العدالة في تعليم الكنيسة الاجتماعي

أولاً: مفهوم العدالة في العهد القديم


الموضوع الأساسي: عبادة الله الواحد، ثم الموقف تجاه الفقير واليتيم فئة من الناس.


في سفر التكوين: “تسلّط” فعل أسئ استخدامه؛ الفعل للملك العادل بتكليف من الله لخدمة الناس، التسلّط يتم لصالح المجموعة.


سنة اليوبيل: نوعان من السنوات


        ·           السنة السبتية ( أحبار 25) كل 7سنوات ” أترك الأرض بدون زراعة لصالح الفقراء.


        ·           السنة اليوبيلية كل 50سنة؛ توجد 3 حرّيات:


                    1.        حرية الأرض والمنازل المرهونة تعود لأصحابها (رغبة الله).


                    2.        حرية الأشخاص المرهونين يُطلق سراحهم.


                    3.        حرية الأرض لا تُزرع (ترتاح).


توجد ملكية خاصة لكن لها وظيفة، فهي تُوظّف لصالح المجموعة؛ فلا ملكية خاصة على الإطلاق.


ثانياً: العدالة في العهد الجديد


لا يوجد كلام مباشر عن العدالة لكن العهد الجديد يركّز على المحبة، وبالتالي المشاركة في الخيرات.[1]من أمثال يسوع لو12/16-21 مثل الغني الغبي ( نقطة غباءه: إنه لم يفكّر سوى في ذاته)، لحظته الحاضرة؛ وهذا ما يفعله الرجل الناجح في مجتمعنا، لو 16/19-31 مثل الغني ولعازر ( الغني يستمتع بأمواله، والمسيح يقول أخذت روح الغني إلى مثوى الأموات حيث يُقاسي العذاب؛ هذا الغني استمتع بأمواله.. يعكس لنا فكر المسيح عن معنى الشعور بالآخر- عدالة التوزيع؛ هذا الغني لم يلتفت للآخر، يستأثر بغناه لذا يقول الكتاب :” أسهل للجمل الدخول من ثقب الإبرة من دخول غني إلى ملكوت السماوات”. في العهد الجديد نلاحظ انتقال مفهوم العدالة إلى مفهوم المحبة.


ثالثاً: العدالة في فكر الكنيسة (قديماً)


يقول سفر أعمال الرسل أنهم جماعة واحدة وكل شئ مشتركاً بينهم. رسل2/42-47 إلا إنه لا توجد عدالة وقد كانت هناك بعض المشاكل مثل مشكلة حنانيا وسفيرة، الكنيسة الأولى كانت مضطهدة ولم يكن تركيزها على الأحوال في الخارج، كان بها اضطهادات وهرطقات؛ فلا ننتظر وجود تعاليم اجتماعية، لكننا نجد اهتمام الجماعة الأولى بجمع أموال لإغاثة جماعات أخرى ( كنائس كورنثوس وأفسس جمعوا أموالاً لكنيسة أورشليم.. افتداء مسجونين وعبيد داخل الجماعة.


مسألة الرّق تم إلغاءه في القرن التاسع عشر على يد إبراهام لينكولن الرئيس الثالث لأمريكا والسؤال: لماذا لم تنادي الكنيسة على الإطلاق بضرورة إلغاء الرّقيق؟


         كانت هناك أصوات تنادي بالمعاملة الحسنة للرقيق، وتحرير بعضهم.


         إلغاء الرقيق جاء من خارج الكنيسة.


         لم يصل فكر الكنيسة أن الرّق ضد إرادة الله أو ضد إرادة الكنيسة.[2]


    لم تطالب الكنيسة بإلغاء الرقيق بحكم مكانتها في المجتمع؛ بالعكس لقد كان بداخلها عبيد يقومون بخدمة الأساقفة والإكليروس.من النصوص الإنجيلية {غلا3/23، روم12/10} .


مؤسسة الرّق لم يُحتج عليها، ولكن هناك من القديسين الكبار من أباء الكنيسة من دافع عن العبيد ويطالبون بمعاملة حسنة لهم أمثال أوريجينوس وكليمنس الروماني، بينما احتقر البعض منهم العبيد أمثال ايرونيموس وترتليانوس.المسيحية وقفت موقف من الرّق ولكن لم تأخذ خطوة عملية.!


في القرون الوسطى:


كانوا يعتبروا الأسقف الأب المدافع وموزّع الخيرات.














الفترة الزمنية


الإنجازات


المدافعون


 


ق5-6


 


 


ق/باسيليوس


ق/غريغوريوس الكبير


 


القرن 13


 


القرون الوسطى


 


القانون 59 القديم


ق/فنسان دي بول


 


 


 


 


هلدا كمارا


 


 


بيوس التاسع 1847


ربع خيرات الكنيسة توزع على الفقراء، ومن يخالف هذا يُعتبر مغتال للفقراء، مع الاهتمام بالإعانة وموائد الفقراء والأخويات وملاجئ المسنين ومؤسسات الجذام


الإنسان وكيل الخيرات التي عنده، وليس مالك لها.


الكماليات ملك الفقراء؛ لا نعطي أشياء ملك لنا، بل نرد ما هو ملك لهم، وكان يحتفظ بمكان فارغ على مائدته لأي شخص فقير.


 ألف مؤسسة لخدمة الجذام؛ وقد بادرت الكنيسة بتأسيس مؤسسات عديدة لخدمة مرضى الجذام.


الفقراء لهم حق رفع دعوى للقضاء ضد الأغنياء الأثرياء؛ ويسمح بالرّق في حالة الاحتياج الشديد.


على الكهنة أن يرفضوا هدايا من يظلم الفقراء.


العبور من الصلاة للفقراء هو ترك الله للقاء الله في الآخر، كانت الكنيسة تقوم بمجهودات للفقراء، ولكن لم تخصص لهم سوى فتات الموائد؛ والسبب ارتياح الكنيسة لأوضاع قائمة واستفادتها منها مما يجعلها لا تغيّر الوضع. للأسف فكر الكنيسة قديماً حتى القرن التاسع عشر لم يفهم الفقر كمشكلة لها أسباب جذرية، لكن الكلام على أغنياء يحسنون على فقراء.


عندما أجمع نقوداً لتوزيعها للفقراء يقولون إنني قديس، وعندما أسأل لماذا الفقراء هم فقراء يقولون أنني شيوعي فكر الكنيسة الأولى فكر إحسان ولكن يظل الحال كما هو الغني غني والفقير فقير.


كتب رسالة بابوية” لنا ومعنا” يقول فيها أن كل محاولة من الفقراء لتغيير وضعهم هو مساس بتدبير العناية الإلهية.


في القرن الحادي عشر عاش الفرنسيسكان مع الفقراء ومثلهم: تقدم في فكر الكنيسة ليس من أجل الفقراء ولكن في الإقتداء بيسوع: الإقتداء تطوّر من فكر إكرام الفقراء إلى الحوار مع الفقراء.


خلاصة فكر الكنيسة في الفترة السابقة:


         صدقة عطف وكل فرد في مكانه؛ ثم التطوّر للحوار معهم وكان هذا على المستوى الروحي ولم يغيّر من مستوى الفقراء


    سافولا رولا ق15 راهب دومينيكاني: يشجّع على حركة لتغيير الوضع، وكل هذه الحركات جاءت بنتيجة عكسية على الفقراء حيث انتبه الملوك للفقراء أنهم كالقنابل الموقوتة حيث حكم الملك هنري الثامن ملك إنجلترا على 12 ألف فقير ومشرّد بالقتل.


         بالتالي خطوات تحقيق العدالة جوهرها الصدقة: الفني يعطي الفقير ولا أكثر من ذلك.


         في تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية عام 1996 وجدنا أن مصر ترتيبها الدولة رقم 114 من بين 186 دولة.


 


 


رابعاً: فكر الكنيسة حديثاً كما تعبّر عنه الرسائل البابوية


ظل الفقراء موضوع اهتمام الكنيسة لكن كمفعول به، فرصة للعطاء، فرصة للأغنياء والمسألة مسألة إحسان ومازال مستمراً حتى اليوم وليت الإعانات تزيد وجمع العشور يزداد لكن مطالبين بتطوير الفكر تجاه الفقراء والقدرة على النظر للأمر بعمق.


من موضوعات رسالة البابا لاون الثالث عشر ” الشأن الاجتماعي” 1891


-الضمان الاجتماعي: ألا يكون العامل عاطلاً عن العمل في يوم من الأيام.


         البطالة: من الأوضاع المسببة للفقر.


         مواجهة المرض، الشيخوخة.


         الأمومة: احترام قوانين الزواج والحياة العائلية ضد عمل المرأة في أوقات كانت المرأة تعمل بظروف غير إنسانية.


         عمل العمال هو المنبع الوحيد الذي يخرج منه ثراء الأمّة


المجمع الفاتيكاني الثاني:فقرة 8 من رسالة العلمانيين: الإحسان يعالج نتائج الفقر وليس أسباب الفقر؛ والمهم معالجة أسباب الفقر، على الكنيسة أن تتجه لدراسة الأسباب.


المشكلة: الانتقال من الصدقة والإحسان إلى مقاومة الأسباب. لم يعد الفقراء موضع عطف ( مفعول بهم) لكن يصبحوا فاعلين وهذا هو التطوّر الحادث في فكر الكنيسة: وهو ما يلخصه هلدا كمارا في جملته الشهيرة ” سألت الكنيسة لماذا الفقراء فقراء؟


         الملكية الخاصة محدودة لأنها وسيلة وليست هدف  نهايتها خير الجماعة.


    فقرة 36 من التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية: [3]وجود سياسات يعطي الفرصة لناس تحصل على تسهيلات لا يحصل عليها آخرون؛ يعطي قوانين لأجل ناس وقوانين تمنع عن الناس.


    قانون العلاقة بين المالك والمستأجر1996: إعادة الأرض للملاّك= هذا القانون من آليات الفقر والرسالة البابوية تقول لا يصح طرد أناس من الأرض بلا عمل.


أخيراً: ما هي اقتراحاتي لتنفيذ الحق والعدل بطريقة عملية:


      1)        الوعي بدوري.


      2)        مواجهة التحديات.


      3)        عدم التمييز  لا للطبقية.


      4)        ليس الدور حل المشاكل لكن التفكير في أساس المشاكل واتخاذ الخطوات العملية لتلافي حدوثها مرة أخرى.






[1] راجع متى25/31-41.



[2] راجع رسالة القديس بولس لتلميذه فيلمون



[3] راجع الرسالة البابوية” من أجل توزيع أفضل للأرض الزراعية”