نَفسِه: كُنتُ أَحسَبُ أنّه يَخرُجُ ويَقِفُ ويَدْعو بِآسمِ الرَّبِّ إِلهِه ويحَرِّكُ يَدَه فَوقَ المَكانِ ويَشفِي البَرَص.أَليسَ أَبانَةُ وفَرفَر، نَهْرا دمَشق، خَيرًا مِن جَميعِ مِياهِ إِسْرائيل؟ أَفلا أَغَتَسِلُ فيهما وأَطهُر؟ وآنصَرَفَ راجِعًا وهو مُغضَب.فتَقَدَّمَ إِلَيه خُدَّامُه وخاطَبوه وقالوا: يا أبي، لَو أَمَرَكَ النَّبِيُّ بِأَمرٍ عَظِيم، أَما كُنتَ تَفعَلُه؟ فكَيفَ بِالأَحْرى وقد قالَ لَك: اِغتسِلْ وآطهُرْ فنزَلَ وغَطَسَ في الأردُنِّ سَبعَ مَرَّاتٍ، كما قالَ رَجُلُ اللّه، فعادَ لَحمُه كَلَحمِ صَبِيِّ صَغيرٍ وطَهُر. فرَجَعَ إِلى رَجُلِ الله، هو وجَميعُ مَوكِبِه، وأَتى ووَقَفَ أَمامَه وقال: هاءَنَذا قد عَلِمتُ أَن لَيسَ في الأرض كُلِّها إِلهٌ إِلا في إسرائيل. والآنَ فآقبَلْ هَدِيَّةً مِن عَبدِكَ»(2ملو5: 9-15)، وأيضًا عندما يوصي الكاهن الرجل الممسوس يشير لموقف الكاهن الأعظم للأعمى منذ مولده «اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلوامَ، أَي الرَّسول. فذَهَبَ فاغتَسَلَ فَعادَ بَصيراً»(يو9: 7)، وأيضًا لشفاء المقعد«أَجابَه العَليل: يا ربّ، ليسَ لي مَن يَغُطُّني في البِركَةِ عِندَما يَفورُ الماء. فبَينَما أَنا ذاهِبٌ إِلَيها، يَنزِلُ قَبْلي آخَر.فقالَ له يسوع: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامشِ»(يو5: 7و8).

4- لماذا يضع الكاهن يده على جبهة الرجل الممسوس؟

          اليد تشير للقوة الإلهية وروح الله« وَجَدتُ داودَ عَبْدي ومَسَحتُه بِزَيتِ قَداسَتي.معَه تَثبُتُ يَدي وذِراعي أَيضًا تُقَوِّيه العَدُوُّ لا يَخدَعُه واْبنُ الإِثْمِ لا يُذِلُّه وأَسحَقُ مِن أَمامِ وَجهِه مُضايِقيه وأَضرِبُ مُبغِضيه.معَه أَمانَتي ورَحمَتي وبِاْسمي تَعتزُّ قُوَّتُه فأَجعَلُ على البَحر ِيَدَه وعلى الأَنهارِ يَمينَه.يَدْعوني قائلاً: أَنتَ أبي وإِلهي وصَخرَةُ خَلاصي»(مز89: 23-27)، وهي تعني الشفاء: فَمدَّ يسوعُ يَدَه فَلَمَسَه وقال:قد شِئتُ فَابْرَاْ! فَبرِئَ مِن بَرَصِه لِوَقتِه»(مت8: 3)، وهي تعني البركة: «فقالَ يسوع: دَعوا الأَطفال، لا تَمنَعوهم أَن يَأتوا إِليَّ، فإِنَّ لأَمثالِ هؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات. ثُمَّ وَضَعَ يدَيهِ عَليهِم ومَضى في طريقِه»(مت19: 14).

