نعم الله و عطايــاه


** الموهبة Privilége
يقـول العـالِـم النفـسي إبراهـام ماسلـــو: « المـوهبة، هــي طاقـات ، تُطالــــب باستغلالهــــا ، و رغبة في كل شخص لتحقيق ذاته ، و عزم متواصل على تطوير الذات ، و احترامها ، و تحقيق الإنجازات » .
** ويقــول الأستـاذ الــدكتـور يوسف عز الدين عيسى :« الموهبة ، هي عطية من الله . لكن لابد أن يبـذل صاحبهـــا جهـــداً في الدراســـة ، ( في مجالها ) ، أو في الصقل ، أو التمرين ، لكي تبدو واضحة لأي متذوق لكل ما هو جميل » .
من خلال تنوع هذه النعم و المواهب يظهر الاختيار و هو صادر من الله إلى الإنسان . فعلى الإنسان أن يكتشف نعمته أو موهبته الخاصة و يتصرف بها كما يحلو له . إما أن يزرعهــا و تنمو و تثمر في الخير أو يدفنها و يتركها كما هي ، و النتيجة في هذه الحالة معروفة .

السؤال الآن : هل تشعر بهذه النعم في حياتك أم أنك تعتبرها شيء عادي لم تفكر به من قبل ؟

الاحتمال الأول أن تكون إجابتك ككثير من الناس إننا لم نلاحظ هذه المواهب من قبل و لم ندرك أنها تميزنا عن باقي المخلوقات ، أو ربما لم ننتبه لها لأنها هبات مجانية نولد بها و نعرفها بشكل طبيعي و تلقائي ، و ربما لأن كل النعم التي لدينا هي لدى كل الناس و ليس لدينا ما يميزنا من الهبات الخاصة . و هذا الاحتمال أكثر شيوعاً و نضيف له انشغالنا بالحياة و الصراع على العيش و مشكلاتنا المستمرة التي تلازمنا في كل مراحل عمرنا .

الاحتمال الثاني أن تكون من القليلون الذين يدركون نعم الله عليهم و كم هي رائعة ، و يكون من الرائع إذا كنت تعلم انك تملُك موهبة خاصة و انك تعلمها جيداً و هنا { إما أن تزرعها أو تدفنها } كما تكلمنا سابقاً .
اكتشـاف الموهبـة و ممارستهــا عند كل شخص في وقت مبكر من عمــره ، يعتبر شيئــاً هامــاً ، و حيوياً ، حيث يساعد على اكتمال النمو ، و النضج النفسي ، و على الإحساس بالذات ، و الكيان الشخصي .
و الآن موعد سؤال هام جداً : هل شكرت يوماً على هذه النعم و الهبات أو على أي منهم ؟

· الشكر Action de Grâces

نلاحظ أن كلمة ” نعمة ” بالفرنسية Grâce ، و كلمة ” شكر ” Action de Grâces يسلم التاريخ المقدس ، بشكل رئيسي ، بأن عطية الله هي مجانية و أبدية ، و فعل الشكر يبدو كجواب لهذه النعمة . فالشكر هو تعبير عن الوعي بعطايا الله و قيمتها .
و هنا أحب أن أطرح سؤال آخر خاص جداً : ماذا تفعل إذا فقدت نعمة من نعم الله ؟
تمارين :
1. محاولة شرح أمر ما بدون كلام باستخدام الجسد ” لغة الإشارة ” .
2. محاولة الكتابة باليدين معاً .
3. محاولة السير مغمض العينين في طريق غير مستقيم .

** أخيراً تأكد أن لكل شخص منا ، و بدون استثناء ، لديه موهبة ما – بجانب النعم التي خلقنا عليها و النعمة التي أعطاها الله لنا عندما بذل ابنه الوحيد لأجلنا- لكنها من نوع مختلف عن الآخر.
المهم ، هو أن تعرف كيف تتعرف على موهبتـك ، التــي منـحك الله إياها ، و أن تتوصل إلى قدراتك الطبيعية الخاصة بك ، الكامنة بداخلك فتنميها ، و أن تشكر الله على كل هذه النعم و العطايا و المواهب لكي تشعر بالرضا و الابتهاج و بمزيد من الثقة بنفسك . و حتى تستطيع ان تمجد الله بكل ما أعطاك إياه .


صـــلاة القديـــس أغنـاطيـــوس دي يــولا
ربي تقبل .. ذاكرتي و عقلي و إرادتي كلها
ربي تقبل حريتي كلها
كل ما لديّ هو منكَ .. كل ما أملكُ هو منك
أنت أعطيتني و إليك أُعيده ربي وأضعه بين يديك
يكفيني حبك .. يكفيني نعمتك القدوس
ففيهما رضاي و ليس لي من مطلباً سواهما يا إلهي