الذين ينتظرونه

ولكن ليس هذا هو الرجاء الموضوع أمامنا. فالموت قد أُبطل لدرجة أننا لا نفكر مجرد تفكير في رقادنا، لكننا ننتظره هو. ننتظر استعلانه. فهو «للذين ينتظرونه»، سيظهر مرة ثانية، بلا خطية «للخلاص».

لقد ظهر مرة في اتضاع كرجل أوجاع، ولم يكن سوى الإيمان، يستطيع أن يخترق حُجب ذلك الستار الخارجي، ويرى الأمجاد والمشتهيات المختبئة وراءه. ظهر ليكون ذبيحة خطية، ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه. ونحن ننتظره الآن لكي يظهر المرة الثانية بلا خطية. نعم، فلا أثر للخطية عليه الآن.

رجاء مبارك مجيء الرب هذا! وغرضه الوحيد هو أخذ مفدييه من هذا المشهد حيث توجد الخطية، إلى ذلك المشهد الذي اقتناه لنا بدمه، مسكننا مع الله إلى الأبد. كم تنتعش النفس، وكم يتلذذ القلب بهذه الموضوعات المجيدة التي تملأ النفس بالسجود والتعبد!

«وننتظر ابنه من السماء»! فليس هناك فرح، أو رجاء، أو نُصرة للمؤمن يمكن مقارنتها بذلك الهتاف البهيج الذي سيدوي من كل قلب، ونحن نصعد إلى دوائر نوره المبارك، لنكون كل حين معه. عندئذ سيستكمل الخلاص معناه الكامل. فهو ليس خلاص النفس الذي حصلنا عليه الآن. وليس الإنقاذ بنعمته من عبودية الخطية الذي من امتيازنا أن نتمتع به الآن، وليس تعضيدنا في مختلف ظروفنا وتجاربنا في طريق غربتنا وسياحتنا هنا. ولكن خلاصه الكامل عندما تتم أخيرًا مقاصد محبته من جهتنا، عندما يغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، حسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء. عندئذ تتحقق كل رغائبه. «آمين تعال أيها الرب يسوع».
صموئيل ريدوت