5- ربما يتساءل البعض لماذا لا يخرج الشيطان بكلمة واحدة على غرار يسوع المسيح والقديس بولس الرسول؟

          يسوع المسيح يجاوب تلاميذه: «إِنَّ هذا الجِنسَ لا يُمكِنُ إِخْراجُه إِلاَّ بِالصَّلاة»(مر9: 29)، ولكن في إنجيل القديس متى يجاوبهم: «وهذا الجِنسُ مِنَ الشَّيطانِ لا يَخرُجُ إِلاَّ بالصَّلاةِ والصَّوم»(مت17: 21)، إذا بالصلاة الطويلة والصيام المقبول لدى الله، ولذلك الآباء القديسون وضعوا لنا أفاشين منها طويل ومنها قصير، وهي عبارة عن استقسامات، وأشهر هؤلاء الآباء هم القديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس باسيليوس الكبير، واستقسام المراسيم الرسولية، علاوة على أفاشين التقاليد الإسكندرية والسريانية وغيرها.

6- لماذا يستخدم البعض الصور أو رفات القديسين؟

         يجاوبنا المجمع التريدنتيني المسكوني المنعقد من 13 كانون الأول1545-4 كانون الأول1536:في الجلسة 25، 3و4 كانون الأول1563، صدر قرار مرسوم في الدعاء إلى القديسين وإكرامهم وذخائرهم وفي الإيقونات، 3 كانون الأول 1563:«…موضوع شفاعة القديسين واستشفاعهم والتوسل إليهم، وتكريم الذخائر، واستعمال الإيقونات الشرعي. فليلقنوهم أن القديسين الذي يملكون مع المسيح يقدمون صلواتهم من أجل البشر؛ وأنه من الحسن والمفيد أن نتوسل إليهم بتواضع وأن نلجأ إلى صلواتهم للحصول من الله ومساعدتهم بابنه يسوع المسيح ربنا، الذي هو فادينا ومخلّصنا»[93]وأيضًا يجاوبنا مجمع العقيدة والإيمان: «لم يفرغ تاريخ الكنيسة من قديسين عجائبيين اجترحوا عجائب مزهلة.(…) إن الشفاءات المتعلقة بأمكنة الصلاة(المعابد، وقرب ذخائر شهداء أو قديسين، الخ)هي مذكورة بوفرة طوال تاريخ الكنيسة. فلقد أسهمت، في تاريخ الكنيسة القديم وفي القرن الوسيط، بجعل الحج، إلى المعابد التي أصبحت لهذا السبب مشهورة، في متناول الشعب»[94]. فإذا خادم الموهبة يتشفع بأولئك الذين كانوا أعضاء حية في جسد المسيح وهياكل الروح القدس والذين  سيقومون ممجدين من لدنه للحياة الأبدية؛ بهم ينعم الله على البشر بإنعامات كثيرة[95]. وفي قطمارس الأناجيل تحتفل الكنيسة في يوم 13 من شهر توت[96] من كل سنة بعيد القديس باسيليوس أسقف قيسارية كبادوكية وتذكار الأعجوبة التي اجترحها عندما أخرج الشيطان من شاب كان كلفا ببنت مولاه[97]. ويسرد لنا تاريخ الكنيسة عن قديسين كانت لديهم الموهبة كالقديس أنطونيوس الكبير[98]. والقديسة كلارا الأسيزية[99]. والقديس فرنسيس الأسيزي[100]. القديس جرجس الشهيد الكبادوكي[101] .

