… وذات عام حدث هجوم خطير على المحصول من حشرات خنفساء القطن …وكان الهجوم شديداً للغاية حتى ضاع كل أمل في إنقاذ ولو جزء صغير … وبدأ العلماء يبحثون ويبحثون …وأخيرا توصلوا إلى حل … لنزرع الفول السوداني وبالفعل اقتلعوا كل أشجار القطن وزرعوا بدلا منه الفول …وحدثت المفاجأة …تفوق عائد الفول على ما كان يجلبه القطن قبل ذلك من أرباح ، بل صارت المنطقة تعرف بعد ذلك "بمركز الفول العالمي"… وماذا كانت النتيجة ؟ …اغتنى سكان المنطقة جداً ، ولكي لا ينسوا فضل خنفساء القطن عليهم شيدوا لها نُصبُاً تذكارياً في أهم موقع بمدينتهم . هناك نوع من الآلام من هذا الصنف … صنف خنفساء القطن ، يتذكره المؤمنون فيفرحون…لقد شيدوا له في قلوبهم نصباً يتذكرونه به…آلام تحرمنا من أشياء عزيزة علينا ، ولكن بفضلها نتمتع بأمور أعظم … آلام يغلق بها الله أمامنا أبوابا معينة حتى نتجه إلى باب آخر ما كنا لنفكر فيه من قبل … وحين نتجه إليه يقودنا إلى أماكن للفرح والشبع لم نكن نتوقعها حقاً ما أعجب طرقك يا الله …ان أغلقت لنا بالأم باباً فهذا لتقودنا إلى باب آخر أرحب… GiorGio