أسرار تحت الشمس (تأمل)

إذا فكَّرنا في هذا دون أن نرفع عيوننا إلى فوق، نقول مع آساف: «حقًا قد زكّيت قلبي باطلاً وغسلت بالنقاوة يديَّ» ( مز 73: 13 ). لقد حكم آساف بلا عقل «صِرت كبهيم عندك». لقد رأى فقط الأشياء التي تحت الشمس، بدل أن ينظر إلى فوق وإلى المستقبل. وبمجرد أن غيَّر نظرته، هدأت العواصف في داخله وأصبح سعيدًا بقرعته.

ولكن كيف ولماذا يحدث هذا على الأرض؟! لا يُخبرنا هو به، ونادرًا ما يعطينا العلي جوابًا عنه «لأن كل أموره لا يُجاوب عنها» ( أي 33: 13 ). اليوم ليس هو الوقت لحل الألغاز والأسرار. هذا الوقت سيأتي سريعًا عندما ندخل السماء في نور بيت الآب الكامل، حينئذ سنعرف كما عُرفنا. وفي مزمور77: 13 نقرأ «اللهم. في القدس طريقك، أي إله عظيمٌ مثل الله؟». الله يعلم لماذا ولأي غرض يعمل الكل. إنه يعلم نهاية كل طريق من البداية. لا شيء يحدث بدون إرادته، وهو يُخرج من الشر خيرًا، وما لا نستطيع أن نعطي عنه جوابًا، هو معروف لديه وحده. لكن من المؤكد أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يُحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده.

وأيضًا من المؤكد أن كل امتحان للإيمان، سيوجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ( 1بط 1: 7 ). ومن المؤكد أن «عصر اللبن يُخرج جبنًا» ( أم 30: 33 )، وأن التأديب هو لأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته ( عب 12: 10 ). من ثم، فإن مَنْ يريد أن يعرف طريق الله، يجب عليه أن يدخل المقادس، فإن حل اللغز ليس تحت، ولكن فوق الشمس. بمجرد أن دخل آساف مقادس الله، شُفيَ من كآبته ومن غيرته، واستطاع أن يسبِّح الله ويحمده. لأنه في المقادس تعلَّم أن الأشرار ربما يكونون في خير تحت الشمس، ولكن بغتة تكون نهايتهم الخراب والفناء من الدواهي، بينما الأبرار مهما يكن طريقهم هنا على الأرض، فلا بد أنه «بعد إلى مجدٍ يأخذهم».
كاتب غير معروف