7- لماذا يتشفع خادم الموهبة برئيس الملائكة ميخائيل؟

          إذا شاهدنا إيقونة الملاك ميخائيل، وهو يلبس ملابس الجندية باعتباره رئيس جند الرب، وفي يده حربه يطعن الشيطان الذي يظهر كتنين، حسبما سطر كاتب سفر الرؤيا: «ونَشِبَت حَربٌ في السَّماء، فإِنَّ ميخائيلَ ومَلائِكَتَه حارَبوا التِّنِّين، وحارَبَ التِّنِّينُ ومَلائِكَتُه،فلَم يَقوَ علَيهم، ولا بَقِيَ لَهم مَكانٌ في السَّماء.فأُلقِيَ التِّنِّينُ الكَبير، الحَيَّة القَديمة، ذاكَ الَّذي يُقالُ لَه إِبْليسُ والشَّيطان، مُضَلِّلُ المَعْمورِ كُلِّه، أُلقِيَ إِلى الأَرضِ وأُلقِيَ معَه مَلائِكَتُه»(12: 7-9)، وأيضًا في رسالة يهوذا: «مع أَنَّ ميخائيلَ رَئيسَ المَلائِكة، لَمَّا خاصَمَ إِبليسَ وجادَلَه في مَسأَلَةِ جُثَّةِ موسى، لم يَجرُؤْ على أَن يَحكُمَ علَيه حُكمًا فيه شَتيمة، بل قالَ: خَزاكَ الرَّبّ»(يه9)[102]. ويلاحظ أيضا عند السجود "الميطانيا" أن تضم قبضة اليد بحيث يؤلّف إصبع الإبهام مع الثلث السفلى من إصبع السبّابة: شكل الصليب, ففي ذلك يكمن الاستعداد والإرادة والقوة, والعبادة بنشاط كما أن عظائم اليد بهذه الطريقة لا تُرهق. ذلك بالمقارنة مع الطريقة الخاطئة في السجود بفرد الأصابع هناك تقليد أصيل يفيد بأن الشيطان عندما سقط وقع مفرود اليدين! ولعل هناك علاقة بين هذه الفكرة وصورة الملاك ميخائيل وهو يطأ الشيطان بقدمه بينما الأخير ساقطًا فاردًا يديه.وكنيستنا القبطية تعتقد أن الملاك ميخائيل هو ملاك القيامة، ونذكره في قسمة عيد القيامة: «… رئيس الملائكة ميخائيل نزل من  السماء ودحرج الحجر عن فم القبر. وبشّر النسوة حاملات الطيب قائلا: المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت. والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية»[103]. فمن أجل قوة الملاك ميخائيل أمام الشيطان الذي لا يطيق إيقونته ولا حتى سماع اسمه، يتشفع به خادم الموهبة.

8- هل يُمكن خادم الموهبة يميز بين المرض النفسي والروح الشريرة؟

           نعم خادم الموهبة يعرف أن يميز تمامًا ما بين المرض النفسي والروح الشريرة، فالمرض النفسي يُقبّل الصليب ويُصلّي صلوات مكتوبة، ويردد آيات من الكتاب المقدس مع خادم الموهبة فلا تظهر عليه أي علامات كإغماء أو لفظ الشتائم أو التشنقات، ولكن الرجل الممسوس لا يُقبّل الصليب، ولا يقوم بترديد الآيات الكتابية وإذا كان التمييز صعب في الشخص ما بين المرض النفسي والروح الشريرة يصلّي خادم الموهبة عليه مزامير(6، 35، 91) وهذه الثلاثة مزامير هذه تُسمّى بمحيرة الشياطين، بالإضافة لصلاة يسوع المسيح الكهنوتية(يو17) فحين يسمع هذه الصلوات تنفضح أعماله وتنهدم حصونه، وتُقيد قيوده تحت إشارة الصليب المقدّسة.

9- لماذا يستخدم سفر المزامير في إخراج الشياطين؟

       يطلعنا الوحي الإلهي عندما فارق روح الرب شاول باغته روح رديء من قبل الرب وكان يصرعه. فاستقدموا دواد صاخب المزامير والعود فكان يضرب بيده على العود لشاول إذا بغته الروح، فكان يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الرديء (1صمو16: 14-23؛ 18: 10-18). ومن ثم أصبحت مزامير داود علاجًا يستخدمه من لهم موهبة إخراج الشياطين في الكنيسة المسيحية لطرد الشياطين عن المصروعين بواسطتها. وهو استخدام حسن ومقبول[104].  

إعداد

بنعمة الله

الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

E-Mail < stfanos2 @ yahoo. Com>

<yousabios@ yahoo. Com>




[1] راجع، يوسف ريتشوتيّ، «حياة يسوع المسيح»، ترجمة، القاهرة، 2011، ص271و272.

[2] راجع، أثناسيوس المقاري (القس)، «قوانين الرسل في تقليد الكنيسة القبطية»، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مصادر طقوس الكنيسة =4/1، القاهرة، 2013، ص103-105.

[3] راجع، صبحي حموي اليسوعي (الأب)، «معجم الإيمان المسيحي»، دار المشرق، بيروت، 1994، ص 290.

