أولاً: مرض انكسار القلب (القلب المنكسر):
مزمور 34: 18 يقول: " قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح ."
إن القلب المنكسر هو القلب المتواضع أمام الله.. صاحب هذا المرض يأتي للرب بتواضع فيأخذ منه البركة، ولعلنا نتذكر أن يعقوب لم يستطيع الحصول على البركة إلا عندما انخلع حق فخده، عندما كان يعقوب يحاول أن يأخذ البركة بقوته فشل طوال الليل، ولكن عندما انخلع فخده وانكسر، وقع على الأرض وسجد أمام الله، وعندئذ أصبح ضعيفاً متواضعاً أمام الله، هنا فقط استطاع أن ينال البركة.
من يصاب بهذا المرض سيجد أن الله قريب منه دائماً لأنه يتكل عليه في كل أمور حياته والله لا يخذل من انكسر وتواضع أمامه وترك نفسه بين يده، فالله وعد بأنه سيكون قريب من صاحب مرض انكسار القلب.
ثانياً: مرض تضخم القلب (القلب الواسع).
كورنثوس الثانية 6: 11 يقول: "فمنا مفتوح إليكم ايها الكورنثيون. قلبنا متسع".
القلب المتضخم هو القلب المحب، فصاحب هذا المرض يحب من حوله دون تفرقة، قلبه يسع لمحبة الجميع، حيث أتخذ من سيده قدوة له، فالله أحبنا جميعاً ونحن خطاة وبذل أبنه الوحيد لأجلنا. من يصاب بهذا المرض يرضي سيده الذي أوصانا بمحبة الجميع حيث قال: " أحبوا بعضكم بعضاً ." وهل يوجد أروع من أن نرضي من أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا.
ثالثاً: مرض وجع القلب (القلب المتألم):
رومية 9: 2 – 3 يقول:" إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي انسبائي حسب الجسد ."
القلب المتألم هو القلب الحزين، صاحب هذا المرض يشعر بألم ووجع من أجل أهل بيته الذين يعيشون بعيداً عن المسيح وبعيدون عن الحياة المسيحية الحقيقية، إن أندراوس كان مريضاً بهذا المرض، فعندما تعرف على السيد المسيح ذهب سريعاً لأخيه بطرس وأخذه للمسيح (يوحنا 1: 40 _ 41).
وهذه هيّ إرادة الله أن يكون هو السيد على الأسرة وتكون الأسرة كلها تحت سلطانه.
من يصاب به بهذا المرض ينفذ وصية الله التي أوصانا بها …"إن لم يبني الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون".
رابعاً: التهاب القلب (القلب الملتهب):
لوقا 24: 32 يقول: "فقال بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب".
القلب الملتهب هو القلب الحار، صاحب هذا المرض لا يمكن أن يصاب بالفتور تجاه علاقته بالله فقلبه دائماً مشتعل بمحبة الله ومشتعل في العلاقة مع الله. صاحب هذا المرض يتمتع بحضن الله، فالله لا يحب الفاتر في علاقته به، فإما أن يبعد عنه تماماً أو يصاب بمرض التهاب القلب، حيث يقول الكتاب المقدس في (رؤيا3: 15-16) أنا عارف أعمالك انك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً. هكذا لانك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمع أن اتقيأك من فمي".
هذا هيّ أربعة أنواع من أمرض القلب … ألست معي صديقي القارئ أنها أمراض مفيدة لنا …. هل تصلي معي الآن أن تصاب بهذه الأمراض …. يارب دع قلبي ينكسر أمامك ويتضخم بمحبة الناس ويتألم لبعد أحد أفراد أسرتي عنك وأحاول أن أجعله يقترب منك ويعرفك … ودع قلبي يلتهب في علاقته بك ويلتهب بحبك ويتمتع بحضنك …