1. ما هو الشر ؟ انحراف في الخير ؛ غياب الخير كما ان الظلمة هي غياب النور . ما يجب ان لا يكون ؛ نقص في الشيء .
2. هناك مبدأ واحد للوجود ( الخير) :الخير هو طبيعة الله ولا شيء آخر ، والشيطان ما إلا مخلوق اخطأ فسقط بحسب عدل الله ، وعمله هو محاربة الخير وإسقاط الإنسان مثله ، إذا هو ليس مبدأ بما أنه مخلوق وكل ما هو مخلوق هو خاضع للخالق .
3. الخليقة :
من حيث أنها مخلوقة من الله فهي أساسا خيرة وصالحة لان الخالق هو خير وصلاح، فالصالح لا يخلق إلا شبهه هذا ما في تك: “نخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا” أي في الخير والحق والإرادة الحرة .
نتساءل إذا كانت الخليقة صالحة لأنها من الله فمن أين الشر إذا ؟
4. من أين الشر في الخليقة ؟
v المخلوق يشبه الخالق ويتمايز عنه .
v الخالق هو الكمال المطلق ، إنما المخلوق ليس كامل لكن يسعى للكمال إذا هو ناقص.
v الخالق يحترم التمايز في المخلوق وبدون هذا الاحترام يصر المخلوق ظل أو صنم لا إرادة له ولا حرية .
الخالق يعطي الخلق الوجود وينسحب منها الوجود، في نفس الوقت لتمارس بحريتها هذا ومن هنا الله يريد ان يكون للوجود نطه الخاص المتميز (كأن أب يريد ان يكون لابن شخصيته المستقلة الخاصة به دون الخروج عنه)، هذا النمط الخاص هو عرضة للاضطراب وبالتالي للشر ؛ لان كل مخلوق هو ناقص يسعى للكمال وكل ما هو ناقص عرضة للاضطراب والشر ، هكذا الطبيعة وهكذا الإنسان . ولكن الله دائم العمل في مخلوقاته دون ان يلغي حريتها ومراعيا طبيعة الكائنات دون ان يختصبها ليقودها إلى الكمال ولتشاركه محبته .
نتساءل كيف يظهر عمل الله ؟ حكمة 12/1 ” ولان روحك الخالق موجود في كل شيء ” ويظهر عمل الله في كل إنسان يتفاعل مع الروح الذي في داخله ، وهكذا تحي الكنيسة بصورة خاصة وأنها دائما تسعى لخير الإنسان.
أ?- أنواع الشر : ( الشر الطبيعي – الشر الخلقي )
ß الشر الطبيعي : هو نقص في الطبيعة يجب ان لا يكون ( زلازل – بركان – أمراض – فيضانا – مجاعات…الخ ) كل هذا يسبب آلاماً مبرحة تسحق العديد من الكائنات لكن كل هذه ليس من الله ولا يسمح به الله ولكنها لابد ان تكون موجودة لان الكون ليس الله أي ليس كامل وكل ما هو ناقص عرضة للاضطراب وبالتالي للشر.
ß الشر الخلقي : (وليد الحرية )
الله خلق الإنسان أعطاه الحرية هذه الحرية المخلوقة هي ناقصة وبالتالي عرضة للشر ( هي أساسا للخير ).
ب?-لماذا يترك الله الملائكة والناس ان يخطئوا ؟
الله محبة والمحبة تعني المشاركة والحرية والله أرد ان يخلق كائنات أحرار على صورته ومثاله يشاركوه في محبته ويسبحونه بحريتهم ، بدون الحرية لا يوجد محبة “ان الله يستطيع كل شيء إلا إرغامنا على محبته” فهو لا يريد ان يشاركه محبته أو تسبحه كائنات آلية ، وفي هذه الحرية خاض الله مجازفة مع هذه الحرية والمجازفة جاءت إمكانية الخطيئة وكان على الله ان يجازف لأنه يحب فمن يحب لابد ان يجازف ويخاطر .
لولا الحرية لما كانت الخطيئة ولكن لولا الحرية لما كان الإنسان على صورة الله أو يمكنه المشاركة في المحبة ” ان الشر الذي نفعله يذيع عن مجد الله لأنه يعبر عن حريتنا “.
ت?-كيف يأتي الشر من الحرية ؟
المخلوقات بطبيعتها بما فيها الشيطان ليست شراً إنما سؤ استخدام وتوجيه الحرية ينتج عنه الشر ، فالشر لا يكمن في الشيء لان كل ما هو مخلوق من الله ليس شر إنما يكمن الشر في موقفنا تجاه الشيء وبالتالي يكون الإنسان سبب شر لنفسه وللآخرين ( الحرب – المجاعات حتى ولو كانت من الطبيعة – الحوادث – الموت ).
أما عن الله يقول القديس يوحنا ” الله محبة… ولا خوف في المحبة ” 1يو4/16-19 ، فالخوف يعني العقاب ونفي الخوف هو نفي العقاب ، إذا الله لا يعاقب أو يؤذي أحد لأنه محبة وجوهره المحبة إنها ليس صفة فيه لكنها طبيعته، إنما وجود المرض والموت والألم لابد منه طالما نحن على الأرض وما يفعله الله هو تنبيه الإنسان من خلال هذه الأحداث ، الله يخاطب الإنسان من خلال الألم أو المرض .
5. ماذا علينا اليوم ؟
v المحافظة على يقظة الضمير : لابد من الاعتراف بوجود الشر ولكن الأهم هو المحافظة على الضمير الإنساني من تنديد بالشر وكلما تقدم الضمير اظهر ما في العالم من أنواع متزايدة من الظلم والشر .
v الدعوة إلى الفرح أقوى من الدعوة إلى الشر : نحن جُعلنا للفرح لا للحزن ودعوتنا أساسا هي السعادة .
v الانتقال من التملك إلى الكيان : انتقال من الأنانية إلى المحبة ، الكيان الحقيقي هو التجرد من التملك المادي وامتلاك المسيح الذي يجعلني اوجه حريتي إلى غايتها الأساسية وهي تمجيد الله المحبة ومشاركته المحبة .؟
ß ملاحظات على سفر أيوب :
غاية السفر ليس شرح لغز الألم أو حل مشكلة الشر كما يعتقد البعض ، إنما هو محاولة الإنسان المحتار لتحديد موقفه من الله القوس القدير . كان أيوب يظن شأن إسرائيل ان نزاهته تفوق نزاهة جميع بني الشرق وان نزاهته اكتسبت له حقوق على الله لذلك كان يحاول تبرير نفسه بإملاء شروط على الله .