[4] راجع، «معجم اللاهوت الكتابي»، ترجمة، دار المشرق، بيروت، 1991، الطبعة الثالثة، ص466.

[5] راجع، ميخائيل جرجس(القمص)، «الملائكة الأخيار والأشرار»، القاهرة، الطبعة الثانية، 2010، ص375.

[6] راجع، باخوم فاخوري حنا، «المسيحية ومصر الفرعونية»، الجزء الأول، سلسلة دراسات مصر الفرعونية=1، القاهرة، 2009، ص128و129.

[7] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)، «القديس يوحنا كاسيان حياته، كتاباته، أفكاره»، القاهرة، 1997، ص545.

[8] راجع، أيوب ذكي الفرنسيسكاني(الأب)،  «عظات وتفاسير أناجيل الآحاد والأعياد حسب الطقس القبطي»، القاهرة، 1999، ص210.

[9] راجع، صبحي حموي اليسوعي (الأب)، المرجع السابق، ص7 و8.

[10] راجع، هربرت ڤورغريملر، «معجم اللاهوت الكاثوليكي»، نقله إلى العربية المطران عبده خليفة، دار المشرق، بيروت، 1986، ص183.

[11] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)، «الشيطان ونصرتنا عليه»، دراسة آبائية روحية في الحياة الانقضائية(الاسخاتولوجية)، رجاؤنا في الحياة بعد الموت=7، كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بأسبورتنج، الإسكندرية، 2005، ص8-11

[12] راجع، المركز اللوثري للخدمات الدينية في الشرق الأوسط، «سؤال وجواب مجموعة أسئلة وأجوبة حول الإيمان والحياة المسيحية»، بيروت، بدون تاريخ، ص143.

[13] راجع، فيليب كامل، «أسلحة الله لدمار إبليس»، العدو تم خرابه(مز9: 6)= 3، القاهرة، 2012، ص36-40.

[14] راجع، أسرة القديس ديديموس الضرير للدراسات الكنسية، «خدمة الخلاص»، دراسات كنسية متنوعة=4، الإسكندرية، الطبعة الثانية، 2008، ص36.

[15] راجع، ميخائيل جرجس(القمص)، المرجع السابق، ص376-379.

 

[17] راجع، المرجع السابق، ص161.

8 راجع، المرجع السابق،ص167.

9 راجع، أثناسيوس المقاري (القس)، «قوانين الرسل في تقليد الكنيسة القبطية»، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مصادر طقوس الكنيسة =4/1، القاهرة، 2013، ص89.

[20] راجع، المرجع السابق، ص102

[21] أثناسيوس المقاري (القس)، «التقليد الرسولي»،مصادر طقوس الكنيسة =2/1، القاهرة، 2000، ص132.

[22] راجع حنانيا الياس كساب(الأرشمندريت)، «مجموعة الشرع الكنسي»، بيروت، الطبعة الثانية، 1998، ص586.

[23] راجع، المرجع السابق، ص868.

[24] دنتسنغر وهونرمان، «الكنيسة الكاثوليكيّة في وثائقها»، ج1، = سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، 27، ترجمة، المكتبة البولسيّة، بيروت،2001، فقرة800، ص275

[25] راجع، المرجع السابق، ص336-337.

[26] راجع، مجدي صادق، «إخراج الشياطين»، القاهرة، 1997، ص39 و40.

[27] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)،«القديس أكليمندس الروماني»، القاهرة، 1981، ص107و108.

[28] راجع، تادرس يعقوب ملطي(القمص)، «المسيح في سر الأفخارستيا»، المفهوم الأرثوذكسي =2، القاهرة، 1972، ص267و268.

[29] راجع، فاضل سيداروس(الأب)، «معنى البرية لزماننا الحاضر قراءة معاصرة في سيرة القديس أنطونيوس»، الحياة الروحية=22، دار المشرق بيروت، 1997، ص37و38.

[30] راجع، جيزل فرح طربيه، «التنجيم والعرافة من وجهة نظر الإيمان المسيحي»، دار المشرق، بيروت، 2004، ص118.

[31] راجع، يوسف ريتشوتيّ، المرجع السابق، ص241و242.

[32] راجع، ألفربرج أوليفييه وفاضل سيداروس اليسوعيان(الأبوان)، «بين الروحانية الإغناطية والروحانية الشرقية»، نصوص ودروس إغناطية=9، بيروت، ص99.

[33] راجع، أحد رهبان برية القديس مقاريوس، «السلطان الروحي في الكنيسة»، القاهرة، 1998، ص19و20.

[34] راجع، يوحنا الصليب، «النشيد الروحي»، المؤلفات الكاملة = 2، ترجمة، بيروت، 1994، ص112.

[35] راجع، يوسف ريتشونيّ، المرجع السابق، ص200.

[36]راجع، أيوب ذكي الفرنسيسكاني(الأب)، المرجع السابق، ص221

[37] راجع مقالنا المنشور، «الزيوت الكنسيّة المستعملة في التقليد القبطي»، مجلة الصلاح، لسنة 82، يونيو2011، ص20-23، وأيضًا في جريدة حامل الرسالة، 26 يونيو 2011، العدد 2737، ص4.

[38] راجع مجمع العقيدة والإيمان، «تعليم حول الصلوات للحصول من الله على الشفاء»،منشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب – لبنان، نشرت بعناية المجمع المقدس للكنائس الشرقية – حاضرة الفاتيكان، 2000، ص21-25.

[39] راجع، بنديكت السادس عشر(البابا)، «يسوع الناصرى»، ترجمة، القاهرة، 2010، ص137-139.

[40] راجع، «خولاجي كنيسة الإسكندرية»، طبع بأمر صاحب الغبطة المعظم أنبا إسطفانوس الأول بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، روما، 1971، ص7.

[41] راجع، المرجع السابق، ص16.

[42] راجع، المرجع السابق، ص34.

[43] راجع، المرجع السابق، ص84.

[44] راجع، المرجع السابق، ص87و88.

[45] راجع، المرجع السابق، ص256.

[46] راجع، المرجع السابق، ص266.

[47] راجع، المرجع السابق، ص360.

[48] راجع، المرجع السابق، ص379و380.

[49] راجع، المرجع السابق، ص 383و384.

[50] راجع، المرجع السابق، ص390.

[51] راجع، المرجع السابق،ص391.

[52] راجع، المرجع السابق، ص395.

[53] راجع، المرجع السابق، ص537.

[54] راجع، المرجع السابق، ص609.

[55] راجع، المرجع السابق، ص611.

[56] راجع، المرجع السابق، ص617.

[57] راجع، المرجع السابق، ص642.

[58] راجع،  المرجع السابق، ص645و646.

[59] راجع، المرجع السابق، ص647.

[60] راجع، المرجع السابق، ص650.

[61] راجع، «الأجبية أي السبع صلوات الليلية والنهارية حسب طقس كنيسة الإسكندرية مترجمة من القبطية»،  طبعت بمطبعة الشمس بشارع كلوت بك لصاحبها ذكي رزق الله، في عهد الأنبا مرقس خزام المدير الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك،، باللغة العربية، القاهرة،  سنة 1930، ص5و6.

[62] راجع «الأجبية صلوات الساعات»، في عهد رئاسة غبطة الأنبا إسطفانوس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، أسيوط، الطبعة الثانية، 2002، ص112.

[63] راجع، المرجع السابق، ص135.

[64] راجع، المرجع السابق، ص152.

[65] راجع، المرجع السابق، ص173.

[66] راجع، المرجع السابق، ص224-230.

[67] راجع، «خدمة الأسرار المقدسة»، طبع بالمطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد رئاسة الحبر الجليل المثلث الغبطة الأنبا كيرلس الثاني بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، سنة 1900،ص17.

[68] راجع، المرجع السابق، ص18و19.

[69] راجع، المرجع السابق، ص26و27.

[70] راجع، المرجع السابق، ص31و32.

[71] راجع، المرجع السابق،ص32.

[72] راجع، المرجع السابق، ص37.

[73] راجع، المرجع السابق، ص39.

[74] راجع، المرجع السابق، ص40.

[75] راجع، المرجع السابق، ص42و43.

[76] راجع، المرجع السابق، ص67.

[77] راجع، المرجع السابق، ص78و79.

[78] راجع، المرجع السابق، ص137و138.

[79] راجع، المرجع السابق، ص140.

[80] راجع، المرجع السابق، ص164.

[81] راجع، روفائيل ميخائيل الزيات طوخي(الأنبا)، «خدمة الأسرار المقدسة وتجانيز الموتى والهوسات والقطمارس الشهري»، روما، 1763، ص137.

[82] راجع، «اللقان والسجدة حسب طقس الكنيسة الإسكندرية»، طبع بالمطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد الأنبا مرقس خزام المدير الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، باللغتين القبطية والعربية، القاهرة، سنة 1938، ص77.

 [83]راجع، المرجع السابق، ص81.

[84] راجع، لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف، «اللقان والسجدة»، القاهرة، 1990، ص110، وأيضًا مطرانية سيناء الجنوبية للأقباط الأرثوذكس،«كتاب البصخة المقدسة حسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية»، القاهرة، الطبعة الثانية، 2006، ص412.

[85] راجع، «اللقان والسجدة حسب طقس الكنيسة الإسكندرية»، طبع بالمطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر، المرجع السابق، ص255.

[86] راجع، أرسانيوس عوض شحاته(القمص)، «روحانية استخدام المياه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية»، دراسات في اللاهوت الطقسي=9، القاهرة، ص54.

[87] راجع، أثناسيوس المقاري (القس)، «معمودية الماء والروح»، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، طقوس أسرار وصلوات الكنيسة =1/3، القاهرة، الطبعة الثانية، 2009، ص330.

[88] راجع،  أثناسيوس المقاري (القس)، «التقليد الرسولي»، المرجع السابق، ص140.

 [89]راجع، أنتوني م. كونيارس(الأب)، «قدسوا صوما»، ترجمة، القاهرة، 2010، ص54.

[90] راجع، أثناسيوس المقاري (القس)، «معمودية الماء والروح»، المرجع السابق، ص331و332.

[91] راجع، «مرشد الكاهن»، المرجع السابق، ص379و380.

[92] راجع، أثناسيوس فهمي جورج(القس)، «حياة وفكر كنيسة الآباء»، الموسوعة الآبائية=1، القاهرة، 2000، ص81.

[93] راجع، دنتسنغر وهونرمان، «الكنيسة الكاثوليكيّة في وثائقها»، ج1، المرجع السابق، فقرة1821، ص453و454.

[94] راجع مجمع العقيدة والإيمان، «تعليم حول الصلوات للحصول من الله على الشفاء»، المرجع السابق، ص17و18.

[95] راجع، المرجع السابق، الفقرة، 1822، ص454.

[96] إذا كانت السنة بسيطة يوافق23 سبتمبر، وإذا كانت كبيسة يوافق 24 سبتمبر.

[97] راجع، «قطمارس الأناجيل حسب طقس كنيسة الإسكندرية»، في عهد رئاسة غبطة الأنبا إسطفانوس الأول بطريرك الأقباط الكاثوليك، وكاردينال الكنيسة الجامعة، القاهرة، 1980، ص20.

[98] راجع، يوحنا كابس(الأنبا)، «حياة القديس أنطونيوس كوكب البرية»، القاهرة، 1978، ص74.

[99] راجع، توما الشيلاني، «سيرة القديسة العذراء كلارا»، القاهرة، 1993، ص73و74.

[100] راجع بونافينتورة(القديس)، «فارس الكمال الإنجيلي»، ترجمة،  عمان،1989، ص209.

[101] راجع، أنطوان الدويهي(الخوري)، «البطل الصنديد القديس جرجس الشهيد(280-303)»، سلسلة الشهود=75، منشورات المكتبة البولسية، بيروت، 2001، ص82-87؛ 99-112.

[102] راجع، يوأنس(الأنبا)، «السماء»، القاهرة، الطبعة التاسعة، 2007، ص101.

[103] راجع، «خولاجي كنيسة الإسكندرية»، المرجع السابق، ص376.

[104] راجع، شنوده ماهر إسحق(القس)، «المزامير استخداماتها الطقسية»، سلسلة دراسات في اللاهوت الطقسي وتاريخ الطقوس، القاهرة، الطبعة الثانية، 2002، ص 82.