كيف يتم انتخاب البابا الجديد في الكنيسة الكاثوليكية؟

المطران مارون لحام

يقوم بانتخاب البابا 120كاردينالا (من هم دون سن الثمانين). حالما يتم استدعاؤهم، عليهم أن يتركوا جميع أعمالهم ويتوجّهوا إلى روما. يسكنون في روما في نزل القديسة مرتا، وهو نزل حديث أمر البابا يوحنا بولس الثاني ببنائه بين عامي 1993 و 1996.

فراغ الكرسي الرسولي: المدة المحدّدة بين يوم وفاة البابا أو استقالته وانتخاب خليفته هي خمسة عشر يوما، يمكن أن تمتد إلى عشرين يومًا، لا أكثر. وفي هذه الاثناء يتوقف عمل الكرسي الرسولي حتى انتخاب البابا الجديد. وعندما يُنتخب البابا الجديد، أمامه ثلاثة أشهر لتثبيت الكرادلة في مناصبهم الإدارية إن أراد. يتعهّد الكرادلة بتصريف أمور الكنيسة الجارية والطارئة. يتعهّد بتصريف الأمور غير المهمة مجموعة من أربع كرادلة منهم الكاردينال ال camerlingue (رئيس البلاط). والكرادلة الثلاثة الباقون يُنتخبون بالقرعة ويتغيّرون كل ثلاثة أيام. أما الأمور المهمّة، فيبحثها مجمع الكرادلة الذي يجتمع برئاسة عميد الكرادلة ( حاليًّا الكاردينال سودانو) الذي يعرض على الكرادلة الأمور التي ينبغي بحثها ويأخذ آراءهم عن طريق التصويت. وفي هذه الاجتماعات يُقسم الكرادلة اليمين للمحافظة على القوانين الواردة في الرسالة البابوية Universis dominici gregis (عام 1996) والمتضمنة الترتيبات التي يجب مراعاتها في اختيار البابا. أهم هذه الترتيبات هو المحافظة المطلقة على سرّية ما يدور أثناء عملية انتخاب البابا، بما في ذلك الامتناع عن استعمال الهاتف (الاّ في حالة الضرورة القصوى) والبريد الإلكتروني وقراءة الصحف وسماع الراديو ومشاهدة التلفزيون.

يحيط بالكرادلة أشخاصٌ يقومون بخدمتهم، معرفون بالحصانة والجدية، ويمُنع الموظفون من الكلام مع الكرادلة.

عملية انتخاب البابا Conclave :
ينتقل الكرادلة بالباصات من نزل القديسة مرتا إلى الكنيسة السيستينية. وفي صباح اليوم الأول، يجتمعون في كنيسة القديس بطرس حيث يقيمون قدّاسا من أجل انتخاب البابا، وبعد الظهر، يتوجهون إلى كنيسة السيستين مع نشيد "هيا أروح الخالق". ثم يقرأ الكاردينال سودانو نص اليمين بصوت عال، ويعيد ذلك كلُّ كادرينال بمفرده، واضعًا يده على الانجيل. ثم يوزع رؤساء التشريفات الليتورجية على الكرادلة ورقتين أو ثلاثة للتصويت، وهي أوراق مربّعة الشّكل ومكتوب فيها "أصوّت لمهمّة البابا ……. (الاسم)" ثم يتلو رجل دين على الكرادلة تأملاً بسيطًا حول خطورة الخطوة التي سيقومون بها، وبعد ذلك يُترك الكرادلة وحدهم في الكنيسة.

أول عمل يقوم به الكرادلة هو انتخاب ثلاثة أشخاص (عن طريق السحب) لفرز الأصوات، وثلاثة موفدين للذهاب لأخذ أصوات الكرادلة المرضى (إن وجدوا) وثلاثة مراجعين ليُعيدوا عمل فرز الأصوات. يقف الثلاثة الموكلون بفرز الأصوات بقرب الهيكل، بينما يكتب كل كاردينال بخط يده الاسم الذي يختاره، مع مراعاة عدم التعرّف على الشخص من خلال الخط. ثم يطوي الورقة مرتين ويتجه نحو الهيكل ويده مرفوعة. وهناك يتلو صيغة قسم مختصرة ويضع الورقة في وعاء بواسطة صينية صغيرة. ثم ينحني أمام الهيكل ويعود إلى مكانه.

وبعد أن يكون جميع الكرادلة قد أدلوا بصوتهم، بما في ذلك الكرادلة المرضى، يقوم أحد الأشخاص الثلاثة الموكلين بالفرز بتحريك الأوراق أكثر من مرة داخل الوعاء كي يخلطها، بينما يبدأ آخر بعدّها، بحيث يأخذ كلّ رقة على حدة ويُظهرها للجميع ثم يضعها في إناء معدّ لذلك. ثم يجلس الأشخاص الموكلون بالفرز أمام طاولة موضوعة أمام الهيكل، ويمرّرون الأوراق من واحد لآخر، ويقوم الثالث بقراءة الأسماء بصوت عالٍ، وبتسجيل الأصوات. وفي نهاية الفرز، تقوم اللجنة بعدّ الأصوات، بينما تقوم لجنة "المراجعين" بالتأكّد من صحة العملية.

الانتخاب: كي يصبح أحد الكرادلة بابا، يجب أن يحصل على ثلثي الأصوات، بالإضافة إلى صوت إن كان عدد الكرادلة المقترعين لا يقبل القسمة على ثلاثة. يستمر التصويت بوتيرة جلستين صباحا وجلستين مساءًا، إلى حين الوصول إلى عدد الأصوات المطلوب. وفي نهاية كل جلستين، تقوم لجنة الفرز بحرق الأوراق أمام الجميع، في مدفأة موضوعة في الكنيسة، وبحرق أي ملاحظات كتبها الكرادلة أثناء الجلسة. وإن لم يتم انتخاب البابا، توضع مع الأوراق مادة كيماوية تُخرج دخانًا أسود، ليفهم مَن هم في الخارج أن الانتخاب لم يتم بعد.

وإن مرّت ثلاثة أيام تصويت ( أي بعد 10 جلسات) دون أن يصل الكرادلة إلى نتيجة، يمضون يومًا كاملاً دون توصيت، يصلّون فيه بصمت ويتشاورون ويستمعون من أحدهم إلى عظة صغيرة. ثم يعودون إلى التصويت لسبع جلسات، ثم يتوقفون يومًا كاملاً ثم يعودون وهكذا دواليك.

تم انتخاب بابوات القرن العشرين بين يوم وأربعة أيام. لكن الترتيبات تحدّد ما يجب فعله في حال لم يتم الانتخاب في هذه الفترة. فبعد 12 يوما، و30 جلسة تصويت دون نتيجة، تتغير طريقة العمل. يختار الكرادلة بابا بنسبة 50 + 1 من الأصوات، او يختارون بين الشخصين اللّذين نالا أكثر الأصوات في آخر جولة.

لدينا بابا Habemus papam: عندما يتم انتخاب البابا، يُستدعي سكرتير مجلس الكرادلة ومدير التشريفات الليتورجية إلى الكنيسة السيستينية. ويطلب الكاردينال سودانو بحضورهما من المنتخب إن كان يقبل المهمة وما الاسم الذي يختاره لنفسه. وبعد أن يعطي المنتخب جوابه، تُحرق الأوراق وتضاف إليها مادة كيماوية تصدر دخانًا أبيض (وتقرع أجراس روما)، بينما يذهب البابا المنتخب ليرتدي اللباس الجديد (مع العلم أن لباسًا ابيض من ثلاثة مقاييس مختلفة يكون جاهزًا من قبل في سكرستيا الكنيسة السيستينية). وبينما يتجمع المؤمنون في ساحة القديس بطرس، يتقدّم الكرادلة واحدًا بعد الآخر لتقديم الطاعة للبابا الجديد. عندئد، يتقدم عميد الكرادلة – الشمامسة إلى الشرفة الرئيسية لبازيليكا الفاتيكان، ومن هناك يعلن باللغة اللاتينية اسم البابا الجديد "لدينا بابا هو السيد الكاردينال ….. واتخذ لنفسه اسم …. Habemus papam domunum cardinalem … qui sibi nomen imposuit….. ثم يظهر البابا الجديد على الشرفة ويعطي بركته الأولى للمدينة وللعالم Urbi et Orbi.

النائب البطريركي للاتين في الاردن

التقليد الكنسي لاختيار البابا في الكنيسة الكاثوليكية يتم عن طريق الخطوات التالية :

الخطوة الاولى: استدعاء الكرادلة

بعد نياحة البابا يوحنا بولس الثاني تم إرسال الرسائل للكرادلة في أنحاء جميع العالم للتوجه إلى روما لاختيار خليفة جديد على الكرسي الرسولي. ويقوم الكاثوليك بالمراسم الجنائزية للبابا المتوفى طيلة تسعة أيام متعاقبة، فيما يجرى الدفن ما بين أربعة إلى ستة أيام من الوفاة . ويطلق هذا الإجتماع باسم مجمع الكرادلة ، حيث يلتقون خلف أبواب مغلقة كما درج عليه الطقس الكهنوتي الكاثوليكي منذ قرون مضت . وتحت قبة كنيسة السيستين يصوت الكرادلة لاختيار البابا الجديد في طي من الكتمان و السرية المطلقة. وكان فى الماضى يعقد المجمع السري قبل 15 يوما من الوفاة، وأن لا يتأخر عن 20 يوما منها. , وذلك لان الكرادلة ينتقلون من أراض بعيدة عبر البر و البحر إلى روما وهذا كان يتطلب وقتا . ولكن الآن يتوافد الكرادلة إلى الفاتيكان في غضون ساعات من استدعائهم ولكن ما زال هذا النظام معمولاً به حتى الآن.

 

والكرادلة يعينهم البابا شخصيا وهم أعلى رتبة كهنوتية بعد البابا , وبينهم رؤساء أساقفة على مدن رئيسية ورؤساء أقسام بالفاتيكان يعملون بها .و البابا يختار من بين الكرادلة وخلال هذه الفترة ، يقوم الكرادلة بإدارة الكنيسة . وتتوقف التعيينات الرئيسية في الفاتيكان والمسؤول الأول خلال هذه الفترة الإنتقالية هو كاردينال يعرف باسم "الكاردينال الحاجب"، ويناط به الإشراف على العملية الانتخابية بأسرها.
وخلال تلك الفترة يبدأ الكرادلة في التباحث والمناقشة الهادئة في مدى جدارة كل مرشح، وعليهم الاتفاق على أي بابا يريدون انتخابه. والتقليد الكنسى الكاثوليكى الأصلي يجيز لأي ذكر كاثوليكي معتمد بمعمودية الكنيسة أن يصبح بابا – ولكن التقليد الحديث هو أنهم دائما يختارون كاردينالا ليصبح

البابا الجديد. والكرادلة يعملون تحت إرشاد الروح القدس، ومع ذلك الانتخاب البابوي يبقى عملية سياسية للغاية ، وتكون هناك فرصة لمدة أسبوعين لتشكيل تحالفات، والكرادلة المعتبرون، الذين ليس لديهم فرصة كبيرة الى أن يصلوا إلى المنصب، بحكم السن المتقدم مثلا، قد يكون لهم تاثير كبير على الآخرين.

 

الخطوة الثانية : المجمع السري

يجري انتخاب البابا في سرية مطلقة داخل كنيسة السيستين (الصورة المقابلة) ويقوم الكرادلة بالنقاش خلف أبواب مغلقة في الفاتيكان حتى يتفقوا على إختيار كاردينال يصبح بابا – والمعنى الحرفي للكلمة اللاتينية التي تعبر عن هذا المجمع تشير إلى الإغلاق عليهم "بمفتاح". وقد تستغرق عملية الانتخاب أياما. وكانت في القرون الماضية تستمر لأسابيع أو لشهور لدرجة أن بعض الكرادلة كانوا يتوفون أثناء انعقاد المجمع، ويذكر التاريخ أن أحد المجامع استغرق ثلاث سنوات. ويذكر أن القانون الكاثوليكى لأختيار البابا يمنع تسرب أي تفاصيل عن كيفية الاقتراع والمناقشات التى دارت حول هذا الإختيار ، يتم فحص المنطقة بأسرها من قبل خبراء الأمن لضمان عدم وجود أي ميكروفونات أو كاميرات خفية. ، سواء خلال المجمع أو بعده. ويتعرض من يفكر في الخروج عن دائرة الصمت للطرد والحرمان من الكنيسة.

كان رجال الدين وسكان روما هم الذين يختارون البابا في التاريخ المبسط للمجامع السرية ، وفى عام 366 ميلادية: الغوغاء يقتلون المعارضين في الكنيسة ، وفى عام 1059: اختيار البابا يعهد إلى الأساقفة الكرادلة وفى عام 1179: كافة الكرادلة يحصلون على حق التصويت، واستقدام العمل بقاعدة أغلبية الثلثين ، وفى عام 1271: الحشود تنقب سقف المبنى خلال أحد المجامع لنفاد صبرهم ، وفى عام 1274 تم ترسيخ قواعد المجامع السرية المغلقة وبداية المجمع، ويأكل الكرادلة ويشربون وينامون، ويصوتون بمعزل عن العالم الخارجي حتى يتم اختيارهم للبابا الجديد ، ولا يسمح لهم بالخروج مطلقاً إلا في حالة الطوارئ المتعلقة بالصحة، وتقطع كافة الاتصالات الإذاعية والتلفزيونية داخل المكان، ولا يسمح بدخول الصحف أو المجلات ، كذلك تمنع الهواتف المحمولة حتى لا يتم اي تأثير خارجى أو تتسرب معلومات من الداخل . ويتواجد فى داخل المنطقة المحظورة طبيبين،و قساوسة لتلقي الاعترافات باللغات المختلفة ، فضلا عن طاقم خدمة احتياجات الكرادلة الأساسية. 

من له حق التصويت فى هذا المجمع السري ؟ كافة الكرادلة تحت سن الثمانين ، أما الكرادلة الذين تجاوزوا الثمانين فلا يسمح لهم بالتصويت، ولكن يمكنهم المشاركة في الاجتماعات التحضيرية ، يتلى الجميع قسم السرية وهذا يسري على الجميع. عدد الكرادلة المصوتين يتغير باستمرار مع وفاة البعض وبلوغ آخرين الثمانين، وتعيين كرادلة جدد،
وقد تطورت المجامع السرية كطريقة لإجبار الكرادلة على التوصل إلى اتفاق سريعا ، ولو استغرق الكرادلة وقتا أطول من اللازم، لبدأ الذين في الخارج في خفض المخصصات التي تقدم لهم.
ويذكر التاريخ الكاثوليكى أنه فى الماضى كان يتعين على الكرادلة احتمال ظروف شديدة القسوة فيما يشبه "الزنزانات" المؤقتة قرب كنيسة السيستين، فقد كانوا ينامون على أسرة صلبة ويتم توزيع دلو على كل واحد لقضاء الحاجة. أما الآن فقد اختلفت الامور فيتم استضافتهم في بناء حديث على شاكلة الفنادق داخل الفاتيكان.

 

الخطوة الثالثة: طريقة انتخاب الكرادلة للبابا – احراق بطاقات الاقتراع
يجري الانتخاب في كنيسة السيستين , وفي يوم الإقتراع يقيم الكرادلة قداس الصباح قبل السير في موكب باتجاه الكنيسة. يتم وضع بطاقات الاقتراع في كأس كبير , ثم يدخل الكرادلة المجمع، وينادى باللاتينية بعبارة "إكسترا أومنيس" أي (الجميع خارجا) ليخرج كل من ليس له علاقة بعملية الانتخاب قبل إغلاق الأبواب من الكرادلة الكبار فى السن وغيرهم . ويقوم الكرادلة بترديد قسم السرية، ويبدأ الانتخاب ، وأمام الكرادلة خيار وضع بطاقة اقتراع واحدة لكل منهم في الصندوق بعد ظهيرة اليوم الأول، ولكن بدءا من اليوم الثاني يتم وضع بطاقتي اقتراع في الصباح وبطاقتين بعد الظهر.

 

تكون بطاقة الاقتراع مستطيلة الشكل، وعلى النصف العلوي منها مطبوع الكلمات اللاتينية "أنتخب كحبر أعظم"، وأسفل الكلمات فراغ لكتابة اسم الشخص الذي يختاره الكاردينال . ويمنع الكرادلة كتابة الاسم بشكل لا يدل عن هوية كاتبه، وطي البطاقة مرتين. وبعد ذلك، يرفع كل كاردينال تباعا بطاقة اقتراعه حتى يراها جميع الكرادلة ، ويحملها إلى المذبح حيث كأس مغطى بطبق من فضة. وأثنائها يردد الكاردينال بصوت مرتفع عبارة : "أُشهِد ان المسيح ربي ودياني وأنني أعطيت صوتي لمن أحسب أمام الله أنه جدير بالانتخاب". ويضع الكاردينال بطاقته على الطبق ثم يسقطها في الكأس، وبعد الإدلاء بكافة الأصوات، يتم خلط البطاقات وفرزها وفتحها.

 

ومع فرز الأصوات، ينادى بأسماء الكرادلة الذين تلقوا أصواتا، ويخرق بالإبرة كل بطاقة في وسط كلمة "أنتخب" – ويعقد كافة البطاقات بخيط واحد يمر وسطها. وبعد التحقق من الأعداد والإستقرار والتأكد من أسم البابا ، يتم إحراق كافة البطاقات – بحيث يتصاعد دخان لأعلى يمكن لمن هم من خارج ملاحظته، وهو الدخان الذي يتحول تقليديا من الأسود إلى الأبيض ما إن يتم انتخاب بابا جديد. وفي إحدى المرات تم إضافة قش مبلل إلى الموقد لتحويل الدخان إلى اللون الأسود، ولكن كان هناك تخبط حول لون الدخان. وفي عام 1978 تم إضافة كيماويات – ولكن كانت هناك شكاوى رغم ذلك من أن لون الدخان "رمادي". وإذا كان من المقرر إجراء اقتراع ثان على الفور، يتم وضع بطاقات الاقتراع الأول على جانب ثم يتم إحراقها دفعة واحدة مع بطاقات التصويت الثاني. وتستمر العملية تتكرر حتى يحصل مرشح واحد على الأغلبية المطلوبة.

 

الخطوةالرابعة: تصاعد الدخان الابيض علامة على ان بابا جديد قد انتخب
كان انتخاب خليفة يوحنا بولس الثاني أول انتخاب يجري بعد أن تم تعديل بعض النظم التى كانت متبعة من قبل والتى وضعها البابا بولس السادس عام 1975، وكان من ضمن قراراته استثناء الكرادلة الذين يتجاوز عمرهم الثمانين من التصويت. و أي شخص قد ينتهك قسم السرية يخاطر بتعرضه للحرمان من الكنيسة.
واقام البابا يوحنا بولس الثاني القواعد في عام 1996، على أن يحصل المرشح على أغلبية الثلثين زائد واحد لانتخابه بابا.

ويستوجب في المراحل الأولى من المجمع، الحصول على أغلبية الثلثين – زائد صوت إضافي إذا كان عدد المصوتين لا يقبل القسمة البسيطة على ثلاثة.

ثم مرحلة بعد عدة أيام من التعثر (بعد نحو 30 اقتراعا) يصبح عندها بإمكان الكرادلة أن يقرروا تغيير القاعدة للسماح لمرشح ما أن ينتخب بعد فوزه بأكثر من نصف الأصوات.
وفي الماضي كانت قاعدة حكم الثلثين تشجع الكرادلة على الوصول إلى إجماع ، وكما أظهرت الانتخابات السابقة، فقد كان بالإمكان الاتفاق على مرشح كحل وسط إذا أصبح واضحا أن المرشحين الأولين المفضلين لا يمكن أن يضمنوا الحصول على تأييد ثلثي زملائهم , ووفقا للقواعد الجديدة، إذا حصل مرشح على دعم أكثر من نصف المجمع في مرحلة مبكرة، وكان دون أغلبية الثلثين، فبإمكان أنصاره الإصرار على موقفهم ومواصلة الاقتراع تلو الآخر حتى يصبح لا سبيل لحسم الانتخاب إلا بأغلبية النصف.
وإذا لم يحدث حصول أي مرشح بعد ثلاثة أيام من الاقتراع على أغلبية الثلثين ، يتم تعليق التصويت لمدة لا تتجاوز يوما واحدا لإتاحة الفرصة للصلاة، والتباحث غير الرسمي، وما يوصف بـ"كلمة وعظ" مقتضبة من جانب الكاردينال رئيس الشمامسة.

وبعد ذلك يستأنف التصويت لثلاث دورات من سبعة اقتراعات، مع فترات راحة للصلاة والتباحث وكلمة العظة من جانب كاردينال
علامة الدخان ، وإذا لم يتمكن المجمع بعد ذلك من انتخاب بابا، يدعو الكاردينال الحاجب الكرادلة للإعراب عن رأيهم في الطريقة التي يريدون بها أن تستأنف الأمور. والتخلي عن قاعدة أغلبية الثلثين – شريطة موافقة أكثر من نصف الكرادلة – ثم تقرر بعد ذلك الأغلبية نتيجة الانتخاب.

وفي نهاية الانتخاب تصاغ وثيقة تسرد نتائج التصويت في كل جلسة، ويتم تسليمها إلى البابا الجديد. وتحفظ تلك الوثيقة في مظروف.