فأنت لا تخشى أن تقول له ” كلا ” ، ولا أنت تمسك عنه كلمة “نعم” .
وعندما يكون صامتاً، فقلبك لاينفكّ يصغي إلى قلبه.
لأنه حيثما كانت الصداقة ، فجميع الأفكار والرغبات والآمال
تولَد وتُقتَسَم بفرح يأتي الصديقين دونما سابق إعلان .
وإذا افترقت عن صديقك فلا تحزن،
لأن ما أحببته فيه فوق كل شيء آخر ينجلي لك أكثر فأكثر في بعده عنك .
مثلما ينجلي الجبل من السهل لمن شاء أن يتسلّقه.
ليكن خير ما عندك لصديقك .
وإذا كان لا بد له من أن يعرفك وأنت في حالة الجزر ،
فليعرفك كذلك وأنت في حالة المدّ.
وهل الصديق للتسلية فتسعى إليه في ساعة الضجر لقتل الوقت؟
بل اذهب إليه دائماً لتحيا و إياه ساعات مليئة بالحياة.
لأنه ما كان صديقك ليملأ فراغك، بل ليقضي حاجتك .
وإذا اجتمعت بصديقك فلتكن حلاوة الصداقة مبعثاً للضحك و اقتسام المسرّات.
لأن القلب ينتعش ويجد صباحه في ندى الزهيد والصغير من الأشياء”.