الخادم الحقيقي

الموقف الثاني، هو محاولة إلباس هذه الأحلام العظيمة ثوب الواقع، عن طريق تقويمها وتقيمها وانتخاب الأهم  والممكن منها.


وبالتالي الوصول شيئاً فشيئاً إلى النضوج في الخدمة.


وفيما يلي عرض لبعض العناصر الَّتي تفرق بين الخادم في بداية الخدمة، وبين والخادم الناضج أو الحقيقي:





















































الرقم


الخادم في البداية


الخادم عند النضوج


      1.   


في بداية الخدمة يطلب من الله ومن الكنيسة المساعدة حتى تزيد فاعليته على مستوى وسائل الخدمة، وعدد الساعات الَّتي يقضيها في الخدمة، وكذلك عدد الخدامات والاجتماعات وعدد الَّذين يخدمهم


يكتشف أن الفاعلية في الوسائل ليست كلّ شيء، فالأهم هو أن يصبح “تلميذاً حقيقياً”، فالأولويّة هي “للعمق وللباطن”، أي أمن المهم هو أن تعبر الحياة كلها عن يسوع المسيح الخادم الحقيقي والذي لا خدمة حقيقية إلَّا بالتشبه به.


      2.   


يريد العمل في سبيل تغير الناس حتى تكون لهم الحياة الأفضل: يعلّم، يساعد، يبشّر


يريد تغيير البشر انطلاقاً من تغيير ذاته: بمعرفة المسيح بطريقة أعمق، بعيش نكران الذات، بالتخلي عن طلب المجد الذاتي “الأنا”


      3.   


يعمل على التنمية وعلى توعية الناس وتغييرهم (تلقين)


يعمل على اكتشاف حاجة الناس الحقيقية فيقدم لهم احتياجهم كما هو لا كما يظنه، أي يسوع المسيح “الحق الَّذي يحرر”


      4.   


يبذل مجهوداً سخياً في سبيل إنجاح مشاريعه الخدميّة، محاولا دائما انتزاع تقدير الآخرين، وتشجيعهم وبالتالي الشعور بالإحباط إذا لم يأتي هذا التشجيع، أو إذا جاء بطريقة غير الَّتي يتوقعها هو.


يكتشف أن النجاح الحقيقي يقاس لا بمقدار النجاح الخارجي (تصفيق الناس له) بل بمقدار السخاء في بذل الذات المخفي، تشبها بالمسيح.


 


      5.   


ينجذب لفكرة التقرب من الناس ولفكرة البساطة في المعاملة، ولفكرة الذهاب للبعدين والمحتاجين


يعطي المزيد من الأهمية للإصغاء للناس، فيسمع أكثر مما يتكلم، ويشاركهم حياتهم بفهم أعمق لمشاكلهم ولوضعهم الاجتماعي والثقافي والديني والأخلاقي


      6.   


يأخذ، دون أن يدري، موقف السيد والمعلم والناصح وحلال المشاكل والعارف بالله فيقيّم الآخرين كما يقيم رئيس العمل العمال، وقد يصل به الأمر إلى إدانتهم والحكم عليهم


يكتشف من خلال خدمته للفقراء والخطأة والمحتاجينكم هو فقير وخاطئ ومحتاج؛ فيتعامل مع من يخدمه كخادم وليس كسيد، متشبهاً بالمسيح الَّذي قال: “لم آتي لأُخدم بل لأَخدم”


      7.   


يميل، شيئاً فشيئاً ودون أن يدري، لاعتبار أنه المسؤول الأوحد عن الخدمة فيبدأ في العمل المنفرد ويرفض العمل المنسق مع الآخرين (سواء كجماعات أو كأشخاص).


كلما تعمق في الخدمة كلما أكتشف حاجته إلى الآخرين، إلى الجماعة.


      8.   


يبحث دائما عن النتيجة، عن الثمرة، وقد يقوده عدم الإثمار إلى اليأس والشعور بضياع المجهود وكأنه صاحب الحقل.


يرمي البذرة غير منتظر للثمر، وذلك لأنه يؤمن بأن “الله هو الَّذي يُنمي”، وبأن الله لا يسأل عن الثمار بقدر من يسأل عن البذر لأنه يعرف أنه فاعل في حقل الرب.


      9.   


يضع الخدمة قبل كلّ شيء، فينسى الصلاة والتأمل وقراءة الكتاب المقدس والتوبة وممارسة الأسرار


تكون خدمته نتيجة لعلاقته العميقة مع المسيح، فتأتي كثمرة لصلاته ولممارسته الأسرار ولتأملاته


   10.        


يظن أنه سيفعل كلّ شيء


يفهم أنه لا يستطيع عمل كلّ شيء وهنا يشعر بنوع من التحرر، فيفعل القليل ولكن يفعله جيداً.


   11.        


يرى خدمته في الكنيسة، لا سيما في وقت الضيق، كنوع من العبء فيقوم بالخدمة إرضاء لصوت ضميره المزعج لا أكثر


يكتشف سر الكنيسة، سر الحبّ المؤسس على “المسيح”، ويبدأ في اكتشاف أنه هو المحتاج إلى الكنيسة أكثر من كون الكنيسة هي المحتاجة إليه


وخلاصة القول هي أن الخادم في بداية خدمته يركز على ذاته وعلى قدراته


ولكنه كلما تعمق في الخدمة كلما ازدادت تركيزاً على الخادم الحقيقي، أي يسوع المسيح.


الأب/ يوأنس لحظي